إن حركة الواثب تختلف عن فعاليات الميدان والمضمار الأخرى، فقد اتفقت المصادر العلمية على إن الواثب يقوم بحركات مختلفة في مراحل الطيران عن الواثب الأخر وهذا الاختلاف يعطي كل طريقة التقسيمة الخاصة بها مثل القرفصاء والتعلق والمشي في الهواء لذا تعد كنشاط حركي بسيط في أدائه وخصوصا في مراحل تعلمه الأولى والمحببة والأكثر شيوعا في ممارستها ليس فقط في مجال الساحة والميدان، ولكن بالنسبة للألعاب والفعاليات الرياضية المختلفة، وعلى ذلك يقبل التلميذ المدارس على أدائه دون معلم متنافسين بعيدين عن فنون حركاته الرياضية المختلفة المتمثلة في تكنيك الخاص بالأداء، حيث ينمي عندهم قوة الارتقاء من جزاء الوثب المتكرر في الحفرة الوثب، ومن هنا ظهرت أهميته كنشاط مدرسي ولبساطة المتطلبات الوثب الطويل والسهولة أدائه وخصوصا في شكله الأولى ( مرحلة الأولى من مراحل التعلم الحركي )، يجب على معلمي التربية الرياضية ملاحظة ذلك عند وضع مناهجهم التعليمية بالاهتمام بالتدريبات الخاصة بالوثب الطويل، وذلك في كل وحدة تعليمة.
والوثب الطويل من أسهل مسابقات الوثب إذا نظرنا إليه من الناحية الشكل الخارجي إما إذا قمنا بتحليل تكنيك الوثب الطويل لوجدنا انه مبني على قانون القذائف الذي ينادي بان طول مسافة الوثبة تعتمد على:
1- سرعة الانطلاق.
2- زاوية الانطلاق لحظة الارتقاء.
3- ارتفاع مركز الثقل الجسم عند أعلى نقطة في قوس الطيران.
4- مقاومة عجلة الجاذبية الأرضية لجسم وهوالهواء.
أما أللاعب فيجب أن تتوفر فيه سرعة عداء 100م وارتقاء قافز العالي وتوافق لاعب الحواجز .
نبذة تاريخية لوثب الطويل:
ظهر هذا النوع من الرياضة أيام إغريق حيث كانت حاجتهم إلى عبور الأنهر والخنادق والحواجز التي تعترض طريقهم في إثناء الحرب والسلم، ولأهميتها قديما كانت ضمن برنامج المسابقة الخماسية في الأعياد الاولمبية، إذ كانت من الثبات، ثم للحاجة إلى قدرة الدفع أصبحت تؤدي من الركض وذلك في القرن السادس ق. م ، وكان الارتقاء يتم من مكان محدد بعامود ملقى او ثبت قبل الحفرة بقليل ، كما كان المتسابق قديما يحمل في يديه إثناء الوثب أثقالا بغرض التقوية مرجحة الذراعين إثناء عملية الارتقاء . وتطور الوثب الطويل مع تطور العلم والنظريات التعلم إلى إن أصبح له طريق اقتراب ثم مكان معد يرتقى منه ليساعد على الارتفاع إلى الإمام وأعلى ويطير ليقطع مسافة ثم يهبط في مكان غير صلب ( حفرة الرمل ). ودخلت مسابقات الوثب في التمثيل الاولمبي وذلك منذ سنة 1896 م بالنسبة للرجال، إي منذ أول دورة اولمبية حديثة باليونان، إما بالنسبة للنساء فدخلت مسابقتا الوثب الطويل والعالي بدا من دورة سنة 1928م .
المراحل الفنية للوثب الطويل:
إن تكنيك الوثب الطويل يتكون من حلقات متسلسلة الواحدة بعد الأخرى، كما إن ترابط مراحله وتبادل أقسام حركاته تكون مشتركة. ويمكننا تقسيم المراحل الفنية في هذه الفعالية إلى أربعة أقسام رئيسية كما يلي:
• الاقتراب.
• الارتقاء.
• الطيران.
• الهبوط.
أولا: الاقتراب:-
إن الهدف الرئيسي لهذا المرحلة هو الوصول الواثب إلى الوضع الجيد بأكبر سرعة ممكنة ببدء هذه المرحلة من أول خطوة في الاقتراب وتنتهي بارتطام القدم بلوحة الارتقاء.
الاعتبارات الواجب إتباعها في هذه المرحلة.
• اقتراب بإيقاع دون تشنج.
• إيقاع النسبي للخطوات الثلاث الأخيرة.
• الخطوة الأخيرة قصيرة قبل الأخيرة أطول نسبيا، الثالثة قبل الأخيرة قصيرة (تقارب ما بين الخطوات ).
• هبوط نسبي في مركز الثقل الجسم في الخطوات الثلاث الأخيرة مع عدم فقد نسبة السرعة المكتسبة.
