مدرسة الصحابة رضي الله عنهم" لجهاد الترباني

مدرسة الصحابة رضي الله عنهم" لجهاد الترباني Bt0l

مدرسة الصحابة رضي الله عنهم" لجهاد الترباني Ji5l

مدرسة الصحابة رضي الله عنهم" لجهاد الترباني Ffc88610

مدرسة الصحابة رضي الله عنهم" لجهاد الترباني

جهاد الترباني تناول الكاتب في هذا الكتاب حياة الصحابة رضي الله عنهم بصورة جديدة تجعلنا نستفيد منها ونطبقها في حياتنا العملية ويوجد في هذا الكتاب الاجابة على العديد من التساؤلات الهامة منها: – من هم الصحابة رضي الله عنهم؟ وما أهمية دراسة قصصهم في حياتنا المعاصرة؟ – ما هي أبرز العوامل الأساسية التي صنعت جيل الصحابة رضي الله عنهم؟ ولماذا يعتبر هذا الجيل جيلًا فريدًا في التاريخ البشري بأسره؟ – ما الاسم الحقيقي لعبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم؟
ولماذا سُميَّ بهذا الاسم؟ وما الاسم الحقيقي لهاشم الذي ينتسب إليه بنو هاشم؟ ولماذا سُميَّ بهذا الاسم؟ – من هو الصحابي الجليل الذي كلم الله تعالى دون ستار؟ وما الذي دار في حواره مع الله عز وجل؟ – لماذا اختار الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابي مصعب بن عمير رضي الله عنه بالتحديد لكي يحمل لواء المسلمين في غزوتي بدر وأحد؟ وما هي آخر كلماته قبل استشهاده؟

كتاب مدرسة الصحابة – جهاد الترباني

– ما هي العملية الاستخباراتية الخطيرة التي قام بها أحد الصحابة رضي الله عنهم في ليلة ظلماء وعاصفة من ليالي غزوة الخندق؟ ولماذا اختار الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك الصحابي بالتحديد دون غيره للقيام بتلك العملية الخطيرة؟ – هل كانت الغنائم هي السبب الحقيقي لما أصاب المسلمين في غزوة أحد؟ أم أن الأمر يتعلق بسبب أكثر عمقًا وأشد خطورة من مسألة الغنائم؟ – ما هي الأسباب الحقيقية للفتوحات الإسلامية التي وقعت في عهد الصحابة رضي الله عنهم؟ وهل كانت تحريرًا أم احتلالًا للشعوب؟ وماذا قال عنها قائد جيوش الحلفاء في الحرب العالمية الثانية الفيلد مارشال برنارد مونتغمري؟

مدرسة الصحابة رضي الله عنهم" لجهاد الترباني 83268090_3177688075580032_3703099963429879808_n.jpg?_nc_cat=108&_nc_sid=2d5d41&_nc_ohc=sZl06iCWwbwAX_gGvhP&_nc_ht=scontent-mrs2-1

قراءة مباشرة

مدرسة الصحابة

ساهم في ترقية التعليم في الجزائر، و أرسل لنا ملفاتك ليتم نشرها باسمك و يستفيد منها أبناؤنا

و تبقى لك صدقة جارية الى يوم القيامة

صفحتنا على فايسبوك

مدرسة الصحابة رضي الله عنهم" لجهاد الترباني 580_image016

مدرسة الصحابة رضي الله عنهم" لجهاد الترباني Copy+of+Copy+of+%25D8%25A7%25D9%258A%25D9%2582%25D9%2588%25D9%2586%25D8%25A9+%25D9%2585%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25AF+%25D8%25B1%25D8%25B3%25D9%2588%25D9%2584+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2587

أن مرت الأيام ولم تروني
فهذه مواضيعي فتذكروني
وأن غبت يوما ولم تجدوني
ففي قلبي حبكم فلاتنسوني
وأن طال غيابي عنكـــــــم
دون عودة فأكون وقتهـــا
بحاجة للدعاء فأدعو لي

