فسيولوجيا التغلب على هضبة القوة الجزء الثاني
غالبا ما يتدرب معظم الرياضين، من أجل تنمية القوة 2-3 وحدات تدريبية موزعة على أيام الأسبوع، ويركز الرياضي خلال ذلك على تمرين واحد لكل مجموعة عضلية، مع تدريب جميع المجموعات العضلية للجسم في وحدة تدريبية واحدة،(أي بمعنى تدريب يوم لمجموعة عضلية واحدة، وبوم أخر لمجموعة عضلية أخرى، وفي اليوم الثالث التدريب لجميع المجموعات العضلية، وهذا الأسلوب في الحقيقة أمناً، ويساعد في بناء وتطوير القوة العضلية وتحسين النغمة العضلية( وهي درجة التوتر الجزئي الدائم – غير الحركي- لعضلات الجسم التي تساهم في حفظ قوام الجسم في وضعه المعتدل تشريحاً وميكانيكاً)، ولكن مع الاستمرار في هذه الطريقة ولفترة طويلة سيؤدي حتماً وصول الرياضي الى هضبة القوة، وسؤال الذي يطرح ذاته كيف نبعد الرياضي عن هضبة القوة، وكيف نحافظ على التكيفات التي أكتسبها الرياضي من مراحل التدريب السابقة. والإجابة على ذلك استخدام أسلوب الدافعات أو القفزات من خلال التحكم بمكونات الحمل التدريبي، وباستخدام تغير في الحجم أولاً، ومن ثم بعد ذلك الشدة والراحة، وذلك من أجل تأمين حدوث الاستجابة والارتقاء في مستوى أعضاء واجهزة الجسم، وبعدها تحقيق متطلبات أكثر ومن ثم أمكانية زيادة مستوى قدرات الرياضي عما كان عليه من قبل مع الأخذ بالنظر الاعتبار، بأن نظام الدفعات لا يمكن تطبيقه مع النأشين والشباب ذلك لأنهم يمكن أن يحققوا نتائج تفوق مستوى تفوق أعمارهم في المرحلة الأولى، إلا أن أمكانية ثبات ذلك المستوى والتقدم به أمر غير ممكن، ولتباين ذلك تطبيقاً.. يمكن ذلك بإضافة 2-3 تمارين لكل مجموعة عضلية، أذ أن اضافة تمرين مع التمرين المستخدم مع زيادة الشدة في التمرين المضاف، فضلاً عن استخدام أكثر من تمرين للمجموعة العضلية الواحدة( وبمعنى اخر توزيع التمرينات على الوحدات التدريبية للعضلة ذاتها) مع الأخذ بنظر الاعتبار عدم تكرار نفس التدريبات على تلك العضلات في الوحدة التدريبية التالية لأن ذلك سوف يؤدي الى الاجهاد، لذلك نلجأ الى تدريب مجموعات عضلية اخرى، من أجل اكتساب الاسترداد( الاستشفاء) للمجاميع العضلية التي تم تدريبها أولاً.
فسيولوجياً:- أن تدريب مجموعة من العضلات وبنفس الحمل التدريبي وعلى وتيرة واحدة يؤدي إلى تدريب المسارات العصبية لتلك العضلات نتيجة تكرار تنبيه، وكما أشرنا في جزء الأول من المقالة، بأن الخلية العصبية تتعلم، وعندما يصل السيال العصبي العتبوي الى الالياف العضلية، يؤدي ذلك الى انقباضها، وذلك الانقباض يستهلك طاقة كيميائية على هيئةATP وهذه العضلات لا تستغل الطاقة بكفاءة100%، لذا فأن قسماً من الطاقة يتبدد على هيئة حرارة تنتشر في الأنسجة المحيطة، مما يؤدي الى ارتفاع حرارة الدم، وهذا الارتفاع بحد ذاته يؤثر على الخواص الوظيفة للعضلات، ولعل من أهمها قابلية التهيج( ويقصد بذلك استقبال المنبهات والاستجابة لها) وعادة ما تكون تلك المنبهات( النواقل العصبية كالأستيل كولين وفاعلية أنزيم كولين أستيريز) وما يصاحب ذلك من تغيرات أيضية عديدة ومن أهمها تغير قيمة pH الدم ، فضلاً عن ذلك الارتفاع يؤثر على انقباضيه العضلة لحدوث اختلال في زمن الاستجابة والذي يطلق عليه ومضة العضلة، وهذا يحدث نتيجة زيادة في زمن مرحلة الإعاقة والتي تستغرق عادة حوالي 5مليثانية تقريباً، وهي تعقب التنبيه مباشرة والتي تستغلها العضلة في أحداث التهيج والانقباض للوحدات الحركية، وكرد فعل عكسي للتخلص من الحرارة الزائدة تبدأ أليات أخرى في الجسم من تخفيض حرارة الدم، للوصول الى حالة الاستقرار التجانسي، ولعل أحد تلك المسارات (التعرق)، لذا فأن تغير الحمل التدريبي للتمرينات وبما يتناسب مع أمكانية وقدرات الرياضي ،فأن ذلك يؤدي إلى تغير في قيمة وقوة تنبيه، واحداث جهود أفعال في غشاء الليف العضلي والى انقباضه بأقصى قوة، مع استنفار أعداد متباينة من الوحدات الحركية ويتباين ذلك العدد مع شدة المثير ودوامه.
أن مرت الأيام ولم تروني
[size=16]فهذه مواضيعي فتذكروني
وأن غبت يوما ولم تجدوني
ففي قلبي حبكم فلاتنسوني
وأن طال غيابي عنكـــــــم
دون عودة فأكون وقتهـــا
بحاجة للدعاء فأدعو لي[/size]