أهمية الدافعية في المجال الرياضى
 
يعد موضوع الدافعية واحدًا من أكثر موضوعات علم النفس أهمية وإثارة لاهتمام الناس جميعًا.
 
في سنة 1908م، اقترح وود ورث WoodWorth، في كتابه: علم النفس الديناميكى، ميدانًا حيويًا للدراسة أطلق عليه علم النفس الدافعىMotivational Psychology أو علم الدافعيةMotivology .
 
وفي سنة 1960م، تنبأ فاينكىFayniki بأن الحقبة التالية من تطور علم النفس سوف تعرف بعصر الدافعية.
 
وفي سنة 1982م، أشار كل من ليولن، وبلوكرLiewelln and Blucker في كتابهما: سيكولوجية التدريب بين النظرية والتطبيق، إلى أن البحوث الخاصة بموضوع الدافعية تمثل حوالى 30% من إجمالى البحوث التى أجريت في مجال علم نفس الرياضة خلال العقدين الآخرين.
 
وفي سنة 1983م، أشار وليام وارنWlliam Warren ، في كتابه: التدريب والدافعية، أن استثارة الدافع للرياضى يمثل من 70% -90% من العملية التدريبية، ذلك لأن التفوق في رياضة معينة يتطلب اكتساب اللاعب للجوانب المهارية والخططية، ثم يأتى دور الدافع ليحث الرياضى على بذل الجهد والطاقة اللازمين لتعلم تلك المهارات، وللتدريب عليها بغرض صقلها وإتقانها.
 
وللدافعية أهمية رئيسة في كل ما قدمه علم النفس الرياضى حتى الآن من نظم وتطبيقات سيكولوجية، ويرجع ذلك إلى الحقيقة التالية: إن كل سلوك وراءه دافع، أى تكمن وراءه قوى دافعيه معينة.
 
وقد تناول تتكو، وريشاردTutko and Richard ، سمات الدافعية الرياضية بدراسة تحليلية أكثر، وقد أشارا إلى أن هذه السمات تشتمل على عاملين، هما:
 
 
 
سمات الاستعداد للعمل نحو إنجاز الأهداف الإرادية:
 
ويتضمن أربع سمات، هى:
 
– الحافز.
 
– العدوانية.
 
– التصميم.
 
– القيادة.
 
سمات الانفعال:
 
تشتمل على سبع سمات، هى:
 
– الميل للشعور بالذنب.
 
– الثقة بالنفس.
 
– الضبط الانفعالى.
 
– يقظة الضمير.
 
– الصرامة العقلية.
 
– الثقة بالآخرين.
 
– القابلية للتدريب.
 
