مدخل إلى دراسة علم نفس النمو
• تفيد دراسة علم النفس بصفة عامة في فهم السلوك و ضبطه و توجيهه و التنبؤ به.و علم نفس النمو بصفة خاصة، يفيد في فهم سلوك الفرد و ضبطه و توجيهه و التنبؤ به، فهو ينمو عبر مختلف مراحل الحياة.
•
• و على الرغم من الصلة الوثيقة بين هذان العلمان و تعاملهم مع معظم المواضيع الرئيسية في مجالات علم النفس و السلوك الإنساني في الغالب، إلا أن علم نفس النمو يتميز بسمات أهمها: - عدم الاكتفاء بوصف الظاهرة أو مقارنتها و التعامل معها كظواهر نفسية جامدة و معزولة عن باقي المظاهر النفسية الأخرى.
• - استخلاص العناصر و السمات التي تميز أية ظاهرة من الظواهر النمو خلال مراحل تطورها ثم العمل على دمج تلك المظاهر و إبرازها في شكل تطور سلوكي.
• - العلاقة المتينة القائمة بينه و بين فروع علم الحياة بجميع جوانبه، مما أسهم بشكل واضح في إثراء مجاله و توسيع آفاقه.
• و الواضح من خلال الإطلاع على الكتب و الأبحاث و الدراسات التي أجريت في هذا المجال الانشغال حول الإجابة عن التساؤلات التالية:
• - كيف و لماذا يصبح الفرد كما هو في مراحل النمو المتتالية؟
• - ما هي امكاناته الو راثية و ظروفه البيئية ؟
• - ما هي أسباب و أعراض و علاج مشكلات النمو ؟...
• لذا يمكن اعتبار كل تلك الأعمال و الدراسات و الأبحاث في مجال علم نفس النمو مادة علمية لها تطبيقاتها التربوية المباشرة في الحياة العملية، في الأسرة، في المدرسة و المجتمع،و هو سبب تركيز محتوى المقياس على فترة الطفولة و المراهقة . و قبل الخوض في ذلك نرى أنه من الضروري التعريف بعلم نفس النمو و مفهومه، إضافة إلى أهمية و أهداف هذا العلم و هو موضوع ال- الموالية.
• - رقم: 1
• مفهوم علم نفس النمو و أهمية دراسته
• 1- تعريف علم نفس النمو:
• "هو العلم الذي يدرس سلوك الكائن الحي، و ما وراءه من عمليات عقلية، دوافعه و دينامياته و آثاره، دراسة علمية يمكن على أساسها فهم و ضبط السلوك* و التنبؤ به و التخطيط له".
• كما يعرف على انه:" فرع من فروع علم النفس، و يهتم بدراسة مظاهر الكائن الحي و تطوره، و تفحص سلوكه و العمليات العقلية المؤدية إليه، و الكشف عن دوافع السلوك و نتائجه، و البحث عن العوامل المساهمة في النمو و التطور بشكل علمي يؤدي إلى فهم ذلك السلوك** ضبطه، و إمكانية التنبؤ به "
•
• و يعرف MUNN (R.C LABARBA) علم نفس النمو على انه "مجال واسع من مجالات علم النفس و ينقسم إلى فرعين: أولا:علم نفس النشوء و التطور، الذي يدرس نشوء العمليات النفسية لدى الكائنات الحية، سواء في شكلها البسيط أو المعقد.
•
• ثانيا: علم نفس تطور الكائن الحي و الذي يهتم بدراسة اتجاهات النمو و التطور لدى الكائنات عن طريق دراسة كائن واحد فقط.
•
• من الواضح من خلال التعاريف المقدمة أن علم نفس النمو يهتم بصفة عامة بدراسة السلوك الإنساني في كافة المجلات، و هو نفس ميدان علم النفس العام أو باقي فروع هذا العلم، فما الفرق إذن بين هذا العلم وتلك العلوم. و لتوضيح ذلك يجب التطرق لموضوع علم نفس النمو حتى نكون مفهوما واضحا و شاملا حول هذا العلم.
