مفهوم الاستشفاء:-
تعد الراحة واستعادة الشفاء وأنواعها المختلفة امرأ طبيعيا ومهما جدا لإعادة أجهزة الجسم الوظيفية الى حالتها الطبيعية بعد الانتهاء من أداء أي جهد عضلي ليس في المجال الرياضي فقط بل هما مهمان أيضا للحياة اليومية للبشر, فبعد كل يوم عمل مجهد يجب أن يتبعه يوما للراحةبحسب درجة صعوبة أداء ذلك العمل أي ان الحياة البشرية مبنية على مبداء التعب ( العمل ) والراحة ( استعادة الشفاء ) .
أن الجسم لا يستطيع أن يستمر في أداء العمل لمدة طويلة من الزمن ما لم يأخذ قسطا مناسبا من الراحة لعودة نشاط الأجهزة الوظيفية وفعاليتها الى ما كانت علية قبل أداء العمل .
وأن راحةالأجهزة الوظيفية واستعادة شفائها مهمة للحياة اليومية الا أن أهميتها تكون اكبر في مجال التدريب الرياضي, وتجاهلها وعدم استعمالها بالشكل الصحيح يؤدي الى ضعف بعمل الاجهزة الوظيفية مما يؤدي الى خلل بالعملية التدريبية ,والى وصول الرياضي الى حالة الإفراط بالتدريب الذي يؤدي بدوره الى هبوط مستوى الانجاز في نهاية الأمر, وعليه يكون من الخطأ في المدربين أن يفهموا عملية التدريب في أنها مجموعة من الجهود أو المثيرات التدريبية التي يؤديها الرياضيون فقط من دون الاهتمام الجيد بعملية الراحة ,واستعادة الشفاء بعد الانتهاء من تلك الجهود أو المثيرات التدريبية , ومن الطبيعي أن يتعرض الرياضيون الى التعب بعد أداء الجهد البدني فكلما كان مستوى التعب عالياً كلما كانت التأثيرات الجانبية بعد التدريب اكبر. ومما تقدم يظهر أن في التدريب المعاصر يجب في المدربين العمل في أيجاد طرائق ووسائل تضمن للرياضيين التغلب في العوامل المقيدة للتدريب الى أبعد حد ممكن وتساعدهم أيضا في زيادة الانجاز بصورة مستمرة فمن أكثر السبل فعالية لتحقيق مثل هذه الأهداف هو استعمال أساليب استعادة الشفاء المختلفة.كما تختلف وسائل استعادة الاستشفاء ما بين الأساليب التدريبية الذي يستعملها المدرب خلال تخطيط حمل التدريب وكذلك الوسائل التي يتم استعمالها بهدف إعادة التوازن للعمل العضلي وما يتبعه من حمل للأجهزة الفسيولوجية, فضلاً عن الوسائل النفسية هناك الوسائل الطبية والبيولوجية ,إذا إن منأهم العمليات الفسيولوجية المؤثرة في طبيعة الأداء هي كفاءة اللاعب في عمليات الاستشفاء السريعة
حيثاخذ مفهوم الاستشفاء جانباً واسعاً من عناية العلماء والباحثين يتجلى في التعريفات التي ستوضح مفهومه ، إذ عرفه (ريسان خريبط وعلي تركي) بأنه المدة الزمنية التي تعقب الحمل وحتى الوصول إلى المستوى الذي كان عليه الفرد قبل أداء الحمل أو تخطية واستعداده في أداء حمل معين من جديد ، إنّ التبادل الحاصل بين الإجهاد والتوتر من جهة وبين الراحة والاسترخاء من جهة أخرى وبين الحركة والسكون هو الإيقاع الطبيعي للحياة التي نعيشها إذ تلتزم كل خلية وكل ليفه عضلية وكل عضو في جسم الإنسان بهذا الإيقاع .
والاستشفاء هو الحالة الوظيفية التي يمر بها الفرد بعد العمل البدني وحتى العودة الى الحالة الطبيعية ، أوهوعبارة عن أداء نشاط حركي مستمر الإيقاع هادئ عقب المجهود البدني لغرض تخفيض كمية وكثافة اللاكتيك المتراكم في العضلات الذي يعمل في الإقلال من التعب.
ومن المعروف ان عمليات التدريب ذاتها من وجهة النظر الفسيولوجية هي عمليات هدم من ناحية التمثيل الغذائي فهنالك تكسر لمصادر الطاقة لكي تتحول الطاقة الكيميائية المخزونة في الجسم الى طاقة ميكانيكية كما ان هنالك الكثير من الخلايا التي تتمزق اثناء التدريب ، والعكس من ذلك فان عمليات البناء تزداد كثافة خلال فترة الاستشفاء ، اذ يتم اعادة مصادر الطاقة التي استهلكها الجسم خلال فترة العمل ، وكذلك بناء البروتينات في الجسم ، والتخلص من المخلفات الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي .
لذلك فان فترة الاستشفاء بعد العمل تعتبر هي الجزء الرئيسي المكمل لحدوث التكيف الفسيولوجي اللازم لرفع مستوى الاداء ، وتجاهل فترة الراحة وعدم اتاحة الفرصة لعمليات البناء مما يؤدي الى عدم تقدم المستوى، لذلك فان فترة ما بعد التدريب ، أي فترة الاستشفاء تعد فترة لا تقل اهمية عن فترة التدريب