لضرب الساحق فى كرة الطائرة
- السّحق :
- يعتبر السّحق روح الكرة الطّائرة و رونقها ، و الغرض من السّحق هو ضرب الكرة أو إرسالها إلى ملعب الفريق المنافس بطريقة قانونية بحيث يفشل هذا الأخير في إعادتها.
- السحق و هو توجيه قوي للكرة يؤدّيه اللاّعب و هو في الهواء بعد ارتقاء عمودي بمحاذاة الشّبكة و تكون حركاته منسجمة.
- إن الضّربات السّاحقة هي أحد الوسائل الرّئيسية الهامة في إحراز النّقاط و استخدامها غالبا ما يكون من اللمسة الثّالثة و يؤثّر فيها عاملين هما : القوة و التّوجيه.
- أو هو عبارة عن ضرب الكرة بإحدى اليدين بقوة لتعديتها بالكامل فوق الشّبكة، إلى ملعب الفريق المنافس بطريقة قانونية.
4-1-أهمية السّحق :
الهدف من الضّرب السّاحق في لعبة الكرة الطّائرة هو الحصول على نقاط المباراة أو الحصول على الإرسال و تتطلّب هذه المهارة نوعية معيّنة من اللاّعبين يتميّزون بالسّرعة وحسن التّصرّف والثّقة بالنّفس، و ارتفاع القامة، و قوة عضلات الرّجلين و السّرعة الحركية الفائقة و الرّشاقة والتّوافق العصبي العضلي ، و القوة الإنفجارية العالية في الوثب و الضّرب و الدّقة في الأداء الحركي وتوجيه ضربات إلى نقطة معيّنة بالإضافة إلى الهبوط الصّحيح. و لهذا لا يستطيع جميع اللاّعبين أن يقوموا بأداء مثل هذه المهارات نظرا لاختلاف تكوينهم الجسمي وقدراتهم الحركية ، فيفضّل تدريب جميع أفراد الفريق لأداء هذه المهارة ثمّ اختيار أفضل اللاّعبين للقيام بمهام أدائها أثناء المباريات.
أنواع السّحق : هناك أنواع عدّة
أ-السّحق الأمامي :
هو أسهل أنواع السّحق و أهمّهم ، لذلك تجد المدرّبين يعطونه اهتماما كبيرا خاصّة عند المبتدئين ، و يكون توجيه الكرة عند أدائها في خط مستقيم مع خط جري اللاّعب الضّارب.
ب-السّحق الجانبي : يؤدّى هذا النّوع من السّحق عندما يكون اللاّعب بين الشّبكة و الكرة و يكون الإقتراب يأخذ الخطوة و الوثبة بالموازاة مع الشّبكة و يتم الإرتقاء في الضّرب الأمامي و يطلق عليه بعض المدرّبين "الضّرب الخطافي” أو "الضّرب بدوران الذّراع”
جـ السّحق الخلفي :
يؤدّى عندما يكون الظّهر موجّه للشبكة فيوثب اللاّعب و يدور في الهواء حتى يواجه الشّبكة ثم يقوم بضرب الكرة بقوة و بسرعة في أعلى أجزائها ، و يعتبر من أصعب أنواع السّحق من حيث الأداء.
الأداء الفني لمهارة للضرب الساحق في الكرة الطائرة
لقد تطور تنفيذ الضربة الساحقة من خلال الأداء الذي يتوافر فيه عنصرا السرعة والقوة وقد وصلت سرعة الكرة في أولمبيات أثينا في الضرب الساحق إلى 170 كم في الساعة فضلاً عن عنصر الدقة ، والضربة الساحقة هي الوسيلة التي تحتل المرتبة الاولى في إحراز النقاط والاستحواذ على الإرسال مقارنة بالمهارات الأخرى إذ يتميز الفريق الذي يضم لاعبين ضاربين من الطراز الجيد ويتحدد في ضوء ذلك مستوى الفريق .
