ماهية التدريب الرياضي الحديث
مفهومه وأهدافه :
التدريب الرياضي الحديث " عمليـة تربويـة مخططة مبنية على أسس علمية سليمةتعمل على وصول اللاعب إلى الأداء المثالي خلال المباريات والمنافسات .
ولشرح ذلك نقول من حيث :
- أنها عملية بمعنى أنها تعتمد أساساً على مجموعات مختلفــة من التمرينات الهادفــة ، وأن مجال التدريب الرياضي الحقيقي هو الملاعب وليس الورقةوالقلم ، وهذا يعتبر الشطر الأول من التدريب الرياضي .
- أما الشطر الثاني من عملية التدريب فهي الناحية التربوية وهي هامة جداً ، لقد كان التدريب منذ حوالي 25 سنة يعتمد فقط على الأداء البدني ولا يهتم بالناحية التربوية ، أما الآن فيهتم المدربون اهتماماً كبيراً بتنمية الصفات الإرادية للاعبين لما لها من أثر واضح على الأداء الرياضي .
ويمكن أن نلخص أهداف الناحية التربوية في النقاط التالية :
- اتباع الأسلوب العلمي التربوي السليم في تقديم المعلومات للاعب بحيث يستطيع أن يستوعب المعلومات ويهضمها خلال التدريب العملي .
- أن يعتني المدرب بتنميةالصفات الإرادية للاعب فالكفاح والعزيمة والمثابرة والعمل على النصر وعدم اليأس والشجاعة والإقدام ... الخ تلعب دوراً هاماً في نتائج المباريات ، بل لقد أثبت العلماء أن 60 % من نتائج المباريات تتوقف على ارتفاع وثبات الصفات الإراديةللاعبين .
- أن يعتني المدرب بأن يتصف اللاعبون بالخلق الحميد داخل الملعب وخارجه وكم أضاع لاعبون فرصة النصر لفريقهم بسوء خلقهم أثناء المباريات وبالعكس فكم كسب لاعبون النصر الأدبي وحب الجماهير والإداريين نتيجة تصرفاتهم الخلقية الكريمة ،وأقرب مثل لذلك لاعبنا الدولي الكبير محمد رشوان وتصرفه أمام لاعب اليابان في الألعاب الأوليمبية بلوس انجلوس عام 1984م .
- أن يهتم المدرب اهتماماًكبيراً بالحالة النفسية ويعمل على حل مشاكله من جميع الوجوه حتى يمكن أن يكون مستريحاً نفسياً .
- نأتي الآن لنقطة هامة تميز التدريب الرياضي الحديث عن التدريب الرياضي في الماضي وهو أنها حالياً تضع الاتحادات أهدافا لها بعيدة تعمل للوصول غليها وأهدافاً قريبة تعمل لتحقيقها ، ومن هنا اهتمت الدول المتقدمة بإعدادالخطط والبرنامج وظهرت أنواع من الخطط والبرامج وهي :
أما في الماضي فلم يكن هناك تخطيطاً علمياً للاتحادات الرياضية – وارتباطاً بتخطيط التدريب الخـاص بالاتحادات أصبح من واجب المدرب أن يحقق أهداف خطط الاتحاد التدريبية وأن يضع أيضاً لنفسه الخطط التدريبية والبرامج التي تحقق له أهدافه كي يفوز لاعبوه بالبطولات .
والخطط التدريبية الحديثة تجعل المدرب يحدد بالضبط وبدقة مقدار الدقائق التي تخص كل صفة بدنية وكل مهارة وكل خطة لعب خلال خطة التدريب سواء كانت سنوية أوفترية أو يومية ومن خلال هذا التحديد يستطيع المدرب أن يطمئن إلى وصول لاعبيه إلى الأداء الأمثل المطلوب .
ولأن عملية التدريب الحديث مبنية على أسس علميةسـليمة أصبح الفارق بين التدريب القديم والتدريب الحديث ، هو أن التدريب العلميالحديـث اعتمد على العلوم الطبيعية والإنسانية كفسيولوجيا الرياضة والبيولوجياوالتشريح الوظيفي والكيمياء الحيوية والصحة والقوام والميكانيكا الحيويةوالاختبارات والمقاييس وعلم النفس والتربية … الخ .
وأصبحت هذه العلوم و الأبحاث التي أجريت فيها في المجال الرياضي هي القاعدة النظرية التي ينطلق منها المدرب الفارس في التطبيق العلمي الميداني ولم يصبح التدريب مبنياً على خبرةاللاعبين القدامى كما ذكرنا .
