مفهوم الكفاية

مفهوم الكفاية:

يستند مدخل الكفايات إلى الأبحاثالتي أنجزت في إطار علم النفس المعرفي أو البنائي، والتي كان لها كبير الأثر على المفاهيم المتعلقة بالكفايات والمفاهيم المجاورة لها. وقد ركزت بحوث Piaget على آليات تطور المعرفة لدى الفرد انطلاقا من التفاعل بينه وبين محيطه. ورغم تطور هذه النظرة، فإن القاسم المشترك بين مختلف الأبحاث التربوية، في هذا الباب، تصب في أن عملية اكتساب المعرفة هي عملية بنائية مسترسلة يتفاعل خلالها المتعلم مع موضوع المعرفة، ومن خلال هذا التفاعل يستطيع المتعلم أن يبني المعرفة بنفسه.

إن الاهتمام بالكفايات كمدخل أساسي تتمركز فيه العناية بشخصية المتعلم، قصد تأهيله بالشكل الذي يجعله يتكيف باستمرار مع محيطه، يقتضي بداية الكشف عن بعض المفاهيم المرادفة للكفاية والمرتبطة بها. ومن بين هذه المفاهيم نذكر الإنجاز والقدرة والهدف.
قبل ذلك لابد من الإشارة إلى أن كلمة كفاية تحمل، من حيث الدلالة اللغوية، معنى الذكاء والاقتدار وهو ما يصطلح على الخصوص. compétence عليه أحيانا بالكفاءة، وهو ما تحيل عليه كلمة
إذ أن الكفاية تفترض توفر مهارات وأداءات محكمة تستوجب إعمال الذكاء، فإنه لاينبغي إغفال الدعامات التي تستند إليها الكفاية.
الإنجاز:
هو إتمام مهمة أو القيام بإنتاج ضمن وضعية خاصة، فمثلا أن ينجز التلميذ رسما أو ينشئ شكلا هندسيا أو يقوم بإنجاز عمليات حسابية وفق قواعد ومعلومات، كلها أداءات على النحو الذي يفيد الإنجاز.
الهدف:
هو وصف لما يتوقع من نتائج وتغيرات لدى المتعلم بعد خضوعه لتعليم معين في شكل أداءات أو قدرات سيكتسبها المتعلم ويبينها في نشاطه ويمس الهدف جوانب المعرفة والقيم والمهارات.
القدرة:
هي جملة من الإمكانات التي تجعل الفرد يبلغ درجة من النجاح والتعلم أو أداء مهام أو أنشطة مختلفة ...
ولذلك فلا وجود للقدرة إلا إذا كانت واضحة جلية وقابلة للملاحظة.
إن امتلاك المتعلم لقدرات معينة ( على الملاحظة والتحليل والتطبيق والتركيب) لا يعني أنه يتوفر على كفاية معينة في مجال معين. فمثلا قدرة المتعلم على إنجاز حسابات جبرية وحل بعض المسائل، لا تعني أنه له كفاية حل المشكلات ومواجهة بعض الوضعيات غير المرتقبة والتكيف معها لمعالجتها أو أن المتعلم الذي له القدرة على التعرف و إنشاء الأشكال الهندسية له كفاية الاستدلال والبرهان وتوظيف معارفه ومهاراته لاقتراح خطة إنجاز عملية لحل مشكلة معمارية بمواصفات معينة ودقيقة، ولكن هذه القدرات تبقى ضرورية لاكتساب الكفاية.
ومن مميزات القدرة:
الاستمرارية في التطور( مثلا القدرة على حل المسائل تتطور مع تنمية اكتساب منهجيات).
التحول:
أي التحول عند التفاعل مع قدرات أخرى ( تفاعل قدرة الملاحظة مع قدرة البرهان).
الاستعراض أو الامتداد ( القدرة على التمثيل المبياني في الرياضيات مثلا إلى مواد دراسية أخرى في وضعيات فيزيائية أو جغرافية).
عدم القابلية للتقويم ( لايمكن قياس القدرة على الملاحظة).
أنواع الكفايات:
أ) كفايات نوعية:
وهي كفايات ترتبط بالتخصص أو بمادة دراسية أو بميدان تربوي أو معرفي.
ب) كفايات مستعرضة:
لاترتبط هذه الكفايات بمجال دراسي معين أو مادة دراسية بعينها.ونشير إلى أنه كلما كانت إمكانيات التحويل بين المجالات هامة كلما ازدادت درجة استعراضها. ( يمكن اعتبار كفايات الاستدلال، حل المسائل، تأكيد وإثبات الذات إزاء البيئة المحيطة.....بمثابة كفايات ممتدة).
كما نشير أن هذه الكفايات تنسجم مع مقاربة القيم ومع الحاجات المتجددة للمجتمع.
ج) كفايات تواصلية:
تنمي قدرات المتعلم في مجال التواصل بجميع أشكاله ووسائله اللغوية والعلمية والفنية
( مثلا قدرة المتعلم على ضبط المصطلحات والرموز الرياضية والرسوم الهندسية تنمي لديه كفاية التواصل).
د) كفايات منهجية:
تمكن المتعلم من تطوير قدراته حول طرائق التفكير والتنظيم والعمل ( مثلا المتعلم الذي يتوفر على منهجية حل المشكلات بإمكانه تنمية كفاياته المنهجية).
م) كفايات اسراتيجية :
تنمي لدى المتعلم القدرة على الوعي بالذات والتموقع في المحيط والتكيف معه( مثلا المتعلم الذي بإمكانه تطوير استراتيجياته في حل المسائل في أفق البحث عن حلول لها، أو مقاربتها تنمي لديه الكفاية الاستراتيجية).
ه) كفايات تكنولوجية:
تنمي لدى المتعلم قدرات الإبداع والابتكار والانتاج (مثلا المتعلم الذي بإمكانه تطوير قدراته في مجال الرياضيات واستعمال تكنولوجية المعرفة بإمكانه تطوير وتنمية كفايات تكنولوجية).
ر) كفايات ثقافية: تنمي قدرات تطوير الرصيد الثقافي لدى المتعلم ( مثلا المتعلم الذي له اطلاع عن تاريخ الرياضيات وارتباط الرياضيات بالمجالات المعرفية الأخرى ينمي لديه كفايات ثقافية.
ز) تطوير الكفايات: من المؤكد أن مدخل الكفايات يرفض تمرير المعارف وتراكمها ويدعو في المقابل المتعلم إلى إدماج معارفه قصد بناء وتطوير كفايات يستثيرها في مواجهة وحل المشكلات التي قد تعترضه.
ويعتمد تطوير الكفايات على وضع استراتيجيات اكتسابها ومراعاة التدرج في برمجتها واختيار الوضعيات الملائمة لامتلاك المعارف والمهارات والمواقف والتمرن قصد الارتقاء في أفق الفعالية والمردودية في تشغيل الكفاية.

