انتقاء الناشئين فى المجال الرياضى
تستهدف عملية الانتقاء في المجال الرياضي بصفة عامة اختيار أفضل الناشئين لممارسة نشاط رياضي معين للوصول بهم إلى المستويات العالية في هذا النشاط .
وقد ظهرت الحاجة إلى هذه العملية نتيجة اختلاف الناشئين في استعداداتهم البدنية والعقلية والنفسية ، وقد أصبح من المسلم به أن إمكانية وصول الناشئ إلى المستويات العليا في المجال الرياضي تحقق نجاحا أفضل إذا أمكن من البداية انتقاء الناشئ بطريقه سليمة وتوجيهه إلى النشاط الرياضي الذي يتلاءم مع استعداداته وقدراته المختلفة.
مفهوم الانتقاء :
الانتقاءSelectin والتوجيه Guidance فى المجال الرياضي وجهان لعملة واحدة، حيث ظهرت الحاجة إليها نتيجة لاختلاف خصائص الأفراد في القدرات البدنية، والعقلية، والنفسية .. تبعاً لنظرية الفروق الفردية.
ومن المسلم به أن توجيه الناشئ إلى نوع النشاط الرياضي الذي يتناسب مع استعداداته وإمكانية وصوله إلى المستويات الرياضية العالية، وكذلك يساهم في نفس الاتجاه مقدار المعرفة الدقيقة لمدى فعالية تأثير عمليات التدريب على نمو هذه الاستعدادات.
وهناك مشكلتين رئيسيتين يعمل الانتقاء على مواجهتهما :
الأولى: هي التعرف المبكر على الناشئين من ذوى الاستعدادات و القدرات العالية.
الثانية: اختيار نوع النشاط الرياضي المناسب لهؤلاء الناشئين طبقا لاستعداداتهم وقدراتهم .
أهداف الانتقاء في المجال الرياضي :
1.التعرف المبكر على المواهب الرياضية.
2.التوجيه المثمر للناشئين نحو الأنشطة الرياضية التي تتفق مع استعداداتهم وقدراتهم.
3.الاقتصاد في الوقت والجهد والتكلفة.
4.توجيه عمليات التدريب بغرض تنمية وتطوير الصفات والخصائص البدنية
مراحل الانتقاء في المجال الرياضي :
يعتبر الانتقاء عملية ديناميكية مستمرة طويلة الأمد تستهدف التنبؤ بالمستقبل الرياضي للناشئ وما يمكن تحقيقه من نتائج،ويمر الانتقاء بالمراحل التالية:
1-المرحلة الأولى ( الانتقاء المبدئي):
هي مرحلة التعرف المبدئي على الناشئين الموهوبين، وتستهدف تحديد الحالة الصحية العامة، والتقدير المبدئي لمستوى القدرات البدنية والخصائص المرفولوجية والوظيفية وسمات الشخصية والقدرات العقلية .. ويتم ذلك عن طريق تحديد مدى قرب مستويات هذه الأبعاد عن المستويات المطلوبة للمنافسة الرياضية المتوقعة.
ويرى الخبراء أنه يصعب في هذه المرحلة تحديد التخصص الرياضي المناسب للناشئ بدقة، حيث قد تظهر المواهب الحقيقية في مرحلة تالية، من ثم لا يجب المبالغة – في هذه المرحلة – في وضع متطلبات عالية خلال مرحلة الانتقاء الأولى حيث يمكن قبول ناشئين ذوي خصائص استعدادات متوسطة ( أو تبدو أنها متوسطة ) خلال هذه المرحلة.
2-المرحلة الثانية ( الانتقاء الخاص ):
في هذه المرحلة يتم تصفية الناشئين الذين تم اختيارهم في مرحلة الانتقاء الأولى، حيث يتم توجيه العناصر الأفضل إلى نوع النشاط الرياضي الذي يتلاءم مع استعداداتهم وقدراتهم وذلك وفقاً لاختبارات ومقاييس أكثر تقدماً. والجدير بالذكر أن بداية هذه المرحلة (الانتقاء الخاص) يتم بعد مرور الناشئ بفترة تدريبية طويلة نسبياً قد تستغرق ما بين عام إلى أربعة أعوام تبعاً لنوع النشاط الرياضي ..وتستخدم في هذه المرحلة الملاحظة المنظمة والاختبارات الموضوعية في قياس معدلات نمو الخصائص المرفولوجية والوظيفية وسرعة تطور القدرات والصفات البدنية ومدى إتقان الناشئ للمهارات الأساسية. وتدل المستويات العالية في هذه الأبعاد التي يحققها الناشئ على موهبته وإمكانياته وصوله للمستويات الرياضية العالية.