• انسب إمكانية بلوغ اللاعب أقصى سرعة ممكنه حددها قانون ألعاب القوى بالا يقل عن 40-45 مترا.
الغرض من المرحلة:
• الوصول إلى أقصى سرعة ممكنه.
• الاعداد الجيد للارتقاء .
ثانيا: الارتقاء:-
يعد الهدف الأساسي من الارتقاء الحصول على القوة الدفع اللازمة لدفع الجسم للإمام وللأعلى والتي تبدأ هذه المرحلة ببداية ارتطام قدم الارتقاء للوحة الارتقاء وتنتهي بتركها للوحة بامتداد مفاصل القدم والركبة والحوض,
الغرض من هذه المرحلة:
• الوصول إلى انسب لحركة مسار مركز الثقل الجسم ( 20-24 )
• أعلى سرعة انطلاق ممكنه
• تحقيق أعلى نقطة طيران مناسبة
الاعتبارات الواجب إتباعها في هذه المرحلة:
• ارتطام لحظي باعلى قوة وباقل زمن .
• وصول زاوية خلف الركبة رجل الارتقاء من ( 170 ) إلى (145-150) في المرحلة الثانية من مراحل الارتقاء
• دفع قوي ونشيط بامتداد كامل لمفاصل القدم والركبة والحوض لرجل الارتقاء.
• مرجحة قوية ونشطة بفخذ الرجل الحرة حتى تصل إلى الوضع الأفقي.
• ميلان الجذع قليلا للامام .
• مرجحة متبادلة لكلا الذراعين وبتوافق مع حركة الرجلين .
ولا تنفصل مرحلة الارتقاء عن مرحلة الاقتراب بأي صورة، فهي مرحلة ممتدة لها. وبالرغم من قصر الزمن الذي يستغرقه الواثب في هذه المرحلة إلا انه يمر بثلاث مراحل متصلة، وذلك من الناحية النظرية وكما يلي
• مرحلة بدء وضع القدم الارتقاء على لوحة الارتقاء (الاستناد )
• مرحلة بقاء القدم الارتقاء على لوحة الارتقاء. ( الوضع العمودي )
• مرحلة الدفع القوي بقدم الارتقاء من لوحة الارتقاء . (الدفع )
ثالثا الطيران:
تعد هذه المرحلة الفاصلة بين الارتقاء والهبوط وتخضع إلى نظرية المقذوفات من حيث المدى والارتفاع مع المحافظة على وضع المتوازن للجسم في الهواء. وتبدأ هذه المرحلة بترك قدم الارتقاء للوحة الارتقاء وتنتهي بهبوط القدمين لحفرة الرمل.
الغرض من هذه المرحلة
• الاحتفاظ بالتوازن الجسم واخذ مركز الثقل مسار الحركي الصحيح.
• الاحتفاظ بالسرعة النهائية التي تتحقق عند الانطلاق .
• الإعداد لهبوط اقتصادي جيد.
الاعتبارات الواجب إتباعها في هذه المرحلة:
• إنجاز 2, 5 خطوة مسي في الهواء للمتقدمين .
• إنجاز خطوة واحدة للمبتدئين.
• سماح بميل الجذع للخلف في بداية المرحلة في حدود خمس درجات.
• مرجحة الذراعين على شكل دوائر تبادليا من الإمام.
• بالنسبة للوثب يساوي الارتقاء، الذراع اليسر تعمل دائرة كاملة والذراع اليمنى تعمل ثلث دورة.
رابعا الهبوط:
وهي المرحلة الأخيرة للطيران باتخاذ الواثب الوضع الأفضل لأجل الحصول على أطول مسافة أفقية ممكنه وتبدأ هذه المرحلة عندما يستعد الجسم للهبوط في الحفرة الرمل وتنتهي بتجمع أجزاء الجسم وهبوطها في حفرة فوق مكان القدمين في الرمل.
الغرض من هذه المرحلة:
• عدم فقد مسافة من منحى الطيران بالهبوط الجيد.
• الاعتبارات الواجب إتباعها في هذه المرحلة:
• امتداد الرجلين للإمام مع رفعها عن الأرض.
• ميل الجذع للإمام.
• مرجحة الذراعين إماما أسفل خلفا.
• إزاحة الركبتين والحوض للإمام عند بداية ملامسة القدمين للرمل.
طرق تعليم الوثب الطويل:
يمكن للمعلم تعليم مهارة الوثب الطويل لتلاميذ المدارس والمبتدئين، إما بالطريقة الجزئية او الكلية او بالطريقة المختلطة ( الكلية مع الجزئية ) حسب ما يراه المعلم وحسب مستوى المهاري للتلاميذ.
أنواع الطرق الفنية للمرحلة الطيران في الوثب الطويل:
1- القرفصاء.
2- التعلق .
3- المشي في الهواء.
