عدد الرسائل : 14822 نقاط التميز : تاريخ التسجيل : 02/04/2008
موضوع: كيف تنمو العضلات؟ السبت 7 سبتمبر 2019 - 12:22
كيف تنمو العضلات؟ طُرقٍ و تقنياتٍ حديثة في برامج التمرين الرياضية، لتنمية و مُضاعفة الإمكانيات العضلية.
و بالرغم من ذلك، فإن فئةً مقيدة من المُدربين و مُحترفي اللياقة البدنية يُدركون بشكل فعليً كيف تتأقلم العضلات و تنمو بشكل متدرجً مُستجيبة للتحميل المُصعود الناتج عن التدريبات الرياضية. في الحقيقة ، العضلات الهيكلية هي النسيج الأسرع تكيفاً في جسد الإنسان، و مسألة تضخم العضلات تعد موضوعاً خصباً يتم تناوله في الأبحاث على مدى واسع. تفعيل الخلايا الساتلة (Satellite Cells) عندما تتعرض العضلات إلى جهد حاد بواسطة تدريب ما ، مثل ما تتعرض له نحو تمرينات الصمود ، تحصل صدمة على الفور للألياف العضلية و التي تُشير إلي إصابة او تهتك ما – طِبقاً لأبحاث علمية. ذلك التوتر في عُضيات الخلية العضلية يؤدي إلي تفعيل نوع من الخلايا يُعرف بالخلايا الساتِلَة -التابعة- (satellite cells) و التي تتمركز على الطرف الخارجي من الأنسجة العضلية بين الغشاء القاعدي (basement membrane) و الغشاء البلازمي (sarcolemma) للألياف العضلية ، و يعمل ذلك النوع من الخلايا على بدل الإصابة بواسطة إستيلاد خلايا عضلية حديثة. و هي عملية بيولوجية لتبديل الفاسد من الأنسجة العضلية، و تبدأ بالخلايا الساتِلَة حيث تلتحم سوياً ثم تلتحم بالألياف العضلية العديد من مرات الأمر الذي يقود إلى مبالغة الكُتلة العضلية و تضخمها. إن للخلايا الساتِلَة نواة واحدة و لديها التمكن من التضاعف بالإنقسام. و عندما تزداد بشكل مضاعف ، بعضها يوجد كعُضيات على الأنسجة العضلية بينما أن أكثريتها يتمايز ويلتحم بالألياف العضلية لتكوين بروتين عضلي حديث يسعى إصلاح الأنسجة التالفة. و بالتالي ، فإن الخلايا العضلية (myofibrils) ستتزايد في السُمك و الرقم. في أعقاب الالتحام بالألياف العضلية تسخّر بعض من الخلايا الساتِلَة كمصدر لنويات حديثة لإتمام نمو الأنسجة العضلية. مع تلك النـوى الحديثة ستتمكن الأنسجة العضلية من صناعة بروتينات أكثر و تكوين الخيوط العضلية القابلة للتقلص و المعروفة بخيوط الأكتين و الميوسين (actin and myosin)، في خلايا العضلات الهيكلية. ومن المثير للانتباه تواجد أعداد هائلة من الخلايا الساتِلَة ترتبط بالألياف العضلية بطيئة الانتفاض مضاهاة بهذه التي تنتفض بنسبة تقدم أسرع في نفس الكتلة العضلية، حيث أنها تساهم باضطراد في صيانة الخلايا عقب النشاطات اليومية. النمو العضلي استناداً على ما سبق، يتضح لنا أن النمو العضلي مُعقد للغاية على المستوى الجُزيئي، يتضمن تفاعلات و تداخلات بين العديد من العُضيات الخلوية و عوامل النمو (GF) ، و يحدث هذا نتيجة تمرينات المقاومة. مع ذلك، للمعلومات العامة، بعض التطبيقات الهامة يجب أن تتلخص . يزداد النمو