فسيولوجيا التغلب على هضبة القوة: الجزء الأول
هضبة القوة:- كل منا يعرف مصطلح هضبة السرعة ، وقد يكون البعض قد سمع بهضبة القوة والبوم سوف أتناول هضبة القوة.. تعتبر هضبة القوة من المشاكل الاساسية التي تواجه المدربين والرياضين في المجال التطبيقي.. أذ قد يمارس الرياضي موسماً تدريباً كاملاً لمنهاج تدريبي لتنمية القوة العضلية، إلا أن محصلة ذلك التدريب يكون غير مجدياً( وسؤال الذي يطرح ذاته لماذا لم يكون هناك تقدم يعادل الجهد المبذول والوقت الضائع). والإجابة مرور الرياضي بما يدعى هضبة القوة Plateu وقد تكون هذه الحالة الطبيعة، أذا ما تم التغلب عليها من قبل المدرب والرياضي على حد سواء. ولعل من أهمها :- أ- أيجاد طريقة جديدة لتنفيذ الوحدات التدريبية، عن طريق تغير الطرق أو الأساليب التدريبة المتبعة، لما لها من دور أساسي في كسر حاجز الملل عند الرياضي فالرياضي الذي يمارس تدريباته بنفس الأسلوب والأدوات غالباً ،ما ينتبه الشعوربالملل، لذلك على المدرب محاولة تغير الأجهزة والأدوات كلما أستطاع وبكل وحدة تدريبة.
ب- تجديد تمرينات الوحدة التدريبية:- لأن استخدام التمرينات وبشكل متكرر سوف يؤدي الى تطبع المسارات العصبية وفقاً لنظرية الخلية العصبية تتعلم، وبذلك ينتقل ذلك التعلم على تكيف الجهاز العصبي العضلي، مما يؤدي الى تنبيه نفس الوحدات الحركية والالياف العضلية، دون مشاركة وحدات حركية جيدة، ولذلك تمر هذا الوحدات في مرحلة الخمول . وهذا لا يؤدي الى المزيد من تطور القوة. ولكن عندما يتم تغير التمرينات، فأن ذلك سوف يؤدي بالمقابل تغير المثير وهذا بدوره سوف يؤدي الى تغير عدد الوحدات الحركية والالياف العضلية ، سوى كان ذلك ن حيث الكم أو النوع، فضلاً عن تغير زمن وشدة المثير، وبالتالي تحسين عمليات التكيف الفسيولوجي بما يخدم النشاط الممارس، وانعكاسه على رفع مستوى الاداء.
ج- تغير في تسلسل التمرينات:- مما لاشك فيه بأن الوحدات التدريبية تتكون من مجموعة من التمرينات، وممارسة هذه التمرينات وبنفس التسلل وتكرار وفي كل وحدة تدريبية تجعل الرياضي ، وكانه يعمل بشكل ألي، لذلك على المدرب تغير موقع تلك التدريبات وتكراراتها وبصورة مستمرة، فمثلاً عند أداء تمرين ما في وحدة التدريبية أولاً، يمكن استبدال ترتيبه وجعله مكان تمرين الأخر وهكذا، لأن استبدال ذلك التمرين، سوف يؤدي حتماً إلى تغير مكونات الحمل التدريبي( شدة، حجم، راحة)، فضلاً عن الوحدات الحركية والمجاميع العضلية، والسبب لأن كل مكون من مكونات الاحمال التدريبية له وحداته الحركية والعضلية الخاصة به أثناء العمل، وبما يتناسب مع شدة وحجم المثير ، فضلاً عن الراحة اللازمة لاسترداد مصادر الطاقة اللازمة للعمل التالي، وبذلك نخلق نوعاً من الظروف الفسيولوجية الجديدة للعضلات المشاركة، وبالتالي تحسين عمليات التكيف.
د:- تغير عدد المجاميع:- أن تكرار عدد المجاميع من الاساليب المهمة للتغلب على هضبة القوة، أذ أن بقاء المدرب على نفس عدد المجاميع يؤدي ذلك الى تأثيرات على حالة التكيف للجهاز العصبي والعضلي، لذلك يجب تغير عدد المجموعات مع الأخذ بنظر الاعتبار تغير عدد التكرارات والمقاومة المستخدمة عن الاداء، فمثلاً رياضي يتدرب باستخدام 12 تكرار لمقاومة وزنها 30 كغم، يمكن أن يغير الى تمرين 10 تكرارات لمقاومة وزنها 40كغم ، وهذا لا يعني الثبات على ذلك وانما تغير بصورة مستمرة وبما يتناسب مع قدرات الرياضي وأهداف ومرحلة التدريب(أي بمعنى تجنب زيادة طول فترة التدريب باستخدام نفس المقاومات).
5- اتخاذ القرار للتغير:- ليس كل مدرب أو الرياضي يمتلك قدرة التغير وخاصة في المستويات العليا، لأن ثقافة التغير لا يمتلكها الا من أمن بها. وقد يكون السبب هو الاحساس في فقدان مكتسبات المراحل السابقة، وفقدان التكيف التي وصل اليها الرياضي، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ماهي فائدة تلك التكيفات، أذ لم تدفع عجلة الأداء وتحسين الإنجاز
أن مرت الأيام ولم تروني
فهذه مواضيعي فتذكروني
وأن غبت يوما ولم تجدوني
ففي قلبي حبكم فلاتنسوني
وأن طال غيابي عنكـــــــم
دون عودة فأكون وقتهـــا
بحاجة للدعاء فأدعو لي