3-المرحلة الثالثة: ( الانتقاء التأهيلي ):
تستهدف هذه المرحلة التحديد الأكثر دقة لخصائص الناشئ وقدراته بعد انتهاء المرحلة الثانية من الانتقاء والتدريب، وكذلك انتقاء الناشئ الأكثر كفاءة لتحقيق المستويات الرياضية العالية، ويكون التركيز في هذه المرحلة على قياس مستويات نمو الخصائص المرفووظيفيةMorpho-Functionalاللازمة لتحقيق المستويات العالية، ونمو الاستعدادات الخاصة بنوع النشاط الرياضي، وسرعة ونوعية عمليات استعادة الشفاء بعد الجهد البدني كما يؤخذ في الاعتبار قياس الاتجاهات الاجتماعية والسمات النفسية كالثقة بالنفس والشجاعة في اتخاذ القرارات إلى غير ذلك من السمات التي يتطلبها النشاط التخصصيمحددات الانتقاءفي المجال الرياضي :
يمكن تقسيم محددات عملية الانتقاء من الناحية النظرية إلى ثلاثة أنواع رئيسة هي:
1-محددات بيولوجية :
وتتضمن هذه المحددات العوامل والمتغيرات التي يتأسس عليها التنبؤ الجيد في عملية الانتقاء بمراحله المختلفة .
2-محددات نفسية :
وتتضمن العوامل والمتغيرات النفسية والتي يتأسس عليها التنبؤ الجيد في عملية الانتقاء بمراحله المختلفة .
3-الاستعدادات الخاصة :
ويتضمن الاستعدادات الخاصة بأنواع الأنشطة الرياضية المختلفة ،حيث أن لكل نشاط رياضي متطلباته التي قد تختلف عن متطلبات نشاط آخر ،وهذه الاستعدادات قد تكون بيولوجية أو نفسية ويمكن القول أن هناك علاقة تفاعل متبادل بين هذه المحددات كما أنها تتأثر جميعا بعمليات التدريب والظروف البيئية المحيطة باللاعب الناشئ .
أولا :المحددات البيولوجية للانتقاء :
للعوامل البيولوجية أهمية قصوى في ممارسة الأنشطة الرياضية على اختلاف أنواعها أما التدريب الرياضي والمنافسة الرياضية من الوجهة البيولوجية ما هي إلا إعداد أجهزة الجسم لأداء أنواع مختلفة من الحمل البدني تؤدىإلى تغيرات فسيولوجية وظيفية ومورفولوجية ينتج عنها زيادة كفاءة الجسم في التعود علي مواجهة المتطلبات الوظيفية والبنائية لممارسة النشاط الرياضي.
1-الصفات الوراثية :
تعتبر الصفات الوراثية من العوامل الهامة في عملية الانتقاء خاصة في المراحل المبكرة ،فتحقيق النتائج الرياضية هو صلاحية التفاعل بين العوامل الوراثية والعوامل البيئية المختلفة . وتوضح البحوث والدراسات التي أجريت لدراسة أثر الوراثة على الممارسة ومستوى الأداء الرياضي أن للوراثة أثرها الواضح على :
(أ)الصفات المورفولوجية للجسم .
(ب)القدرات الحركية والوظيفية .
ثانيا : الفترات الحساسة للنمو :
هناك تأثير متبادل بين العوامل الوراثية والبيئية ، فهناك فترات حساسة لنمو بعض الصفات البدنية مع التقدم في العمر. وقد دل تحليل ديناميكية نمو القوة العضلية على أن فترة النمو بين 13-17 سنة تزيد فيها نمو القوة العضلية بدرجة كبيرة من حيث زيادة وزن العضلة وتحسن تنظيم العمل في الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي المستقل .
ثالثا :العمر الزمني والعمر الفسيولوجي :
إن تحديد العمر المناسب للبدء في ممارسة نشاط رياضي من المحددات الرئيسية في عملية الانتقاء ، حيث أن البداية المبكرة أو المتأخرة تقلل إلى حد كبير من تأثير عمليات التدريب و بالتالي من تحقيق الناشئ لنتائج عالية في النشاط الرياضي الذي يمارسه.
رابعا : المقاييس الجسمية (الانثروبومترية ):
تعتبر المقاييس الجسمية من الخصائص الفردية التي ترتبط بدرجة كبيرة بتحقيق المستويات الرياضية العلياذلك لأن كل نشاط رياضي له متطلبات بدنية خاصة متميزة عن غيره من الأنشطة الأخرى ، وتنعكس هذه المتطلبات على الصفات الواجب توافرها فيمن يمارس نشاط رياضي معين مثل طول القامة في لاعبي الحواجز والوثب العالي وكرة السلة ، كبر مقاس القدم واليد في السباحة . ولا شك أن توفر هذه الصفات لدي الممارسين يمكن أن يعطى فرصة أكبر لاستيعاب مهارات اللعبة ، وأصبح من الأهمية توفر الأجسام المناسبة كأحد الدعامات الواجب توافرها للوصول باللاعبين إلى أعلى المستويات الرياضية الممكنة .