ان مهارة الضرب الساحق تضع الفريق في وضع نفسي جيد وتتطلب نوعية معينة من اللاعبين يتميزون بسرعة البديهة وحسن التصرف والثقة بالنفس إضافة إلى اعتمادها على مواصفات جسمية كارتفاع القامة وقوة عضلات الرجلين والسرعة والرشاقة والتوافق الحركي العصبي والقوة الانفجارية العالية في الوثب والضرب والدقة في الأداء الحركي(2), إن هذه المهارة تسهم في كسب النقاط للفرق سواء كانت بصورة مباشرة أم غير مباشرة ، وتشير الدراسات إلى نجاح الضرب الساحق بشكل مباشر يشكل 50% عند الرجال و 40% عند النساء ( ) .
ويمكننا تقسيم طريقة أداء الضربة الساحقة المواجه إلى أربع مراحل متتالية وهي:
أولا :مرحلة الاقتراب .
ثانيا :مرحلة الارتقاء (النهوض) .
ثالثا :مرحلة الضـرب (القفـز).
رابعا :مرحلة الهبوط .
وتتشابه طريقة أداء الأنواع المختلفة للضربات الهجومية في المراحل جميعها عدا مرحلة الضرب .
• مرحـلة الاقتـراب .
هو جري اللاعب الضارب للضربة الساحقة للمنطقة التي يؤدي منها الوثب ويتم الاقتراب بخطوات على الأكثر لهما ارتفاع معين وتكون المسافة من 2-4 متر وفي حالة تكرار الهجوم يكون إحدى هذه الخطوات اقصر من أخرى ويقف اللاعب الضارب على خط الهجوم مواجها للمعد في حالة استعداد وتتطلب سرعة كبيرة في القفز حتى يستطيع استعمال الأفضل لقوة الدفع الأمامية أثناء مرحلة الوثب فيبدأ اللاعب الضارب بالحركة بمجرد خروج الكرة من يد المعد ويلزم ان تكون الخطوة الأولى بالرجل اليسرى ( للضارب الأيمن اليد ) لتحديد اتجاه اللاعب بالنسبة للكرة وإما الخطوة الثانية فتتميز بطابع معين فهي سريعة وعميقة وواسعة بحيث يقع مركز الثقل الجسم خلف عقبي القدمين وتمتد الذراعان من أسفل للخلف عالياً بقدر الإمكان أثناء الخطوة الأولى حتى تصلا بمستوى عمودي على الجسم في الخطوة الثانية وتكون الذراعين مائلتان خلفا بالتساوي في نهاية المرحلة وقبل الوثب وتختلف حركة الذراعين تبعاً لطبيعة الجري والمسافة المقطوعة في مرحلة الاقتراب وصفه الجنس ذكراً أم أنثى حركة الذراعان واتجاه الجري ترتبط بنوع الضربة الساحقة المرغوبة أدائها .
إن الاقتراب يجب إن يوصل اللاعب الضارب للضربة الساحقة إلى البقعة المناسبة التي سيؤدي فيها القفز , ومن المهم إن يكون الاقتراب مرنا بدرجة كافية بحيث يسمح ببعض التعديلات ويحدد وقت الاقتراب بحيث يتم أقصى ارتفاع للقفز بالضبط في الوقت نفسه الذي يحدث فيه ضرب الكرة,وعندما نتكلم عن حركة الإقدام فإننا نشير النمط الخطوات التي يأخذها الضارب في تقدمه اتجاه الشبكة وان الذين ينفذون الضربات الساحقة معظمهم يتخذون (4-3)خطوات تقريبية تجاه الكرة( ).