•
• 2- موضوع علم نفس النمو:
•
• يعتبر علم نفس النمو من العلوم ذات الجوانب المتعددة، و تشمل دراسته التعامل مع المتغيرات السلوكية و النفسية للكائن الحي عن طريق دراسة مظاهر النمو الجسمية و العقلية و الاجتماعية و الانفعالية عبر مراحل النمو المختلفة. و تقوم دراسة سلوك الفرد في مراحل نمه المتتابعة على نتائج البحوث العلمية القائمة على الملاحظات و التجارب العلمية، و تتناول هذه البحوث ما يلي:
•
• - دراسة سلوك الفرد و نمه الطبيعي في إطار العوامل الو راثية و العضوية التي تؤثر فيه.
• - دراسة سلوك الفرد في إطار العامل البيئية المختلفة التي تؤثر فيه سواء كانت هذه العوامل جغرافية أو اجتماعية.
• - دراسة أثر سلوك نمو الأفراد في البيئة المحيطة بهم و في الثقافة التي ينتمون إليها.
• -دراسة أساليب التوافق الشخصي و الاجتماعي و الانفعالي و ما يؤثر في هذا التوافق.
• لقد ظل علم نفس النمو محل جدل بين المختصين فيه و غيرهم حول تشابه أو اختلافه مع مواضيع علوم أخرى خاصة علم نفس الطفل***.
• *السلوك هو أي نشاط (جسمي، عقلي، اجتماعي، أو انفعالي) يصدر من الكائن الحي نتيجة لعلاقة دينامية أو تفاعل بينه و بين البيئة المحيطة به.
• ** فكل ما تعلق الأمر بدراسة السلوك من خلال علم النفس العام أو أحد فروعه من العلوم فهذا يعني بهدف فهم ذلك السلوك، و ضبطه و التنبؤ بحدوثه في المستقبل للسيطرة عليه.
• *** مجال علم نفس الطفل:يهتم بدراسة سلوك الطفل و العمليات النفسية المصاحبة له.
• *** مجال علم نفس النمو:يهتم بدراسة التغيرات السلوكية ذات العلاقة بتطور العمر لدى الإنسان، مثل دراسة تغير سلوك الأطفال خلال مراحل نموهم و تطورهم المختلفة.ZONE DE TEXTE
• - رقم 02
• أهمية و أهداف دراسة النمو
•
• لا شك أن دراسة سيكولوجية الطفولة مهمة في حد ذاتها و مفيدة بالنسبة لفهم مرحلة الطفولة، و دراسة سيكولوجية المراهقة مهمة في حد ذاتها و مفيدة لفهم المرحلة التي تليها و هكذا ...
• و يعتبر علم نفس النمو كما سبق القول المجال الذي يشمل مراحل تطور الكائن الحي طوال حياته بهدف توفير الحقائق و المعلومات المتعلقة بمظاهر النمو المتعاقبة ن و التعرف على طبيعة العمليات النفسية المصاحبة للنمو و توقيت حدوثها، وتحديد العوامل المؤثرة في تلك العمليات سلبا أو إيجابا كما أن هناك عدة أسباب وراء الاهتمام بنمو الكائن الحي بصفة عامة، و يمكن تلخيص أهمية دراسة هدا العلم في عدة نقاط أهمها:
• 1- من الناحية النظرية:
• * تزيد من معرفتنا للطبيعة الإنسانية و لعلاقة الإنسان بالبيئة التي يعيش فيها و ذلك من خلال:
• - التعرف على تأثير كل من العوامل الوراثية و البيئية على النمو، مما يؤدي إلى توفير العناصر المساعدة لتلك العوامل على تأدية عملها في أحسن الظروف و تحقيق أفضل النتائج الإيجابية التي يمكن توقعها.
