أساليب الاعداد النفسي في كرة القدم
المبحث الاول : الاعداد النفسي طويل الأمد :-
تستغرق عادةً المسابقات للألعاب المختلفة وبطولاتها فترات طويلة تستمر لعدة أشهر قد تكون متواصلة (كما هو الحال مع الدوري المحلي) وهي على العموم متنوعة ، وقد لايتحصل اللاعب إلا على وقت أو فترة محدودة لاينشغل بها في التحضير أو في خوض هذه المسابقات . وهذا يتطلب أن يكون الاعداد النفسي متواصلاً فضلاً عن المراحل التدريبية التي قطعها اللاعب ضمن مشواره السنوي العامر بالنشاطات . لذا كان من المهم والضروري أن يكون الاعداد طويل الأمد ، والذي يبنى في واقع الحال على عدة مباديء أهمها :-
1- ضرورة إقناع اللاعب بأهمية المباراة أو المسابقة التي يشترك بها .
2- المعرفة الجيدة لشروط وقوانين وظروف المباراة أو المسابقة التي يشترك بها .
3- الشعور بالفرح والبهجة للاشتراك في المنافسة ويتم ذلك عن طريق تحديد هدف مناسب يحاول الفريق الوصول إليه .
4- عدم تحميل اللاعب أعباء كثيرة تثقل كاهله .
5- مراعاة المدرب للفروق الفردية بين لاعبيه عند التعامل معهم .
6- تنمية وتطوير الصفات النفسية الملائمة وتطوير (الانتباه والتذكر والدقة وتقدير المسافة والزمن والتوافق العضلي العصبي وغيرها من مكونات الاعداد النفسي طويل الأمد التي لها أثر في تطوير مستوى الانجاز عند اللاعب ، لأن تطور هذه الصفات عنده يساعد على بث الثقة في نفسه . وأداء الواجب عند تطبيق خطة اللعب المرسومة . وهناك بعض الأمور التي لابد للمدربين من مراعاتها خلال عملية الاعداد النفسي طويل الأمد هي :-
· أن يعمل المدرب على زيادة الدافعية عند اللاعبين ليستمروا في ممارسة اللعبة ويصلوا إلى أعلى المستويات ، ويتم ذلك عن طريق التشجيع المستمر أثناء التدريب .
· ينبغي إقتناع اللاعبين بصحة طرائق ونظريات التدريب المختلفة وأن يثقوا بالأساليب التي يستخدمها المدرب ، وهذا يأتي عن طريق شرح وتوضيح الغاية والهدف من كل تمرين يعطى خلال الوحدة التدريبية .
· تعويد اللاعبين على التركيز لحل الواجبات الملقاة على عاتق كل منهم ، وعدم التأثر بالمؤثرات الخارجية ، سواء كان ذلك أثناء التدريب أو أثناء المنافسة ، وذلك بخلق مواقف أو حالات أثناء التدريب أو المباريات الودية ، مشابهة للحالات التي تحدث أثناء المنافسات ويطلب منهم إيجاد الحلول لها ، وبهذا فإن اللاعبين سيتغلبون على هذه المواقف ، عندما تواجههم أثناء المباريات ، كما إن وجود الجمهور أثناء التدريب يساعد على تعويد اللاعبين على عدم التأثر به أثناء المباريات .
· تعويد اللاعبين على الكفاح تحت أسوأ الظروف أو في حالة تفوق مستوى فريقهم على الفريق الآخر ، فالتدريب المستمر تحت ظروف فيزياوية وبيئية مختلفة تساعد اللاعبين في التعود على العمل والمثابرة تحت مختلف الظروف كما وإن التقويم الصحيح لمستوى الفريق المقابل ووضع خطة اللعب المناسبة له يعد من الأمور المهمة في عدم الاستهانة بالمنافس مهما كان مستواه .
· العمل على تقوية الثقة بالنفس عند اللاعبين مع الحذر من المغالاة في ذلك ، وإلا إنقلبت الثقة بالنفس إلى غرور والمدرب الناجح هو الذي يعمل على تخطي هذا الحاجز وذلك بعدم الإكثار من مدح لاعبيه بسبب أو بدونه .
· مراعاة تقدير اللاعبين لمستواهم والمستوى لفريقهم وللمسابقة التي يشتركون فيها .
· ضرورة تعويد اللاعبين على المواقف المختلفة التي تفرضها ظروف اللعبة مع مراعاة ضرورة ممارسة اللعبة طبقاً للقوانين والقواعد الرسمية وخاصة فيما يتعلق بالأخطاء والعقوبات المحددة لها . وهذا يتم عن طريق التمارين الخططية التي يطبقها المدرب خلال المراحل التدريبية ، وكذلك اللعب بفريقين في نهاية الوحدة التدريبية وتطبيق ماأخذه اللاعبون خلال الوحدة التدريبية طبقاً لقانون اللعبة بعد شرحه من قبل المدرب ، وكذلك في المباريات التجريبية والودية .
