]ثالثاً : يستريح قليلاً ثم يتناول طعامه ويغتسل ويتطيب ويستاك ويقص شاربه ، ويلبس أنقى ثيابه . عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم (( لا
يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من
طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ، ثم يصلي ما كتب الله ، ثم ينصت إذا
تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى )) رواه البخاري .
يقول
محمد بن إبراهيم التيمي : من قلم أظفاره يوم الجمعة وقص شاربه ، واستن ،
فقد استكمل الجمعة . [ عبد الرزاق في مصنفه ] وكان ابن عمر رضي الله عنهما
– لا يروح إلى الجمعة إلا أدهن وتطيب إلا أن يكون حراماً . ويقول أبو سعيد
الخدري : ثلاث هن على كل مسلم في يوم الجمعة : الغسل والسواك ، ويمس طيباً
إن وجد .
]رابعاً : أن يبكر للحضور الجمعة ماشياً لا راكباً ، لينال الأجر العظيم في تبكيره ، لما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة – رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من
اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة
الثانية فكأنما قرب بقرة ، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً
أقرن ، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ، ومن راح في الساعة
الخامسة فكأنما قرب بيضة ، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر )) . ]
الثقفي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر ومشى ولم يركب فدنا من الإمام واستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها )) [رواه أحمد ] .
وهذا هدي الصحابة – رضي الله عنهم – يقول أنس بن مالك رضي الله عنه كنا نبكر بالجمعة ونقيل بعد الجمعة [ رواه البخاري ]. ]
]خامساً :
يستغل الشاب فترة جلوسه في المسجد بما يناسب قلبه وحاله ، إما بكثرة
الصلاة وقد جاء في صحيح مسلم من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه
قال : كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته
بوضوئه وحاجته فقال لي : (( سل )) فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة ، قال :
(( أو غير ذلك )) قلت : هو ذاك قال : (( فأعني على نفسك بكثرة السجود ))
وكلنا مطلبه أن يكون مع رسول الله عليه وسلم في
الجنة ، وهذه الأمنية لا تحقق بعد رحمة الله تعالى إلا بفعل الأسباب ، ومن
الأسباب كثرة الصلاة ، يقول نافع : كان ابن عمر يصلي يوم الجمعة ، فإذا
تحين خروج الإمام قعد قبل خروجه ( عبد الرزاق 3/210) . ومن ذلك أيضاً :
قراءة سورة الكهف فقد وردت نصوص في فضل قراءتها ، منها ما رواه الدارمي في
سننه عن أبي سعيد الخدري قال : (( من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق )) (إسناده له حكم الرفع كما قال الألباني ) .
ثم
يحاول أن يحفظ شيئاً من القرآن الكريم ليملأ قلبه ، وصدره منه ، فخير ما
ملئت به القلوب كتاب الله تعالى ، روى الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله
عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب )) ( قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح ) [/size]
سادساً :
إذا دخل الإمام لصلاة الجمعة ينصت للإمام ويستمع إليه ، وكي يستفيد من
الخطبة ويستوعبها ، يفترض أنه سيسأل عن الموضوع بعد الخطبة أو يطلب منه أن
يتحدث عن موضوع الخطيب ، فإنه بهذه الطريقة سيركز ذهنه وتفكيره مع المتكلم
أكثر ، وجرب تجد صدق ما أقول .
]سابعاً : بعد الجمعة تؤدي سنتها أن كان في المسجد أربعاً ، لما روى الترمذي من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من كان منكم مصلياً بعد الجمعة فليصل أربعاً )) وإن كنت في البيت فصل ركعتين ، لما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يصلي ركعتين في بيته ، ثم بعد ذلك تتناول طعامك وتستريح ، لما روى
البخاري من حديث سهل بن سعد قال : (( ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد
الجمعة )) .
]ثامناً : بعد العصر يمكن أن تستغله بزيارة قريب ، أو عيادة مريض ، أو مذاكرة علم ونحو ذلك .
تاسعاً : قبيل المغرب يبغي الذهاب إلى المسجد للدعاء واستغلال ساعة الاستجابة ، لما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال : (( فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها )) .
]واختلف
أهل العلم في تعيين هذه الساعة على أقوال كثيرة ، ولكن لعل أرجحها أنها
آخر ساعة من العصر ، فحري بالشاب المسلم الذي يعلم فقره وحاجته إلى ربه ،
أن ينتهز هذه الفرصة بالدعاء لنفسه بالهداية والثبات على هذا الدين
والدعاء لإخوانه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها .
عاشراً : بعد صلاة المغرب يذكر ورد المساء ثم يؤدي نافلة المغرب .
الحادي عشر : بعد المغرب إما أن يبقى مع الأهل للتحدث معهم ، وإفادتهم فيما ينفع ، أو يراجع دروسه اليومية .
]ويتذكر
الشاب أن ما يفعله من مراجعة الدروس أنه طلب للعلم ، وطلب العلم عبادة
عظيمة ، يؤجر عليها العبد ، روى أبو داود عن كثير بن قيس قال كنت جالساً
مع أبي الدر داء في مسجد دمشق فجاءه رجل فقال : يا أبا الدر داء إني جئتك
من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جئت لحاجة قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من
سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة وإن الملائكة
لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات
ومن في الأرض ، والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل
القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء ، وإن
الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ، ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ
وافر )) .
الثاني عشر : بعد صلاة العشاء وتناول الطعام إن أحببت إن تقرأ من كتب العلم المناسبة لك فهذا حسن .