بل أن الميدان الرياضي وجد فيه مدربون لميمارسوا رياضة ما أو كان مستواهم الرياضي فيها متوسطاً ولكنهم أصبحوا من أكبر وأشهرمدربي العالم في هذه الأنشطة ، وكان ذلك بفضل دراستهم وإلمامهم بالعلوم التي ترتبط برفع مستوى أداء اللاعبين وإن كان في الواقع يفضل اللاعب الذي وصل إلى مستوى جيد في علبته ودرس العلوم التي تتعلق بالتدريب الرياضي الحديث بما فيه الكفاية لعمله كمدرب .
من المؤكد أن هدف عملية التدريب الأساسي هو أن يحقق الفريق أو اللاعبون أرقاماً قياسية شـخصية أو على مستوى الدولة أو العالم أو بطولة ما ، ومن المؤكدأيضاً أن هذا اللاعب أو الفريق لن يستطيع أن يحقق هذا الهدـف أو الإنجاز المطلوب إلا إذا كان في حالة بدنية ومهارية وخططية ونفسية مثالية ومن هنا نستطيع أن نقول أنهـذا اللاعب حالته التدريبية مثالية وهو ما يسمى بالفورمة الرياضية ، والفورمة الرياضية هي حالة الأداء المثالي للاعب وهي في الحقيقة الهدف من التدريب والحالةالتدريبية للاعب تستمر فترة زمنية معينة ، فإذا كانت هذه الحالة مثالية تمكنه خلالها تحقيق الأرقام المطلوبة في المنافسات أو الفوز في المباريات .
مجالات التدريب الرياضي
لا يقتصر التدريب الرياضي على المستويات الرياضية العالية " قطاع البطولة " فقط ، سواء مجال الناشئين أو المستقدمين بل يتعدى إلى قطاعات أخرىكثيرة في المجتمع هي في أشد الحاجة إلى التدريب الرياضي نتيجة كونه عملية تربويةلإعداد اللاعبين بدنيـاً ومهارياً ونفسياً وخلقياً إلى المستوى العالي فالأعلى وعلىذلك يمكن حصر تلك المجالات فيما يلي :
المجال الأول : مجال الرياضة المدرسية
يلعب التدريب الرياضي دوراً ليس فقط بالنسبة للرياضة المدرسية ، بليتعدى ذلك إلى ما قبل المدرسة في " رياض الأطفال " وبذلك يعتبر قاعدة للرياضةالجامعية حيث أن التدريب الرياضي عملية ملازمة لمراحل التعلم الحركي ، وبذلك فه يعملية في حد ذاتها عملية تربوية مستمرة بلا حدود ، باستمرار الإنسان وكينونته ،وبذلك يعتبر مجال الرياضة المدرسية مجالا خصباً وذا تأثير إيجابي على تنميةالقـدرات البدنية الأساسية كالقوة العضلية والسرعة والتحمل والرشاقة والمرونة كصفاتبدنية وفسيولوجية وحركية أساسية يتوجب تنميتها في مجال الدرس لأمرين أساسيين وهامين :
- أولهما : تحسين النواحي الوظيفية للتلاميذ .
- والثاني : المساعدة فيتعلم المهارات الرياضية .
فبالنسبة لتحسين النواحي الوظيفية ينمى عند التلاميذالقدرات الهوائية واللاهوائية وما لذلك من تأثيرات وظيفية إيجابية هامة كزيادة نسبةاستهلاك الأكسجين ، هبوط نسبي في معدل النبض عند الراحة … الخ تلك الخصائص الوظيفيةالهامة والتي تعمل على تحسين الصحة العامة للتلاميذ ، وبالنسبة للأهمية تنميةالقدرات البدنية الخاصة عند تعلم المهارات الرياضية ، يلعب ذلك دوراً إيجابياً في سرعة تعلم التلاميذ للمهارات الرياضية بصفة خاصة ، حيث يرتبط تعلم تلك المهارات بنمو القدرات البدنية الخاصة بالمهارة ، فعلى سبيل المثال عند تعليم مهارات الوثب لاجدوى من التعلم ما لم تنمى عند التلاميذ القوة المميزة بالسرعة والقدرةالانفجارية للعضلات العاملة في الوثب ، وكذلك لاعبو الرمي والتنس الأرضي وجميع الألعاب والفعاليات الأخرى وهذا ليس فقط على المستوى المدرسي بل على جميع المستوياتالرياضية ، وهنا يطرح التساؤل دائماً … هل درس التربية البدنية درس هدفه التعليم أم التدريب ؟ وللإجابة على هذا التساؤل يجب أن نعي جيداً بأن درس التربية البدنية درسلتعليم المهارات الرياضية وتنمية القدرات البدنية ، وتنمية القدرات البدنية تحتاجإلى طرق تدريب خاصة لتحسين المستوى ، أي أنه مزيج من التعليم والتدريب حيث إنهاوجهان لعملة واحدة " التعلم الحركي للمهارات الرياضية " ، وبذلك فأحسن طريقةللتعليم … التدريب .
