الاسس العامة والخاصة لحركة الحمل التدريبي في خطة التدريب السنوية للالعاب الجماعية
مقال: د. جبار رحيمة الكعبي
الى الاخوة المدربين في كرة القدم وفي الالعاب الجماعية والفردية ، يسعدني ان اتناول في مقالتي هذة احدى اهم الجوانب العلمية في العملية التدريبية وهي حركة الاحمال التدريبية خلال فترات الاعداد العام والخاص والمنافسات وكيف نرتب وننظم الصفات البدنية والاداء المهاري والخططي والنفسي خلال دائرة التدريب الاسبوعية ... مع تحيات د. جبار رحيمة الكعبي الخبير الفني للاتحاد القطري لالعاب القوى
*** حركة الحمل التدريبي خلال فترة الإعداد العام
أن الاتجاه الأساسي لحركة الحمل التدريبي (الحجم، الشدة، الراحة) خلال فترة الإعداد العام لاغلب الالعاب الجماعية هو الارتفاع التدريجي لحجم وشدة التدريب مع أعطاء الأفضلية لزيادة الحجم التدريبي كونه يخلق القاعدة الأساسية لمستوى الأداء البدني والمهاري والخططي للفترات التدريبية اللاحقة (الإعداد الخاص والإعداد للمباريات) ، إن تشكيلية الحجم التدريبي خلال فترة الإعداد العام هي الصعود التدريجي لثلاثة أسابيع وانخفاضه في الأسبوع الرابع أي ثلاثة اسابيع يرتفع الحمل تدريجيا ويخفض في الاسبوع الرابع ، حيث تكون النسبة بين الإعداد العام و الخاص ( اثنين عام الى واحد خاص ) ويسمح هذا التوزيع إلى تقوية الاتجاه العام للتدريب .
علماً إن ارتفاع الحجم التدريبي خلال هذه الفترة لا تؤدي إلى النتيجة المرجوة منها ما لم يرتبط هذا الحجم بالشدة المثالية التي تتناسب مع هذا الحجم ونقصد بها التدريبات المهارية والخطط السريعة ، وهذا يعني إن تنفيذ أحجام تدريبية أوكسجينية منخفضة الشدة وبطيئة ولفترات طويلة دون ارتفاع تدريجي بالشدة التدريبية (أي عدم أداء تدريبات سريعة لاأوكسجينية) هذه التدريبات لا تتناسب مع متطلبات الألعاب الجماعية وخاصة كرة القدم لان ستجعل أداء اللاعبين والفريق بطيئاً في تحركاتة علما إن مواقف اللعب المختلفة في الألعاب الجماعية تتطلب تنفيذ سرعات عالية وقصوى ولمسافات مختلفة حتى يمكن للاعب والفريق من التكيف مع متطلبات المباريات منذ البداية ، وعليه يجب خلال هذه الفترة زيادة الحجم التدريبي لخلق قاعدة متينة للمستوى الرياضي ولكن مع زيادة تدريجية بالشدة التدريبية.
وفي نهاية هذه الفترة يجب أن تصل الصفات البدنية العامة لمستوى جيد والصفات البدنية الخاصة لمستوى مناسب . أن السيطرة على هذه الحقائق تكون برصد حالات التدريب وتسجيلها وتقويمها عن طريق إجراء الاختبارات البدنية والوظيفية والمهارية والخططية وهذه الاختبارات تمثل نقاط استدلال لمعرفة مستوى الحالة التدريبية في هذه الفترة وهناك مقولة شائعة" وإن المستوى الذي يصل إليه اللاعب خلال فترة الإعداد العام (فترة الإعداد الأساسية ) تحدد وبشكل كبير المستوى الذي يصل إلية اللاعب خلال فترة المباريات ، كما يجب ات يشمل الاعداد العام عدد قليل من المباريات التجريبية كجزء من التدريبات الخاصة ولتحسين الاداء الوظيفي والمهاري والخططي والنفسي للاعبين و للفريق.
