الجماعة
يعرِّف علماء الإجتماع الجماعات: بأنها كيانات تشمل اثنين أو أكثر من الأفراد المتفاعلين مع بعضهم البعض، والذين يجمع بينهم نمط ثابت من العلاقات، ويسعون لتحقيق أهداف مشتركة، ويعتبرون أنفسهم أعضاء بنفس الجماعة.
ألإنسان كائن اجتماعى بالفطرة يحب العيش فى جماعات مع أقرانه من البشرلا يستطيع أن يلبى جميع رغباته واحتياجاته بنفسه فهو فى حاجة مثلا إلى الشعور بالأمن والطمأنينة وإثبات ذاته وهــذا لا يكون إلا فى وسط جماعة يتفاعل أعضاؤها لكى يحقق كل منهم رغباته واحتياجاته .
وتمثل الجماعة البوتقة التى يتفاعل بداخلها الإنسان ، وطريقة العمل مع الجماعات بجانب كونها تساعده على تنمية قدرات اجتماعية فهى أيضا أسلوب يساعد الجماعة وأعضاؤها على تحقيق رغباتهم واحتياجاتهم وأهدافهم .
ماهـية الجماعـة :
يذكر حامد زهرا نقلا عن فينسيك إن كل من يتعامل مع جماعة سواء كان والدا أو مدربا أو قائدا أو رجل إعلام أو رجل علاقات عامة أو رجل أعمال أو أخصائيا اجتماعيا 00 الخ يتحتم عليه لكى ينجح فى عمله ، وفى أداء مهمته أن يتعرف على ماهية هذه الجماعة وأهميتها وخصائصها وبنائها وتماسكها وأهدافها وديناميتها والتفاعل الاجتماعي داخلها ، وبينها وبين الجماعات الأخرى . ومن منا لا يتعامل مع جماعة ؟! ويحاول علم النفس الاجتماعي دراسة الجماعة ابتداء من شخصين إلى أمة بأسرها ، كما يحاول دراسة الجماعة كتنظيم إجتماعى .
ويذكر " حلمي المليجى" (1984) أن وجود حقائق موضوعية مشتركة كالمكان الجغرافى كما الجوار أو مكان العمل أو الدراسة .أو التماثل فى اللون أو السن أو الطبقة الاجتماعية،لا يكفى لكى نطلق على عدد من الناس اسم "جماعة " .إن وجود "الجماعة السوسيولوجية" ، أى وحدتها ، يتوقف على وجود أهداف إنشائية مشتركة يتبعها الأفراد المكونون للجماعة ، كأن يكون لدى الأعضاء قدر كبير من التماثل العقلي كالأفكار وطرق التفكيروالاشتراك في مجموعة من القيم والمعتقدات والمعايير الاجتماعية وبالاختصار وجود شعور عام بالانتماء إلى الجماعة.
وتشير "عزة محمد حمدى " (1986) إلى أن تحديد المكانة الاجتماعية داخل أى جماعة عن طريق انتظام أعضائها فى أدوار متدرجة حيث يقوم كل عضـو بدور معين للوصول إلى هدف الجماعة.وهذا التدرج فى الوظائف الجماعية ينظم علاقات التفاعل بين الأعضاء فيؤدى إلى تماسك الجماعة.
ويرى " محمد علاوى " (1998) أن هناك اختلافآ كبيرآ بين الباحثين على تحديد معنى وماهية الجماعة . فهناك من يطلق مصطلح "الجماعة Group " على شخصين أو أكثر على أساس القرب المكانى بين الأفراد ، بينما يرى البعض الآخر تعريف الجماعة يقتضى الانتماء إلى هيئـة أو منظمة رسمية معترف بها كالفرد فى الأسرة ، أوالموظف فى هيئة أو مؤسسة . وقد يطلق البعض مصطلح الجماعـة على أفراد لا يشترط أن يكونوا متقاربين فى المكان ، ولا يشترط أن يعرف بعضهم بعضا ، أو على مجموعة من الأفراد لمجرد تواجدهم فى مكان واحد بسبب عارض كاجتماع المارة فى الطريق لمشاهدة حادث معين أو لاجتماع مجموعة من الأفراد لحضور ندوة أو محاضرة مثلا .
