الراحة الإيجابية والسلبية ترفع اللياقة البدنية يعتقد البعض بأن الارتقاء بمستوى الاداء البدني يعتمد فقط على اداء التدريبات والتمرينات التي تعمل على رفع مستوى اللياقة البدنية ولكن اكدت الدراسات والابحاث أن عوامل اخرى تساهم بشكل كبير بزيادة الاداء البدني ومن اهم هذه العوامل (الراحة السلبية والراحة الايجابية) والتي يتميز بها الكثير من الفرق الاوروبية وخاصة فرق الدوري الإيطالي لكرة القدم والذي يصنف واحدا من اكثر دوريات العالم اهتماما بالنواحي البدنية، وتم تطبيق ذلك اثناء عطلة اعياد الميلاد والتي توقف فيها الدوري الإيطالي حيث استغلت بشكل ايجابي في تنفيذ برامج الراحة بشقيها السلبي والايجابي للوصول باللاعبين لاداء بدني اعلى مما كانوا عليه قبل فترة التوقف، ولقد شاهدت هذا بنفسي عند زيارتي للكثير من فرق الدوري الإيطالي ولاحظت مدى استفادتهم في استغلال اي فترة توقفات في الدوري لعمل برامج استشفاء للاعبين تساعدهم على التخلص من اي اجهاد وآلام في الجسم وتصل باللاعب الى قدرة العضلات على الأداء البدني مرة اخرى بشكل افضل، فليس فترة الراحة السلبية كما يتوقعها البعض انها فترة يفعل فيها اللاعب كل ما يحلو له أو انها فترة اجازة لايتقيد فيها باي برنامج يتم اللالتزام به واذا اداها اللاعب بهذا الشكل وهذا التفكير السلبي فانها تأتي بنتيجة عكسية على اللاعب داخل المستطيل الاخضر ويشعر عند العودة مرة اخرى الى المباريات بزيادة الاجهاد وان معدل اللياقة البدنية في تراجع بشكل ملحوظ، ولهذا وضع خبراء كرة القدم برامج كاملة للراحة السلبية والايجابية والاستشفاء يلتزم بها اللاعب اثناء فترة توقف المباريات واصبح العلم يطبق ويدرّس للاعب كرة القدم منذ السنوات الاولى في ممارسة اللعبة وسنلقي الضوء على المفهوم الصحيح للراحة السلبية والايجابية وما هو الفرق بينهما بشكل من الايضاح لكي نساعد على القاء الضوء على اهميتها ودورها البارز في تحقيق اداء بدني مميز.
مفهوم الراحة يعني مصطلحاً استعادة الشفاء، تنشيط، تجديد أداء الفترة الزمنية التي تعقب الحمل حتى الوصول الى المستوى الذي كان عليه اللاعب قبل أداء الحمل وكذلك استعادة القدرة على أداء حمل معين من جديد ويتضح من ذلك ان فترة استعادة الشفاء يقصد بها تلك الفترة التي تعقب التدريب والتي ينخفض اثناءها مستوى الرياضي نتيجة لحالة التعب البدني أو النفسي الناتج عن أداء المجهود الرياضي.
اهمية الراحة (السلبية والايجابية):
من المعروف ان عمليات التدريب من وجهة النظر الفسيولوجية هي عمليات هدم من ناحية التمثيل الغذائي فهنالك تكسير لمصادر الطاقة لكي تتحول الطاقة الكيميائية المخزونة في الجسم الى طاقة ميكانيكية كما ان هنالك الكثير من الخلايا التي تتمزق أثناء التدريب والعكس من ذلك فان عمليات البناء تزداد كثافة خلال فترة الاستشفاء اذ تتم اعادة مصادر الطاقة التي استهلكها الجسم خلال فترة العمل وكذلك بناء بروتينات الجسم والتخلص من المخلفات الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي لذلك فان فترة الراحة بعد التدريب تعتبر الجزء الرئيسي المكمل لحدوث التكيف الفسيولوجي اللازم لرفع مستوى الأداء البدني وتجاهل فترة الراحة وعدم الاهتمام بها سيؤدي حتما الى حدوث التعب وعدم اتاحة الفرصة لعمليات البناء مما يؤدي الى عدم تقدم المستوى لذلك فان فترة ما بعد التدريب أي فترة الراحة تعتبر فترة لا تقل أهمية عن فترة التدريب.
