النص : قال مفدي زكرياء : تـبارك شـعب ، ( تحدّى الـعـنادا ) فـصـام ، و أضــرب سبعـا شـدادا و آنـف أن يـسـتسـيغ الــحيـاة تـجـرّعــه ذلـة و اضـطهـــادا و أقـسـم أن لا يـعـيش النهــار عــمــيـلا ، يـوفّـر للبــوم زادا و أن يـهجر الـنّوم يـلـقى المـنايا و يـبـلـو الليـالـي الــطوال جلادا عـــلام يكـدّ لـخيــر الدّخـيل و من كـدّ أتـعـابـه ما اسـتـفـادا !؟ يـصـوم ، و يـمضغ جمر الغضـا أمّا ألـهـب الجـمـر فـيه الجهــادا و يظــمأ ، و المـاء ملء يـديـه إذا استفحـل الـسّـم فـيـه وســـادا و مـن دمـه يـرتـوي و يـروي سـنـابلـه و يــفــدي البـــلادا و جنّت فـرنســا لإضراب شعب فـعاثت بـعرض الـبلاد فــســـادا بكت ، فـضحكنا…. و قـال الزّمان (تبارك شـعـب تــحّـــدى الـعنادا) الشرح اللغوي : الغضا : شجر خشبه من أصلب الخشب و جمره يبقى وقتا طويلا لا ينطفئ . المطلوب : i– البناء الفكري : 1- ما الدوافع الموضوعية و الذاتية التي أدت بالشاعر إلى نظم هذه القصيدة ؟ 2- صور الشاعر انتفاضة الشعب الجزائري ، ما سبب هذه الانتفاضة ؟ ما مظاهرها ؟ و ما هو رد فعل السلطات الاستعمارية اتجاهها ؟ 3- تتجسد في النّص صورة استغلال المستعمر للشعب الجزائري ، وضحيها و دلي على أبياتها . 4- كيف كانت عواطف مفدي زكرياء ؟ و ما هي النزعة المترتبة عن ذلك ؟ 5- تبدو في الأبيات روح الشاعر الدينية ، ما مصدرها ؟ و ما تجلياتها في القصيدة ؟ 6- ما الفّن الشعري الذي تنتمي إليه الأبيات ؟ و هل يمكن إدراجه ضمن الأدب الملتزم ؟ لماذا ؟ 7- لخصي مضمون النص . ii– البناء اللغوي : 1- في النص حقل دلالي يدل على التحدي ، مثلي له بأربعة ألفاظ . 2- بم توحي الألفاظ الآتية : النوم ، الدخيل ، جمر ، الماء ؟ 3- ما العلاقة الموجودة بين البيت العاشر و الأبيات التي سبقته ؟ 4- زاوج الشاعر بين جلال المعنى و جمال المبنى ، وضحي و عللي مستشهدة . 5- في عجز البيت الثالث صورة بيانية ، وضحيها و بيني أثرها في المعنى . 6- بيني المحل الإعرابي للجملتين المحصورتين بالقوسين .
التصحيح:
– البناء الفكري : 1- تكمن الدوافع الموضوعية التي أدت بالشاعر إلى نظم هذه القصيدة في إضراب السبعة أيام الذي قام به الشعب الجزائري ضد السلطات الاستعمارية الفرنسية ، و هو دافع جزئي ضمن دافع أكبر و هو رفض تواجد الاستعمار و السعي حثيثا إلى طرده و التخلص منه ، أما الدافع الذاتي فيرتبط بنفسية الشاعر المتشبعة بحب الوطن ، هذا الحب الذي غذّى فؤاده و ملأ جوانحه ، فأخرجه في شكل إبداعي شعري متميز . 2- صوّر الشاعر انتفاضة الشعب الجزائري التي يعود سببها إلى معاناة الشعب المريرة من قهر المستعمر و جوره و تسلطه ، لذا فقد عزم على رفض الهوان و الظلم . و قد تجلت مظاهر هذه الانتفاضة في تحدي الشعب للمستعمر المتسلط برفض الانصياع لأوامره و بهجر أعماله ، و يتكبد المشاق و توديع السبات و اقتحام الموت و الصبر على الجوع و العطش و الافتداء بالدم في سبيل الوطن . و قد زادت هذه الانتفاضة من هيجان المستعمر فضاعف وحشيته لكن ما نفعه طغيان لأن الانتصار كان جزائريا . 3- تتجسد في القصيدة صورة استغلال المستعمر للشعب الجزائري ، و تبدو من خلال الأعمال الشاقة المضنية التي كان يقوم بها الجزائريون يوميا دون أن يستفيدوا منها شيئا ، لأن المستفيد الوحيد كان المستعمر المتنعم بخيرات البلاد و بحصيلة مجهودات أبنائها ، و الأبيات الدالة على ذلك : 3 – 5- 6 – 7 . 