وهناك اعتقاد سائد أن الجماعة هى وحدة بناء المجتمع بالإضافة إلى أنها تعتبر أصغر وحدة مجتمعية تقوم بمختلف الوظائف والعمليات الاجتماعية التى تسهم فى حفظ البناء الكلى للمجتمع . وفى خلال الثلاثين عاما الماضية تقدمت وسائل البحث وظهرت الحركة العلمية الواسعة النطاق فى مجال علوم الإنسان والمجتمع ، وكان الاهتمام واضحا بدراسة الجماعات الصغيرة . وقد ظهرت مفاهيم عديدة للجماعة .
ويرى مصطفى باهى وآخرون نقلا " دون مارنتدال " أن مفهوم " جماعة " يشير إلى أى عـدد من الأشخاص كبيرآ أو صغيرآ تتكون بينهم علاقات تتكشف من خلال التفكير المشترك" ، فالأســرة جماعة ، والفريق الرياضى جماعة ، والنقابة الرياضية جماعة وتضيف إخلاص عبد الحفيظ ، مصطفى باهى (2001) تعريفا آخر للجماعة بأنها عبارة عن نسق اجتماعى يتكون من مجموعة من الأفـراد بينهم تفاعل اجتماعى متبادل وعلاقة صريحة ، ويتحدد فيها للأفراد أدوارهم الاجتماعية ومكانتهم الاجتماعية ، ولهذه الجماعة مجموعة من المعايير والقيم الخاصـة بها والتى تحـدد سـلوك أفرادها .
كما عرف حامد زهران (2000) الجماعة على أنها وحدة اجتماعية تتكون من فردين أو أكثر بينهم تفاعل متبادل وعلاقة صريحة ولكل فرد دوره الاجتماعى ومكانته فيها وتتميز بوجود مجموعة من المعايير والقيم الخاصة بها والتى تحدد سلوك الأفراد لتحقيق هدف مشترك بصورة تشبع بعض حاجات كل منهم.
ويعرف " جيب " GIBB الجماعة بأنها "تشير إلى كائنين أو أكثر فى تفاعل لتحقيق هدف مشترك وبصورة يكون فيها الأفراد مشبعا لبعض حاجات كل منهم".
أن الجماعات تتميز بالخصائص الآتية:
- ضرورة وجود عدد من الأعضاء لا يقل عن اثنين.
- ضرورة وجود تفاعل، وإتصال مستمر بين أعضاء الجماعة، وأيضًا اعتماد تأثير متبادل فيما بينهم، وهذا يعني أن مجرد تجمع عدد من الأفراد في مكان واحد لا يشكل بالضرورة جماعة فيما بينهم، بل لابد من وجود تفاعل، ولذلك فأفراد الأسرة يكونون جماعة فالأب والأم والأبناء والبنات تنشأ فيما بينهم علاقات متصلة، وتأثير متبادل، فالإرتباط المادي والمعنوي متوافر فيما بينهم.
- لها تركيب أو بناء مستقر، ويقصد بذلك استمرارية العلاقات والتفاعل الإجتماعي بين أعضاء الجماعة لفترة طويلة نسبيًا، ومفهوم الجماعة في هذه الحالة يختلف عن التجمعات الطارئة، مثال ذلك التجمع لمشاهدة حادث معين في الشارع، أو التجمع في سيارة نقل عام أثناء ركوب السيارة.
- بينهم أهدف مشتركة.
- وأخيرًا فإن أعضاء الجماعة، يجب أن ينظروا إلى بعضهم البعض على أنهم يشكلون جماعة واحدة، فالجماعات تتألف من أفراد يعتبرون أنفسهم أعضاء في نفس الجماعة، ولديهم القدرة على التمييز بينهم وبين من هم ليسوا أعضاء بجماعتهم.
مراحل بنيان الجماعة الرياضية :
يشير (كارونCarron, 1989 وانشل (1994 الى ان عملية تشكيل او بنيان الجماعة الرياضية يمكن ان تمر فى رابعة مراحل متدرجة , وهى :
( 1 ) مرحلة بداية التشكيل او التكوين Forming .
2 ) ) مرحلة المقاومة أو الاعتراض Stroming .
3 ) ) مرحلة تحديد المعايير Norming .
(4 ) مرحلة الاداء او الانجاز performing .
