zemmora
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

zemmora

منتدى متنوع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
HOUWIROU
Admin
Admin
HOUWIROU


عدد الرسائل : 14822
نقاط التميز :
تاريخ التسجيل : 02/04/2008

نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية Empty
مُساهمةموضوع: نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية   نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية Emptyالإثنين 5 أكتوبر 2020 - 13:33

نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية ChQYxCl

نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية Bt0l
نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية Ji5l

نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية Ffc88610نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية Ffc88610
نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية Ouarsenis-b36856756f
 نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية 291089rx2h0jqtu2
 

نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية Hand_zpsc7107888 




نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية :-


ظهرت الخدمة الاجتماعية الطبية في انجلترا عام 1880ف عندما تبين أن المرضى المصابين بأمراض عقلية يحتاجون إلى رعاية لاحقة بعد خروجهم من المصحات العلاجية ، ويرجع الفضل في نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية بانجلترا إلى "تشارلز لوك " ، والذي كان يعمل سكرتيراً لجمعية تنظيم الإحسان والمعروفة حالياً باسم جمعية رعاية الأسرة ، وقد كان ذلك في عام 1885ف ، حيث لاحظ فجوة في علاقة المريض مع أسرته وأصدقائه ، وهو بالمصحة وتؤثر هذه الفجوة تأثيراً سيئاً على حالته(1) .
ومع مرور الوقت تزايد الاهتمام بهذا المجال فقام " تشارلز لوك " عام 1890 ف بمبادرة عندما تبنى فكرة " سيدات الإحسان " اللائي كن يتطوعن في المستشفيات في لندن لممارسة الخدمة الاجتماعية الطبية ، وتأكيد أهميتها داخل هذه المستشفيات ،وتعد المستشفيات البريطانية في لندن أول من تبنى العمل من هذا النوع وقد اكتسبت سيدة الإحسان الخبرة فكانت تتمتع بالبصيرة والدراية فضلاً عن قدرتها على اتخاذ القرارات الدقيقة(2) .
ــــــــــــــــــــ
1- نظيمة أحمد سرحان ، الخدمة الاجتماعية المعاصرة . القاهرة : مجموعة النيل العربية ، 2006ف ، ص403 .
2- عبدالفتاح عثمان وآخرون ، الخدمة الاجتماعية في المجالين الطبي والإعاقة.القاهرة : مؤسسة نبيل للطباعة ، 1996ف ، ص82 .


وقد لقى هذا الاتجاه – تعيين موظفات بالمستشفى – قبولاً واستحساناً من بعض الدول الأخرى ، وقد نهجت الولايات المتحدة الأمريكية ذات الأسلوب الانجليزي، بل إن ظهور نظام الزائرات الصحيات في بعض المستشفيات الأمريكية في نيويورك عام 1893ف ، من بين العوامل التي أدت إلى ظهور مهنة الخدمة الاجتماعية الطبية
في الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث إن الزائرات الصحيات يقمن آنذاك بزيارة بيوت المرضى ، وتقديم الرعاية اللاحقة لهم بعد خروجهم من المصحات ، وكان
لعملهن داخل المستشفيات دور فعال ومهم لمساعدة المرضى في الاستفادة من العلاج(1) .
وفضلاً عن الزائرات الصحيات فإن انخراط طلاب كلية الطب الذين أجروا تدريباً عملياً داخل المؤسسات الاجتماعية ، أضفى لوناً آخر من الممارسة المهنية ونجاحها وذلك عندما طالبت جامعة " بالتيمور " في عام 1902ف ، أن يشتمل التدريب على المشكلات الاجتماعية والانفعالية حتى يكتسب المتدربين فهماً وإدراكاً للآثار الاجتماعية والاقتصادية على حالة المريض(2) .
ومن ثم ظهرت التقارير عام 1905ف التي تنادي بأهمية وجود الاختصاصي الاجتماعي الطبي ضمن أعضاء الفريق الطبي المعالج داخل المستشفى ، وفي العام ذاته وضع عدد من الأطباء وعلى رأسهم " ريتشارد كابوت " ، الذي يعدّ له الفضل في نشأة وتطور الخدمة الاجتماعية الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية ، وضعوا تقريراً جاء فيه :" لكي يعالج المريض علاجاً ناجحاً ينبغي الإلمام بالكثير من المعلومات التي ترتبط بتاريخ المرض الاجتماعي وحياة المريض وأسرته "(3) .
ــــــــــــــــــــ
1-إقبال محمد بشير ، وإقبال ابراهيم مخلوف ، الرعاية الطبية والصحية والمعوقين من منظور الخدمة الاجتماعية . الإسكندرية : المكتب الجامعي الحديث ، 1984ف ، ص39 .
2- محمود حسن ، مقدمة في الخدمة الاجتماعية . الإسكندرية : دار الكتب الجامعية، 1975ف ، ص667 .
3- المرجع نفسه ، ص 661 .