4- كانت عواطف الشاعر قوية تلهبها حرارة الثورة ، و قد تراوحت بين عاطفة حب للوطن و عاطفة فخر و اعتزاز به و بصمود أبنائه ، كما نلمس عاطفة إشفاق على الشعب لما كان يقاسيه من ويلات ، و عاطفة سخط و احتقار اتجاه المستعمر . و ترتب عن هذه العواطف نزعة وطنية تدل على مدى تعلق الشاعر بوطنه و مدى تقديسه له. 5- تبدو في الأبيات روح الشاعر الدينية و مصدرها ثقافته و تشبعه بروح الإسلام ، و يتجلى ذلك في بعض أساليبه التي تجدها وثيقة الصلة باللفظ و المعنى القرآني و من أمثلتها : تبارك ، صام ، سبعا شدادا ، عاثت بعرض البلاد فسادا . 6- تنتمي الأبيات إلى الشعر السياسي الثوري (التحرري) الذي ظهر في العصر الحديث مواكبا لانتشار حركة استعمارية واسعة في الوطن العربي ، و هذا النوع من الشعر قام ضد الطغيان و الظلم و الاضطهاد ، كاشفا عن حقيقة الاستعمار داعيا إلى الثورة ضده . و يمكن إدراج النّص (و فنه) ضمن الأدب الملتزم ، لأن مفدي زكريا التزم من خلاله و من خلال جل أشعاره بطرح رسالة سامية هي قضية الوطن الثائر ضد المستعمر ، و سخر قلمه للدفاع عن هذه القضية بكل صدق و إخلاص و قناعة فكان شعره أحسن مثال يضرب في أدب الالتزام . 7- تلخيص القصيدة : أضرب الشعب الجزائري الأبّي مدّة سبعة أيام متحديا فرنسا ، رافضا للطغيان و الهوان ، عازما على الخلد و الثبات و التضحية بالذات ، لأن لا فائدة من حياة ينعم فيها الغريب و يشقى فيها القريب ، فلابد من سيـل دماء عارم يصدّ الجلاّد و ينقذ البلاد ، فكان المراد و بارك الله في سماه هذا الجهاد . ii– البناء اللغوي : 1- الحقل الدلالي الدال على التحدي : صام ، أضرب ، آنف ، أقسم ، يهجر ، يلقى ، يبلو ، الجهاد . (ملاحظة : المطلوب أربع ألفاظ فقط ) . 2- الألفاظ الموحية : النوم : إلى الغفلة الدخيل : الاستعمار و الاغتصاب الجمر : الألم و المعاناة الماء : النجاة و الحياة 3- يمثل البيت العاشر خلاصة ما سبقه من أحداث واردة في الأبيات التي سبقته ، فقد جسّد هذا البيت انتصار الشعب الجزائري في إضرابه و ثورته ضد المستعمر ، مما يؤكد أن الفوز هو النتيجة الحتمية لكل إصرار و تحد و مقاومة . 4- زاوج الشاعر بين جلال المعنى و جمال المبنى من خلال انتقائه للفكرة الصائبة و الرسالة السامية المتمثلة في طرح قضية ذات بعد وطني و إنساني و هي الثورة ضد الظلم و الاضطهاد من أجل نيل الحرية . و قد اختار الشاعر لهذا المعنى الجليل (ثورة الجزائر) الأسلوب البليغ الجامع بين قوة اللفظة و جمال الصورة . الألفاظ القوية : تحدى ، عنادا ، شدادا ، اضطهادا ، المنايا ، جلادا ، جهادا … الصورة البديعية : تحدى العنادا ، سبعا شدادا ، تجرعه ذاته ، يلقى المنايا ، جنت فرنسا . 5- الصورة البيانية في عجز البيت الثالث : يوفر للبوم زادا : شبه المستعمر بالبوم ، حذف المشبه و صرّح بلفظة المشبه به (النوم) على سبيل الاستعارة التصريحية . قد أسهمت هذه الصورة في تقوية المعنى و إجلاء الفكرة للتأكيد على صورة مستعمر ممقوت مشؤوم . 6- المحل الإعرابي : تحدى العنادا : جملة فعلية في محل رفع نعت . تبارك شعب تحدى العنادا : جملة مقول القول ، فعلية في محل نصب مفعول به .
|