عدد الرسائل : 14822 نقاط التميز : تاريخ التسجيل : 02/04/2008
موضوع: تدريب الهيبوكسيا - محاضرة السبت 7 سبتمبر 2019 - 11:40
تدريب الهيبوكسيا - محاضرة
الدكتور محمد نور الدين أسعد مدرس في معهد التربية البدنية والرياضة بدمشق عضو الأكاديمية الأولمبية السورية
يعد تدريب الهيبوكسيا من التدريبات المهمة في عملية تنظيم التنفس وهي من أهم شروط التقدم في مستوى الانجاز للرياضي وإن مصطلح الهيبوكسيك مركب من جزئين الأول (هيبو Hypo )وتعني أدنى أو نقص والجزء الثاني (أوكسيا – وهو مختصر لكلمة أكسجين Oxia- Oxygen) وتعني الأكسجين وفي النتيجة الهيبوكسيا (Hypoxia) وهي تعني انخفاض نسبة تحرير الأوكسجين إلى أنسجة الجسم أما مصطلح الهيبوكسيا في مجال التدريب الرياضي فيعني النقص في الأوكسجين عند قيام اللاعب بأداء مجهود بدني متواصل مما يؤدي إلى زيادة الدين الأوكسجين ويمكن تدريب الرياضيين على أداء مجهود بدني متواصل مع تقليل في حجم الأوكسجين اللازم بعيداً عن تعرض اللاعب لأمراض قد تحجب عنه كميات الأوكسجين اللازمة ويتم ذلك عن طريق وضع البرامج الخاصة لذلك، ويكون عن طريق تحكم اللاعب في تقليل معدل التنفس. إن هذا النوع من التدريب الرياضي أعطي إهتماما في السنوات الاخيره بعد دورتي الالعاب الاولمبية في طوكيو عام 1964 والمكسيك عام 1968 تعتبر من الأساليب التدريبية ذات التأثير الايجابي لكثير من الفعاليات واللألعاب الرياضية والأنشطة البدنية فخلال الاستعدادات لاولمبياد مدينة مكسيكو وجد اهتماما بالاثار الايجابية المحتمله للضغط المنخفض ومقاومة الهواء على ارتفاع 2300 متر وبضغط بارومتري (569=PB ) للفعاليات الرياضية) التي تتطلب السرعه والقوه مثل القفز , الرمي , العدو السريع القصير ومن جهة اخرى كان واضحا بالاثار السلبية المحتملة للاوكسجينية على هذا الارتفاع لفعاليات التحمل ( المطاولة) مثل ركض المسافات الطويلة اكثر من ميل وقد برهن منذ ذلك الاولمبياد على ان الرقم العالمي الذي سجله اللاعب بوب في الوثب الطويل يمكن ايعازه الى مقاومة الهواء المتناقص في المرتفعات العالية وان الاداء الضعيف نسبيا المعتمد على زمن الانجاز للمسافات الطويلة لاكثر من ميل يمكن ايعازها الى انخفاض نسبة الاوكسجين في الهواء. إن فكرة هذا التدريب تعتمد على تأقلم وتكيف وظائف جسم الرياضي للمتغيرات التي يتعرض لها اللاعب في المرتفعات المتوسطة عن مستوى سطح البحر فكلما زاد الارتفاع عن مستوى سطح البحر انخفض ضغط الهواء وبالتالي Po2 ضغط الأكسجين ، ويكون ضغط الأوكسجين عن مستوى سطح البحر عندما يكون ضغط الهواء 750 مم ز بحدود 160 مم ز أي ( 5/1 حجم الهواء )ويكون ضغطه في الحويصلات الرئوية بحدود 104مم ز أما في المرتفعات فمثلا 3000 م ينخفض Po2 من104 الى 60 -65 مم ز داخل الرئتين مما يتقارب مع ضغطه في الهواء الشهيقي وهذا ما يؤدي الى الإخلال و الصعوبة في التنفس. كما أن تغير قوى الجاذبية يسبب تغيرات فيزيولوجية وبيوكيماوية نتيجة لمقاومة الجاذبية .