بقلم : الأستاذ بولرباح محمدإن الحديث عن التربية البدنية والرياضية هو حديث عن إعداد الفرد السليم من النواحي النفسية والحركية، الاجتماعية وبلورة شخصيته المتزنة لذا فإننا اليوم نرى بأن الدول أدرجت التربية البدينة والرياضية ضمن مناهجها ومقرراتها التربوية وسخرت لها كل الإمكانات من أجل الرفع من مكانتها بين العلوم الأخرى، والأهمية الكبرى للتربية البدنية والرياضية في مجتمعنا هي أن تقوم أيضا بتنمية الشخصية المتكاملة من خلال النهوض بالمستوى البدني والرياضي للناشئ وهذا لا يعني أن التربية البدنية والرياضية تقتصر على تنمية القدرات على الأداء البدني والرياضي وإنما توجه مجهوداتها للنهوض بالمستوى البدني وتحسين الصحة وتكوين الصفات الاجتماعية والخلقية لدى الناشئ
وهذا النهوض يكون من خلال أستاذ التربية البدنية والرياضية الذي يعد العامل الحاسم في مدى تحقيق عملية التدريس ، وهو يعتبر الركيزة الأساسية في العملية التربوية والتعليمية فالأستاذ الكفء هو من يحدث أثر إيجابيا في تلاميذه هذا بالإضافة إلى الدور الذي يلعبه في بناء المجتمع وتقدمه عن طريق تربية الناشئ تربية صحيحة وهذا يعتمد بدرجة كبيرة على ما يتصف به هذا الأستاذ من كفاءات مهنية تساعده على أداء مهمته بنجاح وأن يطلع الأستاذ على التطبيقات والطرق النموذجية وأن يظهر رغبته في تطوير مهارته المهنية وبكفاءته التربوية أيضا وعلى هذا نحاول أن نسلط الضوء على كفاءة أستاذ التربية البدنية والرياضية
image: http://eps-lycee-tizgui.e-monsite.com/medias/images/img-20160513-wa0008-2.jpgأستاذ التربية البدنية والرياضية:إن أستاذ التربية البدنية والرياضية يلعب دورا هاما في تكوين الصفات الرئيسية للتلميذ مثله مثل أساتذة المواد التربوية الأخرى حيث أصبحت مهمته أوسع في اكتساب التلاميذ المعارف الصالحة والمثل العليا وتعويدهم على السلوك الاجتماعي الصالح إذ يعلم للتلميذ كيفية التلاؤم مع البيئة التي يعيش فيها وقد عبر أحد المربين على وظيفة الأستاذ بقوله: “إن عملية التربية تعمل على تقويم الفرد وإدماجه في شتى المجالات الطبيعية والاجتماعية والأخلاقية وكيفية العمل بهم”
فالأستاذ هو النائب عن المجتمع والوالدين بالنسبة للتلميذ إذ أن هذا الأخير يقضي أغلب أوقاته في المدرسة مع أساتذته فعلى الأستاذ أن يكون المرشد والمصلح الاجتماعي قبل أن يكون أستاذ مدرس أو مربيا
image: http://eps-lycee-tizgui.e-monsite.com/medias/images/10814842-17866926.jpg الصفات الواجب توفرها في أستاذ التربية البدنية والرياضية:يجب أن يعرف كل معلم أن كرامة مهنته تتطلب منه أن يمتلك عدد من الصفات الجسمية والنفسية والعقلية التي تجعله يحافظ على استمرار مهنته وتأمين نموها وتتمثل هذه الصفات في ما يلي
1- التعليم: ينبغي أن يحصل المعلم على قدر من التعليم يفوق كثيرا ما يعطيه للتلاميذ زيادة على أن يكون ملما بطبائع التلاميذ ونفسياتهم وطرق معاملاتهم وكيفية توصيل المعلومات إليهم وهذا يحتم عليه أم يكون مطلع على أحدث ما ينشر في مجال تخصصه وأن يعمل على استعمال دراسته العليا ويشترك في المجلات والمطبوعات التي تتعلق بمهنته
2- سلامة الجسم والحواس: يجب أن يكون معلم التربية البدنية والرياضية خاليا من العيوب والتشوهات القوامية والعاهات مثل تقوس الساقين، الانحناء الجانبي، وغيرها من العيوب لأن المعلم ذو العاهات ينفر التلاميذ منه وتجعلهم يسخرون منه
3- صحة الجسم: المعلم ذو الصحة غير سليمة لا يستطيع القيام بمسؤولياته وتحمل المجهودات الشديدة التي يتطلبها عمله في مهنة شاقة كمهنة التربية البدنية والرياضية ولذا يجب أن يحافظ على صحته
