HOUWIROU Admin
عدد الرسائل : 14822 نقاط التميز : تاريخ التسجيل : 02/04/2008
| موضوع: روائع ابن القيم (حكم ومواعظ ) الأربعاء 17 يونيو 2015 - 21:14 | |
| [size=24]قال ابن القيم في (حادي الأرواح): جعل الله سبحانه وتعالى لكل مطلوب مفتاح يفتح به: - فجعل مفتاح الصلاة الطهور كما قال صلى الله عليه وسلم: ((مفتاح الصلاة الطهور)). - ومفتاح الحج الاحرام - ومفتاح البر الصدق - ومفتاح الجنة التوحيد - ومفتاح العلم حسن السؤال وحسن الاصغاء - ومفتاح النصر والظفر الصبر - ومفتاح المزيد الشكر - ومفتاح الولاية المحبة والذكر - ومفتاح الفلاح التقوى - ومفتاح التوفيق الرغبة والرهبة - ومفتاح الاجابة الدعاء - ومفتاح الرغبة في الاخرة الزهد في الدنيا - ومفتاح الايمان التفكر فيما دعا الله عباده إلى التفكر فيه - ومفتاح الدخول على الله إسلام القلب وسلامته له والاخلاص له في الحب والبغض والفعل والترك - ومفتاح حياة القلب تدبر القرآن والتضرع بالأسحار وترك الذنوب - ومفتاح حصول الرحمة الاحسان في عبادة الخالق والسعي في نفع عبيده - ومفتاح الرزق السعي مع الاستغفار والتقوى - ومفتاح العز طاعة الله ورسوله - ومفتاح الاستعداد للأخرة قصر الامل - ومفتاح كل خير الرغبة في الله والدار الاخرة - ومفتاح كل شر حب الدنيا وطول الإمل.
وهذا باب عظيم من أنفع أبواب العلم، وهو معرفة مفاتيح الخير والشر، لا يوفق لمعرفته ومراعاته إلا من عظم حظه وتوفيقه. فإن الله سبحانه وتعالى جعل لكل خير وشر مفتاحاً وباباً يدخل منه إليه: - كما جعل الشرك والكبر والاعراض عما بعث الله به رسوله . - والغفلة عن ذكره والقيام بحقه مفتاحاً للنار. - وكما جعل الخمر مفتاح لكل إثم. - وجعل الغنى مفتاح الزنا. - وجعل إطلاق النظر في الصور مفتاح الطلب والعشق. - وجعل الكسل والراحة مفتاح الخيبة والحرمان. - وجعل المعاصي مفتاح الكفر. - وجعل الكذب مفتاح النفاق. - وجعل الشح والحرص مفتاح البخل وقطيعة الرحم وأخذ المال من غير حله. - وجعل الإعراض عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مفتاح كل بدعة وضلالة. - وهذه الأمور لايصدق بها إلا كل من له بصيرة صحيحة وعقل. - يعرف به مافي نفسه وما في الوجود من الخير والشر. فينبغي للعبد أن يعتني كل الاعتناء بمعرفة المفاتيح وما جعلت المفاتيح له. والله من وراء توفيقه وعدله ، له الملك وله الحمد وله النعمه والفضل.
و قال الامام ابن القيم : "حقيق بكل عاقل أن لا يسلك سبيلا حتى يعلم سلامتها وآفتها وما توصل إليه تلك الطريق من سلامة أو عطب".
[/size] (روضة المحبين)
قال ابن القيم (رحمه الله): "فالرضا مندرج في الشكر، إذ يستحيل وجود الشكر بدونه"
(مداج السالكين)
قال ابن القيم (رحمه الله):
"للعبد ستر بينه وبين الله، وستر بينه وبين الناس؛ فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس".