مدرسة الصحابة رضي الله عنهم" لجهاد الترباني 2v9c4sn

مدرسة الصحابة رضي الله عنهم" لجهاد الترباني Coolte10

حكاية الشاب القرشي الجميل
بقلم جهاد الترباني
بعد انقشاع غبار المعركة عند جبل أحد، تفقد المسلمون شهداءهم، فوجدوا شابًا ملطخًا بالدماء، مقطوع اليدين، كان ما ظهر من ملامح وجهه يدل على أنه عاش حياة شاقة في هذه الدنيا قبل رحيله منها، فلما أراد المسلمون أن يكفنوه، لم يجدوا سوى بُردة لم تكفِ لتغطية كامل جسده، فكانوا إذا غطوا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطوا بها رجليه خرج رأسه، فأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يغطوا رأسه، وأن يغطوا ما ظهر من رجليه من الإذخِر، وهو نوع من النبات طيب الرائحة.
ولكن ما حكاية ذلك الشاب الذي رحل عن الدنيا دون كفن يغطي كامل جسده؟ ولماذا حزن الرسول صلى الله عليه وسلم وبقية الصحابة رضي الله عنهم على رحيله حزنًا شديدًا؟
لمعرفة حكاية ذلك الشاب ينبغي علينا أن نرجع بالزمان لما يزيد عن عشر سنوات من تلك الحادثة، وأن نتحول بالمكان من جبل أحد على تخوم المدينة، إلى الجنوب من المدينة حيث تقع مدينة مكة، فقد كانت قبيلة قريش الحاكمة في تلك المدينة تقسم شؤون مكة بين بطونها، وذلك كنوع من التنظيم الاجتماعي والسياسي بين عشائرها يساهم في حفظ النظام لمكة كأهم مركز ديني وتجاري في جزيرة العرب، فاختصت كل عشيرة كبيرة من عشائر قبيلة قريش بنوع من المهام التنظيمية، وكان من بين تلك المهام:
- السقاية: وهي سقاية الحجاج وتوفير المياه لهم، وقد كانت هذه المهمة من أهم الوظائف وأشرفها وأصعبها، نظرًا لشح المياه في مكة وصعوبة نقله بين شعاب تلك المدينة ذات التضاريس القاسية لأعداد كبيرة من الحجاج الذين يأتون من مختلف أرجاء الجزيرة العربية، واختص بهذه المهمة بنو هاشم الذين ينتسب إليهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكان عم الرسول صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه هو المسؤول عن هذه المهمة.
- الرفادة: وتختص بإطعام الحجيج على نفقة أهل قريش، فكانت الرفادة من الأمور العظيمة التي كان أهل مكة يقومون بها أثناء موسم الحج، وكانوا يجمعون من كل شخص من بينهم المال بقدر طاقته إلى أن يُجمع مال عظيم يجهزون به الطعام للحجيج، وقد اختص بالرفادة بنو نوفل، وإليهم ينتسب المطعم بن عدي الذي أجار الرسول صلى الله عليه وسلم ودافع عنه في مكة، ثم أضيفت هذه المهمة إلى بني هاشم.
- الأشناق: وتختص بتنظيم أمور الديات والغرامات، وقد اختص بها بنو تيم، ومنهم الصحابي أبو بكر الصديق رضي الله عنه، والصحابي طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه.
- القبة والأعنة: وهي بمثابة وزارة الدفاع لقريش، وتعنى بتجهيز الجيش، فالقبة سرادق كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما يجهّزون به الجيش، أما الأعنّة فما كان على خيل قريش في الحرب، وكانت هذه المهمة الحربية من نصيب بني مخزوم، ومنهم خرج الصحابي والقائد العسكري الكبير سيف الله المسلول خالد بن الوليد المخزومي رضي الله عنه.
- السفارة: وهي مهمة تمثيل قريش لدى القبائل والدول، وكانت من نصيب بني عدي، فكان الصحابي عمر بن الخطاب العدوي رضي الله عنه سفيرًا لقريش في الجاهلية.
- القيادة: وهي مهمة قيادة قريش في الحرب، واختص بها بنو عبد شمس، ومنهم الصحابي أبو سفيان بن حرب العبشمي رضي الله عنه، الذي كان القائد العام لجيش قريش في الجاهلية، وإلى عبد شمس ينتسب بنو أمية الذين قادوا الإمبراطورية الأموية التي امتدت من الأندلس إلى حدود الصين.
- السدانة: وتعني العناية بالكعبة والقيام بشؤونها من فتحها وإغلاقها وتنظيفها وغسلها وكسوتها، وإصلاح هذه الكسوة إذا تمزقت، واستقبال زوّارها وكل ما يتعلق بذلك، وكان سدنة الكعبة من بني عبد الدار، وكان هم من يحتفظون بمفتاحها، ولم يكتفِ بنو عبد الدار بهذا الشرف، بل استأثروا لأنفسهم أيضًا بعدة مناصب حيوية أخرى في قريش، فكانت لهم مسؤولية القيام بدار الندوة التي كانت بمثابة مجلس الشيوخ لزعماء مكة، إضافة لهذا كله، كان بنو عبد الدار هم حملة لواء قريش في حروبها، وهذا الأمر أكسبهم شرفًا عظيمًا، ليس فقط بين بطون قريش، ولكن أيضًا بين قبائل العرب أجمعين، ما تزال سدانة الكعبة حتى يوم الناس هذا من مسؤولية عائلة تنتمي لبني عبد الدار، وهم من أحفاد بني شيبة بن شيبة العبدري الذي أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة بعد فتح مكة، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبقى المفتاح معهم إلى الأبد.