*** حركة الحمل في فترة الأعداد الخاص
تميل حركة الحمل خلال هذه الفترة إلى الارتفاع بشدة التدريب بشكل واضح مع زيادة قليلة الحجم خلال الأسبوعين الأولى من هذه الفترة ، ثم الانخفاض بالحجم بشكل تدريجي . وعموماً تتوقف الفترة التي يستغرقها الانخفاض في الحجم على المستوى الذي وصل إليه الرياضي أثناء فترة الإعداد وخلال هذه الفترة يصبح التدريب أكثر خصوصية بحيث يهدف إلى تحسين مستوى اللاعبين طبقاً لواجباتهم التكتيكية ومراكز لعبهم ضمن الفريق. وبما إن الهدف الرئيسي لهذه الفترة هو التخصص في التدريب أي تنفيذ التدريبات الخاصة بكرة القدم ومنحها حصة أكبر في التدريب كتطوير الصفات البدنية الخاصة بكرة القدم وتحسين الأداء المهاري والخططي . وعلية فان حجم تمارين الإعداد العام تبدأ بالتناقص ويزداد حجم وشدة تمارين الإعداد الخاص ، لذا يوصي خبراء اللعبة من اجل تحسين مستوى الاداء التأكيد على التغذية الجيدة وباستخدام المكملات الغذائية وتحت إشراف طبي ، مع استخدام جلسات المساج للتخلص من التعب وتجديد مصادر الطاقة وخلال هذه الفترة يحدث تغير في نصيب كل من الإعداد العام والخاص حيث تصبح النسبة بين الإعداد الخاص والعام 2 خاص الى 1 عام ويسمح هذا التوزيع إلى تقوية الاتجاه التخصصي للتدريب.
وفي هذة الفترة يحدث تغير في تكوين وسائل التدريب حيث تتغير طبيعة تمارين الإعداد العام ويصبح الهدف منها هو الحفاظ على الحالة التدريبية التي وصل إليها اللاعب. وتستخدم بعض من هذة التمارين التي كان لها أهمية تدريبية خلال فترة الإعداد العام كوسيلة من وسائل الراحة الايجابية كما يتم تغير العديد من تمارين الإعداد العام وتتخذ طابع القوة السريعة من خلال زيادة سرعة الأداء ( الشدة ) وتقليل عدد التكرارات ونتيجة لذلك ترتفع مستوى اللياقة الخاصة للاعب كلما استخدم التمارين الخاصة وكلما كانت التأثيرات الوظيفية والبدينة الناتجة عن استخدام هذه التمارين فاعلة .
ينصح خبراء اللعبة بان تجري عدة مباريات تجريبية خلال هذة الفترة لتشخيص نقاط القوة والضعف للاعبين والفريق ، مع مراعاة إن هذة المباريات يجب أن لا تؤدي إلى الإخلال بحركة الحمل لفترة الإعداد الخاص بل يجب أن تدخل هذه المباريات ضمن الدائرة التدريبية الأسبوعية والمتوسطة وتكون أحدى وسائلها الفعالة في تحسين مستوى الأداء الوظيفي والبدني والفني والخططي والنفسي للاعبين والفريق ، وبذلك فأن الحمل التدريبي في هذه الفترة يميل إلى الطابع التخصصي. وفي نهاية الفترة يمكن أن يضع المدرب التصور للتشكيلة النهائية للرفيق في ضوء التدريبات والاختبارات البدنية والوظيفية والمهارية التي نفذها على اللاعبين في هذة الفترة والفترة السابقة وما قدمة اللاعبين من أداء خلال هذه المباريات التجريبية .
*** حركة الحمل التدريبي خلال فترة الإعداد للمباريات
• تتطلب هذه الفترة زيادة حجم التدريبات الخاصة (المهارية والخططية) وانخفاض في حجم التمارين البدنية العامة استعداداً لخوض مباريات الدوري ، وعلى الرغم من انخفاض زمن التدريب الكلي للوحدة التدريبية إلا أن هناك زيادة تدريجية للحجم الكلي للتدريب في الأسبوع الأول والثاني ثم انخفاضه في الأسبوع الثالث لغرض استعادة الاستشفاء قبل البدء بمباريات الدوري.