خامسا :الصفات البدنية الأساسية :
الصفات البدنية الأساسية هي التي تمكن الرياضي من أداء مختلف المهارات الحركية لألوان النشاط الرياضي المتعددة ،وتشكل حجر الأساس لوصول الفرد إلي أعلي المستويات الرياضية ،فهي صفات ضرورية لكل أنواع الأنشطة الرياضية علي اختلاف ألوانها ،وتتحدد سيادة صفةأوأكثر علي غيرها من الصفات البدنية الأخرى طبقا لطبيعةالنشاط الرياضي الممارس ،مع مراعاة أن هناك علاقات ارتباطيه وثيقة بين مختلف الصفات البدنية الأساسية
ففي الرياضات ذات الطابع المتكرر للحركة الواحدة مثل السباحة والجري والدراجات تعتبر صفة التحمل من أهم الصفات البدنية ،بينما يعتبر التوافق العضلي العصبي من أهم الصفات البدنية في ألعاب الكرة والمنازلات الفردية مثل السلاح والجودو والكاراتيه ،ويراعي في عمليات الانتقاء خاصة في المراحل الأولي التركيز علي الصفات البدنية الأساسية التي تتطلبها ممارسة نشاط رياضي معين ويتم تحديد هذه الصفاتفيضوء معيارين أساسيين:
الأول : هو تحديد مستوي نمو الصفات البدنية .
الثاني : هو تحديد معدل نمو هذه الصفات .
سادسا : الخصائص الوظيفية :
1–الحالة الصحية :
حيث يحدد الكشف الطبي المقومات الوظيفية كالأمراض المتوطنة والمعدية والأمراض الخاصة بالتمثيل الغذائي والقلب والكلي والأمعاء والجهاز العصبي وإصابات الجهاز الحركي.
2–التغيرات المورفولوجية والوظيفية :
وهي التغيرات المرتبطة بالتكيف بالنسبة للجهاز الدوري والتنفسي ودرجة ونوعية تضخم عضلة القلب وسمك جدران وأحجام فراغات البطينين ،وحجم القلب ،والتغيرات المرتبطة بتكيف الشرايين الطرفية التي تساعد علي حجم الدم المدفوع في الضربة الواحدة .
3–الإمكانات الوظيفية للجهاز الدوري و التنفسي :
وتتمثل في الإمكانات الهوائية لمواجهة متطلبات أنشطة التحمل الهوائي.
4-الاقتصاد الوظيفي :
وهو ضروري للعمليات الوظيفية اللاإرادية و الاقتصاد في إنتاج الطاقة ونسب تركيز حامض اللاكتيك في الدم والحد الأقصى لإستهلاك الأكسجينوثبات ميكانيكية التنظيمات العصبية عند أداء حمل عضلي قوى .
5-خصائص استعادة الشفاء :
وتتمل في سرعة ونوعية استعادة الشفاء بعد المنافسة وبعد أداء حمل بدني أقصى أو اقل من الأقصى.
6-الكفاءة البدنية العامة و الخاصة :
حيث ترتبط الكفاءة البدنية بكمية العمل الذي يمكن أداءه بأقصى شدة و مع تحسن الحالة الوظيفية يستطيع اللاعب أداء عمل اكبر مع الاقتصاد في الطاقة المبذولة
المحددات السيكولوجية لعملية الانتقاء :
إذا كانت ممارسة الأنشطة الرياضيةتحتاج إليالكثير من المتطلبات والأعباء البدنية فإن الوفاء بهذه المتطلبات والأعباء وضرورة توافرها في اللاعب الناشئ لا يعد كافيا لوصوله إلي المستويات العليا في ممارسة النشاط الرياضي فهناك أيضا العوامل النفسية التي ثبت أن لها دورا هاما في تحقيق الفوز والتفوق في المجال الرياضيكالميول والدوافع والسمات النفسية التي تتطلبها ممارسة نشاط رياضي معين.
العوامل النفسية وعملية الانتقاء :
وفي مجال الانتقاء تأخذ العوامل النفسية أهمية خاصة في المراحل المختلفة للانتقاء ،حيث تعد هذه العوامل بمثابة مؤشرات هامة يمكن من خلالها التنبؤ بإمكانيات اللاعب الناشئ في المستقبل باعتبارها إمكانيات إيجابية لتحقيق النجاح والتفوق في المنافسات الرياضية .
سمات الشخصية:
وتتحدد السماتالشخصية للناشئمن خلال الدراسة العميقة لشخصية اللاعب الناشئ عبر مراحل الانتقاء المختلفة ،علي أساس أن لكل ناشئ شخصيته الفريدة والمتميزة عن أقرانه علي الرغم من تشابههم معا في بعض الجوانب ويمكن تصنيف السمات إلي نوعين رئيسيين هما :
(1)السمات العقلية المعرفية .
(2)السمات الانفعالية الوجدانية .
أن مرت الأيام ولم تروني
فهذه مواضيعي فتذكروني
وأن غبت يوما ولم تجدوني
ففي قلبي حبكم فلاتنسوني
وأن طال غيابي عنكـــــــم
دون عودة فأكون وقتهـــا
بحاجة للدعاء فأدعو لي