لتطوير سرعة السباح
Golden swimmers 
اصبح السباح العالمي Alexandre Popov ظاهرة من ظواهر رياضة السباحة . و قد سبقه في ذلك السباح الامريكي Mark Spitz . لذلك فقد ركز الباحثون في مجال السباحة على هذا البطل ، كما فعل في السابق Councilman بدراسته على السباح Mark .
و حين طرح تساؤل عبر الشبكة العنكبوتية مفاده ( ماهية انجح الطرق لتطوير الانجاز في سباق 100 م سباحة حرة من 56 ثا الى 52 ثا ؟ ) جاءت الاجابات على ثلاث محاور هي :-
1. زيادة شدة التدريب .
2. تطوير القوة العضلية للسباح ( القوة الخاصة ) .
3. التركيز على المهارة بشكل اكبر .
Golden swimmers 
و عند مناقشة الاجابات او المحاور الثلاث ، يجب ان نعرف الهدف الرئيس للسباح ، فهو يريد اما ان يسبح اسرع او ان يسبح بكفاءة مهارية عالية . اما السباحة اسرع فتعني ان يقطع مسافات متساوية بازمان اقل ، في حين ان السباحة بكفاءة مهارية عالية تعني ان يقطع مسافات بالزمن ذاته لكن بصرف طاقة اقل .
اما المنطق فيؤكد ان السباح يريد اكتساب الاثنين معاً ، اي السباحة اسرع مع صرف اقل للطاقة . و هذا ممكن الحصول عليه .
تطور السرعة الانتقالية :-
ببساطة شديدة يمكننا ان نعرف كيفية تطوير السرعة الانتقالية ( في السباحة ) ، و ذلك من خلال التقليل من العناصر المعيقة للانتقال ، و زيادة و تطوير العناصر الداعمة له .
Golden swimmers 
اما العناصر المعيقة لانتقال السباح خلال الماء فهي :-
1. المهارة Technique .
2. مقاومة الماء Drag .
3. نهايتي حوض السباحة Walls .
و العناصر الداعمة هي :-
1. المهارة Technique .
2. القدرة العضلية Power .
3. نهايتي حوض السباحة Walls .
نلاحظ مدى التشابه في القائمتين ، و قد يكون ذلك غريباً نوعاً ما ، و لكن عند التوضيح سيكون الامر مغايراً ..
المهارة :-
المهارة الجيدة للسباح تساعده على التقليل من مقاومات الماء التي تنشأ من خلال حركته ، و بالتالي ستزيد من ناتج قوته المصروفة للتحرك اماماً خلال الماء ، اما المهارة الرديئة فسوف تزيد من تأثير مقاومة الماء المضادة ، و بالتالي تقل كفاءة انتقال السباح .
Golden swimmers 
مقاومة الماء :-
من المؤكد ان التقليل من تأثير مقاومة الماء هو اسهل بكثير من زيادة القوة المعاكسة المصروفة من قبل السباح ، بمعنى ان على السباح ان ينزلق خلال الماء بسلاسة و ليس مقاومة القوى المعيقة للماء ( Drags ) . فمحاولة زيادة السرعة بواسطة صرف قوة اكبر ، سيزيد من مقاومة الماء . لذا يجب ان نعمل جاهدين على التقليل من قوى الاعاقة من خلال اللف الصحيح للجسم و الشكل المستقيم للجسم ككل و ارتداء ملابس تساعد على الانزلاق الجيد .
القدرة العضلية :-
يتوجب على السباح امتلاك قدرة عضلية جيدة تساعده على تطوير الانجاز ، حيث ان امتلاك مهارة عالية فحسب قد يطور من شكل الاداء ، لكن لا يولد الانجاز العالي . لذا فان القدرة العضلية تكفل للسباح التغلب على الجزء اليسير من اعاقة الماء في حال امتلك المهارة العالية .
Golden swimmers 
نهايتي الحوض :-
عند الوصول الى احدى نهايتي الحوض ، يتوجب عل السباح الابطاء من سرعته الانتقالية الى الامام تحضيراً للدوران ، و هو جانب قد لا يكون سيأً لدرجة كبيرة . فمن فوائد الدوران انه يعطي الفرصة لاخذ شهيق عميق مهم في هذه المرحلة ، كما ان الدوران و الاستعداد للدفع قد يكون مرحلة برمجة جديدة لبناء السرعة من خلال ذلك الدفع بالرجلين و الانسياب بوضع الجسم الممتد .
