تعتبر مسألة الإعداد الذهني للاعب كرة القدم من أهم المسائل المطروحة في الرياضة الحديثة فكما يحتاج التلميذ و الطالب الى استعداد نفسي قبل إجراء الإمتحان و كما يحتاج الجراح والطاقم الطبي لفترة ما قبل العمل الجراحي للتحدث مع المريض ومحاولة تهيئته للدخول الى عالم اللاوعي لإجراء الجراحة...كذلك يحتاج اللاعب لمرحلة إعداد ذهنية يوضع فيها داخل إطارالمنافسة المرتقبة و يخطئ من الذي يعتقد بعدم أهمية الإعداد الذهني فهناك من يرى أن التحضير النفسي أو مجرد الإهتمام به مرتبط بالجانب المرضي ومن العيب أن يقع التطرق له أصلا، كما أن هناك إعتراض من جانب بعض اللاعبين أنفسهم على وجود هذه الفكرة داخل أروقة النادي وهو ما يجعلهم يعتقدون انه سيشرع دراسة حالتهم النفسية وعلاقاتهم مع الآخرين سواء في محيطهم الأسري أو بين الأصدقاء مما سيؤدي قطعا إلى معرفة أسرار عنهم، فمن العيب ,حسب رأيهم,أن تصبح مشاكلهم العائلية أو سلوكياتهم التي قد يكون فيها نوع من عدم السواء معروفة لدى الإطار الفني او الطبي او النفسي ان وجد طبعا, فيآخذ على اللاعبين هذا السلوك.
و بالرجوع الى بعض نتائج أنديتنا محليا و إقليميا نجد أن الجانب النفسي أو بالأحرى الإعداد النفسي هوواحد من أهم مسببات الهزيمة و الخسارة التي يكون من بين أسبابها عادة و على سبيل المثال الخوف الزائد من الفريق المنافس لأنه الأقوى أو الإستهتار به لأنه فريق أضعف منه مما يؤسس لحالة من اللامبالاة عند بعض اللاعبين أو عدم التركيز على المباراة، أو التوتر والعصبية من طرف البعض الآخر وأيضاً من جانب المدرب. وكل هذه الأسباب هي نفسية بالدرجة الأولى والحل يكون من خلال علم النفس الرياضي حيث يمكن تهيئة الجو المناسب لللاعبين داخل الملعب ورفع الروح المعنوية والثقة بالنفس والتقليل من التوتر أو استغلاله وجعله توتر مفيد لا توتر معيق، بمعنى إستغلاله كدافع لللاعبين لتأدية مباراة حماسية والرغبة في الفوز على المنافس. و هنا يأتي دور الأخصائي النفسي و ضرورة وجوده داخل النادي و تفعيل دوره الذي لايقل أهمية عن دور المدرب أو المعد البدني أو طبيب الفريق...
ولكن من الخطأ القول أن دوره يقتصر على الإعداد النفسي قبل المباراة فقط بل دوره يبدأ من القاعدة وأقصد هنا إبتداء من صنف الشبان مع بداية أولى مداعبات كرة القدم بهدف التوجيه والإرشاد لتنمية وترسيخ السمات الدافعية وتنمية القدرات والسمات الشخصية وتنمية المهارات النفسية مثل الإسترخاء والتركيز والإنتباه و التكيف مع المنافسات حتى قبل بدايتها بأيام او أسابيع ,وحل مشكلات اللاعبين مع بعضهم البعض والعمل على جعل الفريق والجهاز الفني والإداري أسرة واحدة.
فإستخدام الإخصائي النفسي داخل النادي يساهم بشكل فعال في تحسين أداء اللاعبين الذين سيتلقون الإعداد النفسي والتدريب العقلي اللازمين لمواصلة المشوار الكروي و الحصول على أفضل النتائج الممكنة، وهو ما سيساعد على الوصول باللاعبين والمدربين إلى أفضل أداء في الملعب خلال التدريب و خلال المباريات المحلية والإقليمية على اختلاف مستوياتها وبما أن كرة القدم الحديثة تتطلب أداءا عاليا ومثاليا فمن الواجب العمل على ايجاد علاقة تكامل بين الجانب النفسي و السلوكي و الأخلاقي و بين الطاقات البدنية والمهارية والخططية و التكتيكية و التركيز على حسن التفكير باستخدام المهارات العقلية والنفسية للاعب والتصدي الى الضغوط مثل التوتر والقلق والخوف والتردد لمجابهة ردود الأفعال من المنافس والتحكيم والجماهيرلأن مباراة كرة القدم تستدعي أن تكون لدى اللاعب مقدرة ذهنية عالية تمكنه من الإدراك الحقيقي والدقيق للمواقف بحيث يستطيع أن يؤدي مهامه بالسرعة المطلوبة وبالطريقة السليمة .
يتفق الجميع على أن مشوار الإحتراف طويل و يلزمه الكثير من المستلزمات التي لم توفق كرتنا في توفيرها كالمال و المنشآت الرياضية و الإطارات ذات الكفاءة العالية لكن الإعداد النفسي و التأطير الذهني يعتبران من اهم مقومات الإحتراف كذلك ليس لللاعب وحده بل للمدرب و المسير و حتى الجمهور أيضا...
1- ما مدى أهمية الإعداد الذهني و النفسي في كرة القدم التونسية ؟
.......................................................
2- هل يمكن الإعتماد على الأخصائي النفسي في أنديتنا و هل توجد عوائق للقيام بدوره إن وجد أصلا؟
......................................................
كلمة حرة:
............................................................