وتكمن أهمية الراحة (السلبية والايجابية) أيضا في:
< تفعيل وتنشيط وتعويض واعادة بناء الجسم ورجوعه الى وضعه الطبيعي وقدرته على العمل مرة أخرى.
< تساعد على تحسين استجابة الجسم للمثيرات الخارجية.
< الراحة هي العامل الأساسي والحاسم في تنمية القدرات الحركية والمهارية للاعب.
< ابعاد الاصابات وخاصة التمزق العضلي ومشاكل المفاصل عنه.
< المدرب الكفء هو الذي يستطيع تحديد فترة الراحة لدى كل لاعب حسب حاجته لها.
أنواع الراحة:
< الراحة الايجابية وتشمل:
- أنشطة التهدئة: مثل الهرولة الخفيفة في نهاية الجرعة التدريبية لمدة 15 دقيقة.
- تشكيل حمل التدريب: بحيث لا تنفذ جرعات تدريبية عالية الشدة بشكل متتال أو كبيرة الحجم خلال دورة التدريب الصغيرة الأسبوعية.
- تعويض السوائل: يجب تناول السوائل وخاصة الماء قبل وأثناء وبعد التدريب ويعتبر تناول الماء مع الكلوكوز من أفضل الوسائل لتعويض الماء والطاقة والاملاح المعدنية.
- التغذية: يجب ان يشمل الغذاء نسبة عالية من الكاربوهيدرات المركبة التي يجب تناولها بعد المنافسة أو التدريب مباشرة حتى تضمن تعويض الكلايكوجين الذي فقدته العضلات كذلك الأغذية الغنية بالأملاح (صوديوم، بوتاسيوم، حديد،.. الخ).
- النوم: يجب تعويد الرياضي على النوم في توقيتات معينة وتجنب السهر بحيث لاتقل عن ثمانية ساعات.
- التمشية: حيث يفيد المشي الحر في الاسترخاء والترويح في نهاية اليوم التدريبي.
< الراحة السلبية وتشمل:
- التدليك: يتم التدليك للتخلص من اللاكتيك وتنشيط الدورة الدموية.
- حمامات الاسترخاء: استخدام الجاكوزي بحيث تكون درجة الحرارة (36) مئوية حيث تساعد في التخلص من حامض اللاكتيك واستعادة معدل ضربات القلب.
- الساونا: تستخدم للاستشفاء ويمكن استخدام التدليك معها في نفس الوقت وبمعدل مرة في الأسبوع.
الفوائد العامة للراحة السلبية والايجابية:
< تساعد على تحسين استجابة أجهزة الجسم للمؤثرات التدريبية.
< تحد من ظاهرة تكرار الاصابات التي يمكن ان يتعرض لها الرياضي والناتجة عن الأحمال التدريبية المختلفة والتي تساعد على استمرار وتواصل العملية التدريبية.
< الاسراع بعمليات إعادة حيوية أجهزة الجسم المختلفة سواء كان ذلك من خلال برامج استرخاء بدنية أو برامج استرخاء عقلية مما يساعد على تقصير الفترات الزمنية المخصصة للراحة.
أحمد فودة
متخصص بالإعداد البدني
ساهم في ترقية التعليم في الجزائر، و أرسل لنا ملفاتك ليتم نشرها باسمك و يستفيد منها أبناؤنا
و تبقى لك صدقة جارية الى يوم القيامة
صفحتنا على فايسبوك
أن مرت الأيام ولم تروني
فهذه مواضيعي فتذكروني
وأن غبت يوما ولم تجدوني
ففي قلبي حبكم فلاتنسوني
وأن طال غيابي عنكـــــــم
دون عودة فأكون وقتهـــا
بحاجة للدعاء فأدعو لي