جماعة الفريق الرياضى
معظم الآراء والمدارس لم تتطرق الى الجماعات الرياضية ، بل ركزت الاهتمام على الجماعات الاجتماعية فقط ، وندرت الكتابات عنها وخاصة فيما قبل العقد السادس من القرن الماضى .لذلك فان دراسة الجماعات الرياضية من وجهة نظر علم الاجتماع الرياضى قد يكون له التأثير الواضح فى السنوات القادمة وخاصة بعد التقدم المذهل فى الحقل الرياضى وانتشار الأندية الصغيرة والكبيرة فى معظم دول العالم ويذكر " خير الدين عويس وعصام الهلالى " (1997) أن الجماعات الرياضية هى الجماعات الصغيرة التربوية التى تتكون اختياريا فى النادى أو المدرسة أو المؤسسة وتسمى فريقا ، بهدف ممارسة ألوان من الأنشطة الريـاضية المرغوبة والتى تخضع فى ممارستها الى اللوائح وقوانين خاصة بكل نشاط رياضى وجماعة الفريق بهذا التصور هى الجماعة الاجتماعية التى تتكون من اكثر فردين وتعمل على إشباع الحاجات السيكولوجية لأعضائها مثل الشعور بالانتماء ، والتمايز ،كما أنها تشبع حاجاتهم البدنية وتتميز جماعة الفريق الرياضى بدوام العلاقات الصريحة وجها لوجه بين أعضائها والإحساس بقيمة العمـل من أجل الجماعة ، ومن الملاحظ أن العلاقة طردية بين حجم الفريق وتماسكه ، قد يعنى هذا أن الفرق صغيرة العدد مثل كرة السلة تتميز بزيادة التماسك والتفاعل داخلها عكس الفـرق الكبيرة بالإضافة إلى ذلك فان جماعة الفريق بإشباعها الحاجات النفسية والبدنية للأفراد تزيد من ولائهم لها وتصبح جماعتهم المرجعية التى يعدلون من سلوكهم ومعتقداتهم لتتوافق معها ويحاولون دائما التوحد معها مما سبق يمكن القول أن جماعة الفريق تعتبر نوعا راقيا من الجماعات الإنسانية ذات التأثير السيكولوجى القوى والمباشر على الأفـراد ، فهى جمــاعات أولية صغيرة شبه رسمية تتميز بالدوام النسبى ، وهى بذلك جماعة تربوية ومرجعيــة للأعضاء المنتمين إليها.
بناء الجماعة الرياضية :
ليست أعمال الفريق وليدة الصدفة أو الطفرة بل تحتاج إلى تنظيم ورعاية من القيادة الحكيمة والإدارة الفعالة ، لذا يعتقد أن الجماعة هى وحدة بناء المجتمع ، بالإضافة إلى أنها أصغر وحدة تقوم بمختلف الوظائف والعمليات الاجتماعية التى تسهم فى حفظ البناء الكلى للمجتمع .
ينحصر اهتمام علماء الاجتماع بدراسة الجماعات الاجتماعية فى كونها نسقا اجتماعيا Social System بمعنى أن بناءها يتكون من أجزاء لا تفقده وحدته وأن العمليات الاجتماعية التى تحدث فيها تحدد موضعها من المجتمع ككل ، ومدى الوضع الاجتماعى الذى تشغله فى بناء المجتمع وهيكله .وبهذا نمت دراسة الجماعات الصغيرة فى ميدان علم الاجتماع بالإضافة إلى دراسة المجتمع المحلى باعتباره جماعة اجتماعية ذات بناء هو مجموع بناءات الجماعات الفرعية المكونة له ، ويقوم بوظائف متنوعة هى مجموعة الوظائف التى تؤديها الجماعات الفرعية داخله
وبهذا نمت دراسة الجماعات الاجتماعية فى علم الاجتماع حتى أصبحت فى الوقـت الراهن لاتمثل أحد الموضوعات الرئيسية فيه فقط ، وإنما تميزت باختيار موضوعات فرعية مثل التفـاعل الاجتماعى فى العـلاقات الاجتماعية وصراع الجمـاعة والتجانـس الاجتماعى .