4- النظافة: يجب أن يكون المعلم قدوة لتلاميذه وذلك من حيث العناية بملابسه الرياضية أو الخاصة
5- الروحالاجتماعية: يمتاز المعلم بالروح الرياضية وأن يكون طبيعيا في سلوكه مع تلاميذه وزملائه بالمدرسة ولا يتكلف في تصرفاته وأن يكون قدوة حسنة يقتدي به تلاميذه في نفس الوقت يعمل على بث القيم الاجتماعية السليمة بين تلاميذ المدرسة
6- النظام: يجب أن يدرك المعلم أن كل شيء لا ينتج ولا يؤدي فائدة إلا بالنظام ولذا يجب عليه أن يحافظ على نظام المدرسة والتقاليد المدرسية والأساليب التربوية وأن يثبتلتلاميذه دائما أن بالنظام يمكن إنجاز أصعب الأعمال مع الاقتصاد في المجهودات والوقت
image: http://eps-lycee-tizgui.e-monsite.com/medias/images/20170525-184326.jpgالكفاءات المهنية لأستاذ التربية البدنية والرياضية:يدل تعبير الكفاءات المهنية إلى القدرات والقابليات التي تتيح للفرد الاستمرار في أداء مهام وأنشطة تخصصه المهني بنجاح واقتدار في أقل زمن ممكن وبأقل قدرة من الجهد والتكاليف والمؤسسة المعنية بتأهيل متخصصين بعد التخرج وذلك بمقابلة هذه الواجبات بكفاءات مهنية تساعد المهني على تحقيق مهامه بنجاح
وتنقسم الكفاءات المهنية إلى:
أ- الكفاءات اللغوية:تغلب الطبيعة الاتصالية على كافة الأعمال والوظائف المهنية في التربية الرياضية فيتعين على الممارس المهني كالمدرس أو المدرب أن يملك القدرة على التعبير اللغوي بطريقة تتسم بطلاقة ووضوح دون أخطاء فادحة في قواعد اللغة من نحو وصرف، ناهيك من حاجته إلى مهارات وقدرات لغوية ذات مستوى مناسب سواء في القراءة أو الكتابة ، ولأن الواجبات المهنية للمدرس تتطلب إلقاء تعليمات والتحدث مع الطلاب والأولياء وغيرها من الأمور فإن وجود عيوب في النطق أو خلل في التأهل المهني العام
ب- الكفاءات البدنية والمهارية:فنجد على أخصائي التربية البدنية والرياضية(المدرس أو المدرب)أن يتمتعبكفاءات بدنية ومهارية التي تتطلبهالأداءاتالبدنيةوالمهارية رفيعة المستوى من تعليم وأداء نموذج حركي، والموافقة في الجري وعلى المواصفات البدنية المهنية والمهارية
ج- الكفاءات التدريبية التدريسية لأستاذ التربية البدنية والرياضية:ظهرت حركة التربية القائمة على الكفاءات في إعداد الأستاذ كرد فعل للاتجاه التقليدي الذي يقوم برنامجه بإعداد الأستاذ على اكتساب الطالب المعلومات والمعارف النظرية اللازمة له دون التركيز على الكفاءات التي يجب أن يتقنها الأستاذ والمرتبطة بدوره في الموقف التعليمي وقد حدد المختصون الكفاءات التدريبية والتربوية الواجب توفرها في الأستاذ كما يلي
ج.1- الكفاءات الأكاديمية والنمو المهني:* إتقان مادة التخصص.* إتقان مادة التخصص الفعلي.* متابعة ما يستجد في مجال التخصص.* متابعة ما يستجد في المجالات الفرعية
ج.2- كفاءات تخطيط الدرس: تتمثل كفاءات تخطيط الدرس في العناصر التالية
* صياغة أهداف الدرس بطريقة إجرائية (سلوكية).* تصنيف أهداف الدرس في المجال المعرفي.* * تصنيف أهداف الدرس في المجال الحس الحركي.* تحقيق الخبرات اللازمة لتحقيق أهداف الدرس.* تحديد طرق التدريس المناسبة لتحقيق أهداف الدرس.* تحديد الوسائل التعليمية المنتقاة من مصادر البيئة المحلية.* تقدير الوقت المخصص لإجراء الدرس وكذلك توقيت مناسب لإنهاء الدرس.* الاحتياطات واعتبارات الأمان والسلامة في الدرس.*
ج.3- كفاءة تنفيذ الدرس: كفاءة تنفيذ الدرس يمكن ذكرها في العناصر التالية
