فسيولوجيا تنمية التحمل العام والعودة للحالة الطبيعية.. الجزء الاول.
فسيولوجيا تنمية التحمل العام.. الجزء الاول
أن فكرة أرتباط صفة التحمل بالأداء البدني ولفترات طويلة، قد تكون فكرة غير منطقية، أذ أن مفهوم التحمل هو تحقيق هدفين، أولهما تحقيق مبدأ التدرج بالحمل التدريبي، وثانياً رفع مستوى التحمل العام للأجهزة الجسم الحيوية، ليتسنى نقل تأثيره الى نوع وطبيعة وهدف النشاط الرياضي التخصصي..
ولتفسير ذلك فسيولوجياً أن المبدأ الاول هو التدرج بالحمل التدريبي هو تحقيق أستجابات على مستوى الأجهزة الحيوية، لكي يمكن زيادة قدرتها وتأهليها وصولاً الى حالة التكيف والذي تتكون من مراحل اربعة، وقد سبق أن أشرت اليها في مقالة سابقة.. والغاية هي تمكين تلك الأجهزة من القيام بالعمليات الأيضية" الهدم والبناء" مع المحافظة على حالة الاستتباب البيولوجي( الاستتباب الداخلي) وبناءاً على ذلك فأن التحمل لا يعتبر مجرد قدرة على أداء الجهد البدني بشدة متوسطة ولفترات طويلة.. ولكن الغاية هي تهيئة أجهزة الجسم الحيوية للقيام بالجهد وعلى أتم وجه وفقاً لطبيعة الأداء سوى كان ذلك الأداء لفترات طويلة أو قصيرة، والهدف هو مقاومة التعب في الحالتين بغض النظر عن المسافة أو زمن الأداء، أي بمعنى أن تنمية التحمل لا يقتصر على التحمل الهوائي، وأنما كثيراً من الأنشطة الرياضية تحتاج الى التحمل اللاهوائي، وهذا ما يعني قد يكون التحمل الهوائي( التحمل العام) هو جزء من متطلبات فسيولوجية التحمل اللأهوائي، لأن ما يحدد طبيعة التحمل هو طبيعة النشاط التخصصي، ولتفسير ذلك أن ما قد يعتبر تحملاً خاصاً للنوع معين من الأنشطة، قد يكون تحملاً عاماً لأنشطة أخرى، وهذا يتوقف على زمن الأداء ونوعية التحمل المطلوب، لذلك فمن وجهة نظري أن تصنيف أنظمة الطاقة وفقاً للزمن الأداء قد يكون غير منطقي لارتباطه بالجهد ايضاً، لاسيميا كل الانشطة يبدأ الجهد لها من النظام الأول للطاقة( الفوسفاجيني) مع ما مخزون من كمية من الطاقة في الجسم وعلى شكلATP والذي يقدر عند الرجال بمقدار 0.6مول وعند النساء 0.3 مول. لذلك نلاحظ أن كل النسبب التي ذكرتها المصادر العلمية للأنشطة الرياضية المختلفة لابد من وجود نسبب لأنظمة الطاقة الثلاث. وان تصنيف أنظمة الطاقة الى ثلاث أنظمة قد يكون غير منطقي أيضاً.. وذلك لوجود العتبة اللاهوائية والهوائية وما يحدث من تغيرات في كيمياء الأجهزة الحيوية عند المرور الرياضي بها.. وهذا ما يعتمد على زمن الأداء ونوعية الجهد ودرجته، لذا نلاحظ أن نسبة التحمل الهوائي( العمل الهوائي) تزيد بما يصل أكثر من ثلثي العمل والذي قد تصل نسبته 75%-80% من حجم تمرينات التحمل، وهذا ما يقابله من أنخفاض في التحمل اللاهوائي والسرعة، أذا تصل مقدار الأنخفاض بمقدار 20-25%، فما نرى أن تدريبات التحمل للقدرات كالقوة الميزة بالسرعة لابد لها من تحمل عام، لذلك يجب الحذر من أستخدام تمرينات التحمل الهوائي بدرجات أو نسبب عالية عند تدريب القدرات وخاصة تلك القدرات الذي تشترك فيها صفة السرعة،، وذلك لأن سوف تؤثر على صفة السرعة، لذلك يجب التركيز عند تدريب قدرات التي تشترك السرعة فيها، على تركيز على تنمية القابليات اللاهوائية الفوسفايتية ATP-PC وهذا يعتمد على زيادة المصادر الفوسفايتية بالعضلة، أذا ما علمنا أن العضلة لا تستخدم بصورة مباشرة عند الجهد أو العمل ال ATP الا بعد تحويله الى ADP والذي يتم بتفاعلات سريعة داخل العضلة وبمساعدة الانزيمات، لذلك تتميز التمرينات المعطاة بأنها لفترة قصيرة عند الأداء، ومن المستحسن أن لا تتجاوز 0.5-10 ثانية وبالشدة القصوى مع أعطاء فترات راحة طويلة نسبياً مقارنة مع زمن الأداء وبمقدار من 2-3 دقائق، والغاية أعطاء فرصة كافية من أجل أستعادة الشفاء وبناء المكونات الفوسفاتية مرة أخرى، علماً بأن استهلاك مصادر الطاقة في تلك التمرينات لا يكون بصورة كاملة خلال الأداء ومهما كانت الشدة ( الشدة القصوى)، أذ ما يتم أستهلكه خلال تلك التمرينات لا يتجاوز50-60% من مخزون العضلة من المركبات الفوسفاتية.. وسؤال الذي يطرح ذاته؟؟ لماذا لا يكون ألاستنفاذ للطاقة الفوسفاتية بصورة كاملة أي 100%.