قال ابن القيم (رحمه الله): "فإنك ترى الرجل الصالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة وإن كان أسود أو غير جميل , ولا سيما إذا رزق حظًا من صلاة الليل فإنها تنور الوجه وتحسنه"
(روضة المحبين)
قال ابن القيم (رحمه الله): "مَنْ عَظُم وقار الله في قلبه أن يعصيه - وقَّره الله في قلوب الخلق أن يذلوه"
(الفوائد)
قال ابن القيم (رحمه الله): "إن الذكر ينور القلب والوجه والأعضاء فهو نور العبد في دنياه وفي البرزخ وفي القيامة وعلى حسب نور الإيمان في القلب تخرج أعماله وأقواله"
(الوابل الصيب)
قال ابن القيم - رحمه الله -: "فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغارا فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال يا أبت إنك عققتني صغيرا فعققتك كبيرا وأضعتني وليدا فأضعتك شيخا" "تحفة الودود فى أحكام المولود"
قال ابن القيم - رحمه الله -: "وقد ذكر الله سبحانه وتعالى عن يوسف الصديق - صلى الله عليه وسلم - من العفاف أعظم ما يكون،فإن الداعي الذي اجتمع في حقه لم يجتمع في حق غيره، فإنه - صلى الله عليه وسلم - كان شاباً، والشباب مركب الشهوة، وكان عزباً ليس عنده ما يعوضه، وكان غريباً عن أهله ووطنه، والمقيم بين أهله وأصحابه يستحي منهم أن يعلموا به فيسقط من عيونهم، فإذا تغرب زال هذا المانع، وكان في صورة المملوك، والعبد لا يأنف مما يأنف منه الحر، وكانت المرأة ذات منصب وجمال، والداعي مع ذلك أقوى من داعي من ليس كذلك، وكانت هي المطالبة فيزول بذلك كفلة تعرض الرجل وطلبه وخوفه من عدم الإجابة، وزادت مع الطلب الرغبة التامة والمراودة التي يزول معها ظن الامتحان والاختبار لتعلم عفافه من فجوره، وكانت في محل سلطانها وبيتها بحيث تعرف وقت الإمكان ومكانه الذي لا تناله العيون، وزادت مع ذلك تغليق الأبواب؛ لتأمن هجوم الداخل على بغتة، وأتته بالرغبة والرهبة، ومع هذا كله عفَّ لله ولم يطعها، وقدَّم حق الله وحق سيّدها على ذلك كله، وهذا أمر لو ابتلى به سواه لم يعلم كيف تكون حاله". (روضة المحبين)
قال ابن القيم (رحمه الله): "لأن من المعلوم من أحب محبوباً كان كلامه وحديثه أحب شيء إليه؟ وكيف يشبع المحب من كلام محبوبـــه؟ كما قيل: إن كنتَ تزعــمُ حبي فلم هجرتَ كتابي؟ أما تأملت ما فيه من لذيذ خطابي". (الجواب الكافي ص347)
(عشرة لا يتنفع بها)
يقول ابن القيم - رحمه الله -: (عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها): - علم لا يعمل به. - وعمل لا إخلاص فيه ولا اقتداء. - ومال لا ينفق منه فلا يستمتع به جامعه في الدنيا ولا يقدمه أمامه في الآخرة. - وقلب فارغ من محبة الله والشوق إليه والأنس به. - وبدن معطل من طاعته وخدمته. - ومحبة لا تتقيد برضاء المحبوب وامتثال أوامره. - ووقت معطل عن استدراك فارط أو اغتنام به وقربة. - وفكر يجول فيما لا ينفع. - وخدمة من لا تُقربك خدمته إلى الله ولا تعود عليك بصلاح دنياك. - وخوفك ورجاؤك لمن ناصيته بيد الله وهو أسير في قبضته، ولا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا.
