لآ يتواضع إلا كبير ولآ يتكبر إلا صغير
الدافعية :
يعتبر موضوع الدافعية Motivation من بين أهم الموضعات التي تحظى بالاهتمام البالغ من العديد من العلماء والباحثين في علم النفس بعامة وعلم النفس الرياضي بخاصة.
وقد أشارت مجموعة من علماء النفس منذ اوائل هذا القرن (ودرق Woodworth) وغيره الى اهمية دراسة الدافعية من حيث انها المحرك الاساسي لجميع انواع السلوك البشري كما ظهر الى حيز الوجود فرع من علم النفس اطلق عليه (علم النفس الدافعي Motivation Pasychology) او علم الدافعية وارتبط ذلك بظهور عدد من النظريات والنماذج والافتراضات التي حاولت تحديد مفهوم الدافعية وحالاتها المختلفة وكيفية ظهورها واثارها المباشرة وغير المباشرة على السلوك الانساني وكذلك طرق تفعيل دافعية الفرد لانجاز وتحقيق الاهداف في معظم المجالات الحياتية ولم يتوقف علم النفس الرياضي منذ بداياته الباكرة او اخر الخمسينات من هذا القرن مكتوف اليدين امام الاهتمام البالغ بموضوع الدافعية اذ فطن العديد من الباحثين الى ان الدافعية هي مفتاح الممارسة الرياضية على مختلف المستويات.كما انها المتغير الاكثر اهمية التي تحرك وتثير اللاعب الرياضي لتحقيق الانجازات الدولية والعالمية.
وفي ضوء ذلك ازدادت البحوث المرتبطة بالدافعية في الرياضة وشغلت حيزاً واضحاً وملموساً في المؤتمرات العالمية وفي المجالات العلمية المتخصصة في علم النفس الرياضي او في التربية الرياضية والرياضة او كموضوعات بحث في رسائل الماجستير او الدكتوراه في كليات ومعاهد التربية الرياضية وعلوم الرياضة.
مفهوم الدافعية :
يدخل في نطاق الدافعية مجموعة من المصطلحات والمفاهيم وان للدافعية حالات يمكن تعريفها على النحو التالي.
·الدافع (Motive)
هو حالة من التوتر الداخلي تعمل على اثارة السلوك وتوجيهه،كما ينظر اليه على انه حالة او قوى داخلية تسهم في تحريك السلوك وتوجيهه لتحقيق هدف معين.
·الحاجة (Need)
هي حالة من حالات النقص والعوز ترتبط بنوع معين من التوتر يزول عند قضاء الحاجة وسد النقص،وقد يكون من الناحية الفسيولوجية (كالحاجة الى الدفء) او من الناحية النفسية (كالحاجة الى الانجاز).
·التوقع (Expection) مدى احتمالية تحقيق الهدف.
·الغريزة (Instinct).
يقصد بالغريزة حالة فطرية تحدث دائماً او بصورة منتظمة استجابات معينة ومركبة بين جميع افراد الجنس الواحد عند حدوث انماط مميزة او معينة من النيراث.
§الحافز (Drive)
يستخدم بعض الباحثين في علم النفس مصطلح (الحافز) كبديل لمصطلح (الغريزة) على اساس ان الغريزة ماهي الا (حافز فطري) يعمل على اثارة انواع معينة من السلوك لتحقيق اهداف معينة.
§الباعث (Incentive)
يختلف الباعث عن الدافع فالباعث خارجي في حين الدافع داخلي فالثواب والعقاب انواع من البواعث الخارجية التي يمكن ان تشبع الظروف الدافعة كما قد يكون الباعث مادياً او معنوياً ويرتبط بالبيئة الخارجية.
§الميل (Inferest)
يسمى الميل احياناً بالاهتمام ويقصد به استعداد لدى الفرد يدعوه الى الانتباه الى اشياء معينة تستشسر وجدانه والتعرف على ميول الفرد نحو النشاط الرياضي يتطلب مايلي:-
oالتعبير اللغوي عن حبه او كراهيته لنشاط رياضي معين.
oممارسة النشاط الرياضي الذي يميل اليه ويقضي وقتاً في ممارسته.
oلديه معلومات عن النشاط الرياضي الذي يميل اليه.
وأشار سعد جلال،محمد حسن علاوي (1982) الى ان الميل او الاهتمام بالرياضة لايعني دائماً الممارسة الرياضية لان تحقيق الميل يتطلب شرطاً اخر وهو القدرة،فقد يحب الفرد لعبة كرة السلة ويميل اليها ولكن ليس من الضروري ان تكون لديه القدرات والمهارات الحركية المطلوبة لممارسة هذه اللعبة.
كما قد يكون الميل نحو النشاط الرياضي ايجابياً وينعكس في الممارسة الايجابية النشطة لنوع معين من انواع الرياضة،كما قد يكون الميل (استقبالياً) اي يستقبله الفرد بالحواس كالقراءة او المشاهدة لكل مايرتبط بالنشاط الرياضي الذي يميل اليه.
§الاتجاه (Attitude)
ينظر الى الاتجاه على انه نوع معين من الدافعية المهيأة للسلوك،وهناك العديد من التعاريف التي قدمها عدد كبير من الباحثين لمصطلح الاتجاه ومن بينها ان الاتجاه ميل للاستجابة بشكل معين تجاه مجموعة خاصة او معينة من المثيرات كما ان الاتجاه حالة مفترضة من الاستعداد للاستجابة بطريقة تقويمية تؤيد او تعارض موقفاً مثيراً معيناً.
الدافعية الداخلية والدافعية الخارجية :
يمكن تصنيف الدافعية الى العديد من التصنيفات المختلفة وفي الوقت الحالي يكاد يتفق العديد من الباحثين في علم النفس الرياضي على انه لكي يمكن فهم الدافعية في المجال الرياضي فانه يمكن تقسيمها من حيث مصادرها الى دافعية داخلية ودافعية خارجية.
§الدافعية الداخلية (Intrinsic Motivation) :
يقصد بالدافعية الداخلية المرتبطة بالرياضة الحالات الدافعية النابعة من داخل الفرد نفسه والتي تشبعها الممارسة الرياضية او الاداء الرياضي كهدف في حد ذاته مثل الرضا والسرور والمتعة الناتجة عن الممارسة الرياضية والشعور بالارتياح كنتيجة بالتغلب على التدريبات البدنية التي تتميز بصعوبتها او التي تتطلب المزيد من الشجاعة والجرأة وقوة الارادة او بسبب المتعة الجمالية الناجمة عن رشاقة وتناسق الاداء الحركي الذاتي للاعب،وكذلك الاثارة والتحدي في مواجهة بعض العقبات او الصعاب المرتبطة بالاداء فكان الدافعية الداخلية تشير الى ان الاشتراك الرياضي او الاداء الرياضي ماهو الا قيمة في حد ذاته.
§الدافعية الخارجية (External Motivation)
يقصد بالدافعية الخارجية المرتبطة بالرياضة الحالات الخارجية غير النابعة من داخل الفرد نفسه والتي تثير وتوجه السلوك نحو الممارسة الرياضية او الاداء الرياضي،فعلى سبيل المثال يمكن اعتبار المدرب الرياضي او الاداري الرياضي او الوالدين او الاصدقاء بمثابة الدافعية الخارجية للاعب الرياضي.
كما يدخل في اعداد الدافعية الخارجية مختلف الوسائل التي تعمل على تحقيق غاية اوهدف خارجي مثل الحصول على مكاسب مادية او معنوية كالحصول على المكافأة او جوائز او الحصول على التدعيم او التشجيع الخارجي او اكتساب الصحة واللياقة.
ويوضح الشكل العلاقة بين الدافعية ذاتية الاثابة والدافعية خارجية الاثابة،وهذه المصطلحات اطلقها (اسامة كامل راتب) على الدافعية الداخلية والدافعية الخارجية حيث تبين ان الدافعية ذاتية الاثابة تحدث اثناء الاداء،وينعكس في الشعور بتحقيق الذات والشعور بالاستمتاع والرضا،كما يتضح من الشكل كذلك ان الدافعية خارجية الاثابة تحدث بعد الاداء وتتخذ اشكالاً مختلفة مثل الامتياز والمديح والكافاأت في اشكالها المختلفة.
الشكل يوضح التفاعل بين الدافعية ذاتية الاثابة والدافعية خارجية الاثابة في الاداء الرياضي
ويبدو في ضوء ماسبق انه توجد علاقة وثيقة بين الدافعية ذاتية الاثابة الدافعية خارجية الاثابة وهما كوجهين للعملة الواحدة ،حيث ان جميع الرياضيين يمارسون الرياضة بهدف الحصول على مصدري الدافعية (الذاتية والخارجية) ولكن هناك اختلافاً من حيث درجة اهمية تأثير اي من هذين النوعين للرياضي،وهنا تظهر اهمية دور المدرب في معرفة نمط الدافعية المميز للرياضي.
كما تجدر الاشارة هنا الى ان المهتمين بالدراسات النفسية للرياضيين يركزون على اهمية الدافعية داخلية الاثابة في مقابل الدافعية خارجية الاثابة،ويرجع سبب ذلك الى ان الدافعية خارجية الاثابة،قد تفيد في استمالة الفرد الى ممارسة الرياضة او تطوير الاداء لفترة معينة،ولكن لاتضمن استمرار الممارسة وتحقيق التفوق.فالدافعية ذات الاثابة الخارجية تفقد قوة تدعيمها اسرع من الدافعية ذات الاثابة الداخلية فالجوائز والمكافأت تمثل خبرات نجاح لفترات وجيزة،ولكن الهدف الاساسي الاستمرار في الممارسة الرياضية هو تحقيق المتعة والرضا من خلال الممارسة الرياضية ذاتها،وذلك يتحقق من خلال الدافعية ذاتية الاثابة.
وبالرغم من ذلك يمكن الاستفادة من مصدر الدافعية خارجية الاثابة لتدعيم مصدر الدافعية ذاتية الاثابة ومن ذلك على سبيل المثال :
1.عندما تقدم مصادر الدافعية خارجية الاثابة (المكافأت – الجوائز – الخ) كنوع من تدعيم كفاءة الاداء بصرف النظر عن النتائج (المكسب او الخسارة).
2. عندماتقدممصادرالدافعيةخارجيةالاثابة (المكافأت – الجوائز-الخ) تكسبميلالناشئنحوممارسةرياضةمعينة،ويكونهذاالناشئليسلديهدافعيةذاتيةالاثابة،معاهميةانيؤخذفيالاعتبارانهمعاستمراريحدثنقصالاعتمادعلىمصادرالدافعيةخارجيةالمصدرفيمقابلزيادةمصادرالدافعيةذاتيةالمصدر.
بعض النظريات المفسرة للدافعية :
اشارت مراجع علم النفس الرياضي الى بعض النظريات المفسرة للدافعية.
وفيما يلي عرض للنظريات التي تحاول تفسير الدافعية:
§ نظرية مدرج الحاجات.
§ نظرية الغرائز.
§ نظرية التنشيط – الاستشارة.
§ نظرية التعلم الاجتماعي.
1. نظرية مدرج الحاجات :
نظرية مدرج الحاجات Hierarchy of Needs التي قدمها ابراهام ماسلو (1970) والتي حدد فيها سلسلة متدرجة مرتبة من ادنى الى اعلى مراتب الحاجة الانسانية.
وأشار (ماسلو) الى ان الافراد يشبعون حاجتهم طبقاً لنظام طبيعي لاوليات الجسم والعقل وقسم هذه الاولويات الى فئتين هما :
§حاجات النقص (Deficiency Needs)
وتتضمن حاجات الضرورة والالحاح او الحاجات الاساسية للحياة والتي تتضمن حاجات استهلاك واستعادة الطاقة مثل الحاجة للطعام والشراب والنوم والحاجة للشعور بالامن والامان والتي لها الاولوية في حياة الانسان.
§حاجات النمو (Growth Needs)
وتتضمن الحاجات النفسية والاجتماعية مثل الحاجة للحب والانتماء والصداقة والحاجة الى تقدير الذات والحاجة لتحقيق الذات وكما مبين في الشكل التالي :
نظرية مدرج الحاجات (الماسلو) Maslow
عن لوهر Lochr (1993)
وفي رأي (ماسلو) ان حاجات النقص ينبغي ان تشبع اولاً قبل حالات النمو اذ ان الحاجة الى الطعام والحاجة الى الماء اكثر الحاحاً وتحمل اولوية اكبر من الحاجة للحب والحاجة للصداقة والتقدير كما انه عندما تشبع حاجة من حاجات النقص فانها لاتصبح عندئذ حاجة وتنتقل الى حاجة الاعلى،ومن ناحية اخرى فان الحاجات لايسمح لها بالتعبير عن نفسها او لاتشبع الا بعد اشباع الحاجات الاكثر الحاحاً.
ومن بين اوجه النقد التي تعرضت لها هذه النظرية هو عدم التحقق من افتراضاتها النظرية لهذه الحاجات المتدرجة بصورة تجريبية،وقد اشار (مارتنز)Martens (1987) الى ان تطبيقات مدرج الحاجات قد تكمن في المساعدة على فهم بعض الاغراض التي قد تدفع الفرد للمارسة الرياضية والاشتراك في المنافسات الرياضية وكما يلي:
oالممارسة من اجل المتعة والمرح واستهلاك الطاقة والاثارة نظراً لان الفرد يكون حاجة الى درجة من الحركة والاثارة الناتجة عن المرح والمتعة من الممارسة الرياضية وبالتالي لايشعر الفرد بالملل او القلق.
oالممارسة من اجل ان يكون الفرد مع الاخرين والتي تقابل الحاجة الى الانتماء للاخرين او لفريق معين والحاجة الى صداقة الاخرين.
oالاشتراك في منافسات رياضية والتي تقابلها الحاجة لتقدير الذات وفاعلية الذات وبالتالي تحقيق الذات والتي يمكن اعتبارها من بين اهم العوامل في حالات الدافعية الرياضية.
2. نظرية الغرائز:
اصحاب نظرية الغرائز حاولوا تفسير دوافع السلوك على اساس الغرائز واشاروا الى ارتباط كل نشاط يقوم به الانسان بغريزة من الغرائز فمثلاً يسعى الانسان الى الطعام لان هناك غريزة البحث عن الطعام ،والام تحب اطفالها لان هناك غريزة تسمى غريزة الام وهذه الغرائز لاشعورية وموروثة اي غير متعلمة او مكتسبة وانها عامة في النوع الواحد.
والغريزة كما يراها (سيجموند فرويد) Freud في مصدرها انها وظيفة بدنية لانها تصدر عن حالة اثارة بدنية او دافع ملح او توتر داخل الجسم والتي تتجه نحو موضوع معين لبلوغ هدف ما لكي يتحقق الاثارة والتوتر وبالتالي حدوث اللذة والاشباع.كما اشار الى ان الفرد يكون مدفوعاً طوال حياته بالطاقة الغريزية التي اطلق عليها مصطلح (الليبيدو Libido).
وفي الوقت الحالي تخلى العديد من الباحثين عن نظرية الغرائز لتفسير دوافع سلوك الانسان على اساس العديد من الانتقادات التي وجهت لهذه النظرية من حيث انها نظرية (غيبية) وليست (علمية) وتفتقر الى التفسير العلمي لدوافع السلوك.
فقد تبين ان الغرائز ماهي الا (حاجات) جسمانية تفرضها طبيعية تكوين جسم الانسان ووظائف اعضاءه فالاصل فيما كان يسمى بغريزة البحث عن الطعام هو حاجة الجسم لعناصر معينة تولد فيه الطاقة ليقوم بنشاط.
وغريزة البحث عن الماء في الاصل هي حاجة الجسم الى كمية معينة من الماء والا توقف عن اداء وظائفه وينطبق ذلك على الغريزة الجنسية اذ الاصل فيها وجود غدد تقوم بنشاط معين وافراز هرمونات معينة تولد الدافع الجنسي.
3. نظرية التنشيط – الاستشارة :
اشار (وتج Wittig) (1992) الى ان مفهوم التنشيط – الاستشارة (Activation – Aronsal) في مجالات الدافعية يفترض ان الفرد لديه مستوى معين مناسب من (التنشيط - الاستشارة) وان السلوك يكون موجهاً لمحاولة الاحتفاظ بهذا المستوى،وهذا يعني اذا كانت مثيرات ال
بيئة عالية الدرجة كبيرة فان السلوك يكون مدفوعاً لمحاولة خفض (التنشيط – الاستشارة) اما اذا كان مستوى (التنشيط – الاستشارة) منخفضاً جداً فان السلوك عندئذ يكون دفوعاً لمحاولة الارتقاء بمستوى (التنشيط – الاستشارة).
الى ان مفاهيم كل من نظرية (الحافز Drive Theory) ونموذج (حرف اليو مقلوبة – Inerted) بالرغم من اختلاف اساسها النظري – يمكن ان تفسر الحالات المختلفة للدافعية على اساس ان (التنشيط – الاستشارة) يعتبر بمثابة الدافعية للاداء او السلوك،فنظرية الحافز تشير الى ان العلاقة بين الدافعية (الحافز) والاداء هي علاقة طردية خطية وكلما ارتفعت مستويات الدافعية (الحافز) لدى الفرد كلما تحسن السلوك او الاداء كما في الشكل (أ).
في حين ان حرف اليو المقلوب يشير بصفة اساسية الى انه كلما ارتفعت مستويات (التنشيط – الاستشارة) كما زادت جودة السلوك او الاداء الى نقطة معينة تيصل فيها الاداء الى الافضل وبعد ذلك فان الزيادة في (التنشيط – الاستشارة) (الدافعية) تؤدي الى الهبوط بمستوى جودة السلوك او الاداء كما في الشكل (ب) .
نظرية التعلم الاجتماعي:
تشير نظرية التعلم الاجتماعي Social Learning في مجال الدافعية الى ان التعلم السابق يعتبر من المصادر الرئيسية للدافعية،اذ ان نجاح او فشل استجابة معنية تؤدي الى التعرف على الجوانب التي يمكن ان تؤدي الى نتائج ايجابية او نتائج سلبية وبالتالي نشأة الرغبة والدافع في تكرار السلوك الناجح كما ان التعلم بملاحظة نجاح او فشل الاخرين قد يكون كافياً لانتاج الدافعية.
وقد اشار البرتو (Bandore) (1990) الى ان نظرية التعلم الاجتماعي تتأسس على التعلم بالنمذجة او القدرة (Learning By Modeling) اي التعلم بالملاحظة او بتقليد الاخرين – وهذا يعني ان الفرد عندما يلاحظ سلوك الاخرين فعندئذ يكون باستطاعته اداء بعض اوكل هذا السلوك الملاحظ.
فعلى سبيل المثال يقوم المدرب الرياضي باداء نموذج لمهارة حركية معينة فان اللاعب بملاحظة لهذا النموذج يكون مدفوعاً لتعلمه ومحاولة تقليده بصورة دقيقة بقدر الامكان فكان الدافع لاداء اللاعب ناتج عن ملاحظته لاداء المدرب ومحاولة تقليده.
لماذا يلعب الاطفال – ليس فقط بالنشاط الرياضي – ولكن اللعب بكل اشكاله؟لقد حاول الفلاسفة والعلماء الاجابة عن هذا السؤال منذ فترة طويلة،أما حديثا فقد امكن تفسير ذلك في ضوء ان الطفل يولد ولديه كمية معينة من الاثارة يطلق عليها الحاجة للاثارة او المتعة.
وتجدر الاشارة الى ان هناك مستوى امثل من حالة الاثارة لدى الناشئ فعندما يكون مستوى الاثارة منخفضاً جداً يشعر بالملل ،كذلك عندما تزيد الاثارة بدرجة عالية يصبح الناشئ خائفاً او قلقاً.
المتعة (ملل) منخفض خائف او قلق اثارة منخفضة
مرتفع الاثارة المثلى منخفض
ومن الاهمية ان نشير هنا الى ان حالة الاثارة المثلى تحدث عندما يتنفس الناشئ في النشاط كلياً،يفقد الاحساس بالزمن،يشعر ان كل شئ يسير على النحو الصحيح لانه لايشعر بالقلق او الملل.
ان الاثارة المثلى بمثابة مكافأة ذاتية الاثابة فالناشئ يشارك في النشاط الرياضي من اجل الحصول على خيرة الاستمتاع وليس لاسباب اخرى..وهنا تظهر اهمية دور المدرب في جعل الممارسة الرياضية خبرة ممتعة.
توجهات لجعل الممارسة الرياضية خبرة استمتاع :
oاعط المهارات التي تكون في حدود قدرات الناشئ وبدرجة صعوبة تستشير التحدي..فالصعوبة المرتفعة جداً تؤدي الى شعور الناشئ بالقلق والتوتر،كما ان الصعوبة المنخفضة جداً تؤدي الى الشعور بالملل ،اما عندما تكون درجة الصعوبة في مستوى الناشئ او تزيد قليلاً فانها تصبح مصدراً للمتعة والاثارة المرغوب فيها.
oاحرص على زيادة كمية النشاط لكل رياضي وتجنب زيادة فترات الانتظار،او عدم المشاركة.
oتجنب اصدار التعليمات باستمرار اثناء الممارسة او اللعب وحاول ان توفر الفرص المؤاتية لاندماج الناشئ في اللعب او النشاط الحركي..ان صياحك المستمر..والمبالغة في اصدار التعليمات اثناء المسابقات يفقد الناشئ فرصة الحصول على خبرة المتعة والاثارة.
oتجنب المبالغة في تقييم سلوك واداء الناشئ حيث ان خبرة المتعة لاتحدث عندما يكون الناشئ تحت ضغط التقييم المستمر سواء من قبل المدرب او نفسه،وسواء كان التقييم ايجابياً ام سلبياً،ان هناك وقتاً مناسباً يجب ان يخصص للتقييم ولكن ليس اثناء الاندماج في النشاط او المسابقة.
oاحرص على تدعيم فرص التفاعل الاجتماعي الممتع حيث ان الناشئ يجد المتعة والسعادة في وجوده مع زملائه..وهنا يجب عدم زيادة روح المنافسة بين اعضاء الفريق،بحيث يشعر كل ناشئ انه ضد الاخر..وانما الافضل هو تنمية روح التعاون والحب والانتماء.
كيف يكتسب الناشئ الخوف من الفشل خلال الممارسة الرياضية :-
اولاً:- تفسير الاخطاء العادية التي تحدث اثناء التعلم على انها خبرات فشل:
عندما يبدأ الناشئ تعلم المهارات الرياضية من تلقاء نفسه – تعلماً ذاتياً – فانه يمتلك مقاومة تلقائية تجنبه حدوث الفشل فهو لايسعى الى تحقيق اهداف او مستوىمعين،وحتى عندما يصنع اهدافاً فانها تكون في حدود امكانياته...انها الممارسة من خلال المحاولة او الخطأ ولكن الخطأ لاينظر اليه كخبرة فشل،وانما عبارة عن جزء من عملية التعلم.
أما عندما يبدأ الناشئ ممارسة الرياضة في الشكل النظامي والتنافسي تحت اشراف المدرب فانه يتعرض الى التقييم المستمر.ويصبح اللعب ليس هدفاً في حد ذاته،ولكن يخضع الناشئ الى التقييم المستمر،ويتحول التركيز من التعليم الى الاداء،وان الاخطاء التي تعتبر جزءاً طبيعياً من عملية التعلم يفسرها الناشئ – شبكل خاطئ – على اساس انها نوع من الفشل في الاداء.
ثانياً:- الضغوط الاجتماعية المحيطة بالمنافسة تؤدي الى وضع اهداف صعبة تفوق قدرات الناشئ ومن ثم يفشل في انجازها :
عندما يبدأ الناشئ ممارسة الرياضة في الاطار النظامي التنافسي،فانه يسهل عليه ملاحظة ان المدرب يفضل الاداء الممتاز،ويعطي المزيد من التقدير للرياضيين الذين يظهرون تفوقاً واضحاً،ورغبة من الناشئ ذي القدرات الضعيفة في الحصول على التقدير والاعتراف والتشجيع من قبل المدرب فانه يصنع اهدافاً مماثلة لزملائه المتفوقين ذوي المستوى المهاري العالي،وهذه الاهداف بالطبع تكون ذات صعوبة عالية تزيد عن مستواه الحقيقي ويصعب تحقيقها،ومن ثم تعتبر بمثابة خبرات فشل..وتجدر الاشارة هنا الى ان اللاعب اذا لم يصنع لنفسه مثل هذه الاهداف الطموحة التي تزيد عن قدراته فان المدرب،وربما الاباء يضعون له مثل هذه الاهداف.
وقد يلاحظ ان المدرب يضع اهدافاً للفريق دون الاخذ بالاعتبار الفروق الفردية بين قدرات اللاعبين،كذلك فان بعض الاباء الذين يرغبون في تحقيق النجومية والتفوق من خلال ابناءهم عادة يقترحون اهدافاً لابناءهم تفوق قدراتهم واستعداداتهم.
هذا وبصرف النظر عن مصدر الخطأ في اقتراح الاهداف يتوقع فشله في تحقيقها او يفسر ذلك ليس في ضوء انها اكبر من قدراته،ولكن يفسرها في ضوء ان قدراته ضعيفة وانها غير ذي قيمة.
ثالثاً:- اهتمام الناشئ بالمكافأة الخارجية اكثر من الاهتمام بتحقيق الاهداف الشخصية:
ان تحليل دوافع ممارسة الناشئ للرياضة يفيد ان الناشئ يبدأ ممارسة الرياضة من منطلق انها تمثل مكافأة وقيمة،اما عندما يتحول الى الممارسة للرياضة التنافسية فانه يهتم اكثر بالمكافأة الناتجة عن الممارسة مثل الحصول على النصر والفوز،الميداليات،الاعتراف والتقدير من الاخرين...الخ.
وتجدر الاشارة الى ان هناك نتائج سلبية عديدة تنتج عن الاهتمام بالمكافأة الخارجية،ومن ذلك انها تعطي نظير اهداف وضعت بواسطة اخرين.وهي في العادة لاتتناسب الفروق الفردية،وانما تلاءم المتميزين منهم فقط بمعنى اخر:ان الاهداف قد تكون غير واقعية لدى بعض الناشئين ومن ثم يتوقع ان تمثل خبرات فشل وليست خبرات نجاح.
كذلك فان التركيز الزائد على المكافأة الخارجية يجعل الناشئ يعتاد عليها ولايتقن الاداء بدونها،فهو يريد ان يحتفظ بالبطولة والميدالية الذهبية وعندما لايستطيع ان يحقق ذلك يشعر انه لافائدة من استمرار الممارسة.
ولايعني الكلام السابق اننا نقلل من قيمة المكافأة الخارجية،ولكن لانتفق مع الاسلوب الذي تقدم به،انه من الاهمية ان يتيح المدرب الفرصة للناشئين ان يدركوا بالقول والفعل ان المكافأة الخارجية هي بمثابة رمز للاعتراف والتقدير لانجاز اهداف متميزة مرتبطة بالاداء والمهارات الرياضية،وان هذا الاعتراف او التقدير لايعني تفضيل الناشئ عن الآخر.كما انه ليس من الضروري اني يكفل النجاح في المستقبل اضافة الى انه ليس السبب الاساسي وراء ممارسة الرياضة،كما يجب ان يساعد المدرب الناشئ في الاقتناع بهدف الممارسة كقيمة في حد ذاتها،وعندئذ فان كلا من المكافأة الخارجية والمكافأة الداخلية (الذاتية) تساهمان معاً في تشكيل الدافع المرغوب فيه لدى الناشئ.
توجهات لجعل الممارسة الرياضية مصدراً لتقدير وقيمة الذات :
ربما تكون الاجابة المنطقية عن هذا السؤال تتلخص في اهمية توفير خبرات النجاح اثناء الممارسة الرياضية.ولكن الامر ليس بهذه البساطة حيث انه كما تعلم ان المنافسة الرياضية تتميز بالفوز والخسارة،بل ان الفوز عادة هو نصيب القليل،بينما الخسارة نصيب الكثير..كما اننا لانستطيع ان نلغي قيمة تجربة المكسب والخسارة،حيث ان لها جوانبها الايجابية،لذلك فان الحل يعتمد على عاملين هامين هما :-
1.التفسير الصحيح لخبرات الفشل.
2. توفير خبرات النجاح.
اولاً:- التفسير الصحيح لخبرات الفشل :-
ان المشكلة الاساسية ان قيمة الذات لدى الناشئ تكتسب من خلال تحقيق المكسب،وهذا المفهوم عندما يتأكد لدى الناشئ فانه يعني ان احساسه بقيمته يكون على حساب الفوز وهزمة الاخرين..وهذا مفهوم يجب تغيره،فالمكسب شيء هام،ولكن يجب ان يقيم الناشئ في ضوء الجهد الذي يبذله من اجل تحقيق الاهداف الخاصة به،وليس في ضوء اداء الاخرين،كما يجب التركيز على اهداف الاداء الخاصة لكل ناشئ وليس نتائج المكسب والخسارة.
ثانياً:- توفير خبرات النجاح:-
تعتمد خبرة النجاح لدى الناشئ على وضع اهداف واقعية تكفل تحقيق درجة مقبولة من النجاح..وبالرغم من وضوح هذا المبدأ فان تطبيقه ليس بالسهولة بمكان،ويرجع ذلك لاسباب عديدة يجب معرفتها وهي :
1.زيادة رغبة الناشئ في الحصول على المكافأة نظير الفوز تدفعه الى وضع اهداف تفوق استعداده وقدرته.
2.نظراً لاهمية الفوز لتحقيق المكسب في المجتمع فان ذلك غالباً مايدفع المدربين او الاباء الى اقتراح اهداف تفوق مستويات الناشئ.
3.يحدث احياناً ان يضع الناشئ اهدافاً اقل كثيراً من مستوى قدرته،نظراً لخوفه من حدوث الفشل.
4.يحدث ان يحقق الناشئ تقدماً كبيراً في بعض مراحل الاداء،ويتوقع ان يستمر هذا التقدم بنفس المعدل في المرحلة التالية،ولكن لايتحقق ذلك نظراً لطبيعة خصائص الاداء الرياضي كما هو الحال في الرياضات الرقمية مثل السباحة او العدو..حيث يلاحظ ان الناشئ يحقق في مراحل التدريب المبكر تقدماً ملحوظاً في المستوى الرقمي ثم بعد ذلك يكون التقدم محدوداً جداً،ويحسب بالجزء من الثانية.
5. وبالرغم من الاعتبارات السابقة فمن الاهمية بمكان ان يضع المدرب للناشئ اهدافاً يستطيع انجازها في حدود قدرته حتى تمثل الممارسة خبرة نجاح بالنسبة له.
مكافأة السلوك :
يعتبر التدعيم شيئاً هاماً في التعامل بين المدرب والناشئ.حيث انه يتربط بتعديل السلوك:وهناك مصطلحان غالباً ماستخدمان لوصف النتائج المترتبة على سلوك الناشئ هما : التدعيم Reinforcement والعقاب Punishment فعندما تزداد الرغبة في تكرار السلوك فذلك يعني ان هناك تدعيماً والتدعيم يكون ايجابياً مثل اعطاء مكافأة او سلبياً مثل التخلص من شيء غير مرغوب فيه وعندما تقل الرغبة في تكرار السلوك فان ذلك يعكس وجود نوع من العقاب.
مبادئ ومكافأة السلوك للناشئ الرياضي :-
·مكافأة الاداء
يفضل اعطاء المكافأة على اساس مدى نجاح الناشئ في تحقيق اهداف الاداء وليس النتائج فقط ونظراً لان الرياضي يتحكم في ادائه بشكل اكثر من السيطرة على نتائج المسابقة.حيث ان نتائج المسابقة او المنافسة تتأثر بالعديد من العوامل منها الزملاء في الفريق،او خصائص المنافسة والتحكيم والعوامل الموقفية الاخرى التي تحيط بالمنافسة.
·مكافأة الجهد
عندما يعرف الناشئ ان المدرب يقدر المجهود الذي يبذله فأنه لايخاف من المحاولة.اما عرف انه يكافأ عند النجاح فقط فانه يشعر بالخوف من نتائج الفشل..وذلك يسبب له المزيد من التوتر والقلق.
·مكافأة الاهداف المرحلية
تتميز الاهداف في التدريب الرياضي انها من النوع المرجا الطويل المدى سواء كان موسماً رياضياً او سنة كاملة او اكثر.
لذلك تظهر اهمية وضع اهداف قصيرة المدى Short – Termgoals توضح ماذا يمكن يفعل الناشئ حتى يصل الى الاهداف النهائية.فهي بمثابة الخطوات الاجرائية او التكنيك الذي يستخدم لتطوير الدافعية والمحافظة عليها للناشئ عبر رحلة الممارسة باعتبار انها مصدر للدافع الذاتي Self – Motivation.
·مكافأة السلوك الانفعالي والاجتماعي
تعتبر المكافأة بمثابة تدعيم لسلوك الناشئ لاعادة تكراره..وحيث ان الجوانب النسفية والاجتماعية للناشئ لاتقل اهمية عن المهارات الرياضية والقدرات البدنية،فانه من الاهمية ان تحظى باهتمام المدرب من حيث تعليمها وتنقيتها،وهنا تظهر اهمية دور المكافأة في تعلم السلوك المرغوب فيه.
·تكرار المكافأة
يزداد تكرار المكافأة عندما يتعلم الناشئ مهارات جيدة.والمبدأ ان زيادة التكرار تعني سرعة التعلم.ويجب الحذر هنا ان المكافأة اذا لم يحسن استخدامها تفقد قيمتها..كما تجب الاشارة الى التدعيم والعقاب بمثابة معلومات يستفاد منها لتعليم الناشئ.انهما يوضحان للناشئ وجهة نظر المدرب في السلوك الصحيح والسلوك الخاطئ.
عندما يتعلم الناشئ المهارات جيداً،يحتاج الى التدعيم من وقت الى اخر،ويجب عدم توقف التدعيم عندما يتعلم الرياضي المهارات جيداً.حيث ان اللاعب يحتاج الى الشعور لانجازاته،وان تجاهل المدرب لاستخدام التدعيم قد يترتب عليه تعمد اللاعب الاداء الضعيف سعياً للحصول على التقدير من المدرب.
·توقيت المكافأة
يكون الدافع قوياً ونشطاً كلما كانت المكافأة او التعزيز لاداء الناشئ قريب الحدوث،(اي مكافأة عاجلة) بينما يكون الدافع ضعيفاً وخاملاً اذا ما تأخرت المكافأة او التعزيز لادائه (مكافأة مرجأة).
·انواع المكافأة
يكون الدافع قوياً ونشطاً كلما كانت المكافأة او التعزيز لاداء الناشئ تشمل اكثر من نوع كان تكون مكافأة مادية او لفظية او تكون هدايا مثل (الميداليات،الاوسمة وغير ذلك).
شكل مبادئ ومكافأة السلوك للناشئ الرياضي
بعض الاجراءات التي يجب ان يراعيها المدرب لتطوير الدافع الذاتي لادائه بما يلي:
1. تنوع التدريب
كما هو معروف ان تكرار الاداء لمرات كثيرة،وعلى وتيرة واحد قد يؤدي الى شعور الناشئ بالممل مثله في ذلك مثل المريض الذي يحتسي الدواء،احساساً بالضرورة،وليس رغبة فيه،بينما التنوع والتغير في تخطيط وتصميم جرعة التدريب يحققان مبدأ المتعة والتشويق.
2. التدريب في بيئة ملائمة
تؤثر البيئة التي يتعلم او يتدرب فيها الناشئ دوراً هاماً في اكتسابه الشعور بالاستمتاع والسعادة والرضا.وبنفس القدر قد تثير لديه الشعور بالملل والضيق وعدم الرضا.
تؤثر البيئة التي يتدرب فيها الناشئ على تدعيم الدافع الذاتي واكسابه الشعور بالاستمتاع والسعادة والرضا.
3. اهمية ان ينظر الناشئ للتدريب على انه شئ ممتع
كما هو معروف ان الفرق بين العمل واللعب هو نظرة الناشئ لطبيعة الاداء الذي يقوم به الامر الذي يتطلب من الناشئ ان ينظر الى التدريب باعتباره انه شئ ممتع.يبعث لديه النشاط والحيوية،ويستشير لديه التحدي بدلاً من ان يرى فيه شيئاً مملاً.وانه دواء يجب احتساءوه.