أما تجربة السويد في الخدمة الاجتماعية الطبية فنجد أنها شهدت تغطية كاملة
للخدمات الصحية والطبية والتأهيلية والاجتماعية لفئات المجتمع ، وقد ركزت في خدماتها الطبية على(1) :-
1- الخدمات الوقائية التي تقدم لأفراد المجتمع وللمرضى وللمعاقين ، وذلك للارتقاء
بكل من الصحة المهنية وصحة الأمومة والطفولة ، وأيضاً صحة الشيخوخة.
2- خدمات الحصر والتسجيل التي شملت كل فئات المجتمع السويدي .
3- الخدمات الطبية والتي شملت تغطية كاملة لأقاليم السويد ، وتوزع هذه الخدمات بعدالة على أفراد المجتمع .
4- الخدمات النفسية والاجتماعية والتي شملت الزيارات الميدانية والمقابلات في المساكن .
5- الخدمات التعليمية والمهنية حيث توفر أكثر من 150 مكتباً للرعاية الاجتماعية الطبية في كافة أنحاء السويد .
أما بالنسبة للدول العربية فنجد أن هذه المهنة حديثة ، وتُعدّ مصر السباقة في هذا المجال ، إذ نشأت فيها عام 1936ف ، حيث بدأت المؤسسات الأهلية في أول أمرها بتقديم خدماتها الاجتماعية في صورة مساعدات مالية أو عينية ، أو تكون على شكل ألوان من الترفيه تقدم للمرضى بالمستشفى من خلال تطوع سيدات الجمعيات الخيرية(2) .
وتم تعيين أول اختصاصيين اجتماعيين في كل من مستشفى " المنيرة " ومستشفى "أحمد ماهر " ومن ثم أخذت باقي المستشفيات الأخرى العمل على هذه الوتيرة ،حتى أصبح هناك قسم خاص بالاختصاصيين الاجتماعيين داخل المستشفيات(3) .
ـــــــــــــــ
1- منشورات الأمم المتحدة – الصحة الدولية – رقم 29 / 90 ، ترجمة د. أحمد النماس ، نقلاً عن حواء الشيباني الذئب ، واقع ممارسة الأخصائي الاجتماعي لدوره المهني في المجال الطبي ، رسالة ماجستير ، غير منشورة ، جامعة الفاتح ، كلية العلوم الاجتماعية التطبيقية ، 1999 ف ، ص 53 .
2- محمود حسن ، الخدمات الاجتماعية المقارنة . بيروت : دار النهضة العربية ، ط3 ، 1982ف ، ص 245 .
3- إبراهيم عبدالهادي المليجي ، الممارسة المهنية في المجال الطبي والتأهيلي . الإسكندرية : المكتب الجامعي الحديث ، 1996ف ص 26 .


ومن خلال اللمحة البسيطة عن نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية ندرك أنها مهنة حديثة ، ومع ذلك استطاعت أن تكوّن لنفسها فلسفة خاصة بها ، فهي تعدّ الإنسان
محور اهتمامها - كما سيأتي عرضها - لذا ينبغي أن تحظى هذه المهنة بالاهتمام ، في كافة المجتمعات على اختلاف أيديولوجياتها وتحاول أن تحظى بالسبق في توفير كافة الخدمات والبرامج ،التي من شأنها ضمان الخدمة الاجتماعية المناسبة للمواطن،
وعلى اختلاف أنواع الخدمة التي تُقدم للمتلقي وامتداد نشاطها واهتمامها إلى كل ما يسهم في مساعدة المواطنين على النمو والتكيف ومساعدة وتوعية المجتمع ليتحقق رُقيه وتقدمه .


فلسفة الخدمة الاجتماعية الطبية :-


الفلسفة في مفهومها العام البسيط :" تعني أنها موقف أو تصور شامل تجاه الكون والمجتمع والإنسان "(1) .
واستطاعت الخدمة الاجتماعية أن تكون لنفسها فلسفة خاصة بها ، من خلال التفاعل المتبادل بين التطور الفكري للمهنة ككل وبين الممارسة العملية لمجالات الأنشطة المختلفة ، وبما أن الخدمة الاجتماعية الطبية هي إحدى مجالات المهنة الأم، فطبيعي جداً أن تكون فلسفتها مستمدة منها(2) .
وإذا نظرنا إلى فلسفة الخدمة الاجتماعية الطبية وجدنا أنها تقوم على مجموعة من الأسس لعل من أهمها :-
1- إن الإنسان كل متكامل تتفاعل عناصر شخصيته وبما فيها العقلية والبيولوجية والنفسية والاجتماعية ، وكل إنسان له صفاته الشخصية التي تختلف عن غيره من الناس ، حتى ولو اشتركوا في نوعية المرض ، وهذا ما يطلق عليه بالفروق الفردية، وهذه الصفات تختلف في تأثيرها على المريض ، وعلى الخطة العلاجية ، وعلى الجهود المهنية والفنية مع المريض(3) .
2- الاعتراف بكرامة المريض ، والإيمان بقدرته على النهوض به من جديد كإنسان
قادر على التفوق والإبداع ، فالخدمة الاجتماعية الطبية ينبغي أن تتعامل مع المريض
باحترام ، وأن تعتني به لأن له الحق في العناية الطبية ، وأن تحقق له احتياجاته الاجتماعية حتى يستفيد من فرص العلاج الطبي .
ـــــــــــــــــ
1- إبراهيم عبدالهادي المليجي ، الرعاية الطبية والتأهيلية من منظور الخدمة الاجتماعية . الإسكندرية : المكتب الجامعي الحديث 1992ف ، ص 35 .
2- أميرة منصور يوسف ، المدخل الاجتماعي للمجالات الصحية الطبية والنفسية . الإسكندرية : دار المعرفة الجامعية ، 1997ف ص 84 .
3- عطيات عبدالحميد ناشد ، الرعاية الاجتماعية للمعوقين . القاهرة : مكتبة الانجلو المصرية ، 1969 ف ، ص 104 .


3- ترتبط العوامل الاجتماعية والنفسية ارتباطاً وثيقاً بالمرض ، إذ إن هناك الكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان ، ويكون سببها الرئيسي العامل الاجتماعي، أو العامل النفسي ، ولهذا قد لا يستطيع العلاج الطبي وحده شفاء المريض ، بل قد يحتاج إلى العلاج الاجتماعي والنفسي ليتم شفاؤه بصورة متكاملة ، ومن خلال العمل الفريقي.
4- وأيضاً فإن من ضمن فلسفة الخدمة الاجتماعية الطبية حق المريض في إشباع احتياجاته المختلفة ، وعلى الاختصاصي الاجتماعي أن يساعده في ذلك، ويساعده أيضاً في التخلص مما يعاني من الآلام ، فلابد من تمكينه من العلاج المناسب حتى يتعافى ، ويستطيع بعدها استرداد وظيفته ، وليكون عضواً فاعلاً في المجتمع ، ومحققاً لذاته الرضا جراء أداء مهمته الوظيفية بنجاح(1).


ومن خلال العرض المختصر لفلسفة الخدمة الاجتماعية الطبية ، يتضح أنها مهنة إنسانية بالدرجة الأولى ، لها مبادئ ومعايير أخلاقية تسير عليها ، وعلى الممارس المهني إذا أراد النجاح في ممارسة هذه المهنة أن يكون ملماً بهذه المبادئ، التي تعد الإنسان مركز اهتمامها ، ومن هنا فهي تحث على معاملة الإنسان باحترام وتوفير كافة احتياجاته ، التي يمكن أن تساهم في علاجه ، أو وقايته من الوقوع في المرض .