قال ابن القيم - رحمه الله -: قالوا: إن أفضل العبادة: العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته، فأفضل العبادات في وقت الجهاد: الجهاد، وإن آل إلى ترك الأوراد، من صلاة الليل وصيام النهار. بل ومن ترك إتمام صلاة الفرض، كما في حالة الأمن. -والأفضل في وقت حضور الضيف مثلا: القيام بحقه، والاشتغال به عن الورد المستحب. وكذلك في أداء حق الزوجة والأهل. -والأفضل في أوقات السحر: الاشتغال بالصلاة والقرآن، والدعاء والذكر والاستغفار. -والأفضل في وقت استرشاد الطالب، وتعليم الجاهل: الإقبال على تعليمه والاشتغال به. -والأفضل في أوقات الأذان: ترك ما هو فيه من ورده، والاشتغال بإجابة المؤذن. - والأفضل في أوقات الصلوات الخمس: الجد والنصح في إيقاعها على أكمل الوجوه، والمبادرة إليها في أول الوقت، والخروج إلى الجامع. وإن بعد كان أفضل. - والأفضل في أوقات ضرورة المحتاج إلى المساعدة بالجاه، أو البدن، أو المال: الاشتغال بمساعدته، وإغاثة لهفته، وإيثار ذلك على أورادك وخلوتك. - والأفضل في وقت قراءة القرآن: جمعية القلب والهمة على تدبره وتفهمه، حتى كأن الله تعالى يخاطبك به، فتجمع قلبك على فهمه وتدبره، والعزم على تنفيذ أوامره أعظم من جمعية قلب من جاءه كتاب من السلطان على ذلك. - والأفضل في وقت الوقوف بعرفة: الاجتهاد في التضرع والدعاء والذكر دون الصوم المضعف عن ذلك. - والأفضل في أيام عشر ذي الحجة: الإكثار من التعبد، لا سيما التكبير والتهليل والتحميد. فهو أفضل من الجهاد غير المتعين. - والأفضل في العشر الأخير من رمضان: لزوم المسجد فيه والخلوة والاعتكاف دون التصدي لمخالطة الناس والاشتغال بهم، حتى إنه أفضل من الإقبال على تعليمهم العلم، وإقرائهم القرآن، عند كثير من العلماء. - والأفضل في وقت مرض أخيك المسلم أو موته: عيادته، وحضور جنازته وتشييعه، وتقديم ذلك على خلوتك وجمعيتك. - والأفضل في وقت نزول النوازل وأذاة الناس لك: أداء واجب الصبر مع خلطتك بهم، دون الهرب منهم. فإن المؤمن الذي يخالط الناس ليصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم ولا يؤذونه. - والأفضل خلطتهم في الخير. فهي خير من اعتزالهم فيه، واعتزالهم في الشر، فهو أفضل من خلطتهم فيه. فإن علم أنه إذا خالطهم أزاله أو قلله فخلطتهم حينئذ أفضل من اعتزالهم. - فالأفضل في كل وقت وحال: إيثار مرضاة الله في ذلك الوقت والحال. والاشتغال بواجب ذلك الوقت ووظيفته ومقتضاه. وهؤلاء هم أهل التعبد المطلق. (مدارج السالكين)
" وَأعظم هَذِه الإضاعات إضاعتان هما أصل كل إِضَاعَة إِضَاعَة الْقلب وإضاعة الْوَقْت فإضاعة الْقلب من إِيثَار الدُّنْيَا على الْآخِرَة وإضاعة الْوَقْت من طول الأمل فَاجْتمع الْفساد كُله فِي إتباع الْهوى وَطول الأمل وَالصَّلَاح كُله فى اتِّبَاع الهدى والاستعداد للقاء وَالله الْمُسْتَعَان . "
قال ابن القيم - رحمه الله -: القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر
"فالمحبة رأسه والخوف والرجاء جناحاه فمتى سلم الرأس والجناحان فالطير جيد الطيران ومتى قطع الرأس مات الطائر ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر ولكن السلف استحبوا أن يقوى في الصحة جناح الخوف على جناح الرجاء وعند الخروج من الدنيا يقوى جناح الرجاء على جناج الخوف هذه طريقة أبي سليمان وغيره. قال: ينبغي للقلب أن تكون الغالب عليه الخوف فإن غلب عليه الرجاء فسد. وقال غيره: أكمل الأحوال: اعتدال الرجاء والخوف وغلبة الحب فالمحبة هي المركب والرجاء حاد والخوف سائق والله الموصل بمنه وكرمه". (مدارك السالكين)
