عدد الرسائل : 14822 نقاط التميز : تاريخ التسجيل : 02/04/2008
موضوع: مدخل إلى علوم الإعلام والاتصال-مفاهيم عامة الخميس 28 فبراير 2019 - 16:59
مفهومالاتصال:
يعود أصل كلمة communication في اللغات الأوروبية -والتي اقتبستأو ترجمت إلى اللغات الأخرى وشاعت في العالم- إلى جذور الكلمة اللاتينية communis التيتعني "الشيء المشترك" ، ومن هذه الكلمة اشتقتكلمة commune التيكانت تعني في القرنين العاشر والحادي عشر "الجماعةالمدنية" بعد انتزاع الحق فيالإدارة الذاتية للجماعات في كل من فرنسا وإيطاليا قبلأن تكتسب الكلمة المغزىالسياسي والأيديولوجي فيما عرف بـ"كومونة باريس" في القرن الثامن عشر؛ أما الفعلاللاتيني لجذر الكلمة communicare فمعناه "يذيع أو يشيع " ومن هذا الفعل اشتق مناللاتينية والفرنسية نعت communique الذي يعني "بلاغ رسمي"أو بيان أو توضيححكومي. وقدتعددت المفاهيم التي طرحت لتحديد معنى الاتصال بتعددالمدارس العلمية والفكريةللباحثين في هذا المجال ، وبتعددالزوايا والجوانب التي يأخذها هؤلاء الباحثون فيالاعتبار عند النظر إلى هذه العملية، فعلى المستوىالعلمي البحثي يمكن القول بوجودمدخلين لتعريف الاتصال: المدخل الأول: ينظر إلىالاتصال على انه عملية يقوم فيها طرف أول (مرسل) بإرسال رسالةإلى طرف مقابل(مستقبل) بما يؤدي إلى أحداث اثر معين علىمتلقيالرسالة. المدخلالثاني: يرىأن الاتصال يقوم على تبادل المعاني الموجودة في الرسائلوالتي من خلالها يتفاعلالأفراد من ذوي الثقافات المختلفة، وذلك من أجل إتاحة الفرصة لتوصيل المعنى ، وفهمالرسالة. والمدخلالأول يهدف إلى تعريف المراحل التي يمر بها الاتصال ، ويدرس كلمرحلة على حدة ، وهدفها وتأثيرها على عملية الاتصال ككل.أما التعريف الثاني فهوتعريف بناءي أو تركيبي ، حيث يركزعلى العناصر الرئيسية المكونة للمعنى ، والتيتنقسم بدورها إلى ثلاث مجموعات رئيسية: أ- الموضوع: إشارته ورموزه. ب- قارئوالموضوع والخبرة الثقافية والاجتماعية التي كونتهم، والإشاراتوالرموز التي يستخدمونها. ج- الوعيبوجود واقع خارجي يرجع إليه الموضوعالناس. وفيضوء المدخل الأول عرف بعض الباحثين الاتصال بالنظر إليهكعملية يتم من خلالها نقلمعلومات أو أفكار معينة بشكل تفاعلمن مرسل إلى مستقبل بشكل هادف، ومن نماذج هذهالتعريفات: · الاتصال هو العملية التي يتم منخلالها نقل رسالة معينةأو مجموعة من الرسائل من مرسل أومصدر معين إلى مستقبل،أما الاتصال الجماهيري فهوذلك النمط من الاتصال الذي يتم بين اكثر من شخصين لإتمامالعملية الاتصالية والتيغالبا ما تقوم بها بعض المؤسسات أوالهيئات عن طريق رسائلجماهيرية. · الاتصال هو نقل أو انتقالللمعلومات والأفكار والاتجاهاتأو العواطف من شخص أو جماعة لآخر أو للآخرين من خلالرموزمعينة. · الاتصال يعرف على انه عملية تحدد الوسائلوالهدف الذييتصل أو يرتبط بالآخرين ، ويكون منالضروري اعتباره تطبيقا لثلاثة عناصر :العملية-الوسيلة-الهدف. · الاتصال عملية تفاعل بين طرفين منخلالرسالة معينة ،فكرة ، أو خبرة ،أوأي مضمون اتصالي آخر عبر قنوات اتصالية ينبغي أنتتناسب مع مضمون الرسالة بصورة توضح تفاعلا مشتركا فيمابينهما. وفيضوء المدخل الثاني الذي ينظر إلى الاتصال على انه عمليةتبادل معاني يعرف بعضالباحثين