• * تؤدي إلى تحديد معايير النمو في كافة مظاهره و خلال مراحله المختلفة (د. رمضان محمد القذافي، ص: 12)
• 2- من الناحية التطبيقية :
• •تزيد من القدرة على توجيه الأطفال و المراهقين و التحكم في العوامل و المؤثرات المختلفة التي تؤثر في النمو و ذلك من خلال مثلا مساعدة الأفراد على فهم أنفسهم و ما ينتابهم من تغير يرتبط بمراحل النمو المختلفة، و تقبل المظاهر المصاحبة له، و التوافق مع عالم الواقع .
• •يمكن قياس مظاهر النمو المختلفة بمقاييس علمية تساعدنا على من الناحية النفسية و التربوية في التكفل بالأفراد، إذا ما اتضح شذوذ النمو في أي ناحية عن المعيار العادي.*
•
• 3- بالنسبة لعلماء النفس:
•
• •تساعد دراسة هذا العلم الأخصائيين النفسانيين في جهودهم لمساعدة الأطفال و المراهقين و الراشدين... خاصة في مجال علم النفس العلاجي و التوجيه و الإرشاد النفسي و التربوي و المهني.
• • كما تعين دراسة قوانين و مبادئ النمو و تحديد معاييره في اكتشاف أي انحراف أو اضطراب أو شذوذ في سلوك الفرد. و تتيح معرفة أسباب هذا الانحراف و تحديد طريقة علاجه.
• 4- بالنسبة للمدرسين:
• * تساعد في معرفة خصائص الأطفال و المراهقين و في معرفة العوامل التي تؤثر في نموهم و أساليب سلوكهم، و في طرق توافقهم في الحياة، و في بناء المناهج و طرق التدريس و إ عداد الوسائل المعينة في العملية التربوية.
•
• * يؤدي فهم النمو العقلي و نمو الذكاء، و القدرات الخاصة و الاستعدادات و التفكير و التذكر و التخيل و القدرة على التحصيل في العملية التربوية(تطور الملكات العقلية) حيث يحاول الوصول إلى أفضل الطرق التربوية و التعليمية التي تناسب مرحلة النمو و مستوى النضج الملائم.
•
• * تفيد في إدراك المدرس للفروق الفردية بين تلاميذه، و أنهم يختلفون في قدراتهم و طاقاتهم العقلية و الجسمية و ميولهم…و بهذا يوجه المدرس انتباهه للأفراد و يراعي قدراتهم و لا يكتفي بالتربية الجماعية.
• 5- بالنسبة للأفراد
• * تفيد بالنسبة للأطفال، و هم راشدو المستقبل. فبفضل فهم أولياء الأمور و القائمين على التربية و الرعاية النفسية والاجتماعية و الطبية لعلم نفس النمو، أصبح التوجيه على أساس دليل علمي ممكنا مما يحقق الخير للأفراد من الطفولة إلى الشيخوخة.
• * تساعد في أن يفهم كل فرد – بقدر مستوى نموه – طبيعة مرحلة النمو التي يعيشها و يعتبر أن عليه أن يحياها بأوسع و أصح و أكمل شكل ممكن باعتبارها غاية في حد ذاتها قبل أن تكون وسيلة لغيرها، أي أن الفرد لا ينبغي أن يضحي بطفولته من أجل رشده، بل يجب أن يحيا الطفولة على أحسن وجه ممكن حتى يبلغ أكمل رشد ممكن.
• 6- بالنسبة للأولياء:
• * تساعد الأولياء في معرفة خصائص الأطفال و المراهقين مما يعينهم و ينير لهم الطريق في عملية التنشئة و التطبيع الاجتماعي لأولادهم.
• * تعين الأولياء على تفهم مراحل النمو والانتقال من مرحلة إلى أخرى من مراحل النمو، فلا يعتبرون المراهقين أطفالا...و هكذا يعرفون أن لكل مرحلة من مراحل النمو خصائصها المميزة حيث تنمو شخصية الفرد بمظاهرها المختلفة.