قال ابن القيم - رحمه الله -: "إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه, وألف سمعك, احضر حضور من يخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه إليه, فإنّه خطاب منه لك, على لسان رسوله, قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ [ق: 37]. وذلك أن تمام التأثير لمّا كان موقوفا على مؤثر مقتض, ومحل قابل, وشرط لحصول الأثر, وانتقاء المانع الذي يمنع منه, تضمّنت الآية بيان ذلك كلّه بأوجز لفظ وأبينه, وأدلّه على المراد". (الفوائد)
قال ابن القيم عليه - رحمه الله - يصف الدنيا على حقيقتها: أشبه الأشياء بالدنيا الظل تحسب له حقيقة ثابتة وهو فى تقلص وانقباض فتتبعه لتدركه فلا تلحقه وأشبه الأشياء بها السراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجد شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب وأشبه الأشياء بها المنام يرى فيه العبد ما يحب وما يكره فإذا استيقظ علم أن ذلك لا حقيقة له. (عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين) قال ابن القيم (رحمه الله): "إن الذكر ينور القلب والوجه والأعضاء فهو نور العبد في دنياه وفي البرزخ وفي القيامة وعلى حسب نور الإيمان في القلب تخرج أعماله وأقواله" قال ابن القيم (رحمه الله): "فالرضا مندرج في الشكر، إذ يستحيل وجود الشكر بدونه"
(مداج السالكين)
قال ابن القيم (رحمه الله):
"للعبد ستر بينه وبين الله، وستر بينه وبين الناس؛ فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس".
قال ابن القيم (رحمه الله): "فإنك ترى الرجل الصالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة وإن كان أسود أو غير جميل , ولا سيما إذا رزق حظًا من صلاة الليل فإنها تنور الوجه وتحسنه"
(روضة المحبين)
قال ابن القيم (رحمه الله): "مَنْ عَظُم وقار الله في قلبه أن يعصيه - وقَّره الله في قلوب الخلق أن يذلوه"
(الفوائد)
قال ابن القيم (رحمه الله): "إن الذكر ينور القلب والوجه والأعضاء فهو نور العبد في دنياه وفي البرزخ وفي القيامة وعلى حسب نور الإيمان في القلب تخرج أعماله وأقواله"
(الوابل الصيب)
قال ابن القيم - رحمه الله -: "فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغارا فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال يا أبت إنك عققتني صغيرا فعققتك كبيرا وأضعتني وليدا فأضعتك شيخا" "تحفة الودود فى أحكام المولود"
قال ابن القيم - رحمه الله -: "وقد ذكر الله سبحانه وتعالى عن يوسف الصديق - صلى الله عليه وسلم - من العفاف أعظم ما يكون،فإن الداعي الذي اجتمع في حقه لم يجتمع في حق غيره، فإنه - صلى الله عليه وسلم - كان شاباً، والشباب مركب الشهوة، وكان عزباً ليس عنده ما يعوضه، وكان غريباً عن أهله ووطنه، والمقيم بين أهله وأصحابه يستحي منهم أن يعلموا به فيسقط من عيونهم، فإذا تغرب زال هذا المانع، وكان في صورة المملوك، والعبد لا يأنف مما يأنف منه الحر، وكانت المرأة ذات منصب وجمال، والداعي مع ذلك أقوى من داعي من ليس كذلك، وكانت هي المطالبة فيزول بذلك كفلة تعرض الرجل وطلبه وخوفه من عدم الإجابة، وزادت مع الطلب الرغبة التامة والمراودة التي يزول معها ظن الامتحان والاختبار لتعلم عفافه من فجوره، وكانت في محل سلطانها وبيتها بحيث تعرف وقت الإمكان ومكانه الذي لا تناله العيون، وزادت مع ذلك تغليق الأبواب؛ لتأمن هجوم الداخل على بغتة، وأتته بالرغبة والرهبة، ومع هذا كله عفَّ لله ولم يطعها، وقدَّم حق الله وحق سيّدها على ذلك كله، وهذا أمر لو ابتلى به سواه لم يعلم كيف تكون حاله". (روضة المحبين)
