عدد الرسائل : 14822 نقاط التميز : تاريخ التسجيل : 02/04/2008
موضوع: قصة سيدنا إدريس عليه السلام الجمعة 17 يوليو 2020 - 13:44
قصـة سيدنا إدريس عليه السلام الجزء الأول
عندما شعر سيدنا “آدم” عليه السلام بدنو الأجل أرسل في طلب ابنه “شيث”، فقام بتعليمه علمه الكثير الغزير الذي تعلمه من ربه سبحانه وتعالى، انتقل بعدها سيدنا “آدم” عليه السلام إلى الرفيق الأعلى، وأنزل الله سبحانه وتعالى خمسين صحيفة على “شيث” يعلمه فيها كيفية عبادته سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، وينذر فيها من يشرك به شيئا.
على قدر ما عاش “شيث” بين أبنائه وقومه علمهم ما أنزل إليه، وكما فعل “آدم” عندما شعر بدنو أجله فعل “شيث” فعلم ابنه “أنوش” الدعوة ليدعو قومه من بعده على نهجه، ومن بعد “أنوش” سلمت الراية ل “قينن”، ومن ثم جاء الدور على الابن الرابع “مهلاييل” والذي كان ملكا صالحا مؤمنا محاربا لأبناء قابيل وداعيا لنصرة الحق، وعندما شعر باقتراب الأجل ودنوه علم ابنه “يرد” الذي صار على نهجه من بعده. وأسلم “يرد” كل ما تعلمه لابنه “إدريس” الذي كان فطنا واعيا مؤمنا ومحبا لله سبحانه وتعالى، كان زاهدا عابدا صالحا معظم وقته من يومه يقضيه في قراءة الصحف التي أنزلت على “شيث” حتى يتذكرها دوما ولا ينساها مطلقا، لقد كان دائم العبادة وغير منقطع عنها شاكرا لله ولجميع أنعمه عليه، لذلك اجتباه الله سبحانه وتعالى بأن جعله نبيا، قال تعالى: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا، وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا” صدق الله العظيم. إدريس هو أبو جد سيدنا “نوح” عليهما السلام، خصه الله سبحانه وتعالى بإنزال ثلاثين صحيفة عليه، كان يدعو قومه إلى عبادة الله دونا عن سواه، وقد آمن معه ألف من قومه، أدرك عليه السلام 308 عام من حياة سيدنا “آدم” والذي عاش قرابة الألف عام.
ولد سيدنا “إدريس” عليه السلام ببابل، ومن بداية نشأته تعلم العلم وأتقنه وصار يعلمه لغيره من الناس (العلم الذي أنزل على شيث)، وعندما أنزلت عليه الصحف صار يدعو الناس إلى عبادة الله سبحانه وتعالى والتنزه عن عبادة غيره مما لا ضرر بأيديهم ولا نفع، خرج إلى كل البلدان ليدعو كل أهل الأرض حتى وصل إلى مصر، والتي مكث بها مع من آمن معه من الناس، واستمر في دعوته إلى مكارم الأخلاق وطيبها. كان سيدنا “إدريس” عليه السلام عالما، وكان أول من كتب بالقلم، وكان أول من حاك الثياب وقام بخياطتها، وأول من تعلم علوم الفلك ومواقع النجوم والحساب وكثير من العلوم وقام بتعليمها للناس كافة. كان عليه السلام كلما غرز إبرة في ثوب ذكر الله كثيرا، فكان حينما يمسي لا يمسي أحد مثله بمثل ما فعل من عمل، وكان إذا نسي ذكر الله أثناء خياطته للثوب قام بتقطيع كل الغرز التي لم يذكر فيها الله سبحانه وتعالى ومن ثم يخيطها من جديد ويذكر الله. كان سيدنا “إدريس” عليه السلام على يتمتع بدرجة عالية من محبة الناس له، فقد كان على قدر كبير من العلم وكان ينفع الناس بما علمه ربه، ومن كثرة حب الناس له حاول الجميع أن ينسبه إليه:
المصريون يسمونه “هرمس الهرامسة”، كما يقولون أنه ولد بمدينة “منف” وهي العاصمة الكبرى لمصر الفرعونية، كما يقولون أنه جاب الأرض ومن ثم عاد إلى مصر من جديد.
أما عن اليهود فينسبونه إليهم ويقولون أنه نبي من أنبياء الله الصالحين، ويقولون أنه كان كثير العبادة والتضرع، ويسمونه “أخنوخ”، كما يقولون أيضا أن الله سبحانه وتعالى كان يحبه كثيرا لذلك رفعه إلى السماء.
أما عن اليونان وأهلها فيسمون سيدنا “إدريس” عليه السلام “أورين الثالث”، ويقولون بأنه كان حكيما وعالما من علمائهم.
