تعريف المنهج الإستنباطي في البحث العلمي :
إعتمد الكثير من الباحثين على المنهج الإستباطي في أبحاثهم العلمية ، و يشتق تعريف المنهج الإستنباطي من مسماه ، أي المنهج القائم على الإستنباط و الإستدلال ، و إستخراج المعرفة من المعارف الأخرى السابقة المرتبطة ببعضها البعض ، و ترابط كل الظواهر العلمية و تتباعها على مر التاريخ البحثي ، و يمكن أن يقوم الباحث العلمي بإستنباط أهم النتائج من بعض المعلومات السابقة البسيطة ، فهي أحد العمليات العقلية في المقام الأول ، و التي تعتمد إلى حد كبير على مهارة و خبرة و تمكن الباحث العلمي .
و يتم تعريف المنهج الإستباطي على أنه ذلك المنهج العلمي الذي يتم فيه الإنتقال من الكل إلى الجزء ، و من التفكير العام إلى التفكير الخاص ، و هو بذلك يكون معاكسا للمنهج الإستقرائي ، و الذي يقوم على منهج التفكير من الجزء إلى الكل ، حيث يقوم الباحث العلمي بتجزئ النظريات الكلية إلى أجزاء يمكن الإستقادة منها ، و الإستنتاج الجديد من خلال تجزئتها إلى أجزاء أخرى جديدة ، فيقوم الباحث بإستخراج الجزء النظري الذي يود الإستفادة منه في دراسته العلمية أثناء قيامه بالبحث العلمي .
الخلاصة أن الباحث العلمي يقوم بما يطلق عليه بالبحث الجزئي ، الذي يرمي في النهاية إلى النظريات الجزئية و النتائج الجزئية ، حيث يؤدي المنهج الإستنباطي الإستدلالي أحد أهم الوظائف في البحث العلمي ، و التي قد لا يقوم بها المناهج العلمية الأخرى .
أبرز المميزات التي يمتاز بها المنهج الإستنباطي عن غيره من مناهج البحث العلمي :
تأتي مميزات المنهج الإستنباطي لتجعله أحد الإختيارات المفضلة للباحثين ، و أحد المناهج العلمية التي لاتزال لها أهمية كبيرة في البحث العلمي ، و من أهم تلك المميزات :
تمتاز الدراسة و البحث عن طريق المنهج الإستنباطي ، بأنها أحد الدراسات العلمية التي يتداخل بها المنطق بشكل ملحوظ ، و يجعل منها دراسة عقلية علمية معقدة و متداخلة إلى حد كبير .
يتميز أيضا المنهج الإستنباطي بكونه يعتمد على فرض الباحث العلمي للفرضيات المختلفة ، و من ثم يقوم بالعمل على تلك الفرضية ، حتى يمكنه أن يصل إلى نتائج محددة حول إثبات أو نفي تلك الفرضيات ، و هي من أبرز مميزات المنهج الإستباطي .
يمتاز كذلك المنهج الإستنباطي بإعتماد الباحث العلمي على ما يطلق عليه فكر المراقبة ، و الذي يقوم فيه الباحث بالمراقبة و الملاحظة الجيدة لكل الظواهر و الفرضيات ،التي يعمل على إثباتها في البحث العلمي .
يقوم الباحث العلمي بالإعتماد على المنهج الإستنباطي كذلك في الوصول للنظريات المختلفة ، و هي أحد أهم مميزات المنهج الإستنباطي .
من أبرز مميزات المنهج الإستنباطي أيضا ، أنه قادرا على التنبؤ بالنتائج التي يمكن أن يتم إثباتها عن طريق تلك النظريات .
كما أن المنهج الإستنباطي يتميز بنتائجه بأنها نتائج عامة ، و يمكن أن تعمم على الأشخاص المبحوثين بشكل كبير ، على النقيض من الكثير من المناهج العلمية الأخرى ، و التي لا يمكن الإعتماد على تعميم نتائجها .
