HOUWIROU Admin
عدد الرسائل : 14835 نقاط التميز : تاريخ التسجيل : 02/04/2008
| موضوع: النظام العالمي الجديد و القطبية الواحدة الأربعاء 7 أبريل 2010 - 7:59 | |
|
بوادر النظام الدولي الجديد
ماهيته : يقصد بالنظام العالمي الجديد ذلك النظام المرتقب الذي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى فرضه على العالم بعد زوال الحرب الباردة وانهيار المعسكر الشيوعي وبعد أن أصبح العالم أحادي القطب ، وهو عبارة عن إعادة تنظيم العلاقات الدولية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية وفق المنظور الأمريكي ، ويعد الرئيس جورج بوش أحد مهندسي وصناع ذلك المسعى . تم الإعلان عن النظام الدولي الجديد من الأراضي العربية والإسلامية خلال أزمة الخليج الثانية ( 1990-1991 ) حيث صرح الرئيس بوش الأب عقب أزمة الخليج : « إن من أهداف الولايات المتحدة إقامة نظام عالمي جديد » . ولكن بعد مرور أكثر من عشر سنوات على هذه التصريحات تبين أن هناك فارق كبير بين الشعارات المرفوعة وبين الممارسات الفعلية الأمريكية ، لأن الواقع أكد أن الولايات المتحدة تستعمل شعار النظام الدولي الجديد لتحقيق العدل والسلام في العالم كغطاء للتدخل في شؤون دول العالم الثالث بعد أن كان تدخلها في شؤون هذه الدول تحت شعار درء خطر الشيوعية . أهدافه : أ / الأهداف المعلنة : 1/ المحافظة على الاستقرار العالمي من خلال تطبيق قواعد الشرعية الدولية واحترام دور الأمم المتحدة . 2/ احترام سيادة كل دولة واستقلالها وعدم المساس بوحدتها الوطنية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية . 3/ نشر قيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها ورفض الهيمنة الاستعمارية . 4/ تجديد شامل في نظام الحياة سواء على مستوى العلاقات بين الأفراد والشعوب والدول ، أو على مستوى الإنسان والبيئة . 5/ إزالة بعض المشاكل العالمية العالقة ومحاولة إيجاد تسويات لأهم القضايا ، لأن في المنظور الأمريكي بقاء هذه البؤر متوترة من شأنه إعاقة تثبيت ركائز النظام الدولي الجديد . 6/ فرض الديمقراطية والقضاء على الأنظمة الدكتاتورية حسب التصور الغربي وذلك للحفاظ على حقوق الإنسان . 7/ تحقيق التقدم والازدهار لجميع الشعوب والدول وذلك عن طريق عولمة الاقتصاد . ب / الأهداف الخفية : 1/ الصراع الذي كان بين الشرق والغرب ينبغي ان يتحول ويصبح بين عالم الشمال وعالم الجنوب ، على أن يكون في خدمة مصالح دول الشمال . 2/ تحويل هيئة الأمم المتحدة إلى أداة طيعة في يد الولايات المتحدة الأمريكية لتمرر عبر شرعيتها القرارات التي تريد . 3/ تكوين جبهة واسعة من الدول الأوربية بما فيها الاتحاد السوفياتي بزعامة الولايات المتحدة لضرب أي قوة صاعدة من العالم الثالث مناهضة للهيمنة الغربية ، وتعتبر منطقة العالم العربي والإسلامي الضحية الأولى في هذا الصراع . 4/ منع العالم الثالث من كسب التكنولوجيا وإبقائه خاضعا لعالم الشمال . 5/ السيطرة على منابع الطاقة النفطية في منطقة الخليج خاصة على ثروات الدول النامية عامة . 6/ إيجاد تسوية للقضية الفلسطينية عن طريق الحلول الهامشية أو المفروضة والقضاء على كل خطر يمكن أن يهدد إسرائيل . 7/ الاستعانة بالمنظمات الدولية كالأمم المتحدة والمؤسسات المالية العالمية وبالحلف الأطلسي لفرض النظام الدولي الجديد في العالم . الانعكاسات المختلفة على دول الجنوب : 1/ فرض نظام العولمة على دول العالم الثالث أو ما يسمى بالأمركة أي تكريس حضارة التكنولوجيا وإبعاد الإنسان عن انتمائه الحضاري . 2/ فقدان حركة عدم الانحياز لمبررات وجودها بعد تصدع المعسكر الشرقي ونهاية الحرب الباردة . 3/ انخفاض أسعار البترول ، مصدر رزق أغلب دول الجنوب الوحيد . 4/ تهميش القضايا العربية والإسلامية كالقضية الفلسطينية والعراق وكشمير والشيشان والبوسنة والهرسك وكوسوفو وغيرها... 5/ صعوبة دخول دول العالم الثالث أسواق البلدان الصناعية بالصادرات بغير المحروقات وبعض المواد الخام الأخرى ، بسبب القيود الجمركية المفروضة عليها . 