ــــــــــــــــــ
1- محمد عبدالمنعم نور ، الخدمة الاجتماعية الطبية والتأهيل ، المرجع السابق ، ص 35 .


أهمية الخدمة الاجتماعية الطبية :-


إن مجال الخدمة الاجتماعية الطبية له أهميته الخاصة التي تختلف عن أهمية باقي المجالات ، حيث ظهر ليساعد الإنسان المريض ، ويقدم له العناية التي يحتاجها، وتخفف آلامه ، حتى يصبح هذا المريض شخصاً سليماً ، وبالتالي يمكن أن يستفيد منه المجتمع في تسيير عملية التنمية بنجاح .
فعلاج المريض في السابق كان يعتمد على الطبيب وحده ، ولكن الآن أحسّ الطبيب أن خطة العلاج تحتاج إلى جهود من لون آخر ، ومن هنا برزت أهمية الخدمة الاجتماعية الطبية ، أي عدم إغفال الجانب الاجتماعي في العلاج والاقتصار على الجانب الطبي ، فلنجاح هذه الخطة ينبغي السيطرة على البيئة ومكوناتها أحياناً،وعلى أعمال المريض أحياناً أخرى ، ففي بعض الحالات ينبغي معرفة مصدر المرض لوقف انتشاره بين الأفراد ، ومعرفة حالة المريض المعيشية والعمل على تحسينها(1) .
وأهمية الخدمة الاجتماعية الطبية تبرز في كونها تهتم بالمريض بوصفه إنساناً، وليس حالة أو رقم سرير أو نوعاً من الأمراض ، وعندما يقرر الفريق المعالج بتر أحد أطراف أحد المرضى ، فسيقاوم بكل قوة ويرفض بشدة ، وهذه أعراض مرضية تتطلب مهارة الاختصاصي الاجتماعي الطبي في مواجهتها حتى تزول هذه المقاومة أو تخف حدتها مما ييسر على الطبيب أداء وظيفته ، ويمكنه إجراء الجراحة أو البتر في حينها(2) .
ومن هذا المنطلق فقد ظهرت أهمية الخدمة الاجتماعية الطبية ، وذلك عندما


ــــــــــــــــــــ
1- فاطمة مصطفى الحاروني ، خدمة الفرد في محيط الخدمات الاجتماعية . ط 3 ،القاهرة : دار الفكر العربي ، 1976ف ، ج 2
ص 603 .
2- عطيات عبدالحميد ناشد ، الرعاية الاجتماعية للمعوقين ، المرجع السابق ، ص 118 .


اعتنى الاختصاصيون الاجتماعيون بمعاونة الفريق الطبي ، ومحاولة تقديم الخدمات الصحية العلاجية والاجتماعية للمرضى ، باعتبار أن أداء الاختصاصي الاجتماعي لدوره على أكمل وجه يخفف من الأعمال الملقاة على عاتق المستشفى ، وتزيد من قدرة الفريق الطبي على القيام بوظائفه(1) .
والخدمة الاجتماعية الطبية تبرز أهميتها أيضاً في أن اهتمامها يشمل كل الأمراض ، دون تحديد ، ويرى أحد العلماء :" أن ثماني عمليات من كل عشر عمليات جراحية غير ضرورية بالمرة ، فكثير من الناس الذين يعانون آلاماً معدية وآلام الزائدة الدودية ، وأمراض القلب وغيرها من الأمراض الشائعة ، ليسوا مرضى بالمعنى الصحيح للمرض الجسمي ، وهذه الأعضاء المصابة قد تكون سليمة تماماً بالرغم من وجود الآلام ، وظهور الأمراض الحقيقية التي قد تكشف عنها أشعة "اكس" وقد تكون الأسباب الأساسية لهذا المرض هي القلق ،والمخاوف ، والتوتر الوجداني، وهموم الحياة"، فهناك مثل يقول : أن الصحة هي التحرر من الهموم ، لذلك فأن الاختصاصي الاجتماعي يمكن أن يساعد المريض في التخلص من هذه الهموم والتي تجعله وكأنه مريض جسمياً(2) .
ويمكن تلخيص أهمية الخدمة الاجتماعية الطبية في مجموعة من النقاط أهمها :-
1- أن مشكلات الصحة والمرض قد تؤدي إلى مشكلات اجتماعية شديدة ، إلى الحد الذي تهدد فيه تحقيق الأهداف المجتمعية ، حيث إن المجتمع الجديد يبني فلسفته على التوصل إلى الأهداف الإنسانية مع تحقيق أفضل طاقة إنتاجية للمجتمع ، ولهذا فإن
الخدمة الاجتماعية الطبية تساعد المريض على إعادة تكيفه ، ومشاركته في حياته


ـــــــــــــــــ


1- عبدالمنعم عبدالعال ، وأحمد زيتون ، تنظيم المجتمع أسس ومبادئ ، نقلاً عن حواء الشيباني الذئب ، واقع ممارسة الاختصاصي الاجتماعي لدوره المهني في المجال الطبي ، رسالة ماجستير ، غير منشورة ، جامعة الفاتح ، كلية العلوم الاجتماعية التطبيقية ، 1999 ص 56 .
2- أحمد كمال أحمد ، منهاج الخدمة الاجتماعية في خدمة الفرد . القاهرة : مكتبة الخانجي ، 1989 ف ، ص 333 .