ويعتبر درس التربية البدنية القاعدة للوصول إلى رياضةالمستويات ( قطاع البطولة ) حيث إعداد المتميزين من التلاميذ بدنياً ومهارياً لقطاعالبطولة ، ومنذ المراحل الرياضية الدراسية الأولى فتعلم السباحة مثلا … يبدأ من عمرالثالثة … والجمباز في الرابعة وبذلك كان لتجربة المدارس الرياضية دور إيجابي فيانتقاء وإعداد الموهوبين من التلاميذ ووضع البرامج التدريبية والتي تؤهلهم للاشتراكفي البطولات العالمية والأولمبية في سن مبكرة ، وما نشاهده اليوم بالنسبة للمشاركةالأولمبية والدولية بالنسبة لمستوى الأعمار شئ فاق كل وصف .
وتعتبر الأنشطةالرياضية اللاصفية " خارج درس التربية البدنية " والتي تتمثل في تدريب الفرقالمدرسية نشاطاً تدريبياً هاماً وذا تأثير كبير على تقدم مستوى الناشئين ،فالاهتمام بمثل تلك الأنشطة الرياضية بتأمين كل ما هو متطلب للعملية التدريبية منمدربين مؤهلين وملاعب وأدوات وأجهزة ، هذا بالإضافة إلى استخدام طرق وأساليبالتدريب الحديثة ، يعمل ذلك على خلق قاعدة عريضة لأبطال الغد والتي يعدهم بذلك مجالالرياضة المدرسية .
المجال الثاني : مجال الرياضة الجماهيرية
إن الرياضةالجماهيرية " رياضة كل الناس " لا تعرف صغيراً ولا كبيراً ، قوياً ولا ضعيفاً ،رجلا ولا امرأة ، فالكل يجب أن يمارس الرياضة بالقدر الذي تسمح به قدراته البدنيةوالمهارية والوظيفية ليس بغرض بطولة أو اشتراك في منافسة ولكن للعيش في لياقة صحيةوبدنية ومهارية مناسبة لجنسه وعمره ومستواه وعمله الذي يؤديه يومياً .
وتعتبر الرياضة الجماهيرية رياضة جميع الفئات المحرومين من مزاولة الأنشطةالرياضية المقننة ، كما هو في الرياضة المدرسية أو الجامعية أو رياضة المستويات والتي تتميز بالبرامج التدريبية المقننة .
وبذلك تسمى الرياضة الجماهيريةبمسميات أخرى : كالرياضة للجميع ، حيث تهدف إلى شغل أوقات الفراغ عن طريق مزاولةالأنشطة الرياضية المناسبة بغرض التقدم بالصحة العامة مع جلب السرور والبهجة للنفس، وبذلك تختلف مزاولة الرياضة الجماهيرية عن رياضة المستويات العالية بأنها لا تهتمبالوصول إلى مستويات متقدمة بالنسبة للمستوى البدني والمهاري بقدر ما تهتم بالوصولإلى هذين المستويين والذي يتناسب مع مراحل العمر ومستوى الممارسين والذي يؤثرإيجاباً على الصحة العامة للممارس بلوغاً لحياة متزنة من جميع الوجوه .
وتلعبالاختبارات والقياس في مجال الرياضة الجماهيرية ما تلعبه في مجالات الرياضة الأخرى، وخصوصاً في عملية التصنيف للممارسين لأنشطة تلك الرياضة وذلك إلى مجموعات متقاربةومتجانسة في المستوى والجنس حتى لا تحدث أضرار نتيجة لعدم تقارب المستوى ، وبذلكيمكن للتدريبات الخاصة الإسهام بنصيب كبير في تقدم المستوى بدنياً ومهارياً ونفسياًوصحياً حيث تلعب الأندية الرياضية والساحات الشعبية دوراً إيجابياً في إمكانيةممارسة الأفراد للأنشطة الرياضية المختلفة بإعداد الملاعب والقاعات والأجهزةوالأدوات الرياضية الخاصة بذلك .
المجال الثالث : مجال المعوقين
الإعاقةمن الناحية الحركية هي العجز الذي يؤثر على النشاط الحركي للفرد فيمنعه من أداءالوظائف الحركية المختلفة بنفس المستوى الذي يؤديه الأسوياء وبذلك يلعب التدريب الرياضي دوراً إيجابيـاً في توازن المعوق وتفاعله المستمر وتكيفه مع بيئته .