ويضيف كل من " إخلاص عبد الحفيظ ،مصطفى باهى " (2001) أن لكل جماعـة من الجماعات نظام خاص بها ، ويعتمد نظام الجماعة إلى حد كبير على تفاعلات أعضائها ، وكيف يلاحظون بعضهم البعض ، وما الذى يتوقعونه من أنفسهم ومن بعضهم البعض .ولكى تصبح جماعة من اللاعبين فريقا فعالا فان ذلك يتطلب وضع سمات تنظيمية معينة ومن أهمها :
- أدوار الجماعة
- معايير الجماعة
ويقوم بناء الجماعة لضمان الكفاءة الموضوعية للجماعة (أى درجة نجاحها فى تحقيق أهدافها الجماعية) ولضمان الكفاءة الذاتية (أى درجة نجاحها فى إرضاء أفرادها ) . وهناك نظرتان إلى بناء الجماعة :أولهما تنظر إلى الجماعة ككل ، وتبحث عن أنماط السلوك المرتبطة بوجودها ، وتبعد عن النظر إلى مفاهيم الشخصية الفردية ، وتركز على الجماعة كتنظيم له خصائصه التى تختلف عن خصائص الأفراد الذين تضمهم ، ويهتم أنصارها بمفاهيم مثل الأدوار الاجتماعية والتفاعل الاجتماعى ..الخ ، ومن أنصار هذه النظرة ويليان مكدوجال Mc Dougall (1908) وكيرت ليفين Levin (1974) . وثانيهما تفضل النظر إلى الجماعة ككيان اجتماعى يستجيب له الفرد ، ولا يرجع أنصارها إلى الجماعة خصائص فيما عدا تلك التى تستنج من خصائص الأعضاء الذين يكونون هذه الجماعة ، ويهتمون بمفاهيم مثل الإدراك والانفعالات والآراء ، كما يشـير كل من " أحمد فوزى ، طارق بدر الدين " (2000)إلى بناء الفريق بأن كل من ماك دافيد وهارارى Mc David &Harari قد عرفا الجماعة بأنها نسق منظم من فردين أو أكثر يرتبط كل منهما بالآخر من أجل هدف معين ، وهذا النسق يوفر لأعضائه مجموعة من علاقات الأدوار ومجموعة من المعايير التى تنظم وظيفة الجماعة ، ووظيفة كل عضو من أعضائها ، ويتفق هذا التعريف مع العديد من التعريفات التى يتضمن محتواها أن الجماعة وحدة من مجموعة الأفراد الذين يخضعون لمجموعة من المعايير ، وهذه المعايير هى التى تنظم سلوكهم الفردى فى الأمور ذات التأثير على الجماعة .
ومن خلال ما سبق نجد أن الجماعة تناولت الأدوار والمعايير كمحكات للتعرف على بناءها ، بالرغم من وجود عناصر بنائية أخرى للجماعة كعلاقات القوة فيها بين أفرادها ومراكزهم فى الجماعة ، وكذلك العلاقات الوجدانية ، وعلاقات التفاعل ، وعلاقات الجذب والتنافر بين أفرادها .كما يذكر " محمد علاوى " (1998) أنه فى حالة تجميع بعض اللاعبين معا لكي يصبحوا فريقا رياضيا فى نشاط رياضى معين ، فعندئذ يشار إلى هذه العملية بأنها محاولة تشكيل أو بنيان "فريق رياضى Sport team structure " وهذا التشكيل أو البنيان من الأهمية بمكان إذا كان لهؤلاء اللاعبين الرغبة فى أن يصبحوا فريقا رياضيا متماسكا له فاعلية وإنتاجية جيدة .وقد أشار كل من ديفيد فرانس Francis ، ودونالد يونج Young (1992) إلى أن الفريق الرياضى ليس عبارة عن مجموعة من اللاعبين يرتدون رداء موحدا ، بل إنه أبعد من ذلك ، فالفريق الرياضى هو مجموعة نشطة من الأفراد الذين التزموا بإنجاز أهداف معينة والذين يعملون معا بصورة متفاعلة ويستمتعون بذلك ويقدمون نتائج مرتفعة القيمة .
انواع الجماعة :
1- الجماعات الرسمية
2- الجماعات الغير رسمية
جماعات رسمية | جماعات غير رسمية |
- يتم تأسيسها وتصميمها بشكل معتمد من قبل المنظمة؛ لتوجيه أعضائها نحو هدف تنظيمي هام.
- العضوية فيها إجبارية.
- وتنقسم الجماعات الرسمية إلى:
- جماعات الأوامر (الرئاسة):
- تتبع التسلسل الرئاسي.
- تظهر على الخريطة التنظيمية، مثل الأقسام، والإدارات.