ومن هذا البطن الشريف من بطون قريش، من بني عبد الدار بن قصي، ومن بيت واسع الثراء من بيوتهم، خرج شاب وسيم، مترف، رقيق البشرة، يرتدي أحسن الثياب في مكة، ويتعطر بأفضل العطور، هذا الشاب سمع برسالة الإسلام، فأعجب بما تدعو إليه من مبادئ وقيم، وآمن بها عن اقتناع، فأعلن إسلامه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنوات الأولى من البعثة النبوية، وبعد أن علم أهله بإسلامه، أعلنوا الحرب عليه، وخيروه بين ترك الإسلام، وبين فقدان حياة النعيم التي كان يحياها، فاختار هو التضحية بكل شيء من أجل الإسلام، وعاش ما بقي من حياته في تعب ومشقة ولجوء من مكان إلى مكان مدافعًا عن مبادئه وقضيته، هذا الشاب الذي كان مضرب المثل في مكة بالترف، هو نفسه ذلك الشهيد الذي لم يجد المسلمون ما يغطون به كامل جسده عندما رحل من هذه الدنيا، هذا الشاب الجميل كان اسمه مصعب بن عمير العبدري رضي الله عنه.
بعد إيمانه بدعوة الإسلام، ضحى مصعب بن عمير رضي بحياة الترف التي كان يعيشها في مكة، فحاربه أهله، وحاصروه اقتصاديًا، وكان هدفهم من ذلك دفعه لكي يترك دين محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن مصعب رضي الله عنه ثبت على الحق، ولم يهتم لكل ما فقده من مال ومتاع الدنيا في سبيل قضيته التي يؤمن بها، وبعد ذلك هاجر مصعب بن عمير رضي الله عنه إلى الحبشة مع المسلمين الذين هاجروا إليها هربًا بدينهم من بطش قريش، فأصبح لاجئًا في بلاد غريبة، بعد أن كان يعيش في وطنه كالملوك!
وفي غزوة بدر الكبرى، اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير العبدري ليحمل لواء المسلمين في تلك المعركة المصيرية، بينما كان أهله من مشركي بني عبد الدار هم حملة لواء الكفار في جيش مكة، نفس الأمر تكرر في غزوة أحد، فكان مصعب بن عمير رضي الله عنه هو حامل لواء جيش الإسلام، فكان يحمل اللواء بيد، ويحمل سيفه بيده الثانية يقاتل فيه الغزاة.
وفي أحد، وبعد وقوع الثغرة عند جبل الرماة، انقض كفار قريش على المسلمين من الأمام والخلف، فدبت الفوضى في جيش المسلمين، ولكن مصعب بن عمير رضي الله عنه ثبت في مكانه حاملًا راية الإسلام عاليًا، فتقدم إليه أحد فرسان قريش وكان يدعى ابن قمئة الليثي، فضرب مصعب بن عمير رضي الله عنه بالسيف على يده اليمنى التي كان يحمل الراية بها، وقبل أن تسقط الراية على الأرض، أسرع مصعب بن عمير رضي الله عنه ليلتقطها بيده اليسرى وهو يصيح بكل إيمان وثبات في أرض المعركة:
"وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل"
فضربه ابن قمئة على يده اليسرى فقطعها، ولكن مصعب رضي الله عنه لم يرضَ أن يرى راية الإسلام تسقط أمام عينيه، فجمع ما تبقى له من طاقة والدماء تسيل منه، واحتضن اللواء وضمه نحو صدره وهو ينادي:
"وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل"
بعد ذلك، تناول المشرك رمحه، وغرزه في صدر ذلك الشاب القرشي الجميل الذي ضحى بزهرة شبابه من أجل أن تبقى راية الإسلام مرفوعة، ليغادر مصعب بن عمير رضي الله عنه الدنيا لم يأخذ منها سوى كفن لم يغطِ كامل جسده، غادرها مؤمنًا بالله، مضحيًا في سبيل إيمانه، محبًا لمعلمه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان اسمه آخر اسم ردده وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويُروى أنه عندما قال مصعب بن عمير رضي الله عنه تلك الكلمات، لم تكن هذه الآية الكريمة قد نزلت بعد، ونزلت بعد موته:
"وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ"
ويروي الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقفًا رآه في حياة مصعب بن عمير رضي الله عنه، عندما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم إليه، وقد ظهرت عليه مظاهر الفقر، بعد أن ضحى بحياة الترف في سبيل ما يؤمن به، يقول عمر رضي الله عنه:
"نظر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى مصعبِ بنِ عُميرٍ مُقبِلًا، عليه إهابُ كبشٍ قد تنطَّق به، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: انظُروا إلى هذا الَّذي نوَّر اللهُ قلبَه، لقد رأيتُه بين أبوَيْن يُغذُّونه بأطيَبِ الطَّعامِ والشَّرابِ، ولقد رأيتُ عليه حُلَّةً شراها أو شُرِيَت بمائتَيْ درهمٍ، فدعاه حبُّ اللهِ وحبُّ رسولِه إلى ما ترَوْن".
من كتاب "مدرسة الصحابة رضي الله عنهم" لجهاد الترباني

مدرسة الصحابة رضي الله عنهم" لجهاد الترباني 106103791_3559254574090045_4130110292620393048_n.jpg?_nc_cat=111&_nc_sid=8024bb&_nc_ohc=6CAOu6_yUT4AX_CUBmy&_nc_ht=scontent-mrs2-1