عدد الرسائل : 14686 نقاط التميز : تاريخ التسجيل : 02/04/2008
موضوع: تطور الشعر الاجتماعي و خصائصه الجمعة 26 فبراير 2010 - 12:47
تطور الشعر الاجتماعي و خصائصه
تمهيد : كانت الحياة الاجتماعية قديما تتميز بالبساطة و لذلك خلت من المشاكل الكبرى التي تعيشها المجتمعات في الوقت الحاضر و لهذا لا نجد في الشعر القديم قصائد مطولة تتناول مسائل اجتماعية وأن الشعر القديم يدور في معظمه في فلك الحلفاء و الأمراء
العصر الجاهلي :
وردت بعض المقطوعات متفرقة تتناول الحياة الاجتماعية و أهمها الفقر الذي شكاه الشعراء الصعاليك فقال عروة بن الورد :
ذريني للغني أسعى ، فإني رأيت الناس شرهم الفقير
و أبعدهم و أهونهم عليهم و إن أمسى له حسب و خير
كما نجد مثل ذلك عند زهير بن أبي سلمى
صدر الإسلام :
في صدر الإسلام و عصر بني أمية ، نظم شعراء في شتى الأغراض بما فيها الاجتماعيات مثل نظرة الناس إلى المرأة فقد قال معن بن أوس في ذلك :
رأيت الرجال يكرهون بناتهم و فيهن ـ لا تكذب ـ النساء الصوالح
و فيهن ، و الأيام تغتز بالغش نوادب ـ لا يمللنه ـ و نوائح
إلا أن بعض الشعراء عد تناول العيوب البشرية شيء من فضح الناس و هذا ما لا يجيزه الشرع
العصر العباسي : استمر الشعراء ينظمون فيه المقطوعات على شكل خواطر تفتقر إلى العمق و التحليل و تتميز بالخصوصية لا العمومية فهي تقدم صورة منعزلة عن حياة بعض الأشخاص فقط ولا تقدم صورة شاملة عن وضع اجتماعي معين
وقد ظهر بعض الشعراء الذين كان لهو تميز في القدرة على الغوص في خفايا المجتمع مثل ابن الرومي في وصف تنكر الأيام:
نحن الأحياء على الأرض ، و قد خسف الدهر بنا ثم خسف
أصبح الســـــــافل بنا عاليــــــا و هوى أهل المعالي و الشرف
عصر المماليك و العثمانيين :
ساءت فيه الأحوال الاقتصادية و الاجتماعية بسبب تهالك الحكام على ثروات شعوبهم . و يقول شهاب الدين يصف تردي أحوال الناس :
وكيف يروم الرزق في مصر عاقل و من دونه الأتراك بالسيف و الترس
فللترك و السلطان ثلث خراجها و للقبط نصف و الخلائق في السدس
العصر الحديث :
أصبح فيه نظم الشعر في القضايا الاجتماعية أمرا عاديا ، بل وأن هناك من الشعراء ما جاء معظم شعره اجتماعيا فما من شاعر إلا و نظم فيه ، ففي العراق معروف الرصافي و جميل الزهاوي ، و في مصر حافظ إبراهيم ، و أحمد شوقي و في الجزائر محمد العيد آل خليفة و توجه الشعراء لتناول القضايا الاجتماعية بدافع إصلاحي اعتمدوا الأسلوب المباشر في نقد الأخلاق مثلما فعل محمد العيد آل خليفة :
الخمر فأس ، خراب هدمت أسوا ر مصونة ، عاث فيها صاحب الفأس
يا شارب الخمر ما ترجوه من دون للعرض ، غول عقول لص أكياس
فحطم الكأس و اهجر كل رفقتها تعش سعيدا و تامن ألسن الناس
و من أهم المواضيع التي تناولها الشعراء قضية الفقر و الفقراء أمثال معروف الرصافي كما نجد قضية مهمة أخرى و هي التربية التعليم و على رأسهم أحمد شوقي الذي قال :
ربوا على الإنصاف فتيان الحمى تجدوهم كهف الحقوق كهولا
و إذا المعلم لم يكن عدلا ، مشى روح العدالة في الشباب ضئيلا
و كان الانحراف الخلقي بجميع أشكاله هو سبب تأخر المجتمعات و كان للشعراء رد فعل كبير على ذلك . بالإضافة الى مواضيع أخرى تتعلق بالوعي و ترقية الإنسان
ومن الشعراء من لجأ الى الرمز لنقد الناس في مواقفهم و تصرفاتهم أو توجيهاتهم و إرشادهم .
و يمكن أن يصنف الشعر الاجتماعي الذي يحتوي على الرمز إلى :
1- شعر اجتماعي على شكل قصص على ألسنة الحيوانات و قد برز فيه أحمد شوقي
2- توجه اعتمد على الأسلوب الغير مباشر ، و برز فيه إيليا أبي ماضي
أما بعد الحرب العالمية الثانية ظهر شعر اجتماعي آخر هو الشعر الاجتماعي الثوري يتناول توعية الشعب بواقعها ، و إصرار الكادحين على استئصال أسباب عوزهم ، فقال القرنفلي يصف الفقراء :
فقراؤنا قد حطموا حكم القناعة و استفاقوا
الجوع ليس من السماء فمن ذا ؟ و هنا أفاقوا
و مضوا ، فمن متسولين
على الرصيف الثائرين
الخصائص :
1- تعريف الناس بحقوقهم ، فهو شعر يهدف لإصلاح الأوضاع
2- لفت الانتباه إلى ما أملته بعض الشعوب المتقدمة في المجال الاجتماعي
3- استخدام أساليب تعبيرية مناسبة مثل : اللغة الواضحة المؤثرة ، مخاطبة العواطف ، اعتماد النمط القصصي و التصويري
ضروبه :
- الشعر الاجتماعي التقريري ، يعتمد على تصوير الواقع عن طريق تبيين العيوب ووصف العلاج
- الشعر الاجتماعي الغير مباشر : يتناول علاج مشاكل اجتماعية بالرمز و الإشارة
- الشعر الاجتماعي الثوري : و يدعوا إلى الثورة ضد الفقر و العوز
الجمعة 26 فبراير 2010 - 12:47