• * تتيح معرفة الفروق الفردية الشاسعة في معدلات النمو،فلا يكلف الوالدان الطفل غلا وسعه و لا يحملانه ما لا طاقة له به، و يكافئانه على مقدار جهده الذي يبذله و ليس على مقدار مواهبه الفطرية.
• 7- بالنسبة للمجتمع:
• * يفيد في فهم الفرد و نموه النفسي و تطور مظاهر هذا النمو في المراحل المختلفة في تحديد أحسن الشروط الو راثية و البيئية الممكنة التي تؤدي إلى أحسن نمو ممكن، و حتى لا يخطئ في تفسيره تحقيقا لخير الفرد و تقدم المجتمع.
• * تعين على فهم المشكلات الاجتماعية وثيقة الصلة بتكوين و نمو شخصية الفرد و العوامل المحددة لها مثل مشكلات الضعف العقلي و التأخر الدراسي و الجناح و الانحرافات الجنسية... و العمل على الوقاية منها و علاج ما يظهر منها.
• * تساعد على ضبط سلوك الفرد و تقويمه في الحاضر بهدف تحقيق أفضل مستوى ممكن من التوافق النفسي و التربوي و الاجتماعي و المهني بما يحقق صحته النفسية في الحاضر و المستقبل كإنسان صالح.
• * تؤدي على التنبؤ الدقيق بقدر الإمكان كهدف أساسي يساعد في عملية التوجيه في المستقبل بالنسبة لكل فرد حتى يحقق المجتمع أقصى فائدة من أبنائه
• - رقم 03
• مناهج البحث في علم نفس النمو
• مقدمة
• تعتبر المناهج و الطرق العلمية للبحث ضرورية لبناء أساس سليم لنمو العلم، و لقد تقدمت مناهج و طرق البحث في علم نفس النمو في مراحله المتتابعة و أصبحت الآن أكثر علمية، و تهدف إلى الوصول إلى حقائق و قوانين و نظريات راسخة في علم نفس النمو
• و لا يوجد منهج واحد صالح لدراسة كل مظاهر النمو بل يختلف منهج الدراسة و طريقته حسب الموضوع، لذلك من الضروري الإحاطة بأهم مناهج البحث في هذا العلم و هي:
• أولا: المنهج التجريبي:
• يعتبر أدق المناهج و أفضلها و ذلك لسببين رئيسين هما:
• *-أنه أقرب المناهج إلى الموضوعية عكس بعض المناهج التي تتصف بدرجة عالية من الذاتية.
• *- يستطيع الباحث الذي يتبع المنهج التجريبي السيطرة و التحكم في العوامل المختلفة التي يمكن ان تؤثر على الظاهرة السلوكية.(1)
• و الباحث الذي يستخدم المنهج التجريبي لا يقتصر على مجرد وصف الظواهر التي تتناولها دراستهن و إنما يدرس متغيرات هذه الظاهرة و يحدث في بعضها تغييرا مقصودان و يتحكم في متغيرات أخرى ليتوصل على العلاقات السببية بيت هذه المتغيرات.(2)
• و تسير الدراسة حسب هذا المنهج وفق التسلسل الآتي:
• ظاهرة، هدف، فروض، تجربة، نتائج، حقائق، قوانين نظرية.
• * الظاهرة: تدور الدراسة حول ظاهرة من ظواهر النمو يدور حولها سؤال أو مشكلة تتحدى تفكير الباحث و تدعوه إلى حلها و تعتبر المشكلة سؤال يحتاج إلى جواب مثلا: ظاهرة جناح الأحداث.