ولكن من أهم التغيرات الفيزيولوجية في تدريب الهيبوكسيك هو عملية تبادل الغازت في ظروف الضغط الجوي وهنا تكمن صعوبة تكيف الجسم مع المتغيرات التي يتعرض لها الرياضي . ومن الضروري في هذا الموضوع أن نتكلم عن جهاز درئ أكسجين الأنسجة ، فكما أسلفنا سابقا تحدث عملية تبادل الغازات بين الأسناخ ( الحويصلات الرئوية ) والشعيرات الدموية المحيطة بها نتيجة لاختلاف الضغط الجزئي للغازات فيكونPo2 الضغط الأكسجين في الأسناخ 104 مم ز وفي الشعيرات الدموية المحيطة بهاPco2 ( ضغط ثاني أكسيد الكربون ) 40 مم ز ويسمى بتبادل الغازات الخارجي أما التبادل الداخلي فيتم بين الدم الشرياني (شعيرات دموية) وبين خلايا الأنسجة وهنا يكون Pco2 في الأنسجة 45 مم ز بينما يكون في الشعيرات الدموية الشريانية 40 مم ز مما يسهل عملية تبادل الغازات ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هو مصير التبادل الغازي في خلايا الجسم عند انخفاض أو ارتفاع الضغط عن مستوى سطح البحر الجواب نجده في وظيفة جهاز الهيموغلوبين في الدم لأنه عندما يتغير تركيز الأكسجين في الغلاف الجوي بشكل كبير فإن وظيفة الهيموغلوبين الدارئة لا تزال تحافظ على ضغط ثابت في الأنسجة للأكسجين تقريبا وإن ضغط الأكسجين الطبيعي في الأسناخ كما ذكرنا يقارب 104 مم ز ولكن عندما يصعد أحدنا الى جبل أو طائرة فإن ضغط الأكسجين الطبيعي ينخفض الى قيم أقل من نصف هذه الكمية وبالمقابل عندما يدخل أحدنا الى المناطق ذات الهواء المضغوط مثل أعماق البحار أو في حجرات المضغوطة فإن Po2 (ضغط الأكسجين ) يرتفع الى عشرة أضعاف هذه القيم . ومع ذلك فإن Po2 النسج لا تتغير إلا تغيرا قليلا. و بالتالي ، فإن مستوى أكسجين الأسناخ يمكن أن يتغير بدرجة كبيرة من 60 الى أكثر من 500 مم ز Po2 ولايزال ضغط الأكسجين في الأنسجة غير متغيرا أكثر من بضعة ميلليلترات من الطبيعي ، وهذا ما يوضح روعة وظيفة جهاز هيموغلوبين الدم في درئ أكسجين الأنسجة. بعض الأسس التي يجب مراعاتها عند أداء تدريبات الهيبوكسيا . 1-تؤدى تدريبات الهيبوكسيا في جرعة التدريب مع تدريبات السرعة والرشاقة وتحمل السرعة والتحمل العام ولا يفضل أن تؤدى مع تمرينات القوة. 2- استخدام مبدأ التدرج في زيادة الحمل. 3- استخدام مبدأ التموج مثلا في اليوم الأول مقطوعات طويلة نسبياً في اتجاه التحمل العام وفي اليوم التالي تكون مقطوعات التدريب قصيرة نسبياً في اتجاه تحمل السرعة 4- لا يفضل أن تؤدى مجموعات الهيبوكسيا في أربعة أو ثلاث جرعات متتالية وعدم استخدامها لفترة طويلة والملاحظة الدائمة خلال أداء تدريبات وذلك لعدم حدوث الإغماء والغثيان 5- لا يستخدم أكثر من 25- 50 % من الحجم الكلي لجرعة التدريب عند استخدام التدريب بنقص الأكسيجين . 6- يؤدى في تدريب الهيبوكسيك عدد قليل جداً من التكرارات السريعة باستخدام هذه الطريقة مع تحديد السرعة. 7- لا يفضل استخدام تدريبات الهيبوكسيك خلال المسابقات 8- توخي الحذر من تأثير تدريبات الهيبوكسيك على الأداء التقني للعبة وأخير لقد أثبتت الدراسات والبحوث العلمية أن تدريب الهيبوكسيك يحسن من كفاءة الجهاز الدوري التنفسي ويزيد قدرة اللاعب على تحمل الدين الأوكسجين نتيجة تكيف أعضائه الداخلية وظهور الاستجابات الفيزيولوجية و زيادة التمثيل الغذائي من خلال الوحدة الزمنية كذلك الاقتصاد في توزيع الدم داخل العضلة مما يزيد من فاعلتيه.