عدد الرسائل : 14822 نقاط التميز : تاريخ التسجيل : 02/04/2008
موضوع: هل يؤدي تطور العلم إلى زوال الفلسفة ؟ الأحد 24 يناير 2010 - 11:20
السؤال : هل يؤدي تطور العلم إلى زوال الفلسفة ؟
المقدمة: إن التقدم و التطور الذي احرزه العلم في شتى مجالاته جعل الناس يبتعدون عن الفلسفة و يهتمون بالعلم و نتائجه فالعلم مكن الإنسان من الوصول الى نتائج يقينية بينما الفلسفة لم تنجح في ذلك رغم جهاد آلاف السنين، و من هنا نتساءل هل بالفعل التطورات العلمية سوف تغنينا عن الفلسفة ؟ أو بعبارة أخرى هل التقدم العلمي سوف يقضي على التفكير الفلسفي ؟
القضية 1: يرى أصحاب النزعة الوضعية بزعامة أوجست كونط أن التطور العلم يؤدي إلى زوال الفلسفة فالنتائج التي حققها العلم سوف تغنينا عن التفكير الفلسفي و الدليل على ذلك الموضوعات التي كانت تدرس دراسة فلسفية أصبحت الآن تدرس دراسة علمية كعلم الفيزياء ، الكيمياء ، الطب....إلخ لم تعد بحاجة إلى تأمل فلسفي بل أصبحت تقوم على فروض و تجارب علمية دقيقة و هكذا استطاع العلماء تفسير مختلف الظواهر بالوقوف على اسبابها الحقيقية و بالتالي لم يبق للفلسفة شيء تبحث فيه، و راح الإنسان يهتم بالعلم و تطبيقاته فاستطاع بذلك أن يحقق نتائج جد إيجابية في جميع مجالاته و في هذا الصدد يقول أوجست كونط (( لا توجد معرفة فلسفية فوق معرفة علمية))بمعنى أن عصر الفلسفة قد انتهى و جاء عصر العلم و تقنياته .
النقد: لكنه ليس بمقدور العلم أن يجيب عن كل التساؤلات التي يطرحها الانسان لأن مجاله محدود , و هو المجال المادي الملموس .
القضية 2:يرى الفلاسفة العقلانيون و من بينهم ريني ديكارت و كارل يسبرس ان تطور العلم لا يؤدي إلى زوال الفلسفة لأن هذه الأخيرة هي التي تبحث في القضايا ذات طابع معنوي مجرد فهي التي تعالج مختلف المشاكل الاجتماعية ، ضف إلى ذلك نجد ان الانسان كائن ميتافيزيقي لذلك فهو يطرح تساؤلات تتعلق بهذا الجانب ، منها لماذا وجدت؟ ما الغاية من وجودي؟ ما هو مصيري ؟ ، ناهيك عن هذا يعتبر القرن الثامن عشر قرن العلم و الفلسفة معا ، فظهور إكتشافات علمية أعقبه ظهور فلسفات جديدة من بينها الفلسفة الإجتماعية ، الفلسفة الوجودية و الفلسفة المادية ,
النقد :لكن نتائج الفلسفة تفتقد لليقين لانها تستند اساسا إلى الاحكام الذاتية .
الاستنتاج:ما يمكن ان نستخلصه في الاخير ان تطور العلم لا و لن يؤدي الى زوال الفلسفة ، لان العلم يبحث في المجال المادي و الفلسفة تبحث في المجال المعنوي، ضف الى ذلك العلم بحاجة ماسة الى الفلسفة فهي التي تقوم بمراقبة نتائجه كما ان الفلسفة بدورها لا تستطيع ان تستغني عن العلم .