كيفية اختيار مشكلة البحثتعد مشكلة البحث من أهم أجزاء البحث العلمي الذي يجب أن يركز عليها الباحث بصورة كبيرة لأنه بدونها لا يكون هناك بحث علمي فهي كالعمود الفقري والأساس الذي يقوم عليه البحث. وبالتالي فقد عمد المقال الحالي إلى تناول كيفية اختيار مشكلة البحث، مصادر المشكلة ومعايير اختيار المشكلة.
[size=30][rtl]اختيار مشكلة البحث:[/rtl][/size]
عندما يريد الباحث أن يختار موضوعا للبحث فإن يسال نفسه الأسئلة التالية:
1- أين أستطيع أن أجد الموضوع الجيد الذي أريد أن أبحثه؟
2- ما الذي أفكر فيه عند اختياري موضوع البحث؟
3- ما التعديلات الضرورية التي علي أن أجريها بعد اختياري الموضوع؟
4- ما هي الأهداف من أسئلة البحث والفرضيات؟
5- كيف بالإمكان فحص هذه الأسئلة والفرضيات؟
6- ما هو وجه الشبه والاختلاف بين أسئلة البحث وفرضياته؟
7- كيف يمكن كتابة المقترح وكيف يمكن عرضه؟
ويجب أن يتم تنقيحه لان الموضوعات تكون في البداية صغيرة وغامضة أو معقدة. إذن يجب أن يحدد حجم الموضوع في البداية. وبعدها يتم التركيز على التوضيح بما في ذلك المتغيرات ومن ستشملهم الدراسة، ويتبع ذلك وضع الأسئلة والفرضيات التي توجه البحث وتقود إلي النتائج الناجحة. وعدما تتم هذه الإجراءات نستطيع القول أن موضوع البحث قد أصبح الآن يعرف بمشكلة البحث.
[size=30][rtl]مصادر المشكلات[/rtl][/size]
المصادر التي تساعدنا في اختيار المشكلة هي المصادر التالية:
1- القراءة: وذلك من خلال قراءة الكتب والمقالات ذات الصلة بموضوع اهتمامنا فتبرز لدينا الأسئلة وتلوح في أذهاننا، مما يحملنا على دراستها والحصول على إجابة لها.
2- الخبرات الأكاديمية: وذلك من خلال المحاضرات والنقاش داخل الصف وطرح المشكلات الواجب دراستها.
3- الخبرات اليومية: فنحن نكتسب خبرات جديدة يومياً. فالحياة ديناميكية. لذا فهناك أسئلة كثيرة يمكن أن نكونها من خلال خبراتنا وتستحق الاستقصاء.
4- التعرض للمواقف الميدانية: كالزيارات الميدانية والتدريب تجعل الفرد يواجه مشكلات تستدعي حلولاً معينة.
5- الاستشارات: وذلك من خلال البحث مع الأخصائيين والباحثين والإداريين ورجال الأعمال بعض المشكلات التي تستحق أن تبحث ويوضح لها حلول.
6- عصف الدماغ: وذلك من خلال الأسئلة العميقة التي تثار من قبل مجموعة لديها اهتمامات معينة تطور أفكاراً حول مشكلات معينة.
7- البحث: إذ أن البحث في مشكلة معينة يمكن أن يقترح البحث في مشكلات أخرى.
8- الحدس: وقد تأتي إلى ذهن الفرد أفكاراً جديد تساعده على الحدس.
[size=30][rtl]وقد تمثلت مصادر المشكلة في البحوث الفرعية والكمية في:[/rtl][/size]
1- الخبرة.
2- النظريات.
3- الأدب ذو الصلة.
4- مصادر غير تربوية (مثل حقوق الإنسان).
[size=30][rtl]معايير اختيار المشكلة:[/rtl][/size]
إن معايير اختيار المشكلة البحثية تخضع لمجموعتين من العوامل هي:
- مجموعة العوامل الداخلية أو العوامل الشخصية.
- مجموعة العوامل الخارجية.
[size=30][rtl]وتتكون العوامل الداخلية من:[/rtl][/size]
- اهتمامات الباحث
- كفاءة الباحث
- مصادر الباحث (المالية، والوقت).
[size=30][rtl] أما العوامل الخارجية فتتكون من:[/rtl][/size]
- قابلية المشكلة للبحث.
- الجدوى.
- أهمية المشكلة ومدى إلحاحها.
- أصالة المشكلة وجدتها.
- الوسائل المتوفرة.
- مدى أهميتها وعلاقتنا بالمجتمع.
- الأشخاص المشاركين في البحث.
أما بخصوص اهتمامات الباحث. فيشترط أن تحظى المشكلة باهتمامات الباحث وأن تشكل تحديا بالنسبة له. وأن اهتمامات الباحث لوحدها لا تكفي فلابد أن تتوفر لديه الكفاءة للتخطيط وتنفيذ الدراسة. وأن تتوفر لديه القدرة للتعامل مع المشكلة، إذ يجب أن يمتلك المعرفة في موضوع الدراسة، وكذلك الدراسات ذات الصلة، بالإضافة إلى الإجراءات الإحصائية.
أما فيما يتعلق بالمصادر الذاتية للباحث، فعليه أن يدرس موازنته إذا كان سيجري البحث على نفقته الخاصة. فإذا كان البحث يتطلب نفقات أكثر مما هو راصد له فإنه لن يتمكن من إكمال عمله إلا إذا حصل على دعم خارجي. كما يجب على الباحث أن يقدر الوقت المطلوب لإنهاء العمل.
وكما أسلفت فالمشكلة يجب أن تكون قابلة للبحث والمقصود هو أن نجد أجوبة على الأسئلة المطروحة، وذلك من خلال أدوات الدراسة المستخدمة كالملاحظة أو أية معلومات توفر لنا الإجابة. وعلينا أن ندرك أن بعض الأسئلة لا يمكن أن تتوفر لها الإجابة من خلال المعلومات فقط، إذ فقد تتضمن عناصر متعلقة بالقيم. مثال: ما هو التقدير الذي نحصل عليه من ترقية الموظفين؟ أو ما هي العدالة التي نتوخاها لهم (أسئلة تتضمن جوانب قيمية، قد يكون من الصعوبة إيجاد أجوبة لها). إن المشكلة المراد دراستها يجب أن تكون مهمة وذات أولوية ويفترض أن تكون جديدة ولم تتم دراستها من قبل. وهدا لا يعني أن لا نتعرض لهذه المشكلات من زوايا مختلفة وخاصة في العلوم الإنسانية، إذ أن التكرار أحيانا يؤكد لنا صدق النتائج في مواقف متعددة.
[size=30][rtl]ونستطيع تلخيص معايير اختيار المشكلة على النحو الآتي:[/rtl][/size]
1. اهتمامات الباحث: فالمشكلة يفترض أن تثير اهتمام الباحث وأن تشكل تحديا بالنسبة له. إذ بدون الاهتمام والفضول المعرفي لا يستطيع الباحث المثابرة والعمل الدءوب. حتى أن المشكلة الصغيرة أن تكون سببا للانقطاع عن الدراسة أو الكتابة. وأن اهتمامات الباحث تعتمد على خلفيته التربوية، وخبرته، وجديته وحساسيته.
2. كفاءة الباحث: إن اهتمامات الباحث لوحدها لا تكفي إذ لابد أن يكون الباحث كفئاً حتى يستطيع أن يدرس المشكلة التي يريد أن يكتب حولها، وكذلك يجب أن تتوفر لديه المعرفة الكافية في الموضوع وكذلك المنهجية والطرق الإحصائية المناسبة.
3. المصادر الذاتية للباحث: بما في ذلك تكلفة البحث فإن لم يكن لديه التمويل المالي الكافي فإن ذلك سيعيق عمله، إلا إذا حصل على دعم مالي خارجي وبالإضافة إلى التمويل المالي الوقت المتوفر للكتابة.
4. أن تكون المشكلة قابلة للبحث: إذ أن كل مشكلة بحثية تتضمن سؤالا أو عدة أسئلة. وليس كل سؤال يمكن أن يكون مشكلة علمية ولكي يكون السؤال بحثيا يجب أن يكون قابلا للملاحظة أو قابلا لجمع المعلومات حوله من مصادر جمع المعلومات. فكثير من الأسئلة يصعب إجابتها على قاعدة المعلومات لوحدها. فكثير منها يتضمن قيما يصعب قياسها.
5. أهمية المشكلة: إن البحث يفترض أن يركز على المشكلات ذات الأهمية والطارئة.
6. الحداثة والأصالة: يفترض أن تتميز المشكلة التي يراد بحثها بالحداثة والأصالة. إذ لا يوجد مبررا لدراسة مشكلة تم دراستها من قبل الآخرين. وهذا لا يعني أن الإعادة ليست ضرورية، إذ أن الإعادة في العلوم الاجتماعية تلزمنا أحيانا من أجل تأكيد الصدق في مواقف مختلفة.
[size=30][rtl]7. أن يكون البحث عملي ولكي يتحقق ذلك يجب مراعاة ما يلي:[/rtl][/size]
- توفر أدوات القياس.
- أن تتوفر الرغبة لدى الأشخاص المراد مقابلتهم.
- أن تتم الدراسة في الوقت المحدد.
[size=30][rtl]مراجع يمكن الرجوع إليها:[/rtl][/size]
الضامن، منذر. (2007). أساسيات البحث العلمي. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.