عدد الرسائل : 14822 نقاط التميز : تاريخ التسجيل : 02/04/2008
موضوع: الصديق (الصالح أو الطالح) على صاحبه الإثنين 29 ديسمبر 2014 - 22:34
لا شك أن الصديق (الصالح أو الطالح) يترك بصمات واضحة في أخلاقيات وسلوكيات صديقه.
وهذا ما نبهنا إليه القرآن الكريم بقول الله تعالى : (الأخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ) (الزخرف/67)، كما نبهنا إليه سيد الخلق وحبيب الحق محمد (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) ؛ فعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) قال: "الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" (رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح وقال الترمذي حديث حسن). وعن أبي موسى الأشعري (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) أن النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) قال: "إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير. فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة. ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة" (متفق عَلَيْهِ). يحذيك: يعطيك.
ومن كلام بعض أهل الحكمة [size=32]( يُظَنُ بالمرء ما يظن بقرينه)[/size] [size=32] [/size]
ومن أجمل ما قال الشعراء في أمر الصديق: وصاحب إذا صاحبت حراً مبرّزا *** يزين ويزرى بالفتى قـرنـاؤه واحذر مؤاخــــاة الدنيء لأنه *** يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
واختر صديقك واصطفيه تفاخراً *** إن القرين إلى المقارن يُنســب تجنب صديق السوء واصرم حباله *** وإن لم تجد عنه محيصاً فداره وأحبب حبيب الصدق واحذر مراءه *** تنل منه صفو الود ما لم تماره
إذا كنت في قومٍ فاصحب خيارهم *** ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي عن المرء لا تسل وسل عن قرينه *** فكل قرينٍ بالمقــــــارن يقتدي
[size=48]اذا لنقل كفى لصحبة السوء [/size]
حتى لا يخسر المرء دنياه وآخرته ، وذلك هو الخسران المبين ، والغبنُ الفاحش يقول الحق سبحانه {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً}.