و عودةً للبطل العالمي Popov .. فان برامجه التدريبية كانت تركز على المحور الثالث من اجابات السؤال المطروح ( اي التركيز على المهارة ) . و بالرغم من ان السرعة هي سمة مسافة سباقاته ( 100م حرة ) ، الا ان برامج تدريب الاثقال المطبقة عليه كانت برامج بسيطة جداً ، مقارنة ببرامج تدريب سباحي 100م حرة الاخرين .و من خلال الدراسات الميدانية ، تبين ان القوة المصروفة لـ Popov صاحب الرقم العالمي في هذا السباق هي اقل بمقدار 25% - 40% عن القوة المصروفة من قبل منافسيه . و على ذات السياق ، فقد ابرزت دراسات ( Rich Sharp – Jane Cappaert ) من المركز الدولي للدراسات المائية ( International Center for Aquatic Research ) التي اجريت على سباحي نهائي سباق 100م حرة في اولمبياد 1992 ، ان معدل القوة المصروفة لهؤلاء السباحين هي اقل بمقدار 16% من القوة المصروفة لدى السباحين الذين لم يتأهلوا الى نهائي ذلك السباق .مما قاد الباحثين للوصول الى حقيقة ان السباح بمهارة عالية لا يتوجب عليه صرف الكمية الاكبر من القوة لتحقيق الانجاز العالي .
Golden swimmers 
لقد اشرف المدرب Gennadi Touretski على تدريب السباح Popov ، و قد ابتكر منهاجاًَ تدريبياً يركز على عناصر اساس بالنسبة له ، ففي حين ان المناهج التدريبية التقليدية تركز على ( احجام التدريب او شدة التدريب ) ، ركز Touretski على اجادة المهارة و طول سحبة الذراع . و بالتالي وضع ذلك المدرب هدفين اساسين لـ Popov لتحقيق الانجاز العالي ، و هما :-
1. التركيز على طول سحبة الذراع لا على تكرارها .
2. الاسترخاء قدر الامكان خلال السباحة .
و قد عمل Popov على ذلك النظام لسنوات لكي يتمكن من تحقيق الهدفين و الوصول بهما الى الآلية . و هذا ما اكده الباحث و المدرب Bill Sweetenham مشرف التطوير المهاري لسباحي منتخبات استراليا ، و المتابع لـ Popov ، حيث ذكر ان ذلك السباح يتدرب بسرع بطيئة نسبياً لاحجام تدريبية كبيرة ، مع القليل من الاحجام بشدة عالية . و قد لاحظ ذات المتحدث ان Popov قد غير من اداءه خلال المنافسات التي تابعها من خلال التقليل من عدد سحبات الذراعين .
كما يؤكد Paul Newsome عند متابعته للبطل العالمي في سباقات السرعة Ian Thorpe ، ان ذلك السباح يقطع مسافة 50م بعدد سحبات ذراعين بين 27 – 32 سحبة ، في حين ان السباحين بمستويات اقل يقطعون مسافة 50م بعدد سحبات 38 – 52 سحبة .
ختاماً .. ومن خلال ذكرنا ان السباحة هي رياضة مختلفة عن الرياضات الاخرى ، نود ان نقول بان الراكض قد يعتمد على العلاقة بين طول الخطوة و تكرارها ، و التي قد تحدد من قبل المدرب دون ان تكون هناك عناصر جانبية تؤثر فيها . حيث ان العلاقة بسيطة جداً و هي علاقة عكسية ، و يستخدم الراكض النسبة التي تناسبه بعد التدريب و التجربة . اما في السباحة ، فان التقليل من عدد سحبات الذراع مع وضع الجسم و حركته عالية المستوى ، ستقلل من مقاومة الماء ، و هذا التقليل هو عنصر جانبي يؤثر في المعادلة . اما زيادة عدد السحبات ، فقد يعطي افضلية زيادة السرعة ، و لكن سيزيد بالتأكيد من اعاقة الماء لجسم السباح .
منقول