لحمل الزائد والحمل المفرط : يعتبر التدريب بالحمل الزائد مبدأ ضروري من مبادئ التدريب الرياضي , وهو التدرج في حمل التدريب بما يتناسب مع القدرات البدنية للفرد والإمكانات الوظيفية والتوافقية الحركية وعلى مدار التخطيط السنوي للتدريب , أي أن هذه القدرات والإمكانات لا يمكن لها أن تتحسن وتتطور ما لم نعمل على زيادة حمل التدريب , أي تطبيق مبدأ الحمل الزائد.و تظهر خبرة المدرب الناجح والخبير عندما يستطيع السيطرة على التوازن الصحيح لمخطط برامج تدريب اللاعبين من جميع جوانبه الصحية و الاجتماعية والغذائية والبدنية والنفسية لأن الخلل في إحدى هذه الجوانب سيكون سبب رئيسي لانحدار الحالة الوظيفية لدى الرياضي إلى هاوية الحمل المفرط وهنا لابد لنا أن نبين الفرق بين الحمل الزائد والحمل المفرط . الحمل الزائد: هو عبارة عن تحفيز الأجهزة الوظيفية للعمل بدرجة فوق القصوى دون أضرار للوصول باللاعب إلى حالة الإرهاق الإيجابي .هذا الإرهاق الذي ينجم عن منبهات قصيرة بشدة عالية فوق القصوى فتؤثر على أجهزة وأعضاء معينة مما يؤدي إلى تعب يتصف بتوقف مؤقت لقدرة العضلة أو مجموعة عضلات عن العمل وبنقص غير قليل للأكسجين ،إلا أن اللياقة تعود بعد وقت قصير نسبيا .والهدف من ذلك هو كسر حالة رتابة التدريب وثبات المستوى التدريبي أو تراجعه في بعض الأحيان وهذا يعد حالة صحية في التدريب الرياضي وهو يستخدم لرياضيي المستويات العليا. أما الحمل المفرط : فهو نتيجة تكرار التدريب الزائد خلال الدوائر التدريبية المختلفة وتعرض الرياضي إلى أحمال تدريبية فوق القصوى وبشكل متتالي ولفترة طويلة نسبياً (عدة أيام)، وهو ينجم عن منبهات كبيرة الكمية وعالية الشدة تؤثر على الأعضاء والأجهزة الوظيفية والسبب الرئيسي في ظاهرة الحمل المفرط هو عدم أعطاء الرياضي فترة الاستشفاء الكافية مما يؤدي إلى تراكم أثار التعب وهبوط القدرة وعدم إمكانية الأداء وظهور حالة الإجهاد فتظهر علامات انخفاض المستوى وعدم الثبات في الأداء وكثرة الإصابات والتراجع في القدرة عن التدريب، وأيضا خمول خلايا القشرة الدماغية وبالتالي عدم المقدرة على إتخاذ القرارات السليمة وغيرها من الصفات الوظيفية والنفسية، وهذا يعتبر حالة غير صحية في التدريب الرياضي وبالعكس من التدريب بالحمل الزائد. إن العتبة الفارقة بين الحمل الزائد والحمل المفرط من الصعب أحيانا تحديدها حيث أن ظاهرة الحمل تختلف من لاعب لأخر ،فمن الممكن أن يكون الحمل الزائد لبعض الرياضيين أن يكون حملا مفرطا لغيره . وعليه فإن المدرب الخبير يستطيع أن يقدر الحالة التدريبية والوظيفية للاعبيه من خلال المراقبة والتقييم والإختبارات الفيزيولوجية التقويمية. الدكتور . محمد نور الدين أسعد ... مدرس في معهد التربية البدنية والرياضة للمعلمين في دمشق .عضو الأكاديمية الألمبية السورية 23 يوليو، الساعة 12:57 صباحاً · إعجاب علم وعالم التدريب الرياضي