الاجتماعية بدرجة يمكن أن يساهم بواسطتها في تحقيق أهداف مجتمعه، ووفقاً للإستراتيجية المرسومة .
2- إن الخدمة الاجتماعية الطبية ليس مهمتها تحقيق العلاج فقط ، بل لها دور وقائي وإنمائي أيضاً ، بمعنى أنها لا تنتظر حتى يصاب الشخص بمرض ليتم التدخل لعلاجه، بل تقوم أيضاً بنشر الوعي الصحي ، والثقافة الصحية للوقاية من الأمراض، وتعمل أيضاً على تنمية مواهب وقدرات المرضى(1) .
3- إن تقدم المجتمعات يقاس بمدى تقدم أفرادها صحياً، لذا ينبغي أن تعمل المجتمعات على توفير العناية والرعاية الصحية الكافية لأفرادها ، إضافة إلى وقايتهم من الأمراض والعاهات التي قد تصيبهم ، ومن هنا برزت أهمية الخدمة الاجتماعية الطبية في مساعدة تلك المجتمعات على تحقيق مبتغاها .
4- المرض لا يختص بالمريض فقط ، بل قد تمتد آثاره وانعكاساته إلى الأسرة بل إلى المجتمع ، ومن هنا فإن الخدمة الاجتماعية الطبية تسخّر جهودها للعناية بالأسرة والمجتمع لإزالة تلك الآثار والمشاكل .
5- قد تكون الظروف المصاحبة للمريض أشد خطراً من مرضه العضوي ، وتبرز هنا أهمية الخدمة الاجتماعية الطبية في تهيئة الظروف والتعامل مع الأسباب لإزالتها، أو التقليل من حدتها ، حتى يتمكن المريض من الشفاء ، وأن يستعيد أداءه الاجتماعي داخل بيئته الاجتماعية ومهامه الوظيفية(2) .
وتكمن أهمية الخدمة الاجتماعية الطبية أيضاً في مساعدتها لمهنة الطب ، وأنها تتعامل مع المريض كوحدة متكاملة لها جوانبها الاجتماعية والنفسية والعقلية والجسمية والاقتصادية ، لتحقيق أهداف وقائية وعلاجية ، بحيث تساهم في وقاية


ـــــــــــــــ
1-إقبال محمد بشير ، إقبال ابراهيم مخلوف ، الرعاية الطبية والصحية والمعوقين من منظور الخدمة الاجتماعية ، المرجع السابق
ص 350 .
2- إبراهيم عبدالهادي المليجي ، الرعاية الاجتماعية الطبية التأهيلية من منظور الخدمة الاجتماعية ، المرجع السابق ، ص 41 .


المخالطين للمريض ، لمنع انتقال العدوى ، وهنا تكون أهميتها طالت المجتمع بأسره(1).
فالخدمة الاجتماعية الطبية كمهنة تعرف بأنها خدمات مهنية ، وهي مجال نوعي للخدمة الاجتماعية ، تساعد المريض فرداً أو جماعة أو مجتمعاً على الاستفادة الكاملة من العلاج الطبي - وليس فقط العلاج - بل تقدم لهم المساعدة من خلال إثارة وعيهم بعاداتهم الضارة ، التي قد تجلب لهم الأمراض ، وتساعدهم على تغييرها ، كالإدمان مثلاً قد يؤدي بمتعاطيه إلى الإصابة بمرض فقدان المناعة " الإيدز " وهو مرض يتعذر علاجه ، هذا المرض من ضمن الأمراض التي تتعامل معها الخدمة الاجتماعية الطبية ، حيث إنها تشرف على المرضى الذين يتجنب معظم أفراد المجتمع التعامل معهم ، وتساعدهم في تقديم الخدمات التي يحتاجونها ، وأيضاً من الأمراض التي تتعامل معها الخدمة الاجتماعية الطبية مرض السكر، والذي يحتاج مرضاه إلى عناية ورعاية خاصة ، ويحتاجون مساعدة ليتقبلوا مرضهم ، وأن يتعايشوا ويتفاعلوا مع مرضهم بصورة طبيعية ، أي دون أن يؤثر في حياتهم الاجتماعية الطبيعية ، وكذلك مرضى الكبد الوبائي يتعامل معهم الاختصاصي الاجتماعي الطبي ويساعدهم في تقديم الخدمات اللازمة لهم ، وكذلك الأمر بالنسبة لمرضى القلب وغيرها من الأمراض التي تتعامل معها الخدمة الاجتماعية الطبية(2) .
ومن خلال ما تقدم يتضح أن الخدمة الاجتماعية الطبية لم تظهر عبثاً أو عشوائياً، بل ظهرت لضرورة الحاجة إليها داخل المؤسسات الصحية لأي مجتمع ، وذلك لأنها قد تساهم في تحقيق أهداف المجتمع ، فالمرضى يعدّون من ضمن الموارد البشرية وأهم موارد المجتمع ، ومن خلالهم يتحقق التقدم والتنمية ، إذا تعافوا وتماثلوا للشفاء، وبالتالي قد يساهم الاختصاصي الاجتماعي في تنمية مواهبهم وتوجيه قدراتهم
ـــــــــــــــــــــــــــ
 
2- عبدالرحمن عبدالرحيم الخطيب ، ممارسة الخدمة الاجتماعية الطبية والنفسية . القاهرة ، مكتبة الانجلو المصرية ، 2006ف ،
ص 95-119.


الإبداعية ، والتي بها يمكن أن يساعدوا مجتمعهم على التقدم والنمو، وعلى الفريق الطبي التعاون مع الاختصاصي الاجتماعي لتكامل الأدوار ، باعتباره يُسهّل للفرد أداء وظيفته بالشكل المطلوب .
إلا إن بعض المرضى يحتاجون في علاجهم إلى اختصاصي اجتماعي،ويحتاجون فترة علاج أطول دون شفاء ، الأمر الذي يعني تعطيل عجلة التنمية ، ريثما يتم شفاء المرضى وعودتهم إلى الحياة الطبيعية ، وممارسة مهامهم الوظيفية بشكل مطمئن وملبياً لطموحات مجتمع المرضى .