- تتميز بالدوام النسبي.
- جماعات المهام:
- تصمم بغرض تحقيق مهمة محددة.
- تضم أعضاء من مواقع تنظيمية مختلفة.
- قد تكون مؤقتة، مثل اللجان، والمجالس.
|
- تنشأ وتنمو بشكل طبيعي وعفوي.
- عضوية اختيارية دون أي توجيه من إدارة المنظمة.
وتنقسم الجماعات الغير رسمية إلى: جماعات المصالح: تجمعهم مصلحة مشتركة، مثل النقابات، الإتحادات، الجمعيات، النوادي. جماعات الصداقة: تجمعهم مصلحة مشتركة معنوية، أفراد ينجذبون (جاذبية مشتركة) لبعضهم البعض، مثل العصبة، والشلة. |
تماسك الجماعة الرياضية
يقصد بالتماسك فى أى فريق رياضى مجموعة العلاقات المتبادلة بين أعضائه داخل الملعب وخارجه . حيث أن سلوك كل فرد منهم يتوقف على سلوك الآخرين ، وهذا التفاعل يتم على الجانب الحركى والاجتماعـى عن طريق الإدراك والاستجابة المؤسسة على هذا الإدراك ولأن اللاعب فى الفريق هـو عضو فى مجموعة وهو بحكم تكوينه العصبى والبدنى مستعد وقـادر على متابعة سلوك زملائه فى الفريق ويستطيع أن يربط بين هذه المتابعة للسلوك وردود أفعاله .ويمكن القول بأن التماسك قد تحقق بين اللاعب وباقى أفراد الفريق عندما يبدأ فى استخدام تكوينه البدنى والنفسى فى ملاحظة زملائه وحدوث اسـتجابة بينهم نتيجة الملاحظة واستجابة الزملاء له وللتماسك شقان (حركى – اجتماعى ) ويمكن عن طريق (التفاعل) التعرف على قوة بناء الفريق ، لأن الدور والمكانة لكل لاعب يتحددان فى ضوء العلاقات المتبادلة سواء كانت حركية أواجتماعية، كما أن الظواهرالمختلفة من تعاون وتنافس وتآلف وسيطرة وخضوع وتحالف تظهر أيضا فى ضوء التفاعل الذى يحدث بين أفراد الفريق .وجميع هذه الظواهر هى دليل على النظام الاجتماعى داخل الفريق ولابد أن يكون المدرب أو الإدارى على دراية بهذا النظام حتى يتم توظيف قواعده مع الفريق كما أن التماسك الحركى هو الأساس المحرك للفريق وعن طريقه يكون الاتصال بين اللاعبين بواسطة أداة اللعب (الكرة مثلا) أو التحركات . كما أن التفاعل والاتصال بين اللاعبين يأتى من خلال حركة الفريق حيث أن ارتفاع مستوى التفاعل فى الفريق يؤدى إلى ارتفاع المسئولية الجماعية ، كما أن إنجاز الفريق هو محصلة لاتصال وتفاعل أعضائه.