وكل هذه الدلائل تدل على أن سيدنا “إدريس” عليه السلام كان محبوبا من قبل الجميع، كما أنه كان يعلم الناس كل ما يتعلمه لينفعهم به، وكان يدعوهم لعبادة الله ويعلمهم كيفية عبادته.
قصة سيدنا إدريس عليه السلام الجزء الثاني
ونحن المسلمون نحب سيدنا “إدريس” عليه السلام، لقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عنه في كتابه العزيز أنه كان نبيا صديقا، كما أن سيدنا محمد صل الله عليه وسلك رآه برحلة الإسراء والمعراج في السماء الرابعة.
كما أن الملائكة تحب سيدنا “إدريس” إذ كان دائم قراءة كلام الله سبحانه وتعالى الذي أنزله بالصحف التي أنزلها على “شيث”. عانى سيدنا “إدريس” عليه السلام في سبيل دعوته إلى ربه كغيره من سائر الرسل، وتحمل الكثير من الأذى وصبر عليهم جميعا في دعوتهم إلى طريق الحق، قال تعالى في كتابه العزيز: ” وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ، وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا ۖ إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ”. ولأنه صبر ووفى كان من الأنبياء الصديقين فقال تعالى في حقه: ” وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا، وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا، أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا” صدق الله العظيم. وعندما كان إدريس عليه السلام بأهل مصر، أحبه الجميع من أهلها، كما أن ملك مصر حينها أطاعه وآمن بما جاء به، أعان سيدنا “إدريس” المصريين على جميع أمورهم، صعد عليه السلام إلى أول منبع بالنيل وقام بتعليم المصريين كيفية قياس الأراضي، كما قام بتعليمهم كيفية التعامل مع زيادة ونقصان الماء (أيام الفيضانات وأيام الجفاف)، وعلمهم كيفية طرق الزراعة الصحيحة، كما علمهم كيفية ري الأرض وسقيها؛ وكان سيدنا “إدريس” عليه السلام أول من قام برسم قواعد المدن عند إنشائها، وقد تم إنشاء 188 مدينة بعصره، وكل ذلك إذا دل على شيء لا يدل إلا على أن سيدنا “إدريس” عليه السلام جمع بين النبوة والحكمة والعلم الغزير. لقد طاف سيدنا “إدريس” عليه السلام الأرض كلها، وعلم الناس أجمعين أمور دينهم ودنياهم، وأحثهم على عبادة الله وحده لا شريك له. وعندما شعر كغيره من السابقين بدنو الأجل علم ابنه التوحيد والطرق الصحيحة لعبادة الله وحده لا شريك له سبحانه وتعالى، كما علمه كافة العلوم التي تعلمها طوال حياته، توفي سيدنا “إدريس” عليه السلام بعد أن رفعه الله سبحانه وتعالى مكانا عليا. كيف رفع الله سيدنا “إدريس” عليه السلام مكانا عليا: علم سيدنا “إدريس” عندما أوحى الله سبحانه وتعالى إليه، أن الله ترفع إليه أعمال عباده كل يوم، وأنه سبحانه وتعالى يرفع إليه أعمال لسيدنا “إدريس” توازي جميع أعمال بني آدم والذين يعيشون بزمانه، لذلك أراد سيدنا “إدريس” عليه السلام أن تكون له الكثير والكثير من الأعمال الصالحة. عندما نزل عليه خليل له من الملائكة، أخبره سيدنا “إدريس” عليه السلام أنه يرغب في أن يعيش طويلا حتى يحصل على الكثير من الأعمال الصالحة والتي ترفع إلى الله سبحانه وتعالى، فحمله الملك بين جناحيه وصعد به إلى السماء، وعندما وصلا إلى السماء الرابعة تقابل الملك المقرب لسيدنا “إدريس” عليه السلام مع ملك الموت، وأخبره بأن سيدنا “إدريس” عليه السلام يريد أن يطيل الله في عمره حتى يحصل على الكثير من الأعمال الصالحة، فسأله ملك الموت: “وأين إدريس؟!”
فأخبره الملك المقرب لسيدنا “إدريس”: “إنه على ظهري الآن”. فقال ملك الموت في نفسه: “عجبا، لقد أمرني ربي الآن بأن أقبض روحه في السماء الرابعة، فتعجبت وقلت كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو الآن في الأرض”. فقبض ملك الموت روح سيدنا “إدريس” عليه السلام وهو في السماء الرابعة، وذلك قوله تعالى: ” وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا” صدق الله العظيم.
ساهم في ترقية التعليم في الجزائر، و أرسل لنا ملفاتك ليتم نشرها باسمك و يستفيد منها أبناؤنا
و تبقى لك صدقة جارية الى يوم القيامة
صفحتنا على فايسبوك
أن مرت الأيام ولم تروني فهذه مواضيعي فتذكروني وأن غبت يوما ولم تجدوني ففي قلبي حبكم فلاتنسوني وأن طال غيابي عنكـــــــم دون عودة فأكون وقتهـــا بحاجة للدعاء فأدعو لي