أهم الأسس التي يقوم عليها المنهج الإستنباطي في البحث العلمي :
يوجد بعض الأسس الهامة التي يقوم على أساسها المنهج الإستباطي ، و تتمثل تلك الأسس فيما يلي :
1 – الأشياء البديهية : و يقصد بالأشياء البديهية أو الأفكار البديهية ، أنها تلك الأفكار التي تكون واضحة و مسلم بها و لا تقبل التشكيك أو التغيير ، و التي كذلك لا تحتاج لمجهودات الإثبات العلمي ، فالأفكار الببديهية تعرفمن كونها واضحة و تلقائية و أولية و عامة ، و تلك أهم صفات الأفكار البديهية الهامة في المنهج الإستنباطي .
2 – الأفكار المصادرات : و هي تلك الظواهر التي تعتبر أقل تسليما و بديهية بوجودها ، و هي تتمثل في إحتياجها لبعض الظهور و الإثبات العلمي ، حيث لا تخضع لنفس اليقين الذي تخضع له البديهيات في المنهج الإستنباطي .
3 – التعريفات : من مسماها هي الوصف التحليلي للظواهر ، و التي يعتمد عليها الباحث العلمي في معرفة الكثير عن الظواهر المختلفة ، كما أن التعريفات في البحث العلمي غالبا ما تدل على التطورات و القضايا التي تتعرض لها الظواهر المختلفة ، و هي يجب أن تكون مكونة من جزءين أساسيين ، وهما الشئ المراد التعريف عنه و التعريف المطلوب .
و تلك أهم المبادئ التي يقوم عليها المنهج الإستباطي في البحث العلمي ، و التي إن توفرت إستطاع الباحث العلمي أن يقوم بعملية الإستباط و الإستدلال في البحث العلمي .
كيف يمكن تطبيق المنهج الإستنباطي في البحث العلمي :
يمكن تطبيق المنهج الأستدلالي الإستنباطي في البحث العلمي عن طريق بعض الخطوات الهامة ، التي ينبغي على الباحث العلمي إتباعها ، و تتمثل تلك الخطوات فيما يلي :
1 – مدخل أو مقدمة :
حيث يجب على الباحث العلمي تقديم مدخل مناسب أو مقدمة جيدة عن الموضوع المطروح ، حيث يتم ذكر كل الأفكار البديهية أو المسلمات ، و التي تتعلق بالأفكار المراد إستنباطها ، و هي أحد أهم خطوات المنهج الإستنباطي التي تساعد على سهوله إستخداماته .
2 – عرض الأفكار :
حيث يقوم الباحث العلمي بعرض كيفية العمل على تعريف و إستخدامات المنهج الإستنباطي ، عن طريق تقسيم الأفكار و النظريات الكلية إلى أفكار فرعية ، حتى يصل إلى الأفكار و القواعد التي يريد من طلابه تعملها .
3 – القيام بخطوة الإستنباط :
و في تلك الخطوة يقوم الباحث العلمي بتجميع كل الأفكار و الأجزاء التي عمل على دراستها ، ثم يقوم بالتوصل إلى الإستدلال على النتائج النهائية المرجوة .
4 – القيام بتطبيق النتائج التي تم التوصل إليها :
حيث يجب على الباحث العلمي أن يتأكد جيدا من المعلومات التي تم جمعها ، و أن يقوم بتطبيقها عمليا حتى يرى إن كانت بالفعل تؤتي ثمارها أم لا ، و هي من أهم خطوات المنهج الإستباطي .
[size=24]ساهم في ترقية التعليم في الجزائر، و أرسل لنا ملفاتك ليتم نشرها باسمك و يستفيد منها أبناؤنا
و تبقى لك صدقة جارية الى يوم القيامة
[/size]صفحتنا على فايسبوك
أن مرت الأيام ولم تروني
[size=16]فهذه مواضيعي فتذكروني
وأن غبت يوما ولم تجدوني
ففي قلبي حبكم فلاتنسوني
وأن طال غيابي عنكـــــــم
دون عودة فأكون وقتهـــا
بحاجة للدعاء فأدعو لي[/size]