إن مزاولة الأنشطة الرياضية ليست مقصورة على فئة أو قطاع من فئات وقطاعات المجتمع أو طبقة من طبقاته ، ولذلك يجب أن يزاولها جميع أفراد المجتمع كباراًوصغاراً ، رجالاً ونساء أسوياء ومعوقين كل قدر حاجته وإمكاناته ، هذا ما يعضده ميثاق اليونسكو في أحقية مزاولة الأنشطة الرياضية كحق أساسي للجميع ، ففي الفقرةالثالثة من المادة الأولى من الميثاق ما يلي : ينبغي توفير ظروف خاصة للنشئ بمنفيهم من الأطفال في سن ما قبل المدرسة والمتقدمين في السن والمعوقين لتمكنهم منتنمية شخصياتهم تنمية متكاملة من جميع الجوانب بمساهمة برامج التربية البدنيةوالرياضة الملائمة لاحتياجاتهم ، وبذلك أصبحت رياضة المعوقين من الرياضات ذاتالمستويات المتقدمة حيث أنشئت لها الاتحادات الرياضية الخاصة بها والاتحادالدولـــي
التنس الأرضي … إحدى رياضات المعوقين
لرياضة المعوقين ، وبذلك أقيمت الدورات الأوليمبية الخاصة بهم والتي يشاركون بها بمستويات متقدمة ومناسبةلإعاقتهم ، مساواة بذلك في حقوقهم مع زملائهم الرياضيين الأسوياء .
والمعوقون يمثلون 10 % من حجم المجتمع مع تفاوت تلك النسبة من بلد لآخر ،وعلى اختلاف تصنيفاتهم سواء من يعانون إعاقة بدنية أو حسـية أو عقلية أو عاطفية ،وهـم يمثلون فئة هامة من فئات المجتمع حيث يتطلبون عونا خاصاً وحتى لا يشعرون بحرمان في إحدى روافد حياتهم ، ومن هنا جاءت أهمية المتخصصين كل في مجال تخصصه بالاهتمام بهم بدنياً ونفسياً واجتماعياً بما يسمح لهم باستثمار طاقاتهم حتى يحققواذاتهم أولا ويقدمون لأنفسهم ومجتمعاتهم خدمات أفضل ، وبذلك يصبحون أفرادا أسوياء فيالمجتمع الذي يتعايشون فيه ولا يشعرون بنقص أو تقصير من المجتمع كفئة هامة من فئاتهوحتى تأخذ تلك الفئة حقها الطبيعي في الرعاية والتوجيه والتأهيل حياة أفضل ، والتيتمكنهم من العيش في سعادة وفق إمكاناتهم وقدراتهم مع إسداء المساعدات التي يقدمها المجتمع لهم .
إن مجال الاشتراك الأوليمبي للمعوقين خلق لهم مجالاً كبيراًلتحقيق ذاتهم بإسهاماتهم بمستويات رياضية متميزة ، كل حسب حالته والتي تحددها نوع الإعاقة ، وبذلك أخذ مجال تدريب المعوقين في مختلف الأنشطة الرياضية منعطفاً جديداً ومنحنى صاعداً نحو مستويات بدنية ومهارية متميزة ، ونتائجهم الأوليمبية خير دليل وشاهد على إنجازاتهم المستمرة بفضل التدريب المتواصل .
المجال الرابع : مجال الرياضة العلاجية
يمثل التدريب الرياضي بالنسبة لعلاج كثير من الحالاتالمرضية سواء المزمنة أو الطارئة في الآونة الأخيرة … أهمية كبيرة حيث أنشئت الكثيرمن المصحات ومراكز التدريب المتطورة الخاصة بذلك في كثير من بلدان العالم يؤمهاالكثير من المرضى بهدف الاستشفاء .
وبذلك تلعب التمرينات البدنية التأهيليةالخاصة دوراً إيجابياً في ذلك وخصوصاً بعد الشفاء من الكسور ، حيث تمثل الفترة التيوضعت فيها العظام في الجبس كفترة ضمور عضلات وبذلك يستوجب إعادة تأهيل تلكالمجموعات العضلية بتمرينات علاجية ، والتي يعمل التدريب الرياضي دوراً إيجابياًبإعادة مستوى تلك المجموعات العضلية إلى حالتها الطبيعية من قوة وحركة .
السباحة .. إحدى الرياضات العلاجية
كما يلعب التدريب الرياضي المقنن لكثير من المرضى في الإسهام في تحسن حالتهم الصحية كمرضى القلب والدورة الدموية وبعض الحالات المرضية الأخرى والتي تسهم التمرينات البدنية في علاجها ،كنقص نسبة الكولسترول في الدم وذلك عند ممارسة الأنشطة البدنية ولفترة طويلة ( الأنشطة الهوائية ) .
وتعمل التمرينات البدنية والنشاط الرياضي المناسب بالنسبة لحالة السيدات بعد الولادة على إعادة لياقتهن البدنية والصحية والتي فقدوهافي فترة الحمل ، كما أن بعض التمرينات البدنية الخفيفة والمناسبة أيضاً أثناء " الحمل " تعمل على تفادي كثير من المخاطر قد تتعرض لها النساء الحوامل وخصوصاً في فترة ما قبل الولادة ، وذلك بوضع البرامج التدريبية الخاصة والمتمثلة في التمرينات البدنية المناسبة للحوامل والتي تسهل عملية الولادة .