العضلي كلما تعاظم مُعدل بناء البروتينات العضلية على حساب هدمها. و كلاهما – بناء و هدم البروتينات – مُتحكمٌ فيه من قِبل ميكانيكية خلوية متكاملة. إن تمرينات المقاومة تُحفز تضخيم الكتلة العضلية و بالتالي اكتساب القوة. و مع ذلك، فإن الوقت الذي يستغرقه هذا النمو يكون بطيئاً نسبياً ، يستغرق بشكل عام أسابيع عديدة أو ربما أشهراً لكي يكون ملاحظاً. و المُثير أن تمريناً واحداً يُحفز بناء البروتينات في خلال 2-4 ساعات بعد المجهود مباشرةً و الذي يبقى مُحفزاً لمدة تزيد عن 24 ساعة. لقد أظهرت كل الدراسات أن الرجال و السيدات لديهم استجابة مشابهة إلى حد كبير لتدريبات المقاومة. بيد أن ارتباط الجنس باختلاف حجم الجسم و تركيبه و مستويات الهرمونات المختلفة ، فإن للجنس تأثيرات مُتباينة على مدى التضخم، بالإضافة إلى أن تغيرات أكبر في الكتلة العضلية سوف تحدث للأفراد الذين يمتلكون كتلة عضلية أكبر في بداية البرنامج التدريبي. تُؤثر الشيخوخة على الخلايا العضلية مُسببة نقصاً في الكتلة العضلية. و يُشار لهذا الفقد بمُصطلح “Sarcopenia”. لحسن الحظ ، ثبت أنه يمكن تفادي التأثيرات المُحددة للشيخوخة على العضلات مع الاستمرار في التمرينات بصورة مُنتظمة. و من الضروري التنويه بأن تدريبات المقاومة أيضاً تُحسن ترابط الأنسجة حول العضلات ، و بالتالي تكون أكثر نفعاً كوقاية من الإصابات المُخْتَلِفةِ وتلعب الصفات الوراثية دوراً في اختلاف نسبة وكمية النوعين المختلفين من الألياف، فعند البشر -وفي أوقات مختلفة- ظلت الألياف الخاصة بالقلب والأوعية الدموية (cardiovascular-type) -النوع الأول (Type I) – تدعى بالحمراء، النشطة، بطيئة الانتفاض (slow-twitch) أو بطيئة الأكسدة (slow-oxidative). وبالعكس، فإن الألياف اللاهوائية (anaerobic-type) -النوع الثاني (Type II) – تدعى بالبيضاء، المرحلية، سريعة الانتفاض (fast-twitch) أو سريعة الجلوكوز (fast-glycolytic). وتم تفنيد هذه الأخيرة لاحقاً إلى فرعين: ألياف النوع الثاني-أ (Type II-A fast-oxidative-glycolytic) وألياف النوع الثاني-ب (Type II-B fast-glycolytic). و من الجدير بالذكر أن العضلة الكعبية والتي تساهم في وضعية الوقوف و المشي عادة ما تحتوي على ٢٥٪ إلى ٤٠٪ أكثر أليافاً أكثر من النوع الأول (Type I)، في حين تحتوي العضلة ثلاثية الرؤوس على ١٠٪ إلى ٣٠٪ أكثر من ألياف النوع الثاني(Type II) نسبة إلى بقية عضلات الذراع (Foss and Ketyian, 1998). وتتفاوت نسب و أنواع الألياف العضلية بشكل كبير بين البالغين، ومن المقترح أن الأنماط الشائعة الحديثة من التمارين الرياضية المنظّمة و التي تتضمن مراحل تدريب خفيفة و معتدلة و عالية الجهد ستقوم على إجهاد مختلف أنواع الألياف العضلية في الجسم بالشكل الأمثل، و بنفس الوقت توفر الراحة الكافية من أجل عملية تركيب البروتين.-للمزيد من المقالات والمعلومات المفيدة ي