• * تحديد المشكلة: يحدد الباحث المشكلة على أساس تعريف و بلورة الظاهرة بوضوح و تجميع علامات الاستفهام المحيطة بالظاهرة، مثلا: ما هي الأسباب الحقيقية لظاهرة جناح الأحداث؟
• * تبيان الهدف: و عادة ما تكون أهداف البحث العلمي في مجال علم نفس النمو و علم النفس العام هي: التفسير، التنبؤ الضبط. و قد سبق التعرض لها في ال- رقم 01.
• * فرض الفروض: الفرض عبارة عن تفسير محتمل أو إجابة مؤقتة لإشكالية يضعها الباحث و تكون قابلة للتحقق أو الرفض بعد التجريب.
• * التجربة: يقوم بها الباحث هادفا إلى تحقيق فروضه كلها أو بعضها أو رفضها كلها أو بعضها، و يشترط إن تكون التجربة موضوعية و دقيقة و يقوم الباحث فيها بالتجريب على عينة تجريبية ممثلة لمجتمع أصلي بمعنى أن لها نفس خصائصه قبل تعميم النتائج النهائية.
• * نتائج البحث: و هي ما يتم التوصل إليه بعد تحليل البيانات و تفسيرها ثم صياغة القوانين و على أساسها يضع الباحث نظرية حول الظاهرة التي عالجها بالدراسة.
•
• ثانيا:المنهج الوصفي:
•
• يتناول المنهج الوصفي الظواهر النفسية كالخوف، الغضب، القلق، الإنطوائية و التوتر، كما يتناول دراسة التاريخ التطوري لبعض مظاهر النمو في مختلف مجالاته.
• و تتم الدراسة الو صفية بطريقتين هما:
•
• الطريقة الطولية: و في هذه الطريقة يتبع الباحث الظاهرة النمائية عبر الزمن، فلو كان الباحث ينظر في النمو اللغوي لدى طفل من الميلاد إلى 5 سنوات، فإن عليه ملاحظة نمه اللغوي طوال هذه الفترة.
• و تنطبق هذه الطريقة على عينات صغيرة جدا قد تصل إلى فرد واحد و تتطلب مزيدا من الوقت و الجهد و الصبر، لكن النتائج في الغالب يصعب تعميمها.
• الطريقة العرضية: يحاول الباحث استخدام هذه الطريقة توفيرا للوقت و الجهد، و ذلك من خلال تقسيم الفترة الزمنية المراد تتبع الظاهرة عبرها إلى فترات عمرية يحددها الباحث ثم يأخذ عينات كبيرة كل عينة منها تغطي فترة عمرية فرعية ثم يحسب المتوسط الحسابي لمعدل وجود الظاهرة في كل فئة ليصل في النهاية إلى استخراج متوسطات كل فئة عمرية من الفئات التي حددها الباحث لتمثل المرحلة الكلية المراد تتبع نمو الظاهرة عبرها.
• و أخيرا ينتظر من الباحث أن يقدم أوصافا دقيقة للظاهرة على شكل جداول النمو تصبح معايير للظاهرة المدروسة يمكن تطبيقها على أفراد آخرين، إضافة لذلك ينتظر من الباحث الوصفي أن يكشف عن المتغيرات أو العوامل ذات العلاقة بالظاهرة و نوعية العلاقات الوظيفية لهذه المتغيرات بالنسبة للظاهرة موضوع الدراسة.
• مفهوم مرحلة النمو و العوامل المؤثرة فيه
• 1- مفهوم النمو: هو كل ما يطرأ على الكائنات الحية من تغير في اتجاه الزيادة.
• 2- خصائص النمو
• 1- يحدث بصورة كلية؛ أي أن النمو بأشكاله المختلفة وحدة مترابطة، بينها تأثير متبادل يهدف إلى تحقيق تكامل الكائن الحي.
• 2- يسير النمو من العام إلى الخاص ومن المجمل إلى المفصل، ومن أعلى إلى أسفل أي من الرأس إلى القدم.