المجال الخامس : مجال رياضة المستويات العالية
أخذت رياضة المستويات العالية في الآونة الأخيرة شأناكبيراً في مجال المحافل الرياضية بصفة عامه حيث أخذت المستويات والأرقام في تقدم مضطرد من بطولة لأخرى ومن دورة لأخرى وذلك بفضل التقنيات الحديثة للتدريب الرياضي .
التجديف إحدى رياضات المستويات العالية
أخذ مصطلح " رياضةالمستويات " في التداول كمرادف للتدريب من أجل البطولة ، وبذلك يمكن تسميته بقطاع البطولة حيث يشمل هذا النوع من التدريب مجال الموهوبين رياضية على اختلاف أعمارهم ،وما تقابله هذه الأعمار من مستويات وبذلك لا يقتصر مجاله على مرحلة معينة من مراحلالعمر ، بل تشمل جميع مراحل أعمار الرياضيين ذوى القابليات البدنية والمهاريةوالنفسية العالية .
هناك تقسيمات كثيرة ومتعددة لتصنيف تلك الفئة من الرياضيين حيث لا يعتمد التصنيف على المستوى فقط بل على الأعمار ، فهناك الناشئون والمتقدمون من الرياضيين والناشئون قد يبدأ تصنيفهم من سن أقل من 12 سنة ، ويسمون بالبراعم ثم أقل من 16 سنة ويسمون ناشئين (أ) ، وأقل من 18 سنة ويسمون ناشئين (ب) ،ثم متقدمون (أ) أقل من 21 سنة والكبار فوق 21 سنة ، كل تلك التصنيفات في الأعمارتعمل على أن لا يتخطى لاعب حدود عمره في المنافسة ومع وجود تلك التصنيفات إلا أنناوجنا إعجازاً في قدرات الموهوبين من الرياضيين وخصوصاً في السباحة والجمباز حيثحققوا مستويات أولمبية متقدمة وهم دون الثانية عشرة والرابعة عشر من العمر .
إناشتراك اللاعبين وتنافسهم في مستوى أعمارهم ظاهرة تربوية صحية يجب أن يلاحظها كل منالمدرب والإداري ولا يسمح باشتراك لاعبيه في مستوى أعمار مخالف لمستوى أعمار لاعبيه .
متطلبات التدريب الرياضي :
إذا تكلمنا عن متطلبات التدريب الرياضي بصفةعامة ، كما هو مبين في التخطيطين التاليين نخص بذلك لاعبين ممارسين للأنشطةوالمهارات الرياضية المختلفة بهدف تحسين قدراتهم البدنية المختلفة من قوة عضليةوسرعة وتحمل ورشاقة ومرونة مع إمكانية رفع كفاءة أجهزتهم الوظيفية الداخلية بالجسم، هذا بالإضافة إلى اكتساب مهارات رياضية جديدة عن طريق تعلم وممارسة الألعاب و الفعاليات الرياضية المختلفة ، كل ذلك بغرض شغل أوقات الفراغ وجلب المحبة والسرور إلى نفوسهم فضلاً عن إمكاناتهم في مجابهة متطلبات الحياة بكفاءة واقتدار للعيش بصحةفي حياة متزنة هادئة ولتحقيق تلك المهام يقوم المدربون المؤهلون لذلك بتنفيذ الخططالخاصة بالعملية التدريبية مستخدمين طرق وأساليب التدريب المناسبة ، هذا بالإضافةإلى توافر الإمكانات المادية من ملاعب وأدوات مع رعاية شاملة للاعبين .
متطلبات التدريب الرياضي عامة :
أماإذا تكلمنا عن متطلبات التدريب الرياضي للمستويات العالية كقطاع البطولة مثلا ،فهذا يختلف إلى حد كبير في شكل العناصر المكونة لتلك المتطلبات حيث أن ممارسةالتدريب الرياضي بغرض تحسين النواحي البدنية والمهارية والفسيولوجية بصورة عاديةيختلف عنه بغرض إعداد الأبطال .