الاتصال كعملية تتم منخلال الاتكاء على وسيط لغوي ، في ضوء أن كلا منالمرسل والمستقبل يشتركان في إطار دلالي واحد، بحيث ينظرإلى الاتصال هنا على انهعملية تفاعل رمزي ، ومن نماذج هذهالتعريفات: · الاتصالتفاعل بالرموز اللفظية بين طرفين : أحدهما مرسل يبدأالحوار ، وما لم يكمل المستقبلالحوار ، لا يتحقق الاتصال ويقتصر الأمر على توجيهالآراء أو المعلومات، من جانبواحد فقط دون معرفة نوع الاستجابة أو التأثير الذي حدثعندالمستقبل. · الاتصال عملية يتم من خلالها تحقيقمعاني مشتركة (متطابقة) بين الشخص الذي يقومبالمبادرة بإصدار الرسالة من جانب والشخص الذييستقبلها من جانب آخر. والإعلام هوجزء من الاتصال ، فالاتصال اعم واشمل، ويمكن تعريف الإعلامبأنه تلك العملية الإعلامية التي تبدأ بمعرفة المخبرالصحفي بمعلومات ذات أهمية، أيمعلومات جديدة بالنشر والنقل، ثم تتوالى مراحلها: تجميعالمعلومات من مصادرها،نقلها، التعاطي معها وتحريرها، ثمنشرها وإطلاقها أو إرسالها عبر صحيفة أو وكالة أوإذاعة أو محطة تلفزة إلى طرف معني بها ومهتم بوثائقها. إذن لابد منوجود شخص أو هيئة أو فئةأو جمهور يهتم بالمعلومات فيمنحهاأهمية على أهميتها، ويكون الإعلام عن تلك العمليةالإعلامية التي تتم بين ميدان المعلومات وبين ميداننشرها أوبثها. مكوناتعملية الاتصال: إن النظرإلى الاتصال كعمليةيعني أن الاتصال لا ينتهي بمجرد أنتصل الرسالة منالمصدر (المرسل) إلى المتلقي(المستقبل)، كما يعني أن هناك العديد من العواملالوسيطة بين الرسالة والمتلقي بما يحدد تأثير الاتصال؛من جهة أخرى فإن كلا منالمرسل والمتلقي يتحدث عن موضوعمعين أو موضوعات معينة فيما يعرف بالرسالة أوالرسائل، ويعكس هذا الحديث ليس فقط مدى معرفة كل منهابالموضوع أو الرسالة ، ولكنأيضا يتأثر بما لديه مقيم ومعتقداتوكذلك بانتماءاته الاجتماعية الثقافية بما يثيرلديه ردود فعل معينة تجاه ما يتلقاه من معلومات وآراءوبما يحدد أيضا مدى تأثرهبهذه المعلومات والآراء. في هذاالإطار المركز تطورت النماذج التي تشرح وتفسر عملية الاتصالبعناصرها المختلفة، حيث ظهر في البداية النموذج الخطي أوالمباشر الذي يرى أن تلكالعناصر هي مجرد المرسل والرسالةوالمستقبل، ولكن الدراسات التي أجريت منذالأربعينيات بينت مدى قصور ذلك النموذج ، وحطمت النظريةالقائلة بأن لوسائل الإعلامتأثيرا مباشرا على الجمهور ؛ لقدظهرت العديد من النماذج والتي تطورت من الطبيعةالثنائية إلى الطبيعة الدائرية والتي على ضوئها تتكونعملية الاتصال من ستة عناصرأساسية هي المصدر والرسالةوالمتلقي (المستقبل) ثم رجع الصدى والتأثير، وفيما يلينبذة موجزة عن هذه العناصر: المصدر(source): ويقصد بهمنشأ الرسالة، وقد يكون المصدر فردا أو مجموعة من الأفرادوقد\ يكون مؤسسة أو شركة ، وكثيرا ما يستخدم المصدربمعنى القائم بالاتصال، غير أنما يجدر التنويه إليه هنا أن المصدر ليس بالضرورة هوالقائم بالاتصال، فمندوبالتلفزيون قد يحصل على خبر معين منموقع الأحداث ثم يتولى المحرر صياغته وتحريره،ويقدمه قارئ النشرة إلى الجمهور ، في هذه الحالة وجدنابعض دراسات الاتصال يذهب إلىأن كل من المندوب والمحرر وقارئالنشرة بمثابة قائم بالاتصال وان اختلف الدور،بينما يذهب البعض الآخر من الدراسات إلى أن القائمبالاتصال هو قارئ النشرة فقط ،أي انه بينما يوسع البعض مفهوم القائم بالاتصال ليشمل كلمن يشارك في الرسالة بصورةأو بأخرى ، فإن البعض الآخر يضيقالمفهوم قاصرا إياه على من يقوم بالدور الواضحللمتلقي. الرسالة(message): وهي المنبهالذي ينقله المصدر إلى المستقبل ، وتتضمن المعاني من أفكاروآراء تتعلق بموضوعات معينة يتم التعبير عنها رمزيا سواءباللغة المنطوقة أو غيرالمنطوقة، وتتوقف فاعلية الاتصالعلى الفهم المشترك للموضوع واللغة التي يقدم بها،فالمصطلحات العلمية والمعادلات الرياضية المعقدة الخاصةبالكيمياء الحيوية مثلاتكون مفهومة بين أستاذ الكيمياءوطلابه، أما إذا تحدث نفس الأستاذ عن الموضوع معطلاب الإعلام والاتصال لا يكون الأمر كذلك، فهناك فجوةأو عدم وجود مجال مشتركللفهم بين المرسل والمستقبل،والمنطق نفسه إذا كان الأستاذ يلقي محاضرة بلغة لايفهمها أو لا يعرفها الحاضرون ، أو إذا استخدم إيماءاتوإشارات ذات دلالة مختلفةلهم. من جهةأخرى تتوقف فاعلية الاتصال على الحجم الإجمالي للمعلوماتالمتضمنة في الرسالة ،ومستوى هذه المعلومات من حيثالبساطة والتعقيد، حيث أن المعلومات إذا كانت قليلةفإنها قد لا تجيب على تساؤلات المتلقي ولا تحيطه علماكافيا بموضوع الرسالة الأمرالذي يجعلها عرضة للتشويه، أماالمعلومات الكثيرة فقد يصعب على المتلقي استيعابهاولا يقدر جهازه الإدراكي على الربط بينها. الوسيلة أو القناة(channel): وتعرف بأنهاالأداة التي من خلالها أوبواسطتها يتم نقل الرسالة منالمرسل إلى المستقبل، وتختلف الوسيلة باختلاف مستوىالاتصال، فهي الاتصال الجماهيري تكون الصحيفة أو المجلةأو الإذاعة أو التلفزيون،وفي الاتصال الجمعي مثل المحاضرةأو خطبة الجمعة أو المؤتمرات تكون الميكرفون ، وفيبعض مواقف الاتصال الجمعي أيضا قد تكون الأداة مطبوعاتأو شرائح أو أفلام فيديو،اما في الاتصال المباشر فإنالوسيلة لا تكون ميكانيكية (صناعية) وانما تكون طبيعية وظائف وسائلالإعلام: دور وسائلالإعلام في المجتمع هام جدا إلى درجة خصصت الحكومات أقساماودوائر ووزارات إعلام تتولى تحقيق أهداف داخلية وخارجيةعن طريق تلك الوسائل، منتلك الأهداف رفع مستوى الجماهيرثقافيا، وتطوير أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية،هذا داخليا. أما خارجيافمن أهداف دوائر الإعلام تعريف العالم بحضارة الشعوب ووجهاتنظر الحكومات في المسائل الدولية. ولم يقتصراهتمام وسائل الحكوماتبوسائل الإعلام، بل أن مؤسساتاجتماعية وسياسية واقتصادية اهتمت بها، ووجدت ان تلكالوسائل تخدمها وتخدم اهدافها وتساعد في ازدهارها. وليس أدلعلى أهمية الإعلام ووسائلهمما أصبح معروفا في العالم، من انالدولة ذات الإعلام القوي تعتبر قوية وقادرة،فلقد أصبح الإعلام رئيسيا في بقاء بعض الدول وخاصة تلكالتي وجدت فيه احدى دعاماتهاالرئيسية الأولى، وقدمته على باقيدعائم الدولة. وسبب كل ذلكهو ان وسائل الإعلاممؤثرة في الجماهير وفاعلة سلبا أوايجابا؛ فما هي وظائف تلكالوسائل؟ للإعلام خمسوظائف رئيسية هي: أولا:التوجيه وتكوين المواقفوالاتجاهات. ثانيا:زيادة الثقافة والمعلومات. ثالثا:تنمية العلاقات البينية وزيادةالتماسك الاجتماعي. رابعا:الترفيه وتوفير سبل التسلية وقضاء أوقاتالفراغ. خامسا:الاعلان والدعاية.
أولا: التوجيه وتكوينالمواقفوالاتجاهات: من المتعارفعليه ان المدرسة تولى مهمة التوجيه، باعتبار ان الطالبيقضي قسما مهما من حياته فيها؛ لكن المجتمع بجميعمؤسساته الاسرية والعائليةوالاجتماعية والدينية والاقتصاديةله دور كبير في مجال التوجيه، وتكوين المواقفوالاتجاهات الخاصة بكل فرد. من هناتتلاقى تلك المؤسسات معالمدرسة في مهمة التوجيه وتكوينالمواقف والاتجاهات، خاصة وان المجتمع ليس كلهطلابا، ولا يتاح عادة لكل افراد المجتمع دخول المدارس أوالاستمرار في الدرسوالتحصيل. وإذا كانت المدرسةتقوم بمهمتها تلك عن طريق الهيئة التعليمية والكتاب،فإن توجيه المجتمع يمارس بشكل مباشر وغير مباشر علىالسواء عن طريق وسائل الإعلامالمنتشرة عادة، فكلما كانت المادة الإعلامية ملائمةللجمهور لغة ومحتوى، ازدادتأثيرها، فلا يعقل مثلا ان تخاطبالذين لا يجيدون اللغة العربية باللغة الفصحى، ولاالذين ليس لديهم مستوى ثقافي معين بالمنطق وعلم الكلاموالحجج الفكريةوالفلسفية.
ثانيا: زيادة الثقافة والمعلومات: التثقيفالعام هدفه هو زيادة ثقافة الفرد بواسطة وسائل الإعلام وليسبالطرق والوسائل الاكاديمية التلعيمية، والتثقيف العاميحدث في الإطار الاجتماعيللفرد أكان ذلك بشكل عفوي وعارض أوبشكل مخطط ومبرمجومقصود. والتثقيفالعفوي هو مواجهة دائمة من جانب وسائل الإعلام للفرد، هذهالمواجهة تقدم له ـ بدون أن يكون هو المقصود بالذات ـمعلومات وافكار وصور وآراء،وهذا يحدث عندما يتجول الطالب فيساحة ملعب جامعته فيفاجأ بجريد حائط أو بتلفزيوننادي الجامعة أو باللافتات المرفوعة في أماكن منالجامعة، وكلها تحمل عبارات تلفتنظره، فيندفع في قراءتها أو متابعتها فتعلق بعض الكلماتفي ذهنه ويأخذ ببعض الآراء. أما التثقيفالمخطط فهو حصيلة وظيفتي التوجيه والتبشير؛ لكن هناك بعضالحالات تقع في دائرةالتثقيف المخطط كالبرامج الزراعيةالتي هي عبارة عن حلقات ارشاد للمزارعين يدعونإليها أو تبث إليهم عبر الاذاعة أو التلفزيون.
ثالثا: الاتصال الاجتماعيوالعلاقاتالبينية: ويعرفالاتصال الاجتماعي عادة بالاحتكاك المتبادل بين الأفراد بعضهم معبعض، هذا الاحتكاك هو نوع من التعارف الاجتماعي يتم عنطريق وسائل الإعلام التيتتولى تعميق الصلات الاجتماعيةوتنميتها. فعندما تقدمالصحف كل يوم اخبارااجتماعية عن الأفراد او الجماعاتاو المؤسسات الاجتماعية والثقافية فإنها بذلك تكونصلة وصل يومية تنقل أخبار الافراح من مواليد وزيجات،وأخبار الاحزان من وفيات وفشلوخسارة، وليست صفحة الولادات والوفيات والشكر بصفحةعابرة وغير مهمة في الصحف، بلانها وسيلة للاتصال الاجتماعي اليومي بين جميع فئاتالجماهير. وأمر ثان هوقيام وسائل الإعلام كلها تقريبا بتعريف الناس ببعض الاشخاصالبارزين أو الذين هم في طريق الشهرة سواء في مجالالسياسة او الفن او المجتمع اوالادب.
رابعا: الترفيهعن الجمهور وتسليته: وتقوم وسائلالإعلام بما تقوم به من وظائف بمهمة ملء أوقات الفراغ عندالجمهور بما هو مسل ومرفه؛ وهذا يتوقف بواسطة الابوابالمسلية في الصحف أو كالبرامجالكوميدية في التلفزيون. في الحالتينتأخذ وسائل الإعلام في اعتبارها مبدأ واضحا وهو ان برامجالترفيه والتسلية ضرورية لراحة الجمهور ولجذبه اليها؛وحتى في مجال الترفيه هناكبرامج وابواب ترفيه موجه يمكن عنطريقها الدعوة إلى بعض المواقف ودعم بعض الاتجاهاتاو تحويرها وحتى تغييرها، وهذا يتطلب بالطبع اساليبمناسبة من جانب وسائلالإعلام.
خامسا: الاعلان والدعاية: تقوم وسائلالإعلام بوظيفة الاعلان عن السلع الجديدةالتي تهم المواطنين، كما تقوم بدور هام في حقول العملوالتجارة عندما تتولى الاعلانعن وجود وظائف شاغرة او وجود موظفين مستعدين للعمل ، اوعندما تتولى الاعلان عناجراء مناقصة او وضع التزام موضعالتنفيذ…الخ. ولهذااستطاعت وسائل الإعلام علىتنوعها من صحافة وتلفزيون وسينماوأحيانا إذاعة، أمام تعقيد الحياة وتعدد ما فيهامن اختراعات وصناعات واكتشافات ان تقوم بمهمة التعريفبما هو جديد وتقديمه إلىالجمهور وعرض فوائده واسعارهوحسناته بشكل عام.
هذه هيالوظائف الاجتماعية لوسائلالإعلام ، وهي وان جرى حصرها فيخمس وظائف، لكن تبقى هناك مهمات تفصيلية أيضالوسائل الإعلام تندرج تحت هذه الوظائف، فوسائل الإعلامفي الواقع أصبحت تقوم مقامالمعلم والمربي وحتى الاب والام فيحالات كثيرة، فالبرامج التربوية والمدرسيةوبرامج الاطفال وبرامج الطلاب وغيرها من برامج تبثهاوسائل الإعلام انما تلتقيبوظيفة التثقيف ، لكنها تتعدى تلكالوظيفة إلى ما هو اعمق وأعم واشمل، إلى درجةيمكن القول معها ان الفرد يولد وينمو قليلا حتى تتولاهوسائل الإعلام وترعاه وتقدمإليه ما يلزم من تثقيف وتوجيهوترفيه واعلان وغير ذلك، وأحيانا تقدم إليه ما يسيءإلى نمو شخصيته وآرائه، فتنحرف بها او تشوهها. نظرياتالإعلام: مفهومنظريات الإعلام: يقصدبنظريات الإعلام خلاصة نتائج الباحثين والدارسين للاتصال الإنسانيبالجماهير بهدف تفسير ظاهرة الاتصال والإعلام ومحاولةالتحكم فيها والتنبؤبتطبيقاتها وأثرها في المجتمع ،فهي توصيف النظم الإعلامية في دول العالم على نحوما جاء في كتاب نظريات الصحافة الأربع لبيترسون وشرام. علاقة نظريات الإعلامبفلسفةالإعلام: هناكعلاقة بين نظريات الإعلام وفلسفة الإعلام ففلسفة الإعلامهي بحث العلاقة الجدليةبين الإعلام وتطبيقاته في المجتمع، أي تحليل التفاعل بين أسس الإعلام كعلم وبينممارساته الفعلية في الواقع الاجتماعي، ويرى النظريون أننظريات الإعلام جزء منفلسفة الإعلام، لأن فلسفة الإعلامأعم واشمل من النظريات ، وكثيرا ما شاع استخدامنظريات الإعلام باعتبارها فلسفة الإعلام أو مذاهبالإعلام، ولكن في واقع الأمر أناستخدام تعبير نظريات الإعلام كان في مجمله انعكاساللحديث عن أيديولوجيات ومعتقداتاجتماعية واقتصادية أو الحديث عن أصول ومنابع العمليةالإعلامية(مرسل، ومستقبل،ووسيلة …الخ) وترتبطالنظريات بالسياسات الإعلاميةفي المجتمع، من حيث مدى التحكم في الوسيلة من الناحيةالسياسية، وفرص الرقابة عليهاوعلى المضمون الذي ينشر أو يذاع من خلالها، فهل تسيطرعليها الحكومة أم لها مطلقالحرية أم تحددها بعض القوانين. 1-نظرية السلطة ظهرت هذهالنظرية في إنجلترا في القرنالسادس عشر ، وتعتمد عل نظرياتأفلاطون وميكافيللي، وترى أن الشعب غير جدير على أنيتحمل المسؤولية أو السلطة فهي ملك للحاكم أو السلطةالتييشكلها. وتعملهذه النظرية على الدفاع عن السلطة، ويتم احتكار تصاريحوسائل الإعلام، حيث تقومالحكومة على مراقبة ما يتم نشره،كما يحظر على وسائل الإعلام نقد السلطة الحاكمةوالوزراء وموظفي الحكومة؛ وعلى الرغم من السماح للقطاعالخاص على إصدار المجلات إلاانه ينبغي أن تظل وسائل الإعلامخاضعة للسلطة الحاكمة. وتمثل تجربةهتلر وفرانكو تجربةأوروبية معاصرة في ظل هذه النظرية، وقد عبر هتلر عن رؤيته الأساسية للصحافةبقوله: "انهليس من عمل الصحافة أن تنشر على الناس اختلاف الآراء بينأعضاء الحكومة، لقد تخلصنامن مفهوم الحرية السياسية الذييذهب إلى القول بأن لكل فرد الحق في أن يقول مايشاء". ومنالأفكار الهامة في هذه النظرية أن الشخص الذي يعمل فيالصحافة أو وسائل الإعلامالجماهيرية ، يعمل بها كامتيازمنحه إياه الزعيم الوطني ويتعين أن يكون ملتزما أمامالحكومة والزعامة الوطنية. 2-نظرية الحرية: ظهرت فيبريطانيا عام 1688م ثم انتشرتإلى أوروبا وأمريكا، وترى هذه النظرية أن الفرد يجب أنيكون حرا في نشر ما يعتقدانه صحيحا عبر وسائل الإعلام،وترفض هذه النظرية الرقابة أو مصادرةالفكر. ومنأهداف نظرية الحرية تحقيق اكبر قدر من الربح المادي منخلال الإعلان والترفيهوالدعاية، لكن الهدف الأساسيلوجودها هو مراقبة الحكومة وأنشطتها المختلفة من أجلكشف العيوب والفساد وغيرها من الأمور، كما انه لا يمكنبأي حال من الأحوال أن تمتلكالحكومة وسائل الإعلام؛ أما كيفيةإشراف وسائل الإعلام في ظل نظرية الحرية فيتم منخلال عملية التصحيح الذاتي للحقيقة في سوق حرة بواسطةالمحاكمة. وتتميز هذهالنظرية أن وسائل الإعلام وسيلة تراقب أعمال وممارسات أصحابالنفوذ والقوة في المجتمع، وتدعو هذه النظرية إلى فتحالمجال لتداول المعلومات بينالناس بدون قيود من خلال جمع ونشروإذاعة هذه المعلومات عبر وسائل الإعلام كحقمشروع للجميع. نقدالنظرية: لقدتعرضت نظرية الحرية للكثير من الملاحظات والانتقادات ،حيث أصبحت وسائل الإعلام تحتشعار الحرية تُعرض الأخلاق العامةللخطر، وتقحم نفسها في حياة الأفراد الخاصة دونمبرر، وتبالغ في الأمور التافهة من أجل الإثارة وتسويقالمادة الإعلامية الرخيصة،كما أن الإعلام اصبح يحقق أهدافالأشخاص الذين يملكون على حساب مصالح المجتمع وذلكمن خلال توجيه الإعلام لأهداف سياسية أو اقتصادية ،وكذلك من خلال تدخل المعلنين فيالسياسة التحريرية ، وهنا يجب ان ندرك ان الحرية مطلوبةلكن شريطة ان تكون في إطارالذوق العام، فالحرية المطلقة تعنيالفوضى وهذا يسيء إلى المجتمعويمزقه. 3- نظرية المسؤوليةالاجتماعية: بعد انتعرضت نظرية الحرية للكثير من الملاحظات لابد من ظهور نظريةجديدة في الساحة الإعلامية ، فبعد الحرب العالميةالثانية ظهرت نظرية المسؤوليةالاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية، وتقوم هذهالنظرية على ممارسة العمليةالإعلامية بحرية قائمة علىالمسؤولية الاجتماعية ، وظهرت القواعد والقوانين التيتجعل الرأي العام رقيبا على آداب المهنة وذلك بعد اناستُخدمت وسائل الإعلام فيالإثارة والخوض في أخبار الجنسوالجريمة مما أدى إلى إساءة الحرية أو مفهومالحرية. ويرىأصحاب هذه النظرية ان الحرية حق وواجب ومسؤولية في نفسالوقت، ومن هنا يجب ان تقبلوسائل الإعلام القيام بالتزامات معينةتجاه المجتمع، ويمكنها القيام بهذهالالتزامات من خلال وضع مستويات أو معايير مهنية للإعلاممثل الصدق والموضوعيةوالتوازن والدقة - ونلاحظ ان هذهالمعايير تفتقد إليها نظرية الحرية – ويجب علىوسائل الإعلام في إطار قبولها لهذه الالتزامات ان تتولىتنظيم أمورها ذاتيا في إطارالقانون والمؤسسات القائمة، ويجبان تكون وسائل الإعلام تعددية تعكس تنوع الآراءوالأفكار في المجتمع من خلال إتاحة الفرصة للجميع منخلال النشر والعرض، كما انللجمهور العام الحق في ان يتوقع منوسائل الإعلام مستويات أداء عليا، وان التدخل فيشؤون وسائل الإعلام يمكن ان يكون مبرره تحقيق هذهالمصلحة العامة؛ أضف إلى ذلك انالإعلاميين في وسائل الاتصال يجب ان يكونوا مسؤولين أمامالمجتمع بالإضافة إلىمسؤولياتهم أمام مؤسساتهمالإعلامية. وتهدف هذهالنظرية إلى رفع مستوىالتصادم إلى مستوى النقاش الموضوعيالبعيد عن الانفعال، كما تهدف هذه النظرية إلىالإعلام والترفيه والحصول على الربح إلى جانب الأهدافالاجتماعية الأخرى . ويحظر علىوسائل الإعلام نشر أو عرض ما يساعد على الجريمة أو العنفأو ماله تأثير سلبي علىالاقليات في أي مجتمع، كما يحظرعلى وسائل الإعلام التدخل في حياة الأفراد الخاصة؛وبإمكان القطاع العام والخاص ان يمتلكوا وسائل الإعلامفي ظل هذه النظريات ولكنهاتشجع القطاع الخاص على امتلاكوسائل الإعلام. 4- النظريةالسوفيتية(الاشتراكية): ان الأفكارالرئيسية لهذه النظرية التي وضع أساسها ماركس وانجلوس ووضعقواعد تطبيقها لينين واستالين يمكن إيجازها في ان الطبقةالعاملة هي التي تمتلكسلطة في أي مجتمع اشتراكي ، وحتىتحتفظ هذه الطبقة بالسلطة والقوة فإنها لابد انتسيطر على وسائل الإنتاج الفكري التي يشكل الإعلام الجزءالأكبر منها، لهذا يجب انتخضع وسائل الإعلام لسيطرة وكلاءلهذه الطبقة العاملة وهم في الأساس الحزب الشيوعي . انالمجتمعات الاشتراكية تفترض أنها طبقات لا طبقية،وبالتالي لا وجود صراع للطبقات،لذلك لا ينبغي ان تنشأ وسائل الإعلام على أساس التعبيرعن مصالح متعارضة حتى لاينفذ الخلاف ويشكل خطورة علىالمجتمع. لقد حددلينين اختصاصات الصحافةوأهدافها : * زيادة نجاح واستمرارية النظامالاشتراكي وبوجه خاص دكتاتورية الحزبالشيوعي. · يكون حق استخدام وسائل وقنواتالاتصال لأعضاء الحزبالمتعصبين والموالين أكثر منالأعضاء المعتدلين. · تخضعوسائل الإعلام للرقابة الصارمة. · يجب ان تقدم وسائل الإعلامرؤية كاملة للمجتمع والعالم طبقا للمبادئ الشيوعية ووجودقوانين موضوعية تحكمالتاريخ. · إن الحزب الشيوعي هو الذي يحق لهامتلاك وإدارة وسائلالإعلام من أجل تطويعها لخدمةالشيوعية والاشتراكية. 5- النظرية التنموية: نظرالاختلاف ظروف العالم النامي التيظهرت للوجود في منتصف هذا القرن هي بالتالي تختلف عنالدول المتقدمة من حيثالإمكانيات المادية والاجتماعية ،كان لابد لهذه الدول من نموذج إعلامي يختلف عنالنظريات التقليدية الأربع التي استعرضناها، ويناسب هذاالنموذج أو النظرية أوالأوضاع القائمة في المجتمعاتالنامية فظهرت النظرية التنموية في عقد الثمانينات،وتقوم على الأفكار والآراء التي وردت في تقرير لجنة"واك برايل" حول مشكلات الاتصالفالعالم الثالث، فهذه النظرية تخرج عن نطاق بعدي الرقابة والحرية كأساس لتصنيف الأنظمة الإعلامية ، فالأوضاع المتشابهة في دول العالم الثالث تحد من إمكانية تطبيق نظريات الإعلام التي أشرنا إليها في السابق وذلك لغياب العوامل الأساسية للاتصال كالمهارات المهنية والمواد الثقافية والجمهور المتاح.
ان المبادئ والأفكار التي تضمنت هذه النظرية تعتبر هامة ومفيدة لدول العالم النامي لأنها تعارض التبعية وسياسة الهيمنة الخارجية. كما ان هذه المبادئ تعمل على تأكيد الهوية الوطنية والسيادة القومية والخصوصية الثقافية للمجتمعات؛ وعلى الرغم من أن هذه النظرية لا تسمح إلا بقدر قليل من الديمقراطية حسب الظرف السائدة إلا أنها في نفس الوقت تفرض التعاون وتدعو إلى تظافر الجهود بين مختلف القطاعات لتحقيق الأهداف التنموية، وتكتسب النظرية التنموية وجودها المستقل من نظريات الإعلام الأخرى من اعترافها وقبولها للتنمية الشاملة والتغيير الاجتماعي. وتتلخص أفكار هذه النظرية في النقاط التالية: · ان وسائل الإعلام يجب ان تقبل تنفيذ المهام التنموية بما يتفق مع السياسة الوطنية القائمة. · ان حرية وسائل الإعلام ينبغي ان تخضع للقيود التي تفرضها الأولويات التنموية والاحتياجات الاقتصادية للمجتمع. · يجب ان تعطي وسائل الإعلام أولوية للثقافة الوطنية واللغة الوطنية في محتوى ما تقدمه. · ان وسائل الإعلام مدعوة في إعطاء أولوية فيما تقدمه من أفكار ومعلومات لتلك الدول النامية الأخرى القريبة جغرافيا وسياسيا وثقافيا. · ان الصحفيين والإعلاميين في وسائل الاتصال لهم الحرية في جمع وتوزيع المعلومات والأخبار. · ان للدولة الحق في مراقبة وتنفيذ أنشطة وسائل الإعلام واستخدام الرقابة خدمة للأهداف التنموية. 6- نظرية المشاركة الديمقراطية: تعد هذه النظرية أحدث إضافة لنظريات الإعلام وأصعبها تحديدا، فقد برزت هذه النظرية من واقع الخبرة العملية كاتجاه إيجابي نحو ضرورة وجود أشكال جديدة في تنظيم وسائل الإعلام، فالنظرية قامت كرد فعل مضاد للطابع التجاري والاحتكاري لوسائل الإعلام المملوكة ملكية خاصة، كما أن هذه النظرية قامت ردا على مركزية مؤسسات الإذاعة العامة التي قامت على معيار المسؤولية الاجتماعية وتنتشر بشكل خاص في الدول الرأسمالية. فالدول الأوروبية التي اختارت نظام الإذاعة العامة بديلا عن النموذج التجاري الأمريكي كانت تتوقع قدرة الإذاعة العامة على تحسين الأوضاع الاجتماعية والممارسة العاجلة للإعلام، ولكن الممارسة الفعلية لوسائل الإعلام أدت إلى حالة من الإحباط وخيبة الأمل بسبب التوجه الصفوي لبعض منظمات الإذاعة والتلفزيون العامة واستجابتها للضغوط السياسية والاقتصادية ولمراكز القوى في المجتمع كالأحزاب السياسية ورجال المال ورجال الفكر. ويعبر مصطلح "المشاركة الديمقراطية" عن معنى التحرر من وهم الأحزاب والنظام البرلماني الديمقراطي في المجتمعات الغربية والذي أصبح مسيطرا على الساحة ومتجاهل الاقليات والقوى الضعيفة في هذه المجتمعات، وتنطوي هذه النظرية على أفكار معادية لنظرية المجتمع الجماهيري الذي يتسم بالتنظيم المعقد والمركزية الشديدة والذي فشل في توفير فرص عاجلة للأفراد والاقليات في التعبير عن اهتماماتها ومشكلاتها. وترى هذه النظرية ان نظرية الصحافة الحرة (نظرية الحرية) فاشلة بسبب خضوعها لاعتبارات السوق التي تجردها أو تفرغها من محتواها، وترى ان نظرية المسؤولية الاجتماعية غير ملائمة بسبب ارتباطها بمركزية الدولة ، ومن منظور نظرية المشاركة الديمقراطية فإن التنظيم الذاتي لوسائل الإعلام لم يمنع ظهور مؤسسات إعلامية تمارس سيطرتها من مراكز قوى في المجتمع، وفشلت في مهمتها وهي تلبية الاحتياجات الناشئة من الخبرة اليومية للمواطنين أو المتلقين لوسائل الإعلام. وهكذا فإن النقطة الأساسية في هذه النظرية تكمن في الاحتياجات والمصالح والآمال للجمهور الذي يستقبل وسائل الإعلام، وتركز النظرية على اختيار وتقديم المعلومات المناسبة وحق المواطن في استخدام وسائل الاتصال من أجل التفاعل والمشاركة على نطاق صغير في منطقته ومجتمعه، وترفض هذه النظرية المركزية أو سيطرة الحكومة على وسائل الإعلام ولكنها تشجع التعددية والمحلية والتفاعل بين المرسل والمستقبل والاتصال الأفقي الذي يشمل كل مسؤوليات المجتمع؛ ووسائل الإعلام التي تقوم في