"
واشتعل الرأسُ شيباً."استعارة مكنية حيث شبه الشيب في سرعة انتشاره بالنار التي تنتشر بسرعة في الهشيم وحذف المشبه به "
النار ", وجاء بشيء من صفاته وهو " ا
لاشتعال " وهي القرينة
هذه الآية الكريمة من استعارة المحسوس للمحسوس
المستعار منه النار والمستعار له الشيب، والجامع الانبساط، ولكنه
في النار أقوى
قال أبو الحسن على بن عيسى الرماني : هي تعليق العبارة على غير ما وضعت في أصل اللغة على جهة النقل للإبانة،
وتفسير هذه الجملة أن قوله عز وجل واشتعل الرأس شيباً استعارة لأن
الاشتعال للنار ولم يوضع في اصل اللغة للشيب، فلما نقل إليه بان المعنى
لما اكتسبه من التشبيه لأن الشيب لما
كان يأخذ في الرأس ويسعى فيه شيئاً فشيئاً حتى يحيله إلى غير لو نه الأول،
كان بمنزلة النار التي تشتعل في الخشب وتسرى حتى تحيله إلى غير حاله
المتقدمة فهذا هو نقل العبارة عن الحقيقة في الوضع للبيان ولا بد من أن
تكون أوضح من الحقيقة لأجل التشبيه العارض
فيها لأن الحقيقة لو قامت مقامها كانت أولى لأنها الأصل والاستعارة الفرع، وليس يخفى
على المتأمل أن قوله عز اسمه "واشتعل الرأس شيبا" أبلغ من كثير شيب الرأس وهو حقيقة هذا المعنى .
واخفض لهما جناح الذل من الرحمة.
استعارة مكنية ,وتعتمد على حذف المشبه بهالاية الكريمة شبهت الذل بطائر ذي جناح فهو مشبه والطائر مشبه به .حيث حذف الطائر ورمز له بشيء من لوازمه هو الجناح ,وكنى عن المشبه به وذكر القرينة دليلا عليه