عدد الرسائل : 14822 نقاط التميز : تاريخ التسجيل : 02/04/2008
موضوع: تاريخ التربية الرياضية عبر العصور الإثنين 22 أبريل 2019 - 16:42
لآ يتواضع إلا كبير ولآ يتكبر إلا صغير
تاريخ التربية الرياضية عبر العصور
ارتبط مفهوم التربية الرياضية بالمعتقدات الدينية الثقافية والفلسفات السياسة السائدة في كل عصر حيث كان لكل عصر أغراضه التي ينطلق منها في فهمه للتربية البدنية , ويمكن القول بأن المحاور التالية هي الإطار العام المحفز للإهتمام بالرياضة : - منظور ديني وثني أو عقائدي شعائر (البوذية) - منظور عسكري استراتيجي (الرومانية , الفارسية) - منظور ثقافي ترويحي (اليوناني ) - منظور تربوي كجزء من التربية العامة (الفرعوني) - منظور علاجي تأهيلي (الصين)
العصر البدائي : تشير الرسومات المتوارثة عن العصر الحجري بأن الإنسان قد مارس الرياضة في ذلك الوقت كنظام حياة قسري ليتغلب على الظروف الصعبة التي كان يعيشها في حينه , حيث ألزمته الحاجة بالبحث عن ما يعتاش عليه والنضال من اجل لقمة العيش , وهذا الصراع الدائم مع الطبيعة والحيوانات المفترسة صنع من الإنسان البدائي رياضي بالفطرة وبالتالي يمكن القول بأن العصر البدائي تميز بالسمات التالية : - أعتبرت التربية البدنية حاجة وسبب للعيش والدفاع عن النفس والبقاء. - تطورت الحاجات الاساسية لتصبح نوع من الحركات الجماعية الراقصة كتعبير عن الوحدة والتآخي والتآلف داخل وحدة بشرية واحدة وتجسيد قيم الفريق الواحد والتي أصبحت فيما بعد نوع من أنواع الترويح النفسي . المجتمع الصيني : كان الإعتقاد السائد لدى الصينيين أن الكسل والخمول يسببان المرض , وأن التمارين العلاجية هي التي تعطي البدن الصحة والعافية ومن هنا كان الصينيون من الأوائل الذين إستخدموا التمارين الرياضية كوسيلة علاجية ولم يقف الأمر عند العلاج فقط حيث إعتمدت الثقافة الصينية معيار اللياقة البدنية من المعايير الأساسية لإختيار موظفي الدولة ولم يجنح الصينيون إلى الحروب بل على العكس من ذلك إعتبروها من أعمال الشيطان وربما يعود هذا الفهم كون إمبراطورية الصين الضخمة واتساع رقعتها الجغرافية جعلت منها بلد مسالم وبالتالي عدم الرغبة في التوسع و محاربة الأخرين. هذا الفهم للتربية البدنية حدا بالصينيين إلى الإهتمام بالتربية الرياضية كنظام حياة تربوي وترويحي أكثر منه عسكري . المجتمع الهندي : كان للهنود موقف سلبي من الأنشطة البدنية إنطلاقا من تعاليم الديانة البوذية التي تدعو إلى الإهتمام بالقيم الروحية وإهمال البدن وبالتالي فقد إنعكس الأمر على مستوى اللياقة البدنية الضعيف , حيث لم يعرف عن الهنود النزعات العسكرية هذا شجع ممارسة رياضة اليوجا (اتحاد روح الانسان بالآلهة) وتشمل 84 وضعاً مختلفاً للقوام بالتزامن مع التنفس المنظم , كما شجع الرياضات التي تعتمد على الصبر مثل تحمل درجات الحرارة العالية والباردة والإحتفاظ بأوضاع مؤلمة للجسم . هذا لم يمنع من أن الهنود في فترات معينة مارسوا ركوب الخيل والفيله والمصارعة والرقص . التربية البدنية و الرياضة في الصين القديمة: تعد الثقافة الصينية من أعرق ألوان الثقافات الإنسانية، و لقد تميزت بعدة جوانب واضحة في الأدب و الفن و الألعاب الترويحية و يدين غالبية الشعب الصيني بالبودية و الكونفوشيوسية و هي تعاليم تغلب الجانب الروحي و الذهني على جانب البدن ومع دلك فان التراث الصيني