6/ ظهور بعض الصراعات والحروب الإقليمية التي تثيرها وتغذيها الولايات المتحدة الأمريكية والدول القوية الأخرى . 7/ ارتفاع أسعار الفوائد عن القروض إلى أكثر من 20%في أواخر الثمانينات وخضوعها لشروط اقتصادية قاسية من قبل صندوق النقد الدولي . السؤال : قال الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب في تصريح له يوم 5/1/1992: « من الضروري أن تتحقق الزعامة الأمريكية للعالم عقب الحرب الباردة وأن ننير درب الآخرين ولا أحد سوانا » . المطلوب : حلل القول مبينا : أ/ مظاهر نهاية الحرب الباردة . ب/ معالم النظام الدولي الجديد ووسائل تحقيقه . جـ / مدى صحة القول من خلال أمثلة . دورة جوان 1999 الإجـابـة : المقدمة : لقد أدرك المعسكر الشرقي بعد 1985 انهياره المحتوم وتهاوت معه كل روابطه السياسية والاقتصادية والعسكرية ، وانتهى معه نظام القطبية الثنائية الذي ساد العالم لأكثر من 45 عاما ، وبدا العالم بقطب أحادي انفرد بريادة العالم مثلته ( و.م. أ ) وهذا في إطار نظام دولي جديد غامض الملامح وواضح النية مثلما أكدها الرئيس الأمريكي في 14/4/1991 بقاعدة ماكسويل الجوية في منطقة مونتغومري . أ/ مظاهر نهاية الحرب الباردة : 1/ حل حلف وارسو ومنظمة الكوميكون . 2/ تفكك المعسكر الشيوعي وانهيار النظم الشيوعية به . 3/ عقد مؤتمر مالطا عام 1989 وإبداء العملاقين رغبتهما في إنهاء حالة الصراع والتوتر . 4/ سقوط جدار برلين وقيام الوحدة الألمانية . 5/ قيام رابطة الدول المستقلة( C.E.I )في لقاء الماآتا ALMA-ATA بكازاخستان في 21/12/1991 وانتهاء U.R.S.Sفي25/12/1991 6/ انعقاد مؤتمر باريس في 19/11/1990 وإعلان U.S.Aو U.R.S.Sرسميا نهاية الحرب الباردة . ب/ معالم النظام الدولي الجديد ووسائل تحقيقه : المعالم : 1/ القطبية الأحادية سياسيا وعسكريا وإعلاميا تقودها U.S.A . 2/ تهميش المنظمات السياسية والاقتصادية لدول الجنوب . 3/ القطبية الاقتصادية المتعددة شملت الدول الصناعية الثماني والدول الصناعية الجديدة ( التنين الرباعي ) وبقيادة U.S.A . 4/ تسوية بعض القضايا التي كانت عالقة وفق المنظور الغربي مثل القضية الفلسطينية . 5/ توقف عجلة التنمية في دول الجنوب ومعاناتها من ارتفاع حجم الديون ومشكلة الغذاء وانخفاض أسعار البترول . الوسائل :1/ استعمال منظمة الأمم المتحدة كإطار دولي لفرض الهيمنة تحت غطاء الشرعية الدولية والأمثلة واضحة في العراق وهاييتي . 2/ استعمال الحلف الأطلسي كأداة لفرض المخططات التي تدعمها الولايات المتحدة في إطار أمركة العالم ويلاحظ ذلك في حشد الإمكانيات العسكرية لحلف الناتو أثناء حرب الخليج عام 1991 وأثناء أزمة إقليم كوسوفو عام 1999 . 3/ توسيع عضوية الحلف الأطلسي لتنضم دول أوربا الشرقية والوسطى مثل المجر وبولندا وتشيكيا . 4/ استخدام الهيئات العالمية الاقتصادية والمالية مثل صندوق النقد الدولي والبنك العالمي في أغراض سياسية واستراتيجية ولفائدة الغرب و U.S.A. 5/ هيكلة وسائل الإعلام دوليا . جـ / مدى صحة القول من خلال أمثلة : إن الواقع الدولي بعد مؤتمر باريس عام 1990 يبرز انفراد الولايات المتحدة الأمريكية بالساحة الدولية وعليه تتأكد صحة مقولة جورج بوش الأب حول قيادة الولايات المتحدة للعالم في جميع المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية ولعل من أمثلة ودلائل ذلك ما يلي : 1/ التحكم في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتوجيه قراراتهما . 2/ فرض الحصار على الدول المعادية للسياسة الأمريكية مثل ليبيا والعراق . 3/ رعاية عملية السلام في الشرق الأوسط ( اتفاقيات الحكم الذاتي ) . 4/ رعاية عملية السلام ف البلقان ( اتفاقية رومبوي بفرنسا عام 1999 ) . الخاتمة : قد يبدو أن نظام القطبية الثنائية الذي ساد العالم منذ الح ع II إلى مؤتمر باريس لم يحدث التوازن في العلاقات الدولية كما كان يفترض لكن المؤكد أن انهيار الاتحاد السوفياتي وانسحابه من الساحة الدولية أتاح الفرصة للولايات المتحدة الأمريكية للانفراد بالزعامة العالمية كقطب أوحد يفرض تصوره ومصالحه .
_________________
| |
|