• وخلال الفترات التدريبية السابقة (الإعداد العام والخاص والإعداد للمباريات) ونظرا لأن المدرب قام بإجراء عدة مباريات تجريبية لغرض تشخيص الجوانب الايجابية والسلبية للاعبين والفريق ولتحقيق التكيفات الوظيفية الخاصة للاعبين يجب على المدرب تخفيض الحجم وشدة التدريب قبل يوم فقط من المباراة التجريبية لان هذه المباريات هي جزء من التدريب ووضعت بشكل مخطط له أما الفترة الزمنية لخفض مكونات الحمل التدريبي قبل المباريات في الدوري فيعتمد ذلك على تخطيط المدرب والاعتبارات الاخرى مثل مستوى الفريق المنافس ، مدى مستوى الحمل البدني الذي تم تنفيذة قبل المباريات ، مدى اهمية هذة المباريات بالنسبة لترتيب الفريق ، طول الفترة الزمنية للمبارة القادمة ، طول مسافة السفر للذهاب للمباريات ، طبيعة نظام الدوري اللعب مرة واحدة أو مرتين خلال الاسبوع ... وغيرها من الجوانب الهامة التي تحدد كم يوم يمكن المدرب ان يخفض الحمل التدريبي وفي كل الاحوال ياخذ المدرب بنظر الاعتبار ان يصل لاعبية للمباريات وهم باحسن حالة بدنية ووظيفية ونفسية و ليسوا في حالة من التعب والاجهاد ، وحسب ما نعتقد يكون تخفيض الحمل التدريبي قبل ثلاثة ايام للمباريات الهامة جدا حتى يكتسب اللاعبين الراحة الكافية وتخزين مصادر الطاقة ويكون التدريب خلال هذة الايام خفيف ويتركز على تنفيذ الواجبات الهامة وبعض العاب الكرة المحببة لهم ويمنح المدرب يومين للمباريات الاقل اهمية أما في المباريات التجريبية فيفضل تخفيض الحمل التدريبي ليوم واحد فقط مع ضرورة اجراء وسائل استعادة الاستشفاء للاعبين بين الوحدات التدريبية كالتدليك والساونة وحمام الثلج وغيرها من وسائل استعادة الاستشفاء حتى يصل اللاعب للمباريات وهو في افضل حالاتة .
إن تنفيذ تدريبات خفيفة قبل المباراة هي أيضاً جزء من الخطة ، وذلك من اجل إعطاء فرصة للجهاز العضلي والعصبي ومصادر الطاقة بان تكون على قدر جيد من الجاهزية ، وبالتالي يمكن تقييم أداء اللاعبين والفريق بشكل أفضل وكذلك لتحديد وتشخيص الأخطاء المهارية والخططية ولمعرفة مستوى اللياقة البدنية العامة والخاصة للاعبين والفريق ووضع الخطط المناسبة التي تعالج تلك النواقص مع تعزيز وتطوير الجوانب الايجابية .
ومن اجل ان تكون حركة الحمل التدريبي مقننة وبشكل علمي وتؤثر بشكل ايجابي على مستوى اللاعبين والفريق يجب مراعاة تنفيذ وتنظيم وترتيب الاحمال التدريبية خلال الوحدات التدريبية لفترات الاعداد العام والخاص والمباريات وفقا للاسس التالية .
أما ما يتعلق بالاعداد النفسي فيفضل ان تكون لة اوقات خاصة في العملية التدريبية كمحاضرات وعن طريق مختصين بهذا بالاعداد النفسي وتوضع ضمن الخطة التدريبية السنوية ومجدولة في فترات الاعداد العام والخاص ومكثفة في فترة المباريات حتى تكتمل صورة الاعداد العام والخاص والمنافسات بكافة جوانبها الادارية والفنية والمهارية والخططية والنفسية .