المتعلق بالبدن و نشاطه و المحافظة عليه حافل و ثري بالدلائل الواضحة و الآثار الجلية على اهتمام الشعوب الصينية بالثقافة البدنية و بالرغم من أن التربية البدنية نالت اهتماما بسيطا في سياقات التعليم الرسمي إلا أن التراث الطبي و العلاجي الصيني يزخر بأفكار و معلومات ممتازة عن الجسم و تشريحه و عن التدليك و العلاج الفيزيقي و افكار عن الإسترخاء و فنونه و أساليبه. و في القرن الخامس الميلادي ظهر نظام للتمرينات العلاجية وظعه أحد الرهبان تحت اسم الكونفو ولقد وضعت على أساس اعتقاد أهل الصين بأن قلة النشاط الحركي تؤدي إلى خمول الجسم و بالتالي إلى الأمراض و لقد اتصفت هده التمرينات بالتركيز الدهني الشديد، ووضعت قواعد معينة للتنفس و تنظيمه و هده االنظام هو أصل لعبة الكونقفو المعاصرة. وتلقى جنود الجيش الصيني بعض التدريبات البدنية ذات الصلة بالمهارات الحربية كاستخدام السيوف و ركوب الخيل و المهارات المتصلة بدلك. و كانت هذه الأنشطة تتصف بطابع تنافسي كما تلقى الشباب في الطبقات العليا تعليما خاصا تضمن الرقص و الرماية بالقوس و السهم و ركوب العربات دات الخيول و هناك آثار عن الإمبراطور فوهي تشير إلى تعليمة التي تشجع على ممارسة ألوان رياضية معينة منها القنص و صيد السمك و يعتقد أنه كان هناك نظام تعليمي لدلك. كما أن هناك دلائل على ممارسة الصينين القداماء للملاكة، للمصارعة و الريشة الطائرة بالأقدام و شكل من أشكال كرة القدم. التربية البدنية و الرياضية في فارس ( إيران القديمة) الشعب الفارسي من الشعوب المحاربة، فلقد مرت عليه عدة حروب و غزوات انعكس دلك على كافة مناشيط الحياة، و بلاد فارس وضعت اهتماما كبيرا للتربية البدنية و الرياضية و التمرينات، حيث اللياقة الحربية تتأسس على اللياقة البدنية. و يقال أن الفرس هم الحصارة الشرقية الأولى التي وضعت نظاما خاصا للتربية البدنية، كما مارسوا ألوانا من الرياضة المتصلة بالمهارات الحربية، كالرماية بالقوس و السهم و المصارعة و ركوب الخيل و الجري و الصيد البري. و من أهم الألعاب التي كانت منتشرة في بلاد فارس لعبة الكرة الصولجان و هي أصل لعبة البولو الحديثة و التي تمارس بالمضارب و الكرة من فوق صهوة الخيل. و التي كانت أحد الجوانب الهامة في البرنامج التربوي للأمراء و أبنائهم في البلاط الملكي في فارس. التربية البدنية و الرياضية في الحضارة الإغريقية ( اليونان القديمة) تعتبر حضارة الإغريق المصدر الأساسي لأغلب الحضارات الأوروبية و الغربية المعاصرة و يقال أنه ليس هناك أمة احترمت الرياضة و قدمتها مثل ما فعل الإغريق، بحيث كانت الأنشطة البدنية و الرقص وسيلة للتقرب من الآلهة و كانت هده الطقوس الأصل في الأنشطة الرياضية التي تطورت و صارت لها قواعد منظمة و أصول، و لقد مارس الإغريق ألوانا عديدة من الرياضة الترويحية كالصيد، الفروسية، السباحة، و هي أنشطة كانت تمارس في الأوقات الحرة. التربية البدنية في أسبرطة: و كانت احدى دويلات الإغريق و قد تأثرت بالموقع الوعر بين الجبال مما يتطلب قوة الحمل، و بما أن الدولة هي التي تسيطر على حياة الفرد ومقاليد أموره فان الأطفال كانوا يرسلون إلى المعسكر العام في سن السابعة و كان دلك شرطا لحصول المواطن على حقوقه المدنية، و كان يدير المعسكر مسؤول عن التدريب الرياضي يتسم بالخشونة، و كانت الأنشطة تقسم على ضوء السن وكان الأطفال كبار