أهداف الخدمة الاجتماعية الطبية :-


مجال الخدمة الاجتماعية الطبية ليس مجرد زيادة في عدد مجالات المهنة الأم أو زيادة في أقسام المؤسسة الصحية ، بل إن ظهورها يُعدّ ضرورة حتمتها الظروف والمشكلات الاجتماعية التي قد تكون مصاحبة للمريض عبر أزمنة متتالية ومتعاقبة، لذا جاءت الخدمة الاجتماعية الطبية لتحقيق مجموعة من الأهداف ، التي تساهم في علاج الشخص المريض أو وقايته من الإصابة بالمرض ، أو تنمية قدراته ومواهبه.
يمكن عرض مجموعة من النقاط التي تمثل أهم أهداف الخدمة الاجتماعية الطبية وهي :-
1- مساعدة المريض على الاستفادة والانتفاع من فرص العلاج ، ومواجهة مشكلاته بما يتفق وظروفه الشخصية والبيئية والمالية(1) .
2- حرص الخدمة الاجتماعية الطبية على ربط المؤسسة الصحية بالبيئة الخارجية "المجتمع "ومؤسساتها ، وذلك للاستفادة من إمكانياتها وخدماتها في استكمال خطة العلاج سواء من الناحية الطبية أو الاجتماعية .
3- معاونة الطبيب المعالج وذلك بتزويده بمعلومات عن المريض ، والتي قد تفيد في الوصول بالمريض إلى الشفاء بأسرع وقت(2) .
4- غرس القيم الأخلاقية والدينية والاتجاهات الإيجابية داخل الأفراد ، وتخليصهم من الخرافات والأفكار الهدّامة كالشعوذة والسحر ، وذلك بإرشادهم وتوجيههم إلى المؤسسات الصحية،كالمستشفيات والعيادات ، ومراكز الأمومة والطفولة ، بدلاً من ذهابهم إلى العلاج عند المشعوذين والدجالين .
5- تجنيب المريض وكذلك أفراد المجتمع من الوقوع في الأمراض ، وذلك من خلال
ــــــــــــــــــ
1- إبراهيم عبدالهادي المليجي ، الرعاية الطبية والتأهيلية من منظور الخدمة الاجتماعية ، المرجع السابق ، ص 39 .
2-إقبال محمد بشير ، إقبال ابراهيم مخلوف ، الرعاية الطبية والصحية والمعوقين من منظور الخدمة الاجتماعية ، المرجع السابق ،
ص 37 .


حملات التوعية الصحية بشتى الوسائل ، كأن تكون عن طريق وسائل الإعلام مثلاً .
6- تنمية قدرات المريض إلى أقصى ما تسمح به قدراته للمساهمة في شفائه ، وذلك من خلال عمليات التأهيل وإعادة تأهيل المريض للجو الاجتماعي المناسب ، الذي كان يعيش فيه قبل مرضه ، ومن خلال تنمية قدراته قد يكتشف الاختصاصي الاجتماعي بعض المواهب والقدرات التي لم يكتشفها المريض نفسه(1) .
7- مساعدة الطبيب وهيئة التمريض للنظر بعناية في ظروف المريض ومشكلاته الخاصة، ومراعاتها عند وضع أي خطة علاجية ، ومساعدة المريض أيضاً على تذليل الصعوبات التي تواجهه وقد تؤخر شفاءه(2) .
فمهنة الخدمة الاجتماعية الطبية جاءت لتساند مهناً أخرى مثل مهنة التمريض
ومهنة الطب وغيرها ، حيث إن هدفهم هدف واحد – وهو تحقيق المعافاة
للمرضى- ، ويتعاونوا ليساهموا جميعاً في تحقيقه، وهذا الهدف هو سلامة الأفراد والذين هم أداة المجتمع التي يستخدمها لتحقيق التنمية .
إن الخدمة الاجتماعية الطبية لم تأتِ بدون أسباب ، بل جاءت لتحقق أهدافاً تسهم في تحسين مستوى الخدمات الصحية ، من ثَمّ تنعكس إيجاباً على المجتمع بكامله ، ولكن لا تتحقق هذه الأهداف ، إلا إذا تحقق التعاون والتنسيق بين أعضاء الفريق المعالج ، فقد يكون سبب فشل الاختصاصي الاجتماعي في تحقيق هذه الأهداف هو عدم تفهم بقية أعضاء الفريق لعمله ، كأن يُتجنب التعاون معه ويُهمش دوره الأمر الذي ينعكس سلباً على المرضى ويتأخر تكيفهم في بيئاتهم الطبيعية .


ــــــــــــــــــــ
1- عبدالرحمن عبدالرحيم الخطيب ، ممارسة الخدمة الاجتماعية الطبية والنفسية ، المرجع السابق ، ص 56 .
2-. 






 نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية 291089rx2h0jqtu2



ساهم في ترقية التعليم في الجزائر، و أرسل لنا ملفاتك ليتم نشرها باسمك و يستفيد منها أبناؤنا










 و تبقى لك صدقة جارية الى يوم القيامة  





نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية Hand_zpsc7107888
صفحتنا على فايسبوك


نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية 580_image016


 نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية Do.php?imgf=1403552231781
نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية Copy+of+Copy+of+%25D8%25A7%25D9%258A%25D9%2582%25D9%2588%25D9%2586%25D8%25A9+%25D9%2585%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25AF+%25D8%25B1%25D8%25B3%25D9%2588%25D9%2584+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2587
 
 أن مرت الأيام ولم تروني
فهذه مواضيعي فتذكروني
وأن غبت يوما ولم تجدوني
ففي قلبي حبكم فلاتنسوني
وأن طال غيابي عنكـــــــم
دون عودة فأكون وقتهـــا
بحاجة للدعاء فأدعو لي

نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية 2v9c4sn
نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية Coolte10
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zemmora.yoo7.com
HOUWIROU
Admin
Admin
HOUWIROU


عدد الرسائل : 14822
نقاط التميز :
تاريخ التسجيل : 02/04/2008

نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية   نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية Emptyالإثنين 5 أكتوبر 2020 - 13:35