· على المدرب أن يستخدم تأثير الانفعالات بهدف تطوير مستوى اللاعبين .
· ضرورة الاهتمام باللاعبين من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية وليس من الناحية الرياضية فقط .
المبحث الثاني : الاعداد النفسي قصير الأمد :-
ويقصد به الاعداد النفسي المباشر للاعب مع فريقه قبل إشتراكه في المنافسة (المباراة الرسمية) ، ويهدف إلى التركيز على تهيئته وإعداده وتوجيهه بصورة تسمح بتعبئة كل قواه ، لكي يستطيع إستثمارها لأقصى مدى ممكن أثناء إشتراكه في المنافسة أو المباراة .
قبيل إشتراك اللاعب في المسابقة بفترة قصيرة يمر بحالة معينة ، يطلق عليها حالة ماقبل البداية والتي تتميز ببعض المظاهر النفسية التي تؤثر على مستوى اللاعب أثناء المباراة وتقسم حالة ماقبل المباراة هذه إلى ثلاث حالات هي :-
1- حالة حمى البداية . 2- حالة عدم المبالاة . 3- حالة الاستعداد للكفاح .
وإن لكل حالة من هذه الحالات بعض المظاهر والأعراض النفسية والفسلجية التي تميزها عن الحالات الأخرى .
وعلى العموم فهناك طرائق عديدة للاعداد النفسي قصير الأمد منها الآتي :-
أولاً: طريقة الابعاد :- ويقصد بهذه الطريقة إستخدام مختلف الوسائل والأساليب التي تعمل على إبعاد الرياضي عن التفكير الدائم في المنافسة الرياضية ، ويتم ذلك بتشجيع المدرب للاعبيه على سماع الموسيقى أو مشاهدة المسرحيات أو ممارسة بعض الهوايات الأخرى أو بالتنزه في بعض الأماكن المريحة للنفس أو بمناقشة بعض الموضوعات البعيدة عن الرياضة والتنافس وغير ذلك . ويرى مشجعو هذه الطريقة إن من أهم مردوداتها العمل على إدخار قوى الرياضي وطاقاته لوقت المنافسة الفعلي وعدم التأثير عليها بالتفكير الطويل في مايمكن أن يفعله أو قد يفشل في فعله أثناء المنافسة ، وتنفع هذه الطريقة (على وجه الخصوص) للاعبين الذين تمر عليهم غالباً قبيل المباراة حالة حمى البداية .
ثانياً : طريقة الشحن :- قد يحتاج بعض اللاعبين إلى أن يعيشوا جو المباراة وأن يندمجوا في كل مايخص المباراة ومايرتبط بها ويتم ذلك عن طريق التوجيه الدائم لأهمية المباراة وتكرار النقاط الواجب مراعاتها مع تذكيرهم بأهمية نتيجة المباراة وإنعكاس ذلك على سمعة الفريق والنادي وكذلك المكتسبات التي ستتحقق بعد الفوز .
ثالثاً : تنظيم التعود على مواقف المباراة :- من واجب المدرب أن يعود لاعبيه على المواقف والظروف المختلفة للمباراة وخاصة المباريات التي يشترك فيها . إن ذلك يمكن اللاعب من أن يتكيف للمواقف المختلفة للمباراة .
رابعاً : الاهتمام بعملية الاحماء :- تهدف عملية الاحماء التي يؤديها اللاعبون إلى إعدادهم وتهيئتهم من النواحي النفسية والفنية ، لكي يشتركوا في المباراة بأحسن حالة ممكنة .
خامساً : إستخدام التدليك :- ويمكن إستخدام التدليك مع اللاعبين لأنه يؤثر بدرجة كبيرة على النواحي النفسية لهم إذ يكفيهم الشعور بالراحة ، ويسهم في إبعاد حالات التوتر والقلق مما يحسن عندهم الدقة والتركيز والانتباه والادراك وغيرها من الصفات الأخرى .
سادساً : الاهتمام بتخطيط حمل التدريب :- يجب تنظيم تخطيط حمل التدريب بشكل جيد وخاصة في الأسابيع الأخيرة لفترة الاعداد للمنافسات المهمة حتى لاتظهر على اللاعبين أعراض الحمل الزائد وما يرتبط بها من آثار نفسية . وفي الأيام الأخيرة للمنافسة التي يكون فيها اللاعبون في حالة إستثارة شديدة يجب إستخدام تمرينات التهدئة والراحة الايجابية .
سابعاً : الأثر التوجيهي للمدرب :- المدرب هو المسؤول عن التوجيه والارشاد النفسي للاعبين ، حيث إن إرشاداته وتوجيهاته من العوامل المهمة التي تؤثر على نفسية لاعبيه ، كما ويجب على المدرب أن لا يغالي في إظهار إهتمامه بالمباراة ، وأن لايجبر اللاعبين مثلاً أن يغيروا عاداتهم اليومية إستعداداً للمنافسة لكي لايؤدي ذلك إلى نتائج سلبية .