• 3-يتجه النمو من المركز إلى المحيط أي من الجذع إلى الأطراف؛ فالطفل يستطيع استخدام العضلات العليا من ذراعيه وهي الأقرب من وسط جسمه أو جدعه قبل أن يتمكن من السيطرة على عضلات أصابعه والتقاط الأشياء بأصابعه.
• 4- النمو وحدة مستمرة ومتصلة كتيار الماء لا يتوقف جريانه من المنبع إلى المصب
• 5- النمو وحدة دينامكية بمعنى أن كل مرحلة من مراحل النمو تتأثر بما قبلها من مراحل وتمهد لما بعدها من مراحل أخرى.
•
• 3- العوامل المؤثرة في النمو:
•
• 3-1-العوامل الو راثية:
• تنتقل الخصائص الو راثية، للفرد من والديه عن طريق الجينات التي تحملها الصبغيات التي تحتويها البويضة الأنثوية المخصبة من الحيوان المنوي بعد عملية الجماع الجنسي ومن الصفات الو راثية الخالصة لون العينين، لون الجلد، نوع الشعر، فصيلة الدم، هيئة الوجه و ملامحه، شكل الجسم ) وهناك بعض الأمراض تنتقل عن طريق الوراثة مثل عمي الألوان و داء السكري والإيدز وفقر الدم .........الخ
•
• 3-2- العوامل العضوية :
• *الغدة النخامية : تقع في قاعدة المخ تفرز الهرمونات التالية :
• 1- هرمون النمو:- زيادة إفرازه في الطفولة و المراهقة تؤدي إلى العملقة.
• - زيادة إفرازه بعد المراهقة تؤدي إلى الأكروميجاليا أي كبر الأجزاء الطرفية.
•
• 2- هرمون الجونادو ترو فين: نقص إفرازه يؤدي إلى توقف نمو الجهاز التناسلي:
• *الغدة الدرقية : توجد في مقدمة الجزء الأسفل من الرقبة تفرز هرمون:
• - التيروكسين:-نقص إفرازه في الطفولة يؤدي إلى الإصابة بالقطاع.أوcrétinisme
• -نقص إفرازه في المراهقة يؤدي إلى الإصابة بـ:مكسيدلميا.
• -زيادة إفرازه في المراهقة يؤدي إلى سرعة عملية الهدم و البناء فيقل وزن الجسم ويصاب المريض بالأرق و سرعة التهيج العصبي وعدم الاستقرار الحركي و الانفعالي مع التوتر المستمر
• *الغدة الكضرية : توجد فوق الكلية تفرز هرمون:
• الأدرينالين:يلعب دورا هاما في حالة الغضب أو الخوف الشديد فيساعد الجسم على تعبئة طاقات لمواجهة الطوارىء
• *الغدة الجنسية: تتمثل في الخصيتين عند الذكور و المبيضين عند الإناث ، ويؤدي نقص إفرازها إلى نقص الخصائص الجنسية الثانوية و قد يسبب الضعف الجنسي و العقم ، أما زيادة إفرازها ، فيؤدي إلى البكور الجنسي.
•
• 3-3- العوامل البيئية:
• البيئة هي كل العوامل التي يتفاعل معها الفرد، فالبيئة الداخلية هي العمليات الحيوية داخل الجسم ، أما البيئة الخارجية فهي كل الأشياء و القوى و العلاقات و غيرها في العالم الخارجي مما يؤثر على الفرد.
• 3-3-1-أثر البيئة الداخلية:
• يتأثر الجنين في بطن أمه بأغلب ما تتأثر به الأم من أمور حسية و انفعالية و غذائية، فمثلا: إذا كانت الأم أكثر تعرضا للإضطرابات و الانفعالات، يأتي طفلها حديث الولادة أكثر ميلا للبكاء و الإضطرابات المعوية بعكس الأمهات اللاتي تكون حالتهن أثناء الحمل يعمها الاستقرار النفسي، فإن أطفالهن حديثو الولادة يكونون أكثر ميلا للهدوء و النمو السريع، كما أن كثرة العقاقير و تدخين السجائر و المخدرات أثناء الحمل يؤثر على صحة الجنين.