تنظيم وترتيب موقع الصفات البدنية والمهارية والخططية في الدائرة التدريبية الأسبوعية
إن أكثر الدوائر التدريبية استخداماً هي الدائرة التدريبية الأسبوعية التي مدتها (7) أيام لأنها تنسجم مع الإيقاع الحيوي الطبيعي للإنسان خلال الأسبوع حيث توجد فيها فترات عمل وفترات راحة لتجديد حيوية الإنسان ، ومن خلال هذه الدائرة يمكن ترتيب تدريب الصفات البدنية/ المهارية/ الخططية عن طريق إتباع الأسس الفسيولوجية التي تنظم حركة الأحمال التدريبية المختلفة خلال الأسبوع إن الأحمال التدريبية خلال الدائرة التدريبية الأسبوعية تختلف من حيث حجمها/ شدتها/ درجة تأثيرها فمنها أحمال تدريبية قصوى/ عالية/ متوسطة/ خفيفة. وكذلك تدريبات الصفات البدنية كالسرعة فمنها سرعة قصوى/ اقل من القصوى/ متوسطة/ خفيفة ، وهناك تدريب القوة فمنها قوة قصوى/ انفجارية/ سريعة/ تحمل قوة
وعليه فان هذا الاختلاف في مكونات الحمل التدريبي لكل وحدة تدريبية يتطلب تنظيما وتوزيعا خاصاً لهذه الأحمال التدريبية في الدائرة التدريبية الأسبوعية فمثلاً إن تنفيذ أحجام تدريبية كبيرة وشدة عالية خلال الوحدة التدريبية الواحدة فان هذه الأحمال التدريبية تفترض على الجسم متطلبات عالية من حيث :
(1) كمية الطاقة المستهلكة
(2) كمية الفضلات المتراكمة من حامض اللاكتيك
(3) هبوط في قدرة الجهاز العصبي على إرسال الإشارة العصبية للعضلات نتيجة التعب.
وعليه فان تكرار مثل هكذا وحدات تدريبية في الدائرة التدريبية الأسبوعية تفرض على المدرب أن يخفض الحمل التدريبي خلال وحدات تدريبية أخرى لغرض :
(1) استعادة الشفاء
(2) استعادة مصادر الطاقة المستهلكة
(3) التخلص من حامض اللاكتيك المتجمع في العضلات والدم
(4) تسديد الديون الأوكسجينية
(5) إعادة التنبيه المرتفع للجهاز العصبي.
وهذا يعني أن إيقاع التدريب واستعادة الشفاء بين الوحدات التدريبية تعتبر من أهم العوامل التي تتحكم في تشكيل دائرة الحمل الأسبوعية وبالإضافة إلى ما تم ذكره فعلى المدرب مراعاة التغير في اتجاهات الوحدات التدريبية اليومية خلال الدائرة التدريبية الأسبوعية وعدم استخدام وحدات تدريبية متتالية ذات هدف واحد مثل تطوير نفس الصفة البدنية يومياً أي يوم بعد يوم بشكل متتالي كالسرعة أو القوة أو التحمل كما يتطلب من المدرب عند تدريب الصفات البدنية خلال الوحدة التدريبية اختيار الترتيب المناسب لتدريب هذه الصفات في تسلسل الوحدة التدريبية بما ينسجم مع الأسس الفسيولوجية والكيميائية لتشكيل دائرة الحمل الأسبوعية وذلك لضمان استعادة الاستشفاء المناسبة بين التدريبات وبين الوحدات التدريبية و للمحافظة على قدرة اللاعبين خلال الوحدة التدريبية الواحدة أو خلال الدائرة التدريبية الأسبوعية فمثلاً :
1- تقديم تدريبات السرعة بكافة أنواعها على تدريبات القوة
2- تقديم تدريبات القوة على التحمل.
3- تقديم التمارين التي تتطلب قدراً كبيرا من التوافق بين الجهازين العصبي والعضلي في بداية الوحدة التدريبية، ومنها تقديم التدريب الخططي على تدريب التحمل اللأوكسجيني بنظام حامض اللاكتيك وعلى تمارين التحمل الهوائي
4- تقديم تدريبات التحمل اللأوكسجيني الفوسفاتي على التحمل اللأوكسجيني بنظام حامض اللاكتيك وعلى تمارين التحمل الهوائي.
5- تقديم التدريب المهاري على التدريب الخططي ويفضل ان يصمم المدرب تدريبات تربط التدريب المهاري بالخططي بتمرين واحد يخدم الجانبين .
ساهم في ترقية التعليم في الجزائر، و أرسل لنا ملفاتك ليتم نشرها باسمك و يستفيد منها أبناؤنا
و تبقى لك صدقة جارية الى يوم القيامة
صفحتنا على فايسبوك
أن مرت الأيام ولم تروني
فهذه مواضيعي فتذكروني
وأن غبت يوما ولم تجدوني
ففي قلبي حبكم فلاتنسوني
وأن طال غيابي عنكـــــــم
دون عودة فأكون وقتهـــا
بحاجة للدعاء فأدعو لي
الجمعة 5 نوفمبر 2021 - 11:23