مفهوم التماسك
تندرج دراسة الجماعات تحت اسم ديناميكيات الجماعة – وهو مصطلح قدمه "كيرت لوين " ( 1935 ) ليمثل عمليتين رئيسيتين تحدثان داخل الجامعة وإحدى هذه العلميات – وهى التماسك – تهتم بتطوير والمحافظة على الجماعة والثانى وهى التحرك – وهى نشاط تسعى من خلاله الجماعة لتحقيق الأهداف وأشار " كاتل " ( 1948 ) إلى أن وظائف هاتين العمليتين الرئيسيتين تعتبر جوهرية ( أي دون المحافظة على الجماعة لا يمكن أن يكون هناك تحرك للجماعة ) ويمكن جوهر التماسك فى تعريفها ، حيث يفترض " كارون " ( 1982 ) أن التماسك عملية ديناميكية كانت تنعكس فى ميل الجماعة إلى الالتصاق معا والبقاء متحدين لتحقيق أهدافها وأغراضها . فالتماسك يساهم بصورة مباشرة فى المحافظة على الجماعة ، وبالتالى بصورة غير مباشرة فى تحرك الجماعة . وحيث نضع فى الإعتبار أهمية هذه الوظائف فليس من المثير للدهشة أن بعض العلماء الاجتماعيين " جولمبى ويسكى " ( 1962 ) " لوت لوت "( 1965 ) اعتبروا التماسك أكثر متغيرات الجماعة الصغيرة أهمية وبالتالى تعتبر الدراسات التى تتناول أحداث ونتائج التماسك سائدة فى مجال المقالات الخاصة بديناميكيات الجماعة ،
ويشير سعد جلال ( 1992 ) إلى أن التماسك يتوقف على وجود شئ مشترك بين الأعضاء . إذ أن الاختلافات تولد فقدان الأمن وعدم وحدة الهدف ، ومن الملاحظ أن الأفراد ذوى الخبرات المشتركة يكونون أكثر ترابطاً ، كما أن أولئك الذين يشتركون فى معايير وقيم واحدة يكونون أكثر ترابطاً إذ تحكم هذه المعايير وهذه القيم سلوك الأفراد وتحدد قواعد الثواب والعقاب التى تضعها الجماعة ، فالجماعة المتماسكة هى الجماعة التى ترتفع فيها الروح المعنوية وهى الجماعة التى تكون جابيتها إيجابية للأعضاء وهى الجماعة التى تكون لها فاعلية ، والواقع أن الفاعلية والجاذبية والتماسك كلها عناصر متداخلة تتخللها الروح المعنوية .
وفى هذا الصدد يرى فاروق السيد غازى ( 1983 ) نقلاً عن " لويس مليكة " ( 1959 ) أن موضوع تماسك الجماعة أصبح من الميادين الهامة والتى جذبت الكثير من أنظار الباحثين وخاصة فى مجال علم الاجتماع ، وبين مجالاً خصياً لدراسة التفاعل الديناميكى بين أعضاء الجماعة ففى حياتنا اليومية وفى كافة المجالات نجد أن هناك اختلافات واضحة بين الجماعات المختلفة من حيث انتظام أفرادها فى أوجه نشاطها وتمسكها بعضويتها لها والدفاع والتضحية من أجل الجماعة والبقاء فى عضويتها ، كما نلاحظ أيضاً هذا الاختلاف فى شعور الأفراد بالرضا فى اجتماعهم وفى سهولة تفاهمهم ووصولهم إلى قرار بصورة اجتماعية فقد قام " فستنجر وأخرون " Festinger & et,el ( 1950 ) بتعريف التماسك على أنه المجال الكامل للقوى التى تساعد الأفراد لكى يظلوا فى الجماعة ، ولقد أوضحنا أن هناك قوتان هامتان تؤثران على الأعضاء لكى يظلوا فى الجماعة وهما : الانجذاب إلى الجماعة وسائل الضبط، حيث يشير النوع الأول من القوى إلى رغبة الفرد فى التفاعلات الشخصية مع الأعضاء الآخرين والمشاركة فى أنشطة الجماعة ، بينما يشير النوع الثانى من القوى وهو " وسائل الضبط " فهو يشير إلى المزايا التى يمكن للعضو أن يحصل عليها لكونه مرتبطاُ بالجماعة كذلك قام كلاً من " كارتراين وذاندر " Cartrunight & Zander ( 1953 ) بتعريف التماسك على أنه مفهوم يشير إلى جاذبية الجماعة لأعضائها وفى الفترة ما بين عامى ( 1950 ، 1970 ) ظهر العديد من التعريفات الأخرى لتماسك الجماعة ، وتشير هذه التعريفات إلى أن تماسك الجماعة يتكون من بعدين أساسين هما: ( تماسك المهمة والتماسك الاجتماعى ) ، حيث يعكس " تماسك المهمة " المدى الذى يعمل من خلاله أعضاء الجماعة معاً لتحقيق