الطبيعة والثقافة
نص السؤال : هل ثقافة الإنسان تنسجم مع طبيعته دائما ؟
* لطريقة الجدلية
كتابة المقالة :
المقدمة : " يولد الولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه " فقد كشف الحديث الشريف عن وجود جانب فطري في الإنسان مثل القدرات الكامنة فيه بالولادة , وجانب مكتسب هو قابلية هذه القدرات للنمو والتطور في ظل ما يقدمه المجتمع , ولكن هذان الجانبان ( الفطري والمكتسب ) هل هما متضدان أم متكاملان ؟ بمعنى آخر هل ما يكتسبه الإنسان " الثقافة " يضاف إلى ما هو موجود لديه بالفطرة " الطبيعية " أم يعارضه ويقاومه ؟ بمعنى آخر هل العلاقة بين الثقافة والطبيعة هي علاقة تضاد وتنافر أم علاقة انسجام وتكامل ؟
التحليل :القضية : ما هو ثقافي يعتبر مكملا لما هو طبيعي عند الإنسان .
الحجة: إن الطبيعة باعتبارها المحيط ( أي الواقع الموضوعي المستقل عن الفرد) أو باعتبارها الطبيعة البيولوجية (أي الفطرة والغريزة عند أفراد النوع البشري ) فإنها قابلة للتأثر والإنسان أدرك منذ القدم قدرته على التأثير في الطبيعة الموضوعية , حيث صنع أدوات ومعدات للعمل مكنته من استغلالها , ومع التطور الفكري والعلمي اكتشف الإنسان ذاتيته بقدراتها و اندفاعاتها فراح يستغل هذه المعرفة المكتسبة في فهم العوائق الموضوعية و الذاتية من أجل إحداث التكيف معها في تحسين الطرق البيداغوجية إلا محاولة لإبراز القدرات الفطرية كالذكاء والموهبة ...إلخ . وما التعليم إلا استغلالا لقدرات العقل وما الرياضة إلا استغلالا لقدرات الجسم فالثقافة تعمل على تنمية السلوك في حدود ما تقدمه الطبيعة .
النقد : لكن ما هو ثقافي لا يقبل دائما الانسجام مع ما هو طبيعي فالكثير من العادات والقيم والقوانين تحد من الاستعداد الطبيعي الكامن لدى الفرد .
النقيض :ما هو ثقافي يعتبر معارضا لما هو طبيعي عند الإنسان .
الحجة : وكما أن الإنسان أدرك بقدرته على التأثير في الطبيعة سواء الذاتية أو الموضوعية بما يحقق له التلاؤم والانسجام والتكامل معها فكذلك أدرك قدرته على الحد من تأثيرها عليه فأبدع وسائل للحد من مخاطر الطبيعة وصعوباتها كالسدود و الأنفاق ... كما هذب دوافعه و اندفاعاته الطبيعة كالأنانية وحب السيطرة بما أوجده من قوانين وقيم اجتماعية وبما أوحى إليه الله من مبادئ ومثل دينية وأخلاقية فما التربية إلا وضع حد لطغيان الغرائز وبذلك فالثقافة جاءت لتقف في وجه الطبيعة حتى يعيش الإنسان في وفاق مع الآخرين .
النقد : لكن ما هو ثقافي ليس مكملا دائما ولا معارضا دائما لما هو طبيعي .
إن الطبيعة والثقافة باعتبارهما قدرتان كامنتان عند الإنسان فهما متداخلتان إلى درجة الترابط الوثيق إذ لا يمكن الفصل بينهما إلا نظريا وما يتعارضان أحيانا ويتكاملان أحيانا أخرى .
الخاتمة :إن الفطري والمكتسب أي الطبيعة والثقافة شيئان ملازمان لشخصية الفرد أحيانا وفق ما تمليه عليه غرائزه و أحيانا وفق ما تمليه عليه ثقافته وعليه فالصراع بينهما والانسجام بينهما باق وملازم له في حياته وهذا من أجل التكيف.
ساهم في ترقية التعليم في الجزائر، و أرسل لنا ملفاتك ليتم نشرها باسمك و يستفيد منها أبناؤنا
و تبقى لك صدقة جارية الى يوم القيامة
صفحتنا على فايسبوك
أن مرت الأيام ولم تروني
فهذه مواضيعي فتذكروني
وأن غبت يوما ولم تجدوني
ففي قلبي حبكم فلاتنسوني
وأن طال غيابي عنكـــــــم
دون عودة فأكون وقتهـــا
بحاجة للدعاء فأدعو لي