والاجابة على ذلك السؤال أن أستنفاذ الطاقة الفوسفاتية بصورة كاملة سوف يؤدي الى أختلال في عمل الاجهزة الحيوية ولاسيميا الجهاز العصبي الجهاز المسيطر والمهمين على أجهزة الجسم ، مما يؤدي الى عدم قدرة الجسم على المحافظة على التوزان البيولوجي ، وهذا ما يعني عدم قدرة الجسم على تسديد جزء كبير من الدين الأوكسيجيني" أي أن كمية الاوكسجين التي تحتاج اليها العضلات العاملة لبناء المركبات الفوسفاتية التي أستهلكت خلال الجهد) لذلك على المدرب التركيز على أعطاء التمرينات لتنمية المتطلبات اللاهوائية الفوسفاتية وبشكل مجموعات لا تتجاوز 3-4 مجموعات مع أعطاء فترات راحة من 5-7 دقائق لمساعدة أجهزة الجسم الحيوية، من أجل أستعادة المركبات الفوسفاتية... والغاية الرئيسة هو بقاء الرياضي يعمل ضمن نظام الطاقة الاول، والهدف هو تدريبات السرعة.. وعدم أعطاء العضلة الفرصة لأنتقال لنظام طاقة أخر وهو نظام حامض اللاكتيك، فيكون الهدف عندئذ من تمرينات هو تنمية تحمل السرعة.. ولكي نسلط ضوء على كيفية استجابة الجسم للاحمال تدريبية مختلفة الشدة.. اذا ان من المسلم به كلما كان شدة الحمل قصوى فإن الرياضي يحتاج إلى وقت اطول لاستعادة الحالة الطبيعية.. فمثلا تطبيق حمل تدريبي بشدة منخفضة 30-40%.فإن الرياضي يحتاج الى3-8ساعات للعودة للحالة الطبيعية.بينما بعد الحمل المتوسط والذي يقدر من 50-70.فإن الرياضي يحتاج من 10-12ساعة للعودة إلى الحالة الطبيعية.بينما بعد الحمل دون الأقصى.اي الشدة 80-90%فانه يحتاج الى14-18ساعة..للعودة للحالة الطبيعية.بينما بالحمل ذو الشدة القصوى من فوق 90-100%فانه يحتاج. الى يوم واحد او اكثر للعودة للحالة الطبيعية.. وتكون فترة العودة مرتبطة بالتدريب التراكمي الذي حصل عليه الرياضي من فترات التدريب السابقة..والتي أدت إلى تكيفات مكتسبة جراء تلك التدريبات..والتي اعتمدت على أسس تقنين حمل التدريب..فضلا عن الفروق الفردية بين الرياضين.من حيث القابليات الحيوية للعضيات الجسم..ونوع النشاط الممارس.فضلا عن القدرة المستهدفة..اذا انه يختلف وقت الراحة اللازمة للعودة للحالة الطبيعية.بعد الحمل الأقصى للتدريبات السرعة.عن الوقت اللازم للتدريبات التحمل الهوائي/اللاهوائي .. فتكون الفترة للعودة للحالة الطبيعية في تدريبات السرعة من6-8 ساعة..بينما تدريبات التحمل اللاهوائي.فإن تتطلب ثلاثة اضعاف تدريبات السرعة.اي تقريبا يوم كامل.. في تدريبات التحمل الهوائي.فإنها تتطلب من يوم الى ثلاثة أيام.. وكل ذلك يعتمد على مبدأ إعادة بناء التكيف مقارنة بالتعويض الزائد
أن مرت الأيام ولم تروني
[size=16]فهذه مواضيعي فتذكروني
وأن غبت يوما ولم تجدوني
ففي قلبي حبكم فلاتنسوني
وأن طال غيابي عنكـــــــم
دون عودة فأكون وقتهـــا
بحاجة للدعاء فأدعو لي[/size]