متطلبات التدريب الرياضي للمستويات العالية :
- لاعب موهوب - مدرب بمواصفات خاصة
- تخطيط على مستوى عال - إمكاناتمتطورة
- رعاية من نوع خاص
متطلبات التدريب الرياضي للمستويات العالية :
أولا : اللاعب الموهوب ، يجب أن ينتقي لاعب المستويات العالية انتقاء خاصبدنياً ومهارياً وفسيولوجياً ونفسياً إلى جانب المواصفات الجسمية الخاصة بنوع النشاط الممارس ، فالبطل يولد ولا يصنع ، ويعمل المدربون جاهدين لصنع بطل ن ولايمكنهم ذلك ما لم تتوافر فيه خصائص البطل ، وبذلك يجب أن يكون اللاعب موهوباً أييتصف بتلك المواصفات الخاصة بنوع النشاط الممارس ، إن تحسن مستوى اللاعب أثناءالتدريب لا يعني " صنع بطل " فالتدريب عمليـة مؤداها تحسن المستوى إلى الحسن فالأحسن ، وبذلك فالفروق الفردية في القدرات المختلفة هي التي تحدد " ميلاد بطل " فهذا اللاعب تتحسن أرقامه أو مستواه بنسبة كبيرة … وآخر بنسبة متوسطة ، وثالث بنسبةقليلة فلكل لاعب إمكانات خاصة لا يمكن تخطيها ، هذه الإمكانات هي التي تحدد شكلالبطل ذي المستوى المتميز .
فلاعب كرة القدم مثلا … لا يمكن أن يكون بطلا فيرمي المطرقة … وبطل المصارعة لا يمكن أن يكون نجماً في كرة السلة … فلكل لعبة أوفاعلية رياضية مواصفاتها وأبطالها ، ولذلك فمن أهم عمليات التدريب المبكرة هيانتقاء اللاعبين وتوجيههم نحو فعالياتهم وألعابهم المناسبة بعد إجراء الاختبارات الخاصة والمقننة لذلك … ويساعد في ذلك عمليات التنبؤ والتي احتلت أساساً من أسس اختيار وانتقاء الموهوبين رياضياً .
ثانيا : المدرب بمواصفات خاصة ، إن العمل مع لاعبين ذوى مستويات متميزة منذ نعومة أظافرهم يحتاج إلى نوعية معينة منالمدربين المؤهلين لهذا القطاع العام والصعب ، فالمدرب المثقف والدارس والمتطوردائماً والذي يقف عند أحدث ما وصلت إليه فنون اللعبة وتطور خططها ونواحيها الفنيةتكنيكياً وتكتيكياً ، هذا بالإضافة إلى تمتعه بشخصية قيادية قوية ، هو المدرب ذوالمواصفات التي تؤهله للعمل مع هؤلاء الأبطال ، فتاريخ المدرب الرياضي ودرجة ثقافته ومستواه الأكاديمي وإطلاعه هي من أهم العناصر التي تجيز له المرور إلى مهنة التدريبفي هذا القطاع الحيوي من التدريب الرياضي .
فإذا كان المدرب بصفة عامة يتطلب منه أن يكون مثقفاً ومؤهلاً ، فالمدرب في مجال رياضة المستويات وبصفة خاصة يجب أنيتخطى ذلك إلى مستويات متقدمة من الثقافة والتأهيل … مجال التخصص حتى يكون مردودذلك إيجابياً على المستوى بصفة عامة ، فالإطلاع على نتائج البطولات العالميةوالأولمبية ودراسة محتوى برامج الأبطال وتتبع أخبار ونتائج مستوياتهم من الأمورالهامة التي يجب أن يقف عليها المدرب المؤهل لتدريب المستويات العليا .
إن دراسة اللاعبين ذوى المستويات العليا دراسة نفسية من الأهمية بمكان بالنسبةلمدربيهم ، فالمدرب الذي ينسى أو يتناسى إعداد لاعبيه نفسياً يفقد بذلك عنصراًهاماً من عناصر إعدادهم … فكم من لاعب دولي وأولمبي فقد ميدالية ثمينة ، وذلك لعـدمإعداده إعداداً نفسياً من قبل مدربه وعلى مدار السنة التدريبية .
إن حضورالمدرب للبطولات العالمية والأولمبية والوقوف على ما وصلت إليه فنون اللعبة ومستوى الأبطال ، هذا بالإضافة إلى احتكاكه بمدربين على مستويات متقدمة يجعل منه مدرباًملما بأحدث ما وصل إليه تكنيك اللعبة ، أو خطط اللعب هذا بجانب الدراسات المتقدمةالتي يجب على المدرب حضورها دارساً مجتهداً حتى يستطيع الوقوف على أعلى درجات العلموالمعرفة في مجال تخصصه والذي يؤثر … لا شك على مستوى تدريبه .
ثالثا : التخطيط على مستوى عال ، كل عمل يحتاج إلى تخطيط وكل مستوى تدريبي يحتاج أيضاً إلىتخطيط ن والتدريب للمستويات العليا ( قطاع البطولة ) فيحتاج لا شك إلى تخطيط علىمستوى عال من التقنية وبذلك فالتخطيط في مجال التدريب الرياضي ما هو إلا إحدىالوسائل العلمية الاستراتيجية الهامة والمساعدة في وضع وتنسيق البرامج الخاصةبالعملية التدريبية للوصول إلى المستوى الرياضي المنشود بالنسبة لرياضة المستويات العليا يحتاج بذلك إلى مستوى خال من التخطيط .
