نص السؤال : هل سبب حدوث الهيجان الادراكات الذهنية أم التغيرات الجسمانية؟
المقدمة : " يعرف ريبو الهيجان بأنه صدمة مفاجئة شديدة يغلب فيها العنف , مصحوبة بازدياد الحركات أو انقطاعها كالخوف والغضب .." فإذا كان الهيجان هو ذلك الانفعال القوي المفاجئ الصادر عن وجود المثير , فعل حدوثه ناتج عن الإدراك الذهني أم عن تولد التعبير الجسماني ؟
التحليل :
الهيجان سببه ادراكات ذهنية للموقف
يركز أنصار النظرية الذهنية على الناحية السيكولوجية المتمثلة في التصورات الذهنية التي هي أساس الانفعال , فالانفعال حكم عقلي , فالخوف مصدره الشعور بالخطر .
فمثلا : 1- الإدراك = رؤية الوحش .
2- الإنفعال = الخوف .
3- الاستجابة = الهرب .
حيث يرى " هاربرت لوهان فريدريك " (1776-1841) فيلسوف ألماني مثالي أن الإنسان يشعر بالاضطرابات النفسية , أولا ثم ينتقل إلى البدن فالهيجان هو اضطرابات عقلية ونفسية تحدثها المنبهات الخارجية وتنقلها الحواس , والعقل يعطي لتلك المنبهات دلالة معينة مخيفة أو سارة ..الخ .
إدراك موقف ـ اضطرابات عقلية ـ هيجان ـ اضطرابات جسمية .
رؤية وحش ـ خوف ـ الهيجان ـ الهرب .
- ولكن لا هيجان دون تغيير فيزيولوجي , أي أن التصورات الذهنية وحدها لا تكفي لإحداث الهيجان .
الهيجان يتولد عن التعبيرات الفيزيولوجية التي تعتري الجسم : يرتكز أنصار النظرية الفيزيولوجية على الحركات والاضطرابات الفيزيولوجية التي تجعل الهيجان ظاهرا للعيان . وحذف المظاهر الجسمية في الانفعال يزيله ويجعله صورة باهتة .
فمثلا : 1- الإدراك = رؤية الوحش .
2- الاستجابة = الهرب .
3- الانفعال = الخوف .
حيث يرى وليام جيمس (1842-1910) عالم أمريكي أن المنبهات الخارجية تنقلها الحواس إلى الجهاز العصبي قبل أن يدركها حيث تتحول إلى تنبيه حركي فتتحرك العضلات وبعض الغدد وبعد ذلك يحدث الشعور النوعي خوف أو فرح ..الخ .
إدراك المثير ـ تغير جسمي ـ تغير نفساني ـ هيجان .
سيارة قادمة بسرعة ـ الابتعاد بسرعة ـ الشعور بالخوف ـ الهيجان .
- ولكن التعبير الفيزيولوجي وحده لا يمكنه تفسير الهيجان فالممثل مثلا .يكلف بالقيام بالدور فينجزه على أحسن ما يرام فتراه في حالة غضب وهو على غير ذلك .
الهيجان يصدر عن الفرد بكامله .
إن التصورات الذهنية شرطا ضروريا في حدوث الهيجان ولكنها غير كافية وحدها , كما أن التغيرات الفيزيولوجية هي الأخرى شرطا ضروريا في حدوث الهيجان ولكنها غير كافية وحدها , وعليه فالهيجان يتولد عن تشابك الادراكات الذهنية والتغيرات الجسمانية وهو موقف النظرية التلامسية التي تذهب إلى أن الشعور بالانفعال والتغيرات الجسمية يتمان في وقت واحد .
الخاتمة : الهيجان سلوك طبيعي عند الإنسان يشارك فيه الجسم والنفس معا فكل حادثة نفسية إلا وتحدث ضمن شروطها الفيزيولوجية وهذا ما جعل أرسطو يقول : " الانفعال ليس الجسم ولا في النفس بل في الإنسان " .
ساهم في ترقية التعليم في الجزائر، و أرسل لنا ملفاتك ليتم نشرها باسمك و يستفيد منها أبناؤنا
و تبقى لك صدقة جارية الى يوم القيامة
صفحتنا على فايسبوك
أن مرت الأيام ولم تروني
فهذه مواضيعي فتذكروني
وأن غبت يوما ولم تجدوني
ففي قلبي حبكم فلاتنسوني
وأن طال غيابي عنكـــــــم
دون عودة فأكون وقتهـــا
بحاجة للدعاء فأدعو لي