الإعداد المهني للاختصاصي الاجتماعي في المجال الطبي :-


يقصد به تزويد الاختصاصي الاجتماعي بالمعارف والمهارات والخبرات التي تمكنه من أداء عمله بكفاءة وفاعلية ، داخل المؤسسات الصحية ، حتى تصبح لديه قدرة على تطبيق ما تعلمه نظرياً بصورة عملية ، فإذا كان ثمة صعوبة في التعامل مع الأشخاص الأصحاء ، فكيف يكون الحال إذا كان هؤلاء الأشخاص يعانون المرض ، فقد يصعب التعامل معهم نظراً للضغوط الاجتماعية والنفسية والمرضية الناجمة عن المرض ، ذلك لأن التعامل معهم يحتاج إلى مهارة وخبرة في الممارسة ، وتأسيساً على ذلك قامت معاهد وكليات الخدمة الاجتماعية بإعداد الاختصاصين الاجتماعيين إعداداً مهنياً سليماً ، لكي يتكامل دورهم مع بقية أدوار الفريق الطبي ، من أجل تحسين حالة المرضى ويصبحوا أفراداً أصحاء يساهموا في تنمية مجتمعهم(1).
ومن القواعد المعترف بها في الإعداد المهني أن التحصيل واكتساب الخبرات والمهارات يحقق الفائدة منه ، إذا ما اشتمل على عناصر الصقل المناسبة للمهنة التي يود الممارس استخدامها في المحك العملي ، ويعد الكشف عن الاستعداد للقيام بعمل ما أو احتراف مهنة معينة من الأمور الأساسية التي توليها معظم المعاهد والكليات ومراكز التدريب والإعداد اهتماماً كبيراً ، وتُعنى مدارس وكليات الخدمة الاجتماعية بالاختيار الدقيق للراغبين في احتراف وممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية عن طريق اختبارات ومقاييس معينة ، تؤكد وجود الاستعداد للمهنة ، ومن بين الصفات التي يتطلب توافرها في الترشيح اتزان الشخصية سواء على المستوى البيولوجي أو العاطفي أو الثقافي أو النفسي أو الاجتماعي ، وكذلك توافر القدر الكافي وسرعة البديهة والقدرة على التعبير واكتساب ثقة الغير (2)، ومن الصفات التي ينبغي توافرها
ـــــــــــــــــــــ
1- عبد المحيي محمود صالح ، ورمضان السيد رمضان ، أسس الخدمة الاجتماعية الطبية والتأهيل ، المرجع السابق ، ص 223 .
2- محمد عبدالمنعم نور، الخدمة الاجتماعية الطبية والتأهيل ، المرجع السابق ، 71 .


في الاختصاصي الاجتماعي الطبي أن يكون محبّاً للمرضى راغباً في مساعدتهم ، وأن يتصف بالتضحية والعطاء ، وأن يكون خالياً من الاضطرابات والعقد النفسية ، وعادلاً وموضوعياً غير متحيز ، متصفاً بالصبر والتسامح والنزاهة ، ومتفهماً لعادات وتقاليد وأهداف مجتمعه(1) .
ويشتمل الإعداد المهني للاختصاصي الاجتماعي في المجال الطبي جانبين مهمين هما :- الإعداد النظري ، والإعداد العملي .
أولاً / الإعداد النظري :-
وهو الإطار النظري الذي يعتمد عليه الاختصاصي الاجتماعي حتى يكوّن قاعدة ينطلق منها لممارسة ما تعلمه عملياً في المحك العملي ، وهي القاعدة التي ترتكز عليها كليات ومعاهد الخدمة الاجتماعية لإعداد الاختصاصي الاجتماعي ، وتعدّ القاعدة المعرفية هي الأساس التي تستند عليها المهنة في اكتسابها صفة العلمية وإضفاء صفة التميز على أنشطتها ، وينبغي أن تتضمن دراسة طالب الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي المعارف والمعلومات ذات الصلة بالخدمة الاجتماعية الطبية والعلوم المتصلة بها من علم الإنسان وعلم النفس وعلم الاجتماع ، إضافة إلى طرق الخدمة الاجتماعية ومجالاتها(2) .
ومن المعارف التي ينبغي أن يلم بها الممارس على سبيل المثال :-
1- معلومات طبية بسيطة عن بعض الأمراض وأسبابها ، وخاصة التي تنتشر بكثرة بين أفراد المجتمع ، وليس بالضرورة التعمق في دراستها(3) .
2- معرفة بمبادئ مرتبطة بالطب النفسي ، وهذه المعرفة مهمة للاختصاصي


ــــــــــــــــــــــ
1- محمد سلامة غباري ، أدوار الأخصائي الاجتماعي في المجال الطبي ، المرجع السابق ، ص 63 .
2- أحمد مصطفى خاطر ، الخدمة الاجتماعية " نظرة تاريخية ، مناهج الممارسة ، المجالات " . الإسكندرية : المكتب الجامعي الحديث 1992ف ، ص 3 .
3- إقبال إبراهيم مخلوف ، العمل الاجتماعي في مجال الرعاية الطبية " اتجاهات تطبيقية " . الإسكندرية : دار المعرفة الجامعية 1991 ف ، ص 154 .


الاجتماعي ، حتى يستطيع فهم وإدراك بعض التصرفات والسلوكيات التي يقوم بها المرضى ، والتي قد تكون في شكل أعراض نفسية أو سيكوسوماتية ، وبالتالي يستطيع أن يتعامل معها بالطريقة التي تقلل من حدتها ، وتأثيرها على تخفيف حدة المرض .
3- الإلمام بالمشكلات الناتجة عن الإصابة بالمرض والاحتياجات البشرية اللازمة للعلاج(1) .
4- معرفة واسعة بالمسائل التأهيلية والقانونية ، كالقوانين الخاصة بالتأهيل المهني والتأمينات الاجتماعية والضمان الاجتماعي ، حتى يستطيع أن يتعامل من خلالها الاختصاصي الاجتماعي في تقديم خدماته ، والعمل على تحسينها للفئات المحتاجة .
5- المعرفة الواعية بالمؤسسات التي يمكن الاستعانة بها، لتكملة خدمات المستشفى كدور النقاهة ومؤسسات التأهيل المهني ، والمؤسسات الاجتماعية لمساعدة المرضى، وذلك حتى يستفيدوا من إمكانيات المجتمع سواء كان ذلك أثناء المرض أو بعده(2).