إن اتخاذ الخطوات الأربع هي الطريقة الأساس للتقدم وهي أسهل طرق التعلم ,فبالنسبة للضارب الذي يستخدم الذراع اليمنى فعليه اخذ خطوة قصيرة إلى الإمام بقدمه اليمنى وتعد هذه الخطوة الأولى , إذ من خلالها تبدأ السرعة وهذه الخطوة تبدءا بتحريك الجسم وتوجيهه إلى الاتجاه الصحيح بعدها يتم اخذ الخطوة الثانية بالقدم اليسرى والتي تتميز بأنها أطول من الخطوة الأولى والتي تبدأ ببناء السرعة إذ إن الجسم يبدأ بالانسياب إلى الإمام وتدفع القدمين الأرض بقوة للحصول على قوة رد فعل الأرض ,بعدها تبدأ الخطوة الثالثة بتحرك القدم اليمنى مرة أخرى وهي أطول خطوة بين الخطوات التي يخطوها اللاعب الضارب وفيها يتم إيقاف الزخم المندفع إلى الإمام ويتهيأ الجسم للقفز إلى الأعلى وبقوة انفجارية من خلال دفع القدم اليسرى للحصول على قدرة أكثر من خلال الكبح أو التوقف الذي يحول الزخم الأفقي إلى عمودي وفي هذه الحالة يكون التوقف على كعب القدمين وبعدها يحول إلى تماس القدمين كاملة مع الأرض ,إما الخطوة الرابعة فتكون بالقدم اليسرى ,إذ تجلب القدم بسرعة إلى الإمام وتوضع إمام القدم اليمنى قليلا وبمسافة عرض الكتفين تقريبا.
وتجدر الإشارة هنا إلى إن الخطوتين ينبغي إن تحدثا وكأنهما في وقت واحد وبذلك فان هذا الوضع هو الأخير الذي تبدأ من خلاله القفزة( ).
إن إيقاع حركة التقريب الجيد ينبغي إن يبدأ من البطيء إلى الإيقاع السريع وذلك بان تكون الخطوة الأولى أبطأ الخطوات والرابعة أسرعها , وبذلك فان الإيقاع بشكل أساس يكون ( يمين- يسار- يمين - يسار) والخطوتان الأخيرتان تؤديان سوية تقريبا .
وتُعد هذه المرحلة من المراحل المهمة والأساسية في تنفيذ أداء الضرب الساحق المواجه ، إذ أن كفاءة الخطوات التقريبية تزيد قفزة اللاعب المرسل من
( 12 – 20 ) سم ، وإن هذه الزيادة تمنحه مناوره أكبر في الهواء( ) .
وللخطوات التقريبية مرحلتان هما :
• خطوات العدو.
إن عدد خطوات العدو تقررها المسافة التي يحتاجها اللاعب الضارب للانتقال.
تكون الخطوة الأولى قصيرة ، ويتم فيها تحويل مركز ثقل الجسم إلى الأمام وعلى مشط القدم اليمنى ، في حين تكون الخطوة الثانية بالقدم اليسرى التي تكون أسرع وأطول بحدود ( 60 – 90 ) سم ، وتهبط القدم اليسرى بشكل منبسط ، بينما يكون الجسم منحنياً إلى الأمام ، وفي أثناء خطوات العدو ، وتكون حركة الذراع مشابهة لحركة الذراع الطبيعية في الركض ، ولكن بشكل أوضح وأوسع .
• خطوة الوثبة.
إن لاعبي الضرب الساحق المواجه (الخلفي – الأمامي) معظمهم يستخدمون خطوتين للعدو ، بالإضافة إلى الوثبة التي هي عبارة عن خطوة ساق انفجارية تتم بالقدم اليمنى ، وتكون قفزة واطئة وطويلة ، وتصاحب هذه الخطوة تحريك الذراعين إلى الأعلى أمام الجسم كما أن الوضع الصحيح والمحكم لكلا القدمين ، يؤمن انتقالاً مؤثراً للطاقة من حركة الركض إلى حركة القفز ( النهوض ) ، فضلاً عن أن تحريك الذراعين إلى الأعلى يعزز ويوازن عملية القفز (1) .