السن من 9 – 10 سنوات ينظمون إلى فريق لاعبي الكرة و إن كانت اللعبة أشبه بالمعركة الحربية. التربية البدنية في أثينا: كان موقع أثينا الجغرافي على شاطئ البحر المتوسط من العوامل التي أثرت كثيرا فيها فقد شجع ذلك على ازدهار الملاحة و من ثم الاتصال بحضارات حوض البحر المتوسط كمصر الفرعونية ، فينيقيا بالإضافة إلى طبيعة النظام الاجتماعي الديمقراطي و الذي نسبت إليه العديد من الإصلاحات المدنية و الاجتماعية، وكان الأثينيون يمارسون الرياضة حبا فيها و ايمانا بقيمتها. ولقد عرف عن الأثينين القدماء شغفهم بالمعرفة و البحث العقلي و كانت الإديولوجية السائدة هي الحرية و الدمقراطية، و لقد مرت التربية الأثينية بثلاث مراحل: - التربية الأثينية المبكرة: التي اتصفت بالبساطة و مكارم الأخلاق و التي تمثل أسس التقاليد الأثينية، و كان صالح الدولة يعلو صالح الفرد - عصر الإنتقال: و فيه انخفض المستوى الخلقي و الإهتمام بحرية الأفراد مما مهد لظهور اتجاهات تربوية واضحة. - الفترة الأثينية المتأخرة: و هي تتصف باختلاطها بالحضارات. و كانت المدارس في التربية الأثينية تعتمد أساسا على التربية البدنية و الموسيقى. وقد ذكر أفلاطون في محاوراته وجود نص القانون يوجب على الأباء تعليم أولادهم الرياضة و الموسيقى، كما أن هناك قوانين نسبت إلى سولون تقضي بوجوب تعليم الصبي السباحة و الكتابة و الأدب و الموسيقى و التربية البدنية و الألعاب الرياضية. لقد ازدهرت الحياة الديمقراطية بشكل واضح على عكس ما حدث في اسبرطة، واهتمت الدولة بالفرد كوحدة و بالتربية المتزنة المتكاملة، وعلى ذلك فقد اتخذت الرياضة طابعا دمقراطيا، فكان الفرد في أثينا يمارس الرياضة و الحركية و خصصوا أماكن للممارسة الرياضية وفق برامج مدروسة. - البالسترا Palaestra: و هي تختص بالفتيان حتى سن 15، و أبرز الأنشطة فيها هي المصارعة و التمرينات البدنية و من يبلغ سن 16 سنة ينتقل إلى الجمنزيوم لمواصلة التدريب مع الكبار. - الجمنزيوم: Gymnasium: عبارة عن مساحة كبيرة تشمل ملاعب و ساحات و قاعات تحتوي على الأدوات و المعدات اللازمة، و أماكن للإقامة و تغيير الملابس، و معابد بها تماثيل للآلهة. ويشرف على هذه المدرسة مدير معين من الدولة، و لا يسمح إلا لأبناء الطبقة الحاكمة بالإشتراك فيها. الألعاب الأولمبية القديمة: كانت المهرجانات الرياضية عبارة عن أحداث ذات أهمية دينية خاصة في حياة الإغريق، و كانت تقام كل أربع سنوات لآلهة الإغريق، و بالرغم من كثرة هذه المهرجانات الرياضية التي كانت تقام بكل أنحاء اليونان فلقد كان أشهرها مهرجان أولمبيا الذي كان يقام تكريما للآلهة زيوس. و كانت الألعاب الأولمبية من الأهمية بحيث كان الإغريق يؤرخون حوادثهم تبعا لتقويمها، كما كانت تلقى الإحترام و الترحيب بين الشعوب الإغريقية، فكانت الحروب تتوقف قبيل بدء الدورة، حيث تحل الهدنة بينهم لاعتبارات دينية، و كانت الألعاب الأولمبية تقام مرة كل أربع سنوات، و تستمر على مدى خمسة أيام متتالية. - شروط الإشتراك في الألعاب الأولمبية القديمة: - أن يكون المتسابق قد تدرب لمدة عشرة أشهر على الأقل - أن يكون من السادة الأحرار - أن يكون كامل الجسد معروفا في الأوساط الرياضية - أن يكون مشهود له بحسن الخلق - أن يتعهد بأن يتسابق تبعا للقواعد و الأصول المتبعة - أن يردد هو و أبوه و إخوته و مدربوه القسم الأولمبي وكانت المسابقات التي تشتمل عليها الدورة هي: الجري، و قذف الرمح، و رمي القرص، و المصارعة، والوثب، و القفز، و رمي الأثقال، و الملاكمة و سباق الخيل. و لم يكن الفائز يتسلم أية جوائز مادية تقديرا لفوزه، انما كانت الجوائز معنوية أو أدبية، فكان يتسلم إكليلا من أغصان الزيتون، وكان يتمتع بعد الفوز بعدد من الإمتيازات، فيكون بطلا في نظر الجميع... وقد توقفت الألعاب الأولمبية إبان الإمبراطورية الرومانية على يد الإمبراطور تيودوسيدس عام 94م بعد أن رأى أنها تخالف بشعائرها الوثنية الطقوس و التعاليم المسيحية. و لقد قدر المؤرخون عمر الألعاب الأولمبية بألفين و مائتي عام متصلة. التربية البدنية و الرياضة في الحضارة الرومانية: رغم اهتمام الرومان بالتعليم إلا أنهم لم ينشئوا في البداية فلسفة للتربية على غرار الإغريق. واكتفى الرومان في بداية عهدهم بالمشاهدة السلبية و الإستمتاع بألوان الرياضة اليونانية القديمة، بحيث حدث نوع من التعايش بين الرياضة اليونانية و الرومانية فلقد ظلت الرياضة الإغريقية تمارس مهرجناتها المعروفة لمدة أربعة قرون في ظل رعاية الرومانيين. وبعد أن توسعت الإمبراطورية الرومانية قلت الحروب و ازداد وقت فراغهم فتوجهوا إلى ممارسة الرياضة، لقد مارس الرومان الرياضة بألوانها المتعددة و لكن بفلسفة تختلف عن الإغريق، و بقد حل الحمام الروماني العمومي بدلا من الجمنزيوم و البالسترا الإغريقية، و كانت متاحة لكل من الغني و الفقير و كان ملحقا بها حمام سباحة في الهواء الطلق و غرف للراحة و أخرى للتدليك أو التدريب بالأثقال. و بازدياد الفراغ و الثروات و تجاهل التربية البدنية ظهر الإحتراف الرياضي، و بالتالي ظهر الفساد و الرشوة لدى المنوطين بادارة هذه المسابقات كالمدربين و الحكام، ثم ظهرت ألعاب الميدان للمحترفين -السيرك-. ة في عهد الإمبراطورية الرومانية تكونت أول نقابة لمحترفي الرياضة ووجدت الدعم من الدولة التي شجعت المشاهدة. رغم ذلك فلقد كان الأطفال يدفعون إلى ممارسة ألعاب ذات طابع بدني كالأرجوحات و مسابقات الجري و القفز و الملاكمة و ألعاب الكرة، و استخدام الحربة و الصيد، ايمانا منهم بأن العقل السليم في الجسم السليم. و هناك دلائل على أن الأطفال في الحضارة الرومانية القديمة، كانت لديهم أنواع عديدة من الألعاب يمارسونها، و لقد كانت هذه الألعاب تخدم أهدافا معينة أكثر من كونها عاملا من عوامل النمو ز التطور للطفل. و كان الهدف الأول من ورائها إعداد الأكفال للإنخراط في الحياة الجندية, كما أكد على ذلك المفكر الروماني بلوتارك على أهمية الرياضة و كلن من رأيه تدريب الشباب على الفنون الرياضية ذات الطابع الحربي كرمي الرمح و استعمال النبل و ممارسة القنص مشيرا إلى أن من لا يمارس هذه الأنشطة يترهل جسمه و ينهزم أمام أعدائه. التربية البدنية في العصر الجاهلي أن اغراض التربية البدنية في العصر الجاهلي تتخلص في اعداد الناشئ لحياته المستقبلية وتمكينه من التفاعل مع مجتمعة وتعليمة مهن الاباء والمعارف واعداده الاعداد البدني وتدريبه على استعمال السلاح وركوب الخيل واساليب الدفاع عن النفس والعشيرة والقتال في سبيل تربة الوطن، ومن ناحية اخرى تجرى عملية تعليمة وتعويده على التقاليد والمثل السائدة بين قومه. ومن هذا يتضح لنا بأن الاسرة والعشيرة لها الدور الاساسي في تربية الطفل البدوي وعلى يدي والديه يتعلم