قال ابن القيم (رحمه الله): "لأن من المعلوم من أحب محبوباً كان كلامه وحديثه أحب شيء إليه؟ وكيف يشبع المحب من كلام محبوبـــه؟ كما قيل: إن كنتَ تزعــمُ حبي فلم هجرتَ كتابي؟ أما تأملت ما فيه من لذيذ خطابي". (الجواب الكافي ص347)
(عشرة لا يتنفع بها)
يقول ابن القيم - رحمه الله -: (عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها): - علم لا يعمل به. - وعمل لا إخلاص فيه ولا اقتداء. - ومال لا ينفق منه فلا يستمتع به جامعه في الدنيا ولا يقدمه أمامه في الآخرة. - وقلب فارغ من محبة الله والشوق إليه والأنس به. - وبدن معطل من طاعته وخدمته. - ومحبة لا تتقيد برضاء المحبوب وامتثال أوامره. - ووقت معطل عن استدراك فارط أو اغتنام به وقربة. - وفكر يجول فيما لا ينفع. - وخدمة من لا تُقربك خدمته إلى الله ولا تعود عليك بصلاح دنياك. - وخوفك ورجاؤك لمن ناصيته بيد الله وهو أسير في قبضته، ولا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا.
قال ابن القيم - رحمه الله -: قالوا: إن أفضل العبادة: العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته، فأفضل العبادات في وقت الجهاد: الجهاد، وإن آل إلى ترك الأوراد، من صلاة الليل وصيام النهار. بل ومن ترك إتمام صلاة الفرض، كما في حالة الأمن. -والأفضل في وقت حضور الضيف مثلا: القيام بحقه، والاشتغال به عن الورد المستحب. وكذلك في أداء حق الزوجة والأهل. -والأفضل في أوقات السحر: الاشتغال بالصلاة والقرآن، والدعاء والذكر والاستغفار. -والأفضل في وقت استرشاد الطالب، وتعليم الجاهل: الإقبال على تعليمه والاشتغال به. -والأفضل في أوقات الأذان: ترك ما هو فيه من ورده، والاشتغال بإجابة المؤذن. - والأفضل في أوقات الصلوات الخمس: الجد والنصح في إيقاعها على أكمل الوجوه، والمبادرة إليها في أول الوقت، والخروج إلى الجامع. وإن بعد كان أفضل. - والأفضل في أوقات ضرورة المحتاج إلى المساعدة بالجاه، أو البدن، أو المال: الاشتغال بمساعدته، وإغاثة لهفته، وإيثار ذلك على أورادك وخلوتك. - والأفضل في وقت قراءة القرآن: جمعية القلب والهمة على تدبره وتفهمه، حتى كأن الله تعالى يخاطبك به، فتجمع قلبك على فهمه وتدبره، والعزم على تنفيذ أوامره أعظم من جمعية قلب من جاءه كتاب من السلطان على ذلك. - والأفضل في وقت الوقوف بعرفة: الاجتهاد في التضرع والدعاء والذكر دون الصوم المضعف عن ذلك. - والأفضل في أيام عشر ذي الحجة: الإكثار من التعبد، لا سيما التكبير والتهليل والتحميد. فهو أفضل من الجهاد غير المتعين. - والأفضل في العشر الأخير من رمضان: لزوم المسجد فيه والخلوة والاعتكاف دون التصدي لمخالطة الناس والاشتغال بهم، حتى إنه أفضل من الإقبال على تعليمهم العلم، وإقرائهم القرآن، عند كثير من العلماء. - والأفضل في وقت مرض أخيك المسلم أو موته: عيادته، وحضور جنازته وتشييعه، وتقديم ذلك على خلوتك وجمعيتك. - والأفضل في وقت نزول النوازل وأذاة الناس لك: أداء واجب الصبر مع خلطتك بهم، دون الهرب منهم. فإن المؤمن الذي يخالط الناس ليصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم ولا يؤذونه. - والأفضل خلطتهم في الخير. فهي خير من اعتزالهم فيه، واعتزالهم في الشر، فهو أفضل من خلطتهم فيه. فإن علم أنه إذا خالطهم أزاله أو قلله فخلطتهم حينئذ أفضل من اعتزالهم. - فالأفضل في كل وقت وحال: إيثار مرضاة الله في ذلك الوقت والحال. والاشتغال بواجب ذلك الوقت ووظيفته ومقتضاه. وهؤلاء هم أهل التعبد المطلق. (مدارج السالكين)
" وَأعظم هَذِه الإضاعات إضاعتان هما أصل كل إِضَاعَة إِضَاعَة الْقلب وإضاعة الْوَقْت فإضاعة الْقلب من إِيثَار الدُّنْيَا على الْآخِرَة وإضاعة الْوَقْت من طول الأمل فَاجْتمع الْفساد كُله فِي إتباع الْهوى وَطول الأمل وَالصَّلَاح كُله فى اتِّبَاع الهدى والاستعداد للقاء وَالله الْمُسْتَعَان . "
قال ابن القيم - رحمه الله -: القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر
"فالمحبة رأسه والخوف والرجاء جناحاه فمتى سلم الرأس والجناحان فالطير جيد الطيران ومتى قطع الرأس مات الطائر ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر ولكن السلف استحبوا أن يقوى في الصحة جناح الخوف على جناح الرجاء وعند الخروج من الدنيا يقوى جناح الرجاء على جناج الخوف هذه طريقة أبي سليمان وغيره. قال: ينبغي للقلب أن تكون الغالب عليه الخوف فإن غلب عليه الرجاء فسد. وقال غيره: أكمل الأحوال: اعتدال الرجاء والخوف وغلبة الحب فالمحبة هي المركب والرجاء حاد والخوف سائق والله الموصل بمنه وكرمه". (مدارك السالكين)
قال ابن القيم - رحمه الله -: "إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه, وألف سمعك, احضر حضور من يخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه إليه, فإنّه خطاب منه لك, على لسان رسوله, قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ [ق: 37]. وذلك أن تمام التأثير لمّا كان موقوفا على مؤثر مقتض, ومحل قابل, وشرط لحصول الأثر, وانتقاء المانع الذي يمنع منه, تضمّنت الآية بيان ذلك كلّه بأوجز لفظ وأبينه, وأدلّه على المراد". (الفوائد)
قال ابن القيم عليه - رحمه الله - يصف الدنيا على حقيقتها: أشبه الأشياء بالدنيا الظل تحسب له حقيقة ثابتة وهو فى تقلص وانقباض فتتبعه لتدركه فلا تلحقه وأشبه الأشياء بها السراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجد شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب وأشبه الأشياء بها المنام يرى فيه العبد ما يحب وما يكره فإذا استيقظ علم أن ذلك لا حقيقة له. (عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين) قال ابن القيم (رحمه الله): "إن الذكر ينور القلب والوجه والأعضاء فهو نور العبد في دنياه وفي البرزخ وفي القيامة وعلى حسب نور الإيمان في القلب تخرج أعماله وأقواله"
فأعظم أسباب شرح الصدر: التوحيد، وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه . قال الله تعالى: ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ﴾ [الزمر: 22] قال الإمام ابن القيم:
إن من أمراض القلوب ما يزول بالأدوية الطبيعية، ومنها ما لا يزول إلا بالادوية الشرعية الإيمانية، والقلب له حياة وموت ومرض وشفاء، وذلك أعظم ما للبدن.
قال ابن القيم (رحمه الله):
[center]"فليس الزهد أن تترك الدنيا من يدك وهي في قلبك وإنما الزهد أن تتركها من قلبك وهي في يدك". (طريق الهجرتين) [/center] | |
|