مقارنة بين بيداغوجيا التدريس بالأهداف P.P.O و بيداغوجيا بالكفايات P.P.C

المستهدف	بيداغوجية التدريس بالأهداف	بيداغوجية التدريس بالكفايات
المتعلم	- متلقي منفعل بأهداف ومعارف وأساليب للتقويم موضوعة من قبل المدرس. - تشطير لشخصية المتعلم وتجريدها من بعدها الشمولي.	- مركزية المتعلم. - منخرط ومتورط في بناء المعرفة. - نشاط المتعلم دال. - يستدخل المشاكل المدروسة ويحولها إلى همومه الشخصية.
المدرس	- يحدد أهداف الدرس الإجرائية والسلوكية. - يحدد محتويات التعلم. - يحدد أساليب التقويم.	- المصاحبة، التنشيط، القويم، الدعم. - يصاحب المتعلم في نشاطه العلمي - ينشط تعلماته. - يوجهه إلى التعرف نقط قوته وثغراته وصعوباته التعليمية. - يساعد المتعلم على تجاوز صعوباته التعليمية ( الدعم )
المقررات	- متمركزة حول معلومات متجزأة من سياقاتها النظرية والتاريخية. - عدم مراعاة هذه المحتويات لحاجات التلميذ وهمومه واتجاهاته. - عبارة عن دروس.	متمركزة حول بؤر مفاهيمية ومعرفة متجذرة في سياقاتها النظرية والتاريخية. - مواكبة لحاجات ومواقف وهموم المتعلم. - متمركزة حول وضعيات مأخوذة من الواقع. - عبارة عن مجزوءات.
الدرس	- تعتمد أهداف معروضة على التلميذ. - اعتماد طرائق تدريسية لا تراعي وثيرة التعلم ومستوى المتعلمين.	- اعتماد أسلوب التدريب الذهني. - اعتماد بيداغوجيا التعاقد. - اعتماد بيداغوجيا المشروع . - اعتماد البيداغوجيا الفارقية. - تفريد التعلم وأسلوب تنشيط المجموعات.
التقويم	- التقويم التشخيصي - قياس الأهداف السلوكية. - التقويم المكون. - يعتمد تدبير النشاط الذهني للتلميذ لمعرفة صعوبات التعلم وتحديد سبل التغلب عليها.	- قياس القدرات. - قياس ورصد صعوبات التعلم من أجل تصحيحها. - انتفاء البعد الجزائي في هذا النوع من التقويم. - الجزاء هو التغلب على الصعوبات والاكتشاف. - التقويم يتم في إطار الوضعية المشكلة- تحديد المشكلة- تحديد المنهج ( طريقة الحل) الخروج بالحلول. - كل كفاية تشكل موردا لكفاية أوسع منها ينبغي تدريسها وتقويمها في مجزوءة لاحقة.

. كيف نشتغل مع التلاميذ على الكفايات القابلة للتكيف والتحويل ؟

أخطط وأنفذ وضعيات تمكن التلاميذ من التفاعل
1. موضوعات التعلم : ما هو مقرر في البرنامج الدراسي من محتويات وأنشطة، أو ما يمكن أن أقترحه من أنشطة موازية أو تكميلية.
2. المحيط : أربط هذه الموضوعات بالمحيط من خلال بعدها العملي التطبيقي في الحياة، أو من خلال منفعتها العملية.
3. المتعلمون : إتاحة الفرص للمتعلمين ليعملوا في فرق وزمر، وليأخذوا المبادرة وليشاركوا في النشاط.
أوظف الطرق والأساليب التي تساعد على تنفيذ هذه الوضعيات 1. طرق البحث والاكتشاف والاستقصاء.
2. العمل في مجموعات.
3. استثمار موارد التعلم كالمكتبات والإنترنيت.
4. إتاحة فرص التواصل بين المتعلمين.
أستغل الموارد ومصادر التعلم المتاحة 1. أبحث فيما إذا كان هناك شخص من أولياء التلاميذ له خبرة في موضوع التعلم، فأدعوه ليشاركني في النشاط الدراسي (طبيب، مهندس، رجل المطافئ أو رجل الأمن، حرفي...). أنظم زيارة للتلاميذ إلى موقع يمكن أن يستفيدوا من خلاله لتعميق تعلماتهم وربطها بالحياة (جميع التلاميذ أو فريق منهم يكلف بهذه المهمة) .
2. أبحث فيما إذا كان موضوع الدرس أو الدروس له ارتباط بنشاط من صميم الحياة أو الممارسة المهنية، أو أربطه بها عبر التدريب والتمهيد على مهارات عملية (انظر وثيقة الانفتاح على المهن).
3. أجلب إلى القسم أدوات أو أجهزة أو مبتكرات تكون منطلقا لتعزيز الجانب العملي والنفعي للتعلمات.

أمثلة لكفايات ممتدة ( مستعرضة ):

كفايــــات ذات طبيعـة ثقافية ومنهجية ? حل مشكلات، واتخاذ قرارات ابتكارية من خلال ممارسة الفكر النقدي والإبداعي.
الاستدلال بكيفية استقرائية، والاستدلال بكيفية استنتاجية.؟
البحث عن معلومات من مصادر متنوعة، وانتقاؤها، وترتيبها، وتنظيمها، ومعالجتها.؟
تخطيط مشروع شخصي أو جماعي، وتقدير الموارد الضرورية لإنجازه تقديرا سليما.؟
العمل فرديا أو ضمن مجموعة من الأفراد بغرض تحقيق نتيجة محددة واحترام لقواعد أو توجيهات.؟
إظهار الإبداعية والتجديد في مختلف مجالات النشاط.؟
خلق عمل أدبي جديد أو عمل تكنولوجي أو فني.؟
كفايات ذات طبيعة شخصية أو اجتماعية ? تأكيد الشخصية والخبرات الحياتية، مع احترام خبرات الآخرين.
تعرف حقول الاهتمام الذاتي، والاستعدادات الذاتية، ومواطن القوة والضعف الذاتيين.؟
تبني سلوكات وقائية وآمنة من أجل تسهيل النمو الذاتي والعيش في تناغم مع الآخرين.؟
تطوير القدرة الذاتية على الابتكار.؟
تقديم الأعمال والمنجزات الذاتية بكيفية مبتكرة ودقيقة.؟
كفايات ذات طبيعية تواصلية ? إقامة علاقة مع الآخرين باستعمال الوسائل المناسبة للوضعيات والسياقات.
الإنصات إلى الآخرين، وفهمهم، والتجاوب معهم بكيفية مناسبة.؟
توظيف المكتسبات اللغوية في سياقات ووضعيات مختلفة.؟
التواصل مع الآخرين بوضوح شفهيا وكتابيا.؟
فهم تمثيلات تخطيطية (رسوم وجداول وخرائط) ونصوص ذات مضامين كمية.؟
توظيف تكنولوجيات مختلفة لبث رسائل وتلقيها.؟
ممارسة الحس النقدي في البحث عن المعلومات بمساعدة وسائل الاتصال والأنترنيت.؟
تقويم استعمال التكنولوجيا من الناحية الأخلاقية.؟
كفايات ذات طبيعية سوسيو-مهنية ? تلمس فائدة ما يتعلمه المتعلم على البيئة.
استثمار الوسائل المتاحة في مجال البيئة في التعلم.؟
استعمال التعلمات في مواقف ومسائل عملية يومية.؟
استثمار المواقف والمناسبات الاجتماعية المحلية في التعلم.؟
توظيف التعلمات العلمية في أنشطة عملية وسوسيو - مهنية.؟
الاستئناس بالتقنيات والمهارات المهنية.؟
تطبيق المفاهيم والمبادئ العلمية لحل مشكلات عملية؟.
الانفتاح على المهن والحياة الاقتصادية.؟
التطبيق العملي للتعلمات الأكاديمية في الحياة العملية.؟

» مفهوم البيداغوجيا:
» مفهوم الاعاقة البصرية
» مفهوم الاتصال:
» مفهوم الحق
» حول مفهوم استقلال القضاء