الصناعة البسيطة التي يحتاجها ويحتاج الى اساليب الدفاع عن النفس كما تطبعه القبيلة بطابعها وتفرض عليه تقاليدها، أما الطفل الحضري فكان يخضع لعملية التربوية على أيدي معلمين متخصصين في ذلك وتجرى تلك العملية التربوية في المدارس فيتعلم بها الطفل القراءة والكتابة والحساب وشيئاً من الهندسة والفلك والطب والادب والتاريخ . وكان لعرب البادية اسوب ومجال آدب تشبه في كثير من الوجوه الاندية اللغوية والجامع العلمي التي نعرفها اليوم، وفي الاسواق يجتمع الناس في اوقات معينة للبيع والشراء وغيرها من الامور التي كانت سائدة في ذلك الوقت. ويمكن القول بأن العرب في العصر الجاهلي مارسوا التدريب البدني وعرفوا الالعاب الرياضية والمسابقات لغرض تنمية الكفاية البدنية التي تعتبر محل اعتزاز كل عربي بما لديه من قوة وقدرة وشجاعة ووضع تلك الكفاية البدنية تحت تصرف عشيرته للدفاع عن الوطن ضد الغارة المعادية عليهم واخيراً مارسوا الجانب الترويحي من خلال عملية التدريب على السلاح والصيد او خلال المسابقات التي عرفوها كالخيل والمصارعة والمبارزة والمشي والرماية وغيرها التي عرفها العرب المسلمين ايضاً . التربية البدنية في العصر الاسلامي كانت اغرض التربية البدنية في العصر الاسلامي دينية ودنيوية، وكانوا يهدفون إلى إعداد الفرد لعمل الدنيا والآخرة، وجاء في القران الكريم " وأتبع فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا ". وأوصى الرسول الكريم محمد صل الله عليه وسلم " ليس الشديد بالصرع وأنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب " وبهذا يبين الرسول الاعظم يجب التحكم بالانفعالات والتحلي بالروح الرياضية اثناء اللعب، وجاء بعد الرسول الخلفاء الراشين الذين اكدوا على ممارسة الرياضة من اجل الصحة العامة وفي سبيل اكتساب المسلم اللياقة البدنية ووضعها في سبيل الجهاد في سبيل الله، لذلك عني المسلمون بعلوم الدين والشريعة كما عنوا بعلوم اللسان والتاريخ والجغرافية والكيمياء الطب. ومن ناحية أخرى ادرك المسلمون أهمية الصلة مابين الجسم والعقل لذا عنو بالجسم والترببية البدنية لاكتساب اللياقة البدنية الضرورية سواء كان الغرض العسكري او الصحي او الترويحي والاجتماعي، وقد شدد العلماء المسلمون على عدم ارهاق الجسم في سبيل العلم وطالبوا بأعطاء الجسم فترة راحة رياضية ليستطيع العقل استيعاب العلوم كما أدرك المربون المسلمون أن طبيعة الطفل أن يكون نشيطاً كثير الحركة، وجاء في اراءه محمد بن أحمد الغزالي " 450 هـ -1059 م "، ينبغي على على التربية بصورة عام تكون بتربية الصبيان النواحي البدنية الى جانب التعليم العقلي والفكري ومن الادلة التي توضح هذا الاهتمام قول سعد الله بن جماعة دعوته الى عدم الاسراف في الطعام. ومن هنا نرى اهتكمام العرب بتربية الناشئ وخاصة للاعداد البدني وقد اقيمت المدرسة النظامية في ذلك الوقت التي اسست سنة 1067 ميلادية وكانت تحوي امكان خاصة لسكن الطلاب وطعامهم اضافة الى نظام الهيئة التدريسية وقد تأثرت فيه الكثير من الجامعات الاوربية . الألعاب الرياضية عنــد العرب - الفروسية للفروسية والفرسان مكانة متميزة للعرب في العصر الجاهلي والعصر الاسلامي كان الدفاع الضعيف والانتصار للمرأة والشهامة، وكان العرب يعلمون ابنائهم ركوب الخيل عند بلوغة الثامنة من العمر ويتدربون على فن الفروسية حتى اشتهر الكثير منهم وضربت بهم الامثال ومنهم :- " ربيعة بن كرم،عامر بن مالك ، وعامر بن الطفيل، عمر بن كعب، وأمية بن حرثان الكناني ...الخ " وعندما جاء الاسلام أوجب تعليم الفروسية لاطفال المسلمين، وقسم المسلمون الفروسية الى :- - ركوب الخيل والكر والفر. - الرمي بالقوس. - المطاعنة بالرماح . - المداورة بالسيوف. وكان على الفارس ان يتعلم هذه الانواع الاربعة . - الــرمي اعطى العرب اهمية للتدريب ومزاولة رمي السهام والرماح لانه يشكل سلاحاً رئيسياً في صيدهم وحربهم وقد حث الرسول محمد صل الله عليه وسلم على الرمي، وكانت اصول الرمي عند العرب مقسمه الى خمسة اقسام هي: القبض على القوس، العقد، المد، النظر، والاطلاق وأركان الرمي هي : السرعة، شدة الرمي، الاصابة، الاحتزار، وقد مارس العرب الرمي للسهام في مسابقاتهم وقسم الى: " مسابقة الرمي لابعد مسافة، مسابقة اصابة الهدف وتنقسم الى ثلاث اقسام :- 1- المبادرة:- الفائز بها من يصيب الاهداف خمسة مرات من عشرين رمية قبل غيرة. 2- المفاضلة :- الفائز بها من فضل صاحبة أو فاضلة بإصابة أو إصابتين أو ثلاث إصابات من عشرين رمية. 3- المحاطة:- الفائز بها من تمكن من الرمي واصابة الاهداف بنسبة معينة يتفق عليها من عدد معين قبل المنافسة . - المبارزة :- كان العرب في الجاهلية يتدربون على النزال والمقارنة والمبارزة بالسيف من نعومة اظفارهم للدفاع عن كيانهم ضد الاعداء وبعد ظهور الاسلام زاد الاهتمام المسلمون بالمبارزة بالسيف وتطوير اساليبة، وتعتبر المبارزة بالسيف من احب رياضة للعرب في العصر الجاهلي والعصر الاسلامي. - الرمح :- كان العرب يصنعون من قناة في رأسها حرب حادة والقناة غالباً من الخشب البردي القوي، وكان يستعمل من قبل المشاة والفرسان وافضل الرماح لديهم هي الرماح الطويلة ويسمونها" السمر العوالي" . - مسابقة المشي :- مارس العرب مسابقة المشي وكانت تحتل لديهم مكانه متميزة. - مسابقة الإبل:- عرف العرب هذا الضرب من المسابقات ومازالت تمارس حتى الوقت الحاضر في الجزيرة العربية. - المصارعة :- عرف العرب المصارعة منذ قديم الزمان وهي تشمل :- 1- الظهارية :- هي الصراع على الظهر . 2- القرطي :- الصراع على القفا . 3- الهضة :- وهي انه اذا صرع خصمه جثا عليه. 4- الشغلفة :- اذا مسك مصارع خصمه من الخلف وصرعة. 5- الشغزبية :- لوي رجل الخصم باستعمال الرجل. وهنالك عدة مصطلحات تطلق على المسكات ووضعيات المصارة ، أن السبب الرئيسي لاهتمام العرب بالمصارعة هو اكتساب القوة والخفة واللياقة للناحية العسكرية . - السباحة :- عرف العرب السباحة ومارسوها والاثار المكتشفة تدل على هنالك انواع مختلفة من السباحة التي مارسها العرب قديماً. - الدحو :- وهذه اللعب هي بالصل لعبة الكولف . - العرد :- هو قذف الحجر او التطويح به الى ابعد مسافة . - الصيد :- كان الصيد من اهم ضروب الرياضة عند العرب سواء في العصر الجاهلي او الاسلامي وكان لطبيعة بلادهم وطبيعة عيشهم وللدفاع عن الانفس من خطر الحيوانات . - الربع:- رفع احجار متفاوتة الثقل ويتدرب الشخص على رفعها وأول من زاولها جابر بن عبد الله الانصاري . - الطبطابة :- وهي لعبة تستعمل فيها كرة صغيرة ومضرب يتكون من مقبض من الخشب وفيه شباك مجدول من العصب وله في اسفله مقبض ويستعمل لضرب الكرة الصغيرة. - النفاز:- تشبه القفز العريض . - المواغدة :- مسابقة تشمل الرمي والركض .