إن طول الوثبة يختلف باختلاف سرعة العدو ، وقوة عضلات الرجلين ويـتراوح من ( 120 – 140 ) سم ، وتبدأ الوثبة بعيداً عن القدم اليسرى ، والنقطة التي تلامس القدم اليسرى بالأرض ، وحين يكون الجسم معلقاً في الهواء ، تكون حركة القدم اليسرى سريعة للساق بالقدم اليمنى ، كما يحصل تزامن بين حركة الذراع الأمامية والحركة الأمامية للقدم اليسرى (2) ،
مما تقدم يمكن للباحث ان يوجز سببين وراء ضرورة اتخاذ الخطوات الامامية تجاه الشبكة وهي محاولة بناء زخم وسرعة افقية تحول الى زخم وقدرة الى الاعلى مما يسمح ويساعد على القفز اعلى ما يمكن وحسب الخصائص الميكانيكية للاعب المهاجم في هذا النوع من الضرب الساحق
• مرحلة الارتقاء ( النهوض )
يتم الوثب بعد خطوتي الاقتراب ونقل ثقل الجسم اللاعب من خلف العقبين إلى القدمين ثم الأمشاط وتكون زاوية فخذين والركبتين ومفصل الكاحل وأثناء حركة نقل ثقل الجسم من العقبين إلى الأمشاط تبدأ الذراعان في الأرجحة إلى الخلف لأسفل ثم أماما بأقصى قوة عند مرورها لمحاذاة الفخذين تكون الرجلين منثنيتين كاملاً وفي هذه اللحظة يتم فرد القدمين والركبتين مثنيتين للحصول على قوة دفع .
• مرحلة الضرب .
عند وصول اللاعب إلى أقصى ارتقاء ممكن أثناء عملية النهوض تتحرك الذراع الضاربة من الإمام للأعلى إذ تثنى من مفصل المرفق وبينما يكون المرفق أعلى من مستوى الكتف ومتجه للإمام ويكون جذع اللاعب في حالة تقوس خفيف مع لف الجذع اتجاه الذراع الضاربة فكلما زاد التقوس زادت قوة الضرب . إما الذراع غير الضاربة فتكون مفردة أما الجسم بمستوى أفقي للمحافظة على توازن الجسم في الهواء ويتم الضرب بدفع اليد للأعلى والإمام وتضرب الكرة في أقصى نقطة ارتفاع يصل إليها اللاعب وتضرب الكرة بالجزء العلوي من اليد وتتخذ الضربة شكل ضربة السوط ( Whip ) .
في هذه المرحلة يرفع اللاعب المرسل كلتا الذراعين فوق الأكتاف ، ومن ثم تنثني اليد الضاربة من مفصل المرفق وتنخفض إلى الأسفل خلف رأس اللاعب . إن تنشيط عضلات الكتف والصدر يساعدان على مد الذراع لكبس الكرة وضربها إلى الأسفل ، ويعتمد ذلك دائماً على الارتفاع الذي يتم منه الفعل، وبضربة خاطفة من مفصـل الرسغ ( مفصل اليد ) تنفذ الكرة إلى ملعب المنافس بقوة هائلة ،• مرحلة الهبوط
تتم متابعة الضربة بسحب الذراع للأسفل مباشرة مع منع الذراع من ملامسة الشبكة وذلك بلف المرفق للخارج إذ يكون محاذياً للكتف او تسحب الذراع للخلف وضمها للصدر ويجب ان يتم الهبوط في نفس المكان الذي بدأ منه النهوض للمحافظة على التوازن دون ان يتجاوز خط المنتصف ويتم الهبوط بحيث تمتص صدمة الهبوط ويتخذ وضع الاستعداد في الوقت نفسه للمشاركة في اللعب وبالسرعة اللازمة .
وفي هذه المرحلة التي يهبط فيها اللاعب الضارب بشكل معتدل ، وبأقل صدمة للمفاصل ، لأن تزامن الاستخدام الرديء للهبوط والقوي التي تتولد عند الهبوط تؤدي إلى إصابات الإطراف السفلى (1) .
وتتم مرحلة الهبوط هذه بعد ضرب الكرة ، إذ يهبط اللاعب المهاجم إلى الأرض بارتخاء على كلا الساقين داخل الملعب ، وبذلك يكون تنفيذ القفز خارج الملعب ، بينما يكون الضرب داخل الملعب (2) ،