وبذلك فالتخطيط للمستويات الرياضية العليا … يعتبر أولى الخطوات التنفيذيةالهامة في بناء الهيكل التدريبي مع توجيه وتعديل مساره والذي يؤثر إيجابياً علىمستوى الإنجاز الرياضي بدنياً ومهارياً ونفسياً ، ويذكر كل من ( حسن معوض ، والسيدشلتوت ) بعض الشروط والمبادئ العامة التي يجب على المخطط سواء كان مدرباً أوإدارياً أن يراعيها قبل وضع الخطة سواء كانت الخطة طويلة المدى أو قصيرة ، والتي يمكن إيجازها فيما يلي :
- يبني التخطيط على رعاية وخدمة مصالح جميع المشتركين في العملية التدريبية .
- الالتزام بتدوين النتائج بحقائقها دون تحريف أو تغيير .
- اشتراك جميع المعنيين في العمليـة التدريبية وأخذ آرائهم عند وضع الخطةالتدريبية .
- الابتعاد عن التخمين ما أمكن والاعتماد على التفكير العلمي السليم وأن لا يعتمد التخطيط على أسلوب واحد في التنفيذ ، بل على أساليب مختلفة والتي تتشكل وتتكيف حسب الظروف الجديدة التي قد تفرض نفسـها على عملية التخطيط .
- إنتخطيط التدريب للمستويات العليا يعتمد على عوامل مختلفة فنية وإدارية وتنبؤية … الخ تلك العوامل والتي يمكن حصرها فيما يلي :
عوامل فنية : والتي تتمثل في البحوث الدراسة دور الخبراء ، دراسة مجتمع اللاعبين ، مراعاة الفروق البينية مراعاة حمل التدريب ، التقويم والقياس .
لاعب كرة القدم لا يمكن أن يكون بطلاً لرمي المطرقة
بطل المصارعة لا يمكن أن يكون نجماً في كرة السلة
عوامل إدارية : والتي تتمثل في دراسة الإمكانات ، وضوح الهدف ، التنظيم في مجال التدريب ،القيادة في مجال التدريب .
رابعاً : الإمكانات المتطورة ، إن الإمكانات العادية لا تفي بمتطلبات التدريب للمستويات العليا حيث تتطلب أجهزة وأدوات بتقنيات تطورة ، هذا بالإضافة إلى ملاعب بمواصفات خاصة ملائمة … حتى تناسب متطلبات التدريب المتطورة ، وعلى ذلك يجب دراسة الإمكانات المتاحة دراسة جيدة حتى تصاغ الأهدافالمرجو تحقيقها مناسبة للإمكانات سواء كانت مادية أو بشرية أو فنية ، فلا يطلب منلاعب أو مدرب أو إداري تحقيق مستوى أعلى من قدراته ، وما أتيحت له من إمكانات حيثيساعد في تحقيق ذلك كله ، توافر تلك الإمكانات المادية من أجهزة وملاعب وأدوات بتقنية متطورة ، هذا بالإضافة إلى تأمين المدربين الأكفاء المتخصصين والكافين للعملية التدريبية ، وبذلك يظهر أهمية دراسة الإمكانات في ضوء إدارة رياضية وتخطيط ناجح .
ومع أهمية الإمكانات المتطورة للعملية التدريبية للمستويات العالية ،إلا أنها ليست مصباح علاء الدين السحري أو " الشماعة " التي يضع عليها المدرب كل أخطائه ، فالمدرب ذو الخبرة يمكنه تحدى كثير من سلبيات الإمكانات وذلك بلياقةوكياسة وقهرها وتخطيها والتغلب عليها .
خامسا : رعاية من نوع خاص ، إنالرعاية بجميع أشكالها أمر متطلب وهام لجميع اللاعبين وعلى مختلف مستوياتهم ونخصلاعبي المستويات العليا حيث تلعب الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية دوراً أساسياً في إمكانية تقدم مستوى اللاعب .فالمستوى الصحي وما يتطلبه من فحص دوري علىجميع وظائف أجهزة الجسم ، وتسجيل ذلك في كراسة التدريب حيث يسجل فيها كل ما يتعلق بتاريخ اللاعب الصحي ، الأمراض والعمليات الجراحية التي تعرض لها طوال حياته ، معدل النبض الطبيعي وبعد مجهود على مر سنوات التدريب ، مستوى ضغط الدم ، نسبة السكروالكوليسترول في الدم ، هذا بالإضافة إلى تسجيل كل ما يتعلق بالحالة الصحية للاعب وما يقرره ويطلبه الطبيب المختص .