* ربط موضوع الدرس بالبيئة في الحياة العملية.* إثارة اهتمام التلاميذ بموضوع الدرس.* ربط موضوع الدرس بخبرات التلاميذ السابقة.* تنويع أساليب الدرس.* إشراك التلاميذ في عملية التعليم.* مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ.* صياغة وتوجيه الأسئلة المرتبطة بالدرس
ج.4- كفاءة ضبط الدرس:* جذب انتباه التلاميذ وتحفيزهم طوال الحصة. * تنمية الشعور بالمسؤولية لدى التلاميذ.* استخدام أساليب التعزيز المناسبة لسلوك التلاميذ.* الاهتمامبالاحتياجات واهتمامات التلاميذ ومشكلهم
ج.5- كفاءة التقويم:* إعداد اختبارات تحصيلية مرتبطة بالأهداف.* إعداد اختبارات تشخيصية للتلاميذ.* تصميم اختبارات الموضوعية.* استخدام التقويم الدوري المستمر للتلاميذ.* متابعة التقدم المستمر للتلاميذ أثناء العام الدراسي
ج.6- الكفاءةالإدارية: تتمثل هذه الكفاءات الإدارية في:
* التعاون مع الإدارة في إنجاز الأعمال.* المشاركة في تسيير الاختبارات المدرسية.* التعاون مع الإدارة في التعرف على المشاكل المدرسية للتلاميذ.* التعاون في الإعداد للمجلس المدرسية.* تقديم الآراء والمقترحات التي يمكن أن تساهم في تطوير العمل في المدرسة
أسباب نجاح الأستاذ في عمله:إن نجاح الأستاذ ومربي التربية البدنية والرياضية في عمله يرجع إلى الأسباب التالية
إن اتباع الأسلوب الغير المتسلط من قبل الأستاذ يتيح للتلميذ أن يأخذ بيده زمام المبادرة أحيانا فيحصل على استقلالية ويقل اعتماد على المدرب في المواقف الصعبة التي تتميز بالضغوطات النفسية وبهذا يصبح التلميذ مسؤولا
إن الأستاذ الذي يحاول إهانة تلاميذه والاستهزاء بهم والسخرية فهو يعتبر أسوء نوع من الأساتذة وأقلهم تقبلا وشعبية بين التلاميذ ومحبة فالأستاذ الذي يتبع الأساليب المعقدة في درس التربية البدنية والرياضية بدلا من استخدام الأساليب الواضحة والسهلة، كما يعمد المربي الذي يلجأ إلى الصراخ معتقدا نجاح عملية التعلم تتوقف على مدى ارتفاع صوته ويتعامل مع تلاميذه بالأساليب الديكتاتورية مع محاولة الثأر من التلاميذ فكل هذه خصائص سلبية
أما الأستاذ الهادئ الذي لا ينفعل بسرعة في المواقف الحرجة والذي يستطيع اتخاذ القرار المناسب تحت ظروف تتميز بالضغوط ولو القدرة على السيطرة على نفسه فهو قادر على إيصال التلميذ في قمة مشواره مع تمكنه لمواجهة الفشل بصورة مناسبة فهذه خاصية إيجابية
image: http://eps-lycee-tizgui.e-monsite.com/medias/images/20170520-93608.jpgخــلاصة
يتضح لنا الدور الكبير الذي يلعبه أستاذ التربية البدنية والرياضية في ميدان التربة والتعليم عكس ما ينظر إليه حول دور حصة التربية البدنية عامة وأستاذ التربية البدنية والرياضية خاصة لأنه يقوم بدور المنشط الذي يقوم دوره على نشاطات بدنية بغرض الترفيه والتسلية والتخلص من الملل الذي يصيب التلاميذ خلال الفترات الدراسية أو التخلص من عبث المعرفة والتعلم، وهنا تبرز الأهمية الكبرى والدور الفعال والحقيقي الذي يلعبه أستاذ التربية البدنية والرياضية داخل المؤسسات التربوية والمجتمع فهو يعتبر من أهم الشخصيات التربوية بالمدرسة، فهو لديه الفرصة للاحتكاك المباشر بالتلاميذ ويعتبر وسيطا بين السلوك المتواجد والسلوك المزمع تغييره لدى التلاميذ وهو بطريقته التربوية والمسؤولة والمتفهمة يساعد المتعلم ليصبح مدركا ومتلائما والتوفيق بين نفسه وبين بيئته ومن الأهداف التي يسعى لتحقيقها التكوين لإعداد أساتذة وإطارات ذات كفاءة فنية وعملية راقية فهي عملية فعالة في إعطاء النموذج المثالي لمدرس التربية البدنية والرياضية في إطار برنامج مسطر ومنظم
Read more at http://eps-lycee-tizgui.e-monsite.com/pages/-.html#V8FR4wFMytZUAYwb.99