ا- طريقة القرفصاء:
تعتبر أسهل الطرق الطيران وابسطها, ويمكن لتلاميذ المدارس أداؤها دون المعلم، ومن أهم ما يميزها تقارب مراكز ثقل أجزاء الجسم المختلفة إلى مركز ثقل الجسم إثناء الطيران، إما عيوب هذه الطريقة، فهو عملية الهبوط غير الاقتصادية والتي يفقد الواثب الكثير من مسار مركز الثقل ولذلك لا ينصح بتعليم هذه الطريقة لتلاميذ المدارس والمبتدئين .
2- طريقة التعلق:
تعتبر طريقة التعلق قديمة أيضا وغير اقتصادية، حيث يتباعد مراكز ثقل أجزاء الجسم إثناء الطيران، وهذا ما يعيبها، إما بالنسبة لمرحلة الهبوط فتؤدي بطريقة اقتصادية، ولا ينصح بتعليم هذه الطريقة لتلاميذ المدارس والمبتدئين .
3- طريقة المشي في الهواء:
تعتبر الطريقة المثلى والمستخدمة من قبل الأبطال العالم حيث حققوا بها أحسن المستويات، لكونها الطريقة الأفضل التي تضمن لمحاور الجسم الاتزان إثناء عملية الطيران عن طريق المشي في الهواء، مع وجود دورانا قليلة حول تلك المحاور، هذا بالإضافة إلى إنها تمهد وتعد لهبوط اقتصادي وجيد، كما إن عملية المشي في الهواء تعتبر امتداد طبيعيا لحركات العدو في الاقتراب، وبذلك لا يغير الإيقاع الحركي للجسم إلا بقدر قليل، نجد الجسم لا يفقد كثير من مساره الحركي إثناء الطيران، وتلك أهم ما يميزها. وما يعيب تلك الطريقة أدائها وطريقة تعلمها، حيث يأخذ من المتعلم الوقت والجهد كبيرا للسيطرة على التكنيك الخاص بها، وهذا ما يتطلب من المعلم جهدا كبيرا أيضا، ومع صعوبة أدائها إلا إن كثير من الأبطال ينجزونها في حدود خطوتين ونصف بكل سهولة، إما من تعدى المسافة الثمانية أمتار فيستطيع بسهولة المشي لمسافة ثلاث خطوات ونصف الخطوة.
الاعتبارات الواجب إتباعها في الوثب الطويل:
• الوصول بسرعة إلى أقصى ما يمكن وخصوصا في خطوات الثلاث الخيرة، هدف أول مرحلة من مراحل الأداء الحركي للوثب الطويل ( الاقتراب ).
• الأعداد لارتقاء الجيد دون خسارة في سرعة الاقتراب المكتسبة، حيث يفيد في ذلك تغير الإيقاع الثلاث خطوات الأخيرة، مع خفض مركز الثقل بما يناسب الإعداد لارتقاء جيد وليس طول الخطوة وقصرها.
• الحصول على ارتقاء قوي سريع والذي تسنده الزاوية المناسبة للارتقاء 76-80 حيث تعمل على إكساب مركز الثقل مساره الحركي الصحيح.
• في الارتقاء يأخذ الجسم الوضع الصحيح العمودي مع مد رجل الارتقاء كاملا ومرجحة فخذ الرجل الحرة حتى المستوى الأفقي والنظر للإمام كل ذلك يعطي الوضع الجيد للارتقاء.
• الحصول على ارتفاع طيران مناسب لمركز الثقل يساعد الواثب في إنجاز زاوية طيران مناسبة أيضا في حدود 20-24 والتي تؤثر غلى مسافة الوثب.
• حركة الذراعين الدائرية وحتى أعلى من مستوى النظر مع اتجاه الكوعين للخارج ويعملان على رفع الكتفين لأعلى حيث يساعد ذلك في توازن الجسم لحظة الارتقاء.
• ميل بسيط للجذع وفي حدود خمس درجات يساعد الرجلين في بداية الطيران بإنجاز تكنيك المشي في الهواء بسهولة.
• توافق حركات الرجلين مع حركات الذراعين إثناء مرحلة الطيران ، يعملان على استمرار مسار مركز الثقل وحفظ توازنه ، وذلك لا يفقد الواثب إي مسلفة من مسارا لذي اكتسبه في مرحلة الارتقاء ( مرحلة الحركية المكملة للاقتراب ) .
• إن إمكانية لاعب الوثب الطويل في مد الرجلين مع رفعاهما عن الأرض بقدر الامكان يعملان مع حركات الذراعين من الخلف للإمام وميل الجذع للإمام استعدادا لهبوط الجيد ( تقوية عضلات البطن وحلف الفخذ ).
• ثني الركبتين وإزاحة الحوض للإمام بعد الهبوط القدمين وملامستهما للرمل يعمل ذلك على مرور مركز الثقل فوق مكان الهبوط، ويعطي ذلك الجسم الاتزان اللازم بحيث لا يسقط الجسم للخلف او لأحد الجانبين مما يؤثر سلبا على المسافة الوثب.