أن دورة التدريب الصغرى للتدريبات اللاهوائية عالية الشدة يجب أن تكون نقطة التحول الأكثر خصوصية للدورات المتوسطة، وذلك من خلال الاستفادة من التأثير التراكمي للتدريب للدورات الصغرى، وما تحقق من تكيف وصولا الى مرحلة التعويض الزائد وهي الغاية المنشودة للمدرب والرياضي، لذا فأن اختيار القدرات في هذه المرحلة يجب أن يكون اختيارا متوافقا للتحقيق وتعزيز أثر الحمل التدريبي الرئيسي، ويمكن أن تكون القدرات للدورة التدريبية الصغرى للقدرات اللاهوائية على نحو الاتي:
( تحمل القوة اللاهوائية، السرعة القصوى، التدريبات الهوائية منخفضة الشدة، الأداء المهارى، الأداء الخططي)
فالتدريبات تحمل القوة والتي تكون على الأغلب هي تدريبات الأثقال عالية الشدة مع التركيز بأن تكون تلك الوحدات ذات تدريبات منفصلة والغاية منها تطوير تحمل القوة مع تعزيز عمليات الأيض الخلوي اللاهوائي.
بينما تدريبات السرعة القصوى تكون في الغالب عند مرور الرياضي بالتعب المتوسط والغاية هي تعزيز الية التدريب بالنظام الفوسفاجيني للإنتاج الطاقة للتدريبات قصيرة المدة، حيث أن الهدف الفسيولوجي لتلك التدريبات هو أنتاج الطاقة القصوى بالاعتماد على عملية التحلل السكري، والاسلوب التدريبي المناسب لذلك هو تدريب المنحدرات بزاوية 1ــ3 درجة على أن لا تتجاوز المسافة 60 متر بطريقة التدريب الفتري مرتفع الشدة أو التكراري، أو طريقة الركض من وضعيات الانطلاق المختلفة ولمسافات تتراوح من 20م ــ60م، أذ أن الهدف من تمرين المنحدرات هو بلوغ القدر الأقصى من تردد الخطوات ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال وضع علامات على طريقة الركض أثناء الحركة، بينما التمرين الثاني الغاية هو تحقيق تزايد السرعة من خلال التركيز على السرعة المستهدفة لكل مسافة اعلاه.
بينما الغاية من التدريبات الهوائية منخفضة الشدة والتي يمكن مزجها مع كل جزء من التدريبات وخاصة الوحدات التدريبية المنفصلة، والهدف هو استعادة الحالة الطبيعة النشطة وتلك التمرينات هي عبارة عن تمرينات المرونة والاسترخاء.
بينما تدريبات الأداء المهارى ترتكز على القدرات البدنية التي من المفترض قد أكتسبها الرياضي للتحقيق الاداء المهارى المتقن، على أن يؤخذ بنظر الاعتبار درجات التعب التي يمر بها الرياضي، أذ لا يمكن تحقيق مستوى من الأداء المهارى عند التدريب بالأحمال عالية الشدة، فلايمكن تحقيق مثالية في الاداء المهاري بوجود اثار للتعب .
أما بالنسبة للأداء الخططي فهي الفترة الأكثر صعوبة وارهاقا بالنسبة للأدائات المهارية والتي تحدث في ذروة الدوائر الصغرى، لذلك من المهم مزج المتطلبات المهارية والخططية بالارتكاز على الاداء البدني والذي اساسه القدرات البدنية المحرك الاساسي للأداء المهارى والخططي، ولتحقيق ذلك لا بد أن تكون الاحمال التدريبية بمستوى حمل أعلى من العتبة اللاهوائية ويؤخذ منحى الأحمال بازدياد الضغوط تدريجيا الى فترة اقتراب من المنافسة وتحدد تلك الفترة 7ـ10 يوم قبل المنافسة، والتي تمتاز تلك الفترة بأنخفاض حمل التدريب وهذه الفترة تعتبر المرحلة الحاسمة في أعداد الرياضي للمنافسة ويؤخذ طابع الانخفاض المنحي التدريجي غير الخطي، والغاية محاولة الحد من الضغوط الفسيولوجية والنفسية الناتجة عن التدريبات والتي محاورها تراكم التعب، أذ يساهم ذلك الانخفاض الى تفعيل الكامل للألياف العضلية فضلا عن تنشيط الوحدات الحركية الخاملة السريعة والتي يصاحبها زيادة سريعة في أنتاج اللاكتات نتيجة عمليات الأيض في غياب الأوكسجين، ويمكن ملاحظة هذه الحالة عند تدريبات تحمل القوة والتي ترتكز على تدريبات الأثقال عالية الشدة، بينما تدريبات التي ترتكز عن النظام الطاقة الفوسفاجيني ومثال ذلك تدريبات السرعة الذي يعتمد على الطاقة من خلال التحلل السكر اللاهوائي، والذي يحقق تكيف في عمليات الايض، فضلا عن التكيفات العصبية من خلال تحسن عمليات الكف والاستجابة، بينما مقدار الانخفاض في حمل التدريب قبل المنافسة يمكن ملاحظته على اجهزة الجسم الحيوية، فتأثيره على الجهاز القلبي الوعائي من خلال تحقيق أقصى معدل لضربات القلب مع زيادة الناتج القلبي، مع تحقيق امداد للطاقة بالرغم من عجز الاوكسجين والدين الاوكسجيني وتراكم اللاكتات. بينما تاثير على الجهاز الهرموني يكون من خلال الزيادة السريعة في هرمون الأدرينالين ونور اردنيالين وهرمون الكوريتزول، مع انخفاض في مستوى التستوستيرون لمدة 24 ساعة أو اكثر.