4. اهمية بان يتذكر الناشئ قيمة ممارسة النشاط الرياضي على اعضاء جسمه.
كما هو معروف أن التدريب يتسم في الكثير من جوانبه بالعمل الشاق،وانه كثيراً ماينتاب اللاعب اثناء التدريب الشعور بالتعب والملل نتيجة لزيادة الجهد،وهنا يجب ان يتعلم الناشئ تذكر فائدة الممارسة وقيمة التدريب على اجهزة جسمه المختلفة،فذلك يؤكد قيمة الممارسة كنوع من المكافأة في حد ذاتها،ومن ذلك على سبيل المثال عندما يشعر بالالم في عضلات جسمه،فانه يتذكر ان ذلك يزيد من قوته العضلية.
وعندما يراوده الشعور بالتعب فيتذكر ان ذلك يساعده على تنمية التحمل الدوري التنفسي وعندما يرى ان التمرين اصبح مملاً،فيتذكر ان ذلك يساعده على اتقان الاداء اثناء المباراة حيث لايكون لديه الوقت للتفكير وهكذا..
5. تحديد اهداف التدريب
ليس ثمة شك ان استمرار الناشئ في التدريب بفاعلية وكفاءة يظل مرهوناً بمدى اقتناعه ان الممارسة تمثل نوعاً من المكافأة والاثابة للجهد الذي يبذله.بعض النشء يمارسون بغرض الترويح،بينما البعض يمارسونه بهدف المنافسة والبطولة،ويتمثل ذلك عادة في التفوق والاداء الممتاز.وفي هذا المضمار فان وضع اهداف مرحلية للتدريب بحيث يكون لكل جرعة تدريب هدف او عدة اهداف عندما يحققها تصبح بمثابة المكافأة لادائه.
عقاب السلوك
يسلك الناشئ في بعض الاحيان انواعاً من السلوك غير المرغوب فيه،ومن الاهمية ان يعرف المدرب كيف يواجه ذلك ويتعامل معه،وبشكل عام نناقش اسلوبين شائعين هما:-
1.تجاهل السلوك غير المرغوب فيه.
2. عقابالسلوكغيرالمرغوبفيه.
التجاهل..
يعني هذا الاسلوب عدم استخدام المكافأة او العقاب مع الناشئ الذي يؤدي سلوكاً غير مرغوب فيه،وهذا الاسلوب مفيد تحت ظروف معينة،وخاصة ان معاقبة السلوك غير المرغوب فيه للناشئ قد تدفعه الى المزيد من هذا النوع من السلوك.حيث ان عقابه يؤكد على اهمية دوره بينما تجاهله يعني ان ذلك لايمثل اهمية ذلك.
اما عندما يكون مصدر السلوك غير المرغوب فيه يشكل خطراً على الناشئ نفسه او على زملائه،عندئذ يجب التحذير الشديد،وعندما لايستجيب يجب معاقبته.
وبشكل عام فان اسلوب التجاهل يصلح مع الناشئ الذي يبحث عن التقدير والاعتراف من خلال سلوكه غير المرغوب فيه هذا،وذلك بغرض ان يلفت النظر نحوه.كما يتطلب هذا الاسلوب ان يكون المدرب من النوع الذي يتحلى بالصبر.هذا،ومن الاهمية عدم تجاهل السلوك المرغوب فيه،فعندما يسلك الناشئ سلوكاً مرغوب فيه،فانه ينتظر منك التشجيع والتدعيم الايجابي،كما ان عدم مكافأت بسبب عدم التزامه بالسلوك المرغوب فيه،وقد يفسر صمتك كتدعيم سلبي.
يفضل المهتمون بالاعداد النفسي للنشء عدم استخدام العقاب مع النشء الصغير،والاهم تدعيم سلوكهم الايجابي...وحجتهم وفي ذلك ان اسلوب العقاب
غير فعال،وانه يؤدي الى العدوانية،وزيادة سلوك الاحجام،اضافة الى التأثير السلبي على الكثير من النواحي النفسية والشخصية لللاعب.
والواقع ان العقاب لايعتبر اسلوباً مرغوباً فيه،وانه يؤدي الى مشكلات عندما يستخدم على نحو غير فعال،بينما عندما يستخدم على النحو الملائم فانه يصبح مفيداً في التخلص من السلوك غير المرغوب فيه،ودون ان يترتب على ذلك نتائج غير مرغوب فيها.
بعض المبادئ الهامة للتعامل مع السلوك غير المرغوب فيه للناشئ
المصادر :
1.اسامة كامل راتب :علم النفس الرياضي المفاهيم والتطبيقات،القاهرة،دار الفكر العربي،1997.
2.اسامة كامل راتب:الاعداد النفسي للناشئين (دليل للارشاد والتوجيه للمدربين،والاداريين وأولياء الامور)،القاهرة،دار الفكر العربي،2001.
3.محمود عبد الفتاح عدنان:سيكولوجية التربية البدنية والرياضية النظرية والتطبيق والتجريب،ط1 ، القاهرة،الدار الفكر العربي،1995.
4. محمد حسن علاوي،مدخل في علم النفس الرياضي،القاهرة،مركز الكتاب للنشر،1998.
|