التداخل بين البايوميكانيك والتدريب الرياضي
نص القانون الثاني لنيوتن على ان:
" تغير الحركة مناسب مع القوة الدافعة وتكون باتجاه نفس الخط المستقيم الذي غيرته تلك القوة
والذي يترجم إلى العلاقة الأتية: القوة = الكتلة × التعجيل
إذ يعرف التعجيل كتغير في كمية الحركة، والكتلة هي مقدار ما يمتلكه الجسم من مادة.
وهذا ينطبق على انه كلما زاد التغير المطلوب في كمية حركة جسم معين زادت القوة التي يراد تطبيقها او استخدامها، وأن تكون القوة في الاتجاه الصحيح لآن كل جسم يغير حركته في اتجاه القوة لذا فان القوة العضلية المطلوبة لتحريك أحد الأطراف يجب ان تكون في الاتجاهات الصحيحة و إلا سينجم عن ذلك أفعال غير صحيحة أي خاطئة وهي بالتالي غير مرغوب فيها.
وأخيرا فان قانون نيوتن الثالث ينص على انه:
(( أن لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه ))(1).
وهذا شائع الاستخدام ويعرفه كثير من الناس، وهو يحتاج إلى تعميق وفهم ودراسة وذلك لابد من وجود جسمين مشتركين ويجب ان تكون القوى على الجسمين متعاكسة الاتجاه ولكنها متساوية بالمقدار وتحدث في ان واحد، فمثلا عندما يحدث تصادم بين لاعب صغير الجسم مع لاعب متحرك كبير الجسم سوف يشعر تماما بنفس حجم قوة ذلك اللاعب ( على الرغم من تعاكس الاتجاه ) وان قانون نيوتن الثاني هو الذي يفسر لماذا يندفع اللاعب الأصغر جسما إلى الوراء " لان كتلته اقل ولذا فان نفس حجم القوة يؤدي إلى تزايد التعجيل "
والجدير بالملاحظة ان هذه القوانين تنطبق على جميع القوى الناتجة.على الجسم البشري، سواء كانت قوى عضلية، أو قوى إزاحة، أو حتى مقاومة هواء او قوى احتكاك. والجانب المهم هو ان قوانين نيوتن للحركة تربط القوى بالحركة الناتجة .
وعلم البايوميكانيك هو تطبيق هذه الشروط على الجسم البشري والأنشطة الرياضية ويدرس القوى المتسببة وطبيعة كينماتيكية وكيناتيكية الحركة على جسم الإنسان والنتائج التي تعقب هذه القوى، والأداء الرياضي هو جوهر عملية التدريب، وهو ترجمة للأداء الرياضي اللازم وعنصر تحديدي للعملية التدريبية وبشكل واضح.
ولقد أوضح العالم ( فبرز 1987) ان عملية التدريب اعتمدت بشكل تقليدي على الخبرة والتكرار و الحدس مما أدى إلى ظهور علم البايوميكانيك في اكتشاف نقاط الضعف والقوة للاعبين الذي ساهم فيوضع المناهج التدريبية الصحيحة المستندة على التحليل الحركي باستخدام الأدوات والأجهزة والمعدات المتطورة.
وقد قام العالم (ليل 1996) بذكر المبادئ البايوميكانيكية في علم التدريب وذلك من خلال الاختبار والفحص العلمي وتحديد المتغيرات للاعب في أثناء الأداء والتدريب وبالتالي قام هذا العالم بوضع (12) عنصرا أساسيا اشتملت على القياسات الجسمية والحالة الاجتماعية والفسيولوجية والتعليمية والتي تصل بأقصاها إلى النواحي النفسية. فضلا عن المحيط الرياضي، فهو لا يحدد المصدر النظري لأسلوبه ولكنه يركز على المعرفة الضرورية للمدربين بمعرفة المتغيرات البايوميكانيكية.