•
• 3-3-2-أثر البيئة الخارجية:
• 1-البيئة الجغرافية: يتأثر الطفل عند نمه بنقاوة الهواء و أشعة الشمس.
• 2-البيئة الاجتماعية:
• * الأسرة: للعلاقات الوجدانية أثر كبير في سلوك الطفل، فالجو الأسري المظطرب لا يتيح للطفل فرصة إشباع الحاجة إلى الأمن و الانتماء، و لا تقدير الذات، بل يربي فيه الشعور بالقلق و ينمي لديه عادات سلوكية سيئة...
• *المدرسة: - تؤثر المدرسة في النمو العقلي للطفل، من خلال إكسابه معارف و خبرات جديدة لم يكن يعرفها من قبل.
•
• -تؤثر في النمو الاجتماعي من خلال تكوين علاقات جديدة و صداقات مع أقرانه.
• -تؤثر في النمو الجسمي من خلال النشاطات الحس-حركية.
• -تؤثر في النمو اللغوي من خلال للغة الفصحى، فيزداد عدد الكلمات التي يكتسبها ، إضافة إلى قدرته على اكتساب لغة ثانية .
•
• * المجتمع: يتأثر الطفل بثقافة المجتمع الذي ينتمي إليه، فيكتسب العادات و التقاليد و الخرافات و الأساطير و الطقوس و الدين.
• *-وسائل الإعلام: - تؤثر في النمو الاجتماعي من خلال التواصل بين المجتمعات و التعرف على ثقافة الآخر.
• -تؤثر في النمو اللغوي من خلال استعمال الوسائل السمعية البصرية أو المرئية.
• 3- الغذاء: يعد الغذاء مصدر أساسي للطاقة،و دون غذاء لا يمكن أن تستمر الحياة ،و للرضاعة وظيفتها الغذائية كما لها وظيفتها النفسية المتمثلة في إكساب الطفل الحنان و العطف من أمه.
• 4- النضج: يتضمن النضج عمليات النمو الطبيعي التلقائي التي يشترك فيها الأفراد جميعا و التي تنتج عن تغيرات منتظمة في سلوك الفرد بصرف النظر عن أي تدريب أو خبرة سابقة.
•
• 5- التعلم: هو التغير في السلوك نتيجة الخبرة و الممارسة، و يتفاعل كل من النضج و التعلم و يؤثران معا في عملية النمو، فلا نمو بلا نضج و نمو بلا تعلم.
• و منه يمكن تلخيص العوامل المؤثرة في النمو كما يلي:
• أهم المصطلحات والمفاهيم المتداولة في علم نفس النمو
•
• 1- النضج: يتضمن النضج عمليات النمو الطبيعي التلقائي التي يشترك فيها الأفراد جميعا و التي تتمخض عن تغيرات منتظمة في سلوك الفرد بصرف النظر عن أي خبرة أو تدريب سابق ؛ أي أنه تقرره عوامل وراثية و قد يمضي النمو طبقا للخطة الطبيعية للنضج على الرغم من التقلبات التي قد تعتري البيئة بشرط أن لا تتجاوز هذه التقلبات حدا معينا.
• 2- التعلم: هو تغير في السلوك نتيجة للخبرة و الممارسة و يتعلم الأطفال بصفة مستمرة نماذج جديدة من السلوك ، و تتضمن عملية التعلم النشاط العقلي الذي يمارس فيه الفرد نوعا من الخبرة الجديدة و ما ينتج عنه من نتائج ساء كانت في شكل معارف أو مهارات أو عادات أو اتجاهات أو قيم أو معايير ، و تلعب التربية دورا هاما في هذا الصدد.
•
• 3- مفهوم المرحلة: المرحلة من المفاهيم الأساسية في النمو و يرى معظم الباحثين في علم نفس النمو، أن نمو الكائن الإنساني يتضمن خاصيتي الاستمرار و عدم الاستمرار حيث يتم عبر مراحل محددة على نحو مستمر، بحيث تتزامن خصائص النمو المستمر و خصائص النمو المرحلي في الحدوث.
• و يستخدم مفهوم المرحلة للدلالة على التغيرات الحادة في أنماط السلوك أثناء فترات النمو المختلفة، أي أن المرحلة تشير إلى مجموعة من الظواهر و الأنماط السلوكية التي تقترن معا أثناء حدوثها بحيث يمكن إرجاعها منطقيا إلى مرحلة نمو معينة. و قد استخدم عدد من العلماء أمثال" فرويد" و" بياجي" و "إريكسون"، في وصف بعض جوانب النمو مفهوم المرحلة.
•
• 4- الفترة الحرجة: يلقى مفهوم الفترة الحرجة اهتماما متزايدا من علماء النفس المعاصرين، و تزداد قناعة هؤلاء العلماء بوجود فترات حرجة في النمو يتسارع خلالها تطور بعض العمليات النفسية و تكون العضوية فيها شديدة الحساسية و عرضة للتأثر السريع بالمثيرات البيئية، فإذا لم تستثر العضوية في هذه الفترات أو كانت استثارتها غير مناسبة ، فقد تفقد القدرة على اكتساب الخبرات التي يجب أن تكتسبها أثناء تلك الفترات أو يتباطأ معدل سرعة اكتسابها لها ، الأمر الذي يؤثر سلبا في فترات النمو اللاحقة .
•
• 5- الاستعداد: هو تهيؤ الفرد جسميا و عقليا للقيام بسلوكات أو نشاطات تكون قد تخطت مرحلة النضج ، مثلا: يستعد الطفل للمشي بعد نضج عظام و عضلات ساقيه.
•
• 6- الفروق الفردية: هي الاختلافات العقلية خاصة بين الأفراد ، فكل فرد ينمو بمعدل يختلف عن غيره و يرتبط هذا المصطلح بمجال التعليم خاصة، كما أن للوراثة دور فيه .
•
• 7- مطالب النمو: تكشف مطالب النمو عن المستويات الضرورية التي تحدد كل خطوات نمو الفرد، كما تبين مدى تحقيق الفرد لحاجاته و إشباعه لرغباته وفقا لمستويات نضجه و تطور خبراته التي تتناسب مع مرحلة نموه. و تنتج مطالب النمو من تفاعل مظاهر النمو العضوي و آثار الثقافة القائمة و مستوى تطلع الفرد
• و يؤدي تحقيق مطالب النمو إلى سعادة الفرد و تسهيل تحقيق مطالب الأخرى في نفس المرحلة و في المراحل التي تليها، و يؤدي عدم تحقيقها إلى شقائه و فشله و صعوبة تحقيق تلك المطالب ساء في نفس المرحلة أو المراحل التي تليها.
•
• 8- مطالب النمو في مرحلة الطفولة: يعتبر هذا المصطلح حديث في مجال علم نفس النمو، و من بين هذه المطالب ما يلي:
• _ المحافظة على الحياة.
• _ تعلم المشي.
• _ تعلم الأكل.
• _ تعلم الكلام.
• _ تعلم ضبط الإخراج.
• _ تعلم الفروق بين الجنسين.
• _ تعلم المهارات الأساسية في القراءة و الكتابة و الحساب.
• _ تعلم بعض المهارات العقلية اللازمة لشؤون الحياة.
• _ تعلم قواعد الأمن و السلامة.
• _ تعلم التفاعل الاجتماعي مع رفاق السن و تكوين الصداقات و الاتصال بالآخرين و التوافق الاجتماعي.
• _ تكوين الضمير و تعلم التمييز بين الصواب و الخطأ و بين الخير و الشر و معايير الأخلاق و القيم.