سلوكيات الصائم

سلوكيات الصائم
احذروا البذخ في رمضان!

يتسابق النّاس قُبَيل مجيء شهر رمضان المبارك إلى شراء ما طاب ولذَّ، وتخزين الكثير منها، متناسين الكثير من الأخلاق الفاضلة كالقناعة والرضا وغيرها، وكأنّ الواجب عليهم بحسبهم، أن تكون مائدتهم عامرة متخمة بكلّ ما لذّ وطاب بحجّة أن فترة الصوم قضَت على مخزون الجسم من السكر وغيره، لذا يشعر بعدم القدرة على مواصلة أيّ نشاط. ممّا لا شكّ فيه أنّ الإرهاق الّذي يشعر به الصّائم ما هو إلاّ شعور نفسي ليس له أيَّ علاقة بالحقائق العلمية.
إلاّ أنّ الكثيرين يجهلون أنّ عملية الهضم وامتصاص الطعام تستمر بعد تناول الطعام لمدة ثلاث ساعات، بعد ذلك تبدأ مرحلة ما بعد الامتصاص وتستمر لمدة من 6 إلى 12 ساعة، وفيها يتحوّل الغذاء إلى غلوكوز وأحماض لتمد الجسم بالطاقة، وبهذا إذا عمل الصائم بنصيحة سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتناول السّحور في وقت متأخِّر لَن يشعر بالجوع إلاّ قبيل آذان المغرب، لأن عملية الهضم والامتصاص وعملية ما بعد الامتصاص تستمر حوالي 15 ساعة، وهي الفترة الّتي نصومها. ويؤكّد الأطباء أنّ إسراف الإنسان في تناول الطعام يُرْبِك الجهاز الهضمي، ويحُد من عمل دورة الهضم ممّا يؤثّر سلبًا على عمل الكبد في التّخلُّص من السموم. فالصيام فرصة للتّخلُّص من تلك السموم، ولكن البعض بإسرافهم في الإفطار والسّحور يهلكون أجهزتهم الهضمية وأكبادهم أيضًا، فلا يستفيدون من تلك المنحة الربانية للتّخلّص من تلك السموم. وهذا ما أكّده علماء الغرب، إذ يعتمدون على الصيام عن طريق منع الأكل والشرب ما عَدَا الماء عن المريض لفترة ما، كإحدى طرق العلاج للتّخلّص من السّموم. وقد أقرّوا أيضًا بأنّ كلّ إنسان في حاجة إلى الصيام (الطبي من وجهة نظرهم) وإن لم يكن مريضًا، لأنّ السّموم تتجمّع في الجسم وتجعله كالمريض، ومثقلا بالهموم ويقل نشاطه. وهذا هو الإرهاق الّذي يشكو منه الكثيرون.
الصوم ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو أيضًا امتناع عن معصية الله، قال سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن لم يدع قول الزور والعمل به فليس للّه حاجة أن يدع طعامه وشرابه''، أي: من لم يترك قول الكذب والعمل به، فلا فائدة من صيامه.

المصدر :جريدة الخبر : الجزائر: عبد الحكيم فماز

» زاد الصائم خلال شهر رمضان المبارك [مجموعة طيبة من الصوتيات الرمضانية]