أما الرعاية الاجتماعية فتتمثل في توفيرالأمان للاعب معيشياً واقتصاديا بتأمين السكن والملبس والمأكل والعمل المناسب إذاكان عاملا وتأمين الحالة الدراسية ومتطلباتها إذا كان طالبا في المدرسة أو في الجامعة ، وبذلك يطمئن اللاعب على يومه وغده حيث يؤثر ذلك إما سلباً أو إيجاباً علىحالة اللاعب النفسية والتي تؤثر بدورها على مستوى أدائه وتقدمه ، فكثير من اللاعبين ذوى المستويات المتقدمة فقدوا ميداليات ثمينة بسبب سوء أحوالهم الاجتماعيةوالمعيشية .
إن اللاعب الموهوب يفرض نفسه على المدرب وعلى مجتمع اللعبة ،وبذلك ظهر " الاحتراف " في المجال الرياضي وخصوصاً في مجال رياضة المستويات العاليةوبذلك لم نجد تلك الفئة من الرياضيين … أي مشاكل مادية … وبالرغم من ذلك فالحياةبالنسبة لهم ، ليست مادية فقط … فانصرافهم عن الدراسة وعن العمل أمر خطير … لأناللاعب على " شفا حفرة " ، فعند إصابته بمرض أو عجز ما مما يؤثر على مستواه الرياضي، قد لا يجد ما يقتات به ، وهنا يجب أن لا تنحصر الرعاية على النواحي المادية بليجب أن تتعداها إلى رعاية شاملة صحياً واجتماعياً ودراسياً … الخ تلك العناصرالمؤثرة على مستوى اللاعب .
حمل التدريب
يعتمد حمل التدريب وهو العبء البدني العصبي الواقع على أجهزة اللاعب المختلفة نتيجة لأدائه نشاط بدني (إثارة) هادف .
وعندما يتم تنظيم هذه الإثارات البدنية العصبية المختلفةوتوضع كجرعة محددة فإنها تكون العامل الأساسي في تطوير المقدرة الحركية للاعب ومنثم تطوير الحالة البدنية والمهارية والخططية للاعب ، ولما كان حمل التدريب هو عبء يقع على أجهزة اللاعب الحيوية لذلك فإنه يمكننا أن نقسم حمل التدريب إلى نوعين :
4- تكرار الحمل : وهو يعني تكرار دوام الحمل مثلا عدد تكرار أداء مجموعات رفع الثقال أو عدد تكرار جري (25) متراً .
والمكونات الأولان وهما قوة الحمل وكثافته يكونان معاً شدة الحمل ( التمرين ) أما المكونان الثالث والرابع فيكونان معاً حجم الحمل .
الحمل الخارجي
شدة الحمل حجم الحمل
قوة الحمل كثافة الحمل دوام الحمل تكرارالحمل
رفع ثقل الزمن الجري لزمن
محدد
سرعة جري بين جري مسافة
معينة
ارتفاع وثب التكرارات رفع ثقل (تكرار الدوام)
عدد مرات
كمجموعة
والمدرب لكي يشكل حمل التدريب وفقا لهذه المكونات الأربعة معاً على أساس سليم يستطيع أن يزيد من شدة الحمل أو من حجمه كل على حده ولكن لا يمكن أنيرتفع بالشدة والحجم معاً ، ومع ذلك يمكن أن يرتفع بمكون واحد من الشدة كقوة الحملمثلا مرتبطاً بالارتفاع بمكون واحد من الحجم أيضاً كالدوام على سبيل المثال .
ويتوقف اختيار المكون الذي يرغب المدرب الارتفاع به وتنميته على :
1– الحالة التدريبية للاعب :
اللاعب الناشئ يجب أن يعطي تمرينات ذات شدة متوسطة وحجماً كبيراً ، أمااللاعب المتدرب جيداً وخاصة إذا كانت حالته التدريبية عالية فإن نـوع التمريناتالتي تعطي له يجب أن تتصف بالشدة العالية والحجم المتوسط .
2– الفروق الفردية :
يجـب أن يراعي المدرب نوعية التمرينات في البرنامج من حيث الشدة والحجم وفقا لسن كل لاعب أو حالته الصحية أو عمره الرياضي … الخ وسنشرح بالتفصيل .
3 – فترة الموسم الرياضي :
يختلف الحمل من حيث الشدة والحجم وفقاً لفترة الموسم الرياضي بل أنه خلال الفترة الواحدة يختلف الحمل خلال مراحلها المختلفة .
4 – نوعية النشاط :
تحدد نوعية النشاط مقدار شدة وحجم الحمل ، فالتدريبعلى المسافات الطويلة يختلف عن التدريب على المسافات القصيرة في السباحة من حيث الشدة والحجم ، كذلك التدريب على الوثب في ألعاب القوى يختلف عن التدريب على الوثب في ألعاب كرة القدم وكرة السلة … الخ .