الأهداف العامة أو على الجانب الأخر ، فإن " التماسك الاجتماعى " يعكس الدرجة التى يحب أعضاء الفريق بعضهم البعض واستمتاعهم بصحبة بعضهم البعض فى عام ( 1982 ) قدم " كارون " Carron تعريفاً للتماسك ، حيث وضح أن التماسك هو عملية ديناميكية تظهر بشكل واضح فى الجماعات التى تميل إلى البقاء متحدة فى متابعة الأهداف والأغراض ، وبالنظر إلى هذا التعريف نجده يتضمن نقطتان أساسيتان هما : العملية الديناميكية ، والاتحاد ومتابعة الأهداف والأغراض وتذكر إخلاص عبد الحفيظ ( 2001 ) أنه قد تعددت معانى تماسك الجماعة فنجد أن هذا المفهوم يتضمن شعور الأفراد بانتمائهم إلى الجماعة والولاء لها والتمسك بمعاييرها وعضويتها، وتحدثهم عنها بدلاً من تحدثهم عن أنفسهم ، وعملهم معاً فى سبيل تحقيق هدف مشترك، واستعدادهم لتحمل المسئولية والدفاع عن الجماعة ، كما يتضمن تماسك الجماعة أيضاً والروح المعنوية والعمل بروح الفريق والاندماج فى العمل وجاذبية الجماعة. لكى يحقق أفراد الجماعة هدفهم المشترك يجب التصدى أولاً لمشكلتين : المشكلة الأولى تتضمن ضرورة التفاعل الاجتماعى الناجح فيما بينهم ، والثانية ضرورة قيامهم بنجاح بالنشاط الذى يؤدى إلى بلوغ الهدف . فلبد من تحقيق التفاعل الاجتماعى أولاً قبل التصدى لتحقيق الهدف ، ولهذا يرى بعض العلماء أنه قبل التصدى لعملية جديدة على المجموعة أدائها أن تكون هناك فترة تمهيدية للتعرف على المشكلة وتبادل الأعضاء لوجهات النظر لتخطيط سبل التفاعل والعلاقات المتبادلة بينهم والتحول التدريجى إلى التنفيذ ، ولابد من تهيئة الظروف المناسبة كتمهيد للأداء فإذا كانت العملية ( المباراة أو المنافسة ) تتطلب درجة عالية من التنسيق والتعاون فإن إتمامها بفاعلية لن يتم قبل تحقيق التفاعل بفاعلية ، وأما إذا كان أداء العملية لن يتطلب إلا قليلاً من التفاعل بين الأفراد أو لا يتطلب تفاعلاً فإن العلماء يتشككون فى وجود ما يسمى بالجماعة أو روح الجماعة . وتتحول العملية إلى عملية يقوم بها أفراد متفرقون لا تربط بينهم روابط الجماعة فإذا تم التوصل إلى تحقيق التفاعل المناسب بين الأعضاء ، والطرق الموصلة إلى الهدف بنجاح تحققت الفعالية بشرط أن يكون الهدف المطلوب وليس غيره . إذ أن الفاعلية لن تقاس إلا بالإنتاجية . وتتفق الإنتاجية مع الهدف المقصود ويعتبر موضوع التماسك هو المحدد الذى تدور حوله معظم الإجراءات مع الفرق الرياضية خاصة تلك الفرق الناجحة ، فالمدربون الناجحون يؤمنون بأن تماسك الفريق هو العامل الحاسم في نتائجه ،
أشار السيكولوجيون و السسيولوجيون أن الفرق عالية التماسك تؤدى أداءات أفضل عن الفرق منخفضة التماسك وذلك من خلال إشاراتهم التالية:
1- أن الفرق عالية التماسك لا تنفق الكثير من وقتها وجهدها لتدعيم الفريق ، حيث أنها لديها الكثير من الطاقة التى تكرسها لأداء العمل أكثر من الفرق منخفضة التماسك
2- أن زيادة معدل الاتصال والتفاعل داخل الفرق المتماسكة يمكنها من تنسيق مواردها ونشاطها بصورة أفضل من الفرق غير المتماسكة وهكذا يتحسن الأداء فى الفرق المتماسكة
3- والفرق المتفاعلة تمتلك إدارة التفاعل ، ومن ثم تكون مواردها من السهل الحصول عليها وتوظيفها بدرجة لا تتمتع بها الفرق الأقل تماسكاً
4- الأعضاء اللذين يطلق عليهم أنهم متماسكون يعملون بجهد لإنجاز أهداف الفريق عن أهدافهم الشخصية
5- أن الفرق الرياضية التى تسجل درجات عالية من مطلب التماسك لديها نسبة مئوية أعلى من إحراز النصر .
أن مرت الأيام ولم تروني
فهذه مواضيعي فتذكروني
وأن غبت يوما ولم تجدوني
ففي قلبي حبكم فلاتنسوني
وأن طال غيابي عنكـــــــم
دون عودة فأكون وقتهـــا
بحاجة للدعاء فأدعو لي