وفي سنة 2003م، قام عمرو بدران، بدراسة هدفت إلى التعرف على دوافع ممارسة الأنشطة الرياضية عند طلاب جامعة المنصورة، وترتيب هذه الدوافع تبعًا لدرجة أهميتها، بالإضافة إلى إجراء مقارنات في دوافع ممارسة الأنشطة الرياضية عند طلاب الجامعة تبـعًا لمتغيرات الجنـس والممـارسة الرياضية.
تاريخ علم النفس الرياضي :
تعود الكتابات الأولى التى اهتمت بعلم النفس الرياضي إلى سنة 1801م ، حيث وجدت كتابات ألمانية تعنى وتهتم بدراسة نفسية لاعبي كرة القدم.
وفيما يلي نتناول الملامح التاريخية التي تهدف لدراسة علم النفس كمجال حيوى للرياضة والرياضيين والباحثين:
في سنة 1898م، تجربة تربلت Tripleit على لاعبى الدراجات، والتى أجريت بغرض دراسة الأداء الفردى والجماعى، وتأثير جمهور المشاهدين على الأداء.
وفي سنة 1901م، ظهر كتاب جيسيراند، الذى تطّرق إلى بعض الأمور النفسية المختلفة، والمتعلقة بكرة القدم أيضًا.
وفي سنة 1913م، ظهر كتاب دى كوبرتن، في باريس بعنوان: كتابات في علم النفس الرياضى.
وفي سنة 1923م، كانت أول محاولة رسمية لتدريس مقرر علم النفس والرياضة، والتى قام بها جرفث Griffith لطلاب جامعة إلينوى.
وفي سنة 1925م، أنشأ جرفث، أول معمل للبحوث الرياضية بجامعة إلينوى.
وفي سنة 1926م، أعد جرفث، أول كتاب في سيكولوجية التدريب.
وفي سنة 1928م، أعد جرفث، أول كتاب في سيكولوجية الرياضة.
وفي سنة 1942م، وما بعدها ظهرت الأعمال العلمية الجادة في علم النفس الرياضى على يد كل من شوله Schalle في ألمانيا، روديك Rudik وبونى Puni في روسيا.
وفي سنة 1960م، بدأ الاهتمام بمجال دراسة السلوك الحركى، مثل:
– دراسات فرانكلين Franklin، بجامعة كاليفورنيا.
– دراسات جون لوثر J. Lawther، بجامعة بنسلفانيا.
– دراسات آرثر سلاتر Arther Slater، وهاميل Hammel، بجامعة إنديانا.
وفي سنة 1965م، تم تشكيل الجمعية الدولية لعلم النفس الرياضى ISSP، وإقامة أولى مؤتمراتها العلمية في روما، وأخذت هذه المؤتمرات الصفة الدورية كل أربعة سنوات متزامنة مع الدورات الأوليمبية.
وفي سنة 1966م، ظهرت مؤلفات أوجليفى Ogilive، وتتكو Tutko، والتى كانت بداية انطلاق البحث والتجريب في علم النفس الرياضى، وبداية بناء المقاييس المتخصصة في الرياضة.
وفي سنة 1968م، تم تأسيس جمعية شمال أمريكا لعلم النفس الرياضى والنشاط NASPAPA.
وفي سنة 1969م، تم تأسيس الجمعية الكندية للتعلم النفسحركى وعلم النفس الرياضى CSPLSP.
وفي سنة 1970م، أشار كل من كرول Kroll، ولويس Lewis، إلى أنه نتيجة لإسهامات جرفث، فقد لقب بـ : أبو علم النفس الرياضى بأمريكا.
وفي سنة 1981م، أشار هنرى Henry، إلى وجود بعض المحاولات من علماء التربية البدنية والرياضة للنظر إلى علم النفس الرياضى كأحد العلوم الفرعية داخل مجال الرياضة والتدريب الرياضى؛ حيث إن النظام الأكاديمى للتربية البدنية يشتمل على دراسة جوانب معينة، مثل: علم النفس – علم وظائف الأعضاء – التشريح – الاجتماع، وليست فقط تطبيقًا لهذه العلوم على مواقف النشاط البدنى.
وفي سنة 1985م، تم تأسيس جمعية الارتقاء بعلم النفس الرياضى التطبيقى AAASP.
ويشير سميث Smith، إلى أن علم النفس الرياضى يعد وليد علم النفس العام، والدليل على ذلك اعتماد الجمعية الأمريكية لعلم النفس APA سنة 1986م لعلم النفس الرياضى، وامتد الاعتراف إلى أنحاء أوروبا والعالم بأسره.
وفي سنة 1986م، أشار جيل Gill، إلى أنه بالرغم من أن علم الرياضة والتدريب يعد مجالاً متعدد النظم العملية ويستمد المعرفة من أصول العلوم، فإن المجالات الفرعية، التى يتضمنها علم الرياضة – ومنها علم النفس الرياضى – تستند أيضًا إلى النظريات والمفاهيم والمقاييس فى مجالات التربية البدنية والرياضة.
تتصدر جمهورية مصر العربية مقدمة البلاد العربية التى اهتمت بمادة علم النفس الرياضى؛ حيث تم تدريس المادة في سنة 1951م في معهد التربية الرياضية بالهرم على يد محمد حامد الأفندى، والذى درس في إنجلترا.
 
وفي الستينيات من القرن العشرين، ظهر تأثير جيل الرواد، أمثال: سعد جلال – محمد حسن علاوى، في عدد من الكتب، مثل:
· علم النفس التربوى الرياضى … في سنة 1967م.
· علم النفس في التدريب الرياضى … في سنة 1969م.
 
وفي سنة 1975م، ظهر كتاب محمد حامد الأفندى: علم النفس الرياضى والأسس النفسية للتربية الرياضية.
وتعد سنة 1967م، البداية الحقيقية لعلم النفس الرياضى فى مصر، والمنطقة العربية، والتى أرسى قواعدها وأسسها
 
محمد حسن علاوى بعد عودته من ألمانيا، وقام بتدريس أول مقرر في مرحلة البكالوريوس .
 
ماهية علم النفس الرياضي :
عند النظر إلى علم النفس الرياضى كفرع من علم الرياضة والتدريب، فمن المحتمل بصورة كبيرة أن تتضمن بؤرة الدراسة محاولة وصف السلوك وتفسيره والتنبؤ به في المواقف الرياضية.
ويعد مفهوم علم نفس الحركة، وجهة نظر شاملة لدراسة السلوك في الرياضة؛ حيث يعرف مارتنز علم الحركة على أنه: دراسة الحركة الإنسانية، وخاصةً النشاط البدنى في كافة الأشكال والمجالات.
وانطلاقًا من هذا المفهوم الشامل، فعلم نفس الحركة – علم النفس الرياضى والتعلم والضبط الحركى -، يتضمن دراسة الجوانب النفسية للحركة البشرية، وتشمل الجوانب الأخرى:
· فسيولوجيا علم الحركة – فسيولوجيا التدريب.
· الميكانيكا الحيوية في علم الحركة – الميكانيكا الحيوية في الرياضة.
· علم الحركة الاجتماعى – علم الحركة الثقافى – علم الاجتماع الرياضى.
· الحركة والنمو – النمو الحركى.
ومن الصعوبة بمكان وضع تعريف دقيق لعلم النفس الرياضى؛ حيث تتعدد المنظورات وتتباين الأدوار بما يفرض اتجاهات متعددة في التعريف، فتصنفه فئة على أنه أحد فروع علم النفس العام، ويصنفه آخرون، بأنه أحد فروع الرياضة، وعلم التدريب الرياضى، بينما فئة ثالثة، تفرق بين علم النفس الرياضى الذى يولى اهتمامًا باللاعبين وخصائصهم وعلم نفس النشاط البدنى الذى يتضمن كافة المجالات المرتبطة بالحركة.
وفيما يلى نتناول بعض تعريفات علم النفس الرياضى، وهى:
يعرفه سنجر Singer: بأنه علم نفس تطبيقى يدرس ويطبق مبادئه على الألعاب ومواقف اللاعبين.
ويرى الدرمان Alderman، بأنه: أثر الرياضة نفسها على السلوك البشرى.
ويرى كوكس Cox، بأنه: فرع من الدراسة تطبق فيه مبادئ علم النفس على المواقف الرياضية.
ويشير جيل، إلى علم النفس الرياضى، على أنه: فرع من علم النفس وعلم التدريب يهدف إلى تقديم إجابة لتساؤلات عن السلوك البشرى في الرياضة.
ويعرف كراتى Craty علم النفس الرياضى، بأنه: فئة فرعية من علم النفس تركز اهتماماتها على اللاعبين والألعاب.
ويعرف عمرو بدران Amro Badran، علم النفس الرياضى، بأنه: هو ذلك العلم الذى يدرس سلوك وخبرة الإنسان تحت تأثير ممارسة التربية البدنية والرياضة، ومحاولة تقويمها للإفادة منها في مهاراته الحياتية.
ومما سبق نرى أن علم النفس الرياضى، هو: أحد فروع علم النفس، والذى يهتم بدراسة العوامل النفسية والاجتماعية والتربوية المؤثرة في السلوك الرياضى نحو تحقيق مستوى عالٍ من الأداء والإنجاز الرياضى الأفضل.
ولدراسة علم النفس في مجال التربية البدنية والرياضة أثر كبير في تفهم سلوك وخبرة الفرد تحت تأثير النشاط الرياضى، وقياس هذا السلوك وهذه الخبرة بقدر الإمكان، ومحاولة الإفادة من المعلومات والمعارف المكتسبة في الممارسة العملية لهذه الأنشطة.
والاستفادة أيضًا من خبرة العلماء السابقين وآرائهم، قد تعتبر مساهمة فعالة في مواصلة التوسع في دراسات علم النفس الرياضى.
أهداف علم النفس الرياضي :
يهدف علم النفس الرياضى إلى تحقيق جملة من الأهداف، هى:
– فهم السلوك الرياضى وتفسيره، ومعرفة أسباب حدوث السلوك الرياضى، والعوامل التى تؤثر فيه.
– التنبؤ بما سيكون عليه السلوك الرياضى، وذلك استنادً إلى معرفة العلاقات الموجودة بين الظواهر الرياضية ذات العلاقة بهذا المجال.
– ضبط السلوك الرياضى والتحكم فيه بتعديله وتوجيهه وتحسينه إلى ما هو مرغوب فيه، وغالبًا ما تكون الآراء حول كيفية ضبط وتوجيه الحياة، مثل: معرفة أفضل الطرق لتنشئة الأطفال رياضيًا – اكتساب الأصدقاء – التأثير على الآخرين – ضبط الغضب.
وتنصب الغاية من دراسة السلوك الرياضى في جملة أهداف، منها:
– الصحة النفسية:
يهتم علم النفس الرياضى بالصحة النفسية بجانب الصحة البدنية في وقت واحد، فالرياضى القلق والمتردد لا يمكن أن يحقق أى إنجاز رياضى مهما تدرب أو تلقى من المفاهيم والنظريات التدريبية.
وعليه يظهر هنا جليًا دور هذا العلم في تحديد هذه الأمراض النفسية، والتخلص منها قدر الإمكان عبر الاستخدام الأمثل لنظريات الصحة النفسية.
– تطوير السمات الشخصية:
تعد الرياضة بشكل عام فرصة ثمينة لتطوير وتعديل بعض السمات الشخصية عند الرياضى، مثل:
· الثقة بالنفس.
· التعاون.
· احترام القوانين.
– رفع المستوى الرياضى:
يسهم علم النفس الرياضى في زيادة مستوى الدافعية نحو تحقيق إنجاز أفضل وذلك من خلال مراعاة حاجات الرياضيين ورغباتهم والتذكير بالمكاسب المهمة والشهرة التى يمكن أن يحصلوا عليها عند تحقيق الإنجازات العالية.
– ثبات المستوى الرياضى:
كثيرًا ما يختلف مستوى اللاعب في التدريب عن مستواه في المباراة!.
وهنا يظهر دور الإعداد النفسى للرياضى من قبل الأخصائى النفسى التربوى الرياضى في البرنامج التدريبى للتخلص من الرهبة التى تصيب اللاعب أمام الجمهور، وخصوصًا في المباريات المصيرية.
– تكوين الميول والرغبات:
إن الدراسة التى يقدمها علم النفس الرياضى للميول والرغبات لمختلف الفئات العمرية للجنسين تساهم بشكل جدى في تنمية الاتجاهات وتطويرها نحو ممارسة الأنشطة الرياضية التى تخدم الإنسان والمجتمع على حدٍ سواء.
 
ومن خلال ما سبق، يتبين أن المهتمين بالسلوك الرياضى مازالوا يدرسون موضوعات مهمة في علم النفس الرياضى، مثل: الشخصية – الدافعية – الضغوط النفسية – الاحتراق النفسى – الاحتراف – العنف الرياضى – العدوان الرياضى – حركة الجماعة – أفكار ومشاعر الرياضيين … والعديد من الأبعاد الأخرى الناتجة عن الاشتراك في الرياضة والنشاط البدنى.