ثانياً / الإعداد العملي " التطبيقي " :-
يعد الإعداد العملي للاختصاصي الاجتماعي في المجال الطبي جانباً مهماً في
الإعداد المهني ، حيث يسهم في صقل الإعداد النظري ، فهو مكمل له ، وذلك من خلال تطبيق وممارسة كل ما تم دراسته نظرياً في الواقع الميداني ، ونجد أن معاهد وكليات الخدمة الاجتماعية تتيح لطلابها الفرصة للتدريب الميداني في المؤسسات الصحية والمؤسسات المناظرة لها ، لكي يتدربوا على كيفية تطبيق ما درسوه نظرياً بطريقة عملية ، وينبغي أن يكون التدريب بإشراف مشرفين أكاديميين من معاهد


ــــــــــــــــــ
1- إقبال بشير ، وإقبال مخلوف ، الرعاية الطبية الصحية والمعوقين من منظور الخدمة الاجتماعية ، المرجع السابق ، ص 210 .
2- سلوى عثمان الصديقي ، الرعاية الطبية والنفسية من المنظور الاجتماعي . الإسكندرية : دار الهدى ، 1990ف ، ص 234 .


وكليات الخدمة الاجتماعية ، وأيضاً مشرفين داخل المؤسسات الصحية وهم الاختصاصيون الاجتماعيون الذين يعملون بداخلها ، وهكذا يتم التكامل بين الإعداد النظري والإعداد العملي من أجل تخريج كوادر مهنية من الاختصاصيين الاجتماعيين قادرين على العطاء والمساهمة في بناء مجتمعهم ، من خلال المساهمة في عودة المرضى إلى ممارسة أعمالهم السابقة ، وبصورة طبيعية ، وقد تكون الإصابة حادة تعيقهم عن ممارسة أعمالهم السابقة ، وبالتالي ينبغي مساعدتهم وتوجيههم إلى أعمال أخرى تتمشى وقدراتهم(1).
إن الإعداد النظري والإعداد العملي مكملان لبعضهم البعض ، حيث إن الاختصاصي الاجتماعي لكي ينجح في عمله ، داخل المؤسسات الصحية ، ينبغي أن تكون لديه خلفية نظرية ، بمعنى لابد أن تكون لديه معلومات عن المؤسسة الصحية ، و المجتمع المحلي الذي ينتمي إليه المرضى ، وأيضاً ينبغي أن يكون للاختصاصي الاجتماعي استعداد ورغبة تامة للعمل في المجال الطبي،حتى يستطيع برغبته أن يؤدي دوره بكفاءة ، ومن ثم يسهم في تحسين الخدمات الصحية التي ينبغي إسداؤها للمرضى وصولاً إلى شفائهم وعودتهم إلى ممارسة مهامهم السابقة وبشكل طبيعي .


ـــــــــــــــــــــ
1- إقبال بشير ، وإقبال مخلوف ، الرعاية الطبية الصحية والمعوقين من منظور الخدمة الاجتماعية ، المرجع السابق ، ص 211 .


الممارسة المهنية للاختصاصي الاجتماعي في المجال الطبي :-


الممارسة " تعني القدرة على إظهار المهنة والوفاء بمتطلباتها أمام طالب المساعدة والمجتمع والمهنة "(1) .
والمقصود بالممارسة المهنية هنا قيام الاختصاصي الاجتماعي بتطبيق ما درسه نظرياً في مجال الخدمة الاجتماعية الطبية داخل المؤسسات الصحية .
والوسيلة الأساسية التي تستخدم في تحقيق أهداف الخدمة الاجتماعية الطبية هي تطبيق الاختصاصي الاجتماعي لطرق الخدمة الاجتماعية وهي : طريقة العمل مع الأفراد ، وطريقة العمل مع الجماعات ، وطريقة تنظيم المجتمع ، إذ إنه ينظر للمؤسسة الصحية على أنها المجتمع الذي يتم بداخله العلاج ، في حين يتم التعامل مع المريض على أنه فرد له خصوصياته الفردية ومشاكله الشخصية ، وفي ذات الوقت ينبغي النظر إليه على أنه كائن اجتماعي ينتمي لجماعات مختلفة ، وفي حاجة إلى المساعدة(2) .
والاختصاصي الاجتماعي الطبي هو الدعامة الرئيسة للخدمة الاجتماعية الطبية داخل المؤسسات العلاجية ، نظراً لما يقوم به من أدوار وقائية و إنمائية و علاجية يستفيد منها المرضى وأسرهم ومجتمعهم(3) .
ومن هذا المنطلق سيتم عرض ممارسة الاختصاصي الاجتماعي لطرق الخدمة الاجتماعية الثلاث داخل المؤسسة الصحية :-


ـــــــــــــــــــــ
1- عبدالمجيد بن طاش محمد نيازي ، مصطلحات ومفاهيم إنجليزية في الخدمة الاجتماعية . الرياض : مكتبة العبيكان ، 2000 ص 86 .
2- إقبال بشير ، وإقبال إبراهيم مخلوف ، الرعاية الطبية والصحية والمعوقين من منظور الخدمة الاجتماعية ، المرجع السابق ،
ص 212.
3- محمد سلامة غباري ، أدوار الأخصائي الاجتماعي في المجال الطبي . الإسكندرية : المكتب الجامعي الحديث ، 2003ف ،
ص 55.


أولاً / ممارسة طريقة العمل مع الأفراد في المجال الطبي :-
ويقصد بطريقة العمل مع الأفراد في المجال الطبي هي عملية مهنية توظف
لصالح المريض ، وتعمل على توفير سبل العلاج الصحي المناسب ، وتسعى لمواجهة ما يعوق المريض عن أدائه لوظائفه ، ومساعدته على إزالة الأسباب التي قد تقلل
من فرص شفائه ، وزيادة أدائه لمهامه(1) .
فقيام الاختصاصي الاجتماعي بالاهتمام بالمريض بشكل فردي يشعره بأهميته وأهمية وجوده داخل المجتمع ، وبالتالي نجده يتجاوب مع فرص العلاج المقدمة له ، وهنا يقوم الممارس المهني بتقديم النصائح والإرشادات المناسبة حتى لا ينتكس المريض مرة أخرى .
ويمكن تقسيم العمل مع الحالات الفردية داخل المؤسسة الصحية إلى ثلاث مراحل وهي :-
1- مرحلة العيادة الخارجية :-
وهي الفترة التي يصل فيها المريض للعيادة الخارجية ، ويقوم ببعض الفحوصات الأولية لتحديد نوعية مرضه ، حتى يمكن نقله إلى القسم الذي يناسبه داخل المستشفى، ويمكن للاختصاصي الاجتماعي في هذه الفترة أن يقوم بمقابلة سريعة مع المريض ، لمساعدته وتقديم الخدمات اللازمة له (2)، متوخياً النجاح في إنجاز الخطوات التالية:-
أ- توضيح المراحل اللازمة لكي يحصل المريض على خدمات معينة ، مثل : صرف الدواء ، وموعد الفحص ، والكشف والتحليل .
ب- إذا كان المرض بسبب عادة صحية ضارة كالتدخين مثلاً ، فهنا يأتي دور
ــــــــــــــــــــ
1- فاطمة مصطفى الحاروني ، خدمة الفرد في محيط الخدمات الاجتماعية ، المرجع السابق، ص 606 .
2- حواء الشيباني الذئب ، واقع ممارسة الأخصائي الاجتماعي لدوره المهني في المجال الطبي ، رسالة ماجستير ، غير منشورة جامعة الفاتح ، كلية العلوم الاجتماعية التطبيقية ، 1999ف ، ص 62 .


الممارس المهني لكي يقدم النصح والإرشاد لتعديل هذه العادة السيئة ، وإبراز آثارها الجانبية ، والحد منها تمهيداً للإقلاع عنها .
ج- تحويل المرضى بأمراض مستعصية ومزمنة ، مثل الدرن إلى المصحات
الخاصة بهم ، وذلك لضمان سلامة باقي المرضى(1) .
د- الاتصال بأسرة المريض أو بجماعته في العمل أو المدرسة لإسداء النصيحة المناسبة التي تضمن تحقيق الشفاء للمريض في أسرع وقت.
هـ- إذا رأى الطبيب حاجة المريض للبقاء في المؤسسة الصحية لتلقي العلاج ، فربما يحتاج إلى مساعدة الاختصاصي الاجتماعي في إقناعه وتبصيره بجدوى بقائه في المؤسسة لإتمام العلاج(2) .


2- مرحلة وجود المريض بالمستشفى :-
وهي الفترة التي يكون فيها المريض داخل المستشفى لتلقى العلاج المناسب .
ويمكن للاختصاصي الاجتماعي أن يساعد المريض في الأمور التالية :-
أ- استقبال المريض ومساعدته على الاعتياد الحياة في المستشفى ، وإزالة المخاوف أو أي قلق يراوده ، فالمريض الخائف قد يقاوم العلاج ولا يتجاوب معه .
ب- مساعدة المريض على الاستقرار في المستشفى ، وذلك بحل مشاكله التي تشغل تفكيره ، فقد يحتاج المريض للقيام ببعض الأعمال التي قد يستفيد منها كما في بعض المؤسسات الاجتماعية ، مثل دار حماية المرأة ، ودار رعاية البنات.
ج- تقديم تقرير عن النواحي الاجتماعية والبيئية والأسرية والثقافية التي قد تفيد الطبيب في تشخيص المرض ووضع العلاج المناسب(3) .
د- قد يأخذ الطبيب بعض القرارات التي تثير غضب المريض ، والتي منها


ــــــــــــــــــــــ
1- إقبال ابراهيم مخلوف ، العمل الاجتماعي في مجال الرعاية الصحية " اتجاهات تطبيقية " ، المرجع السابق ، ص 161 .
2- أميرة منصور يوسف ، المدخل الاجتماعي للمجالات الصحية الطبية والنفسية ، المرجع السابق ، ص 112 .
3- إقبال ابراهيم مخلوف ، العمل الاجتماعي في مجال الرعاية الصحية " اتجاهات تطبيقية " ، المرجع السابق ، ص 163 .


منع الزيارة ، بالتالي قد يرفض المريض هذا القرار ، ويرفض العلاج ، ويطلب الخروج
من المستشفى ، وهنا يتدخل الاختصاصي الاجتماعي لتوضيح هذا القرار والذي تستدعيه مهمة الطبيب ولمصلحته (1) .


3- مرحلة الخروج من المستشفى والمتابعة :-
وهي الفترة التي يسمح فيها للمريض بمغادرة المستشفى والعودة لأسرته ، وهنا يأتي دور الاختصاصي الاجتماعي في تهيئة البيئة الخارجية له حتى لا ينتكس مرة أخرى ويمكن بلورة دوره في النقاط التالية (2):-
أ- تتبع الحالات بعد الخروج من المستشفى ، لضمان سير العلاج كما خطط له ، حيث إن الممارس المهني يعمل على تهيئة البيئة الخارجية لاستقبال المريض بعد خروجه من المستشفى ، ويتم ذلك بالتعاون مع الأسرة ، وجماعة العمل ، والأصدقاء،ويعرفهم على كيفية التعامل معه حسب تعليمات الطبيب المعالج .
ب- قد يترك المرض عاهة مستديمة في المريض ، وعلى الاختصاصي الاجتماعي أن ينصب اهتمامه على ناحيتين الأولى: مساعدة المريض على تقبل عاهته،والأخرى: أن يوجه ما تبقى له من قدرات إلى عمل يتناسب معه ، وفق توجيهات الفريق المعالج.
ج- ومن عواقب المرض أيضاً قد يفقد المريض ثقته في قدرته على العمل ، وفي هذه الحالة ينبغي أن يقوم الاختصاصي الاجتماعي بتشجيع المريض على العودة إلى العمل السابق ، وذلك بالتعاون مع الطبيب ، إذا تبين أن العمل لا يتعارض مع حالته الصحية .


ــــــــــــــــــــ
1- إقبال بشير ، إقبال إبراهيم مخلوف ، الرعاية الطبية والصحية والمعوقين من منظور الخدمة الاجتماعية ، المرجع السابق ،
ص 212 .
2- فاطمة مصطفى الحاروني ، خدمة الفرد في محيط الخدمات الاجتماعية ، المرجع السابق ، ص 631 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zemmora.yoo7.com
 
نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  كتاب علم اجتماع الخدمة الاجتماعية.
»  كتاب علم اجتماع الخدمة الاجتماعية.
» نشأة الجامعة العربية
» نشأة وأهمية تاريخ النظم
» نشأة صندوق النقد والبنك الدوليي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
zemmora :: شؤون التعليم :: علوم